السبت، 30 يناير 2021

《 لماذا لم يتحدث أو يكتب الإمام شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله عن نسبه على كثرة مؤلفاته من كتب ورسائل وفتاوى ومسائل ولهذا تجد خلافا بين أهل العلم في نسبه هل هو من العرب أم من غيرهم ؟ 》


الجواب: 

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد. 

فالسبب أنه شغل في بيان الحق وفي إفادة الخلق  وذلك في نشر ونصر دين الإسلام الصحيح والدفاع عن نسبه الصحيح الذي يربطه ويقربه إلى الله مولاه   وهو تقوى الله سبحانه وتعالى؛ ومجاهدة نفسه على ذلك ؛ قال تعالى:{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} وقال الله تعالى وتقدس  : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير }.

فالميزان العدل والمقياس الصحيح  والمكيال الراجح بلا منافس ولا مفاضلة هو تقوى الله وهو الذي سوف يسأله الله عنه يوم القيامة يوم الجزاء والحساب وقبل ذلك في قبره حينما يسأله الملكان الكريمان منكر ونكير    .قال الإمام العثيمين رحمه الله بعد ذكره لخلاف أهل العلم في نسبه : " لايهمنا نسبه بل يهمنا  علمه النفيس وما ورثه من علم لايدانيه أحد في عصره أو من بعد عصره"[بنحوه أو مثله ]

----------------------------------------

غازي بن عوض العرماني .

الجمعة، 22 يناير 2021

《 تحريم النعي 》

بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

اما بعد 

فعبارة  [[ بقلوب مؤمنه بقضاء الله وقدرة تنعى أسرة أو  قبيله ........... فقيدها : ..........................]]

هو نعي محرم شرعا بل واتى بلفظ [ تنعى ] 

وأما ان ذكروا أنه مات فلان والصلاة عليه في الجامع  الفلاني فلعله يجوز لإحاطة  الناس علما بالصلاة عليه .

يدل على صحة كلامنا ما روى الترمذي رحمه الله في سننه ( ٩٨٦ ) عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه قَالَ : إِذَا مِتُّ فَلا تُؤْذِنُوا بِي ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ نَعْيًا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْ النَّعْيِ . حسنه الحافظ ابن حجر ، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي 

قال الإمام ابن باز رحمه الله: " حديث حذيفة يدل على النَّهي عن النَّعي، وأنه لا يجوز؛ لأنه من عمل الجاهلية، وهكذا روى الترمذي وجماعةٌ عن ابن مسعودٍ، عن النبيِّ ﷺ أنه قال: إيَّاكم والنَّعي، فإنه من عمل الجاهلية.

والحديث بحاله جيد، وإسناده حسن، كما قال الترمذيُّ، وحديث ابن مسعودٍ يُؤيِّده.

والنعي الذي نهى عنه النبيُّ ﷺ هو ما يفعله أهلُ الجاهلية؛ بجعل مَن يُنادي بمجامع الناس في القبائل: مات فلانٌ، مات فلانٌ؛ لإشهار عظمته، وإشهار منزلته، أمَّا كونه يقول لجماعةٍ: صلُّوا على فلانٍ مات، أو يُعلم أقاربه أو جيرانه حتى يحضروا؛ فلا بأس بهذا، بدليل الحديث الثاني أنَّ النبي ﷺ نعى النَّجاشي، يعني: أخبر بموته، فإنه لما تُوفي جاءه الوحي بوفاته فقال للصَّحابة: إنَّ النَّجاشي قد مات، ودعاهم إلى الصَّلاة عليه، فصلُّوا عليه في المصلَّى.

فإخبار الناس وإخبار الجيران والأقارب أنه مات فلانٌ حتى يحضروا لا بأس به، وليس من النَّعي، فالنعي الذي كان يفعله أهلُ الجاهلية هو إعلانه من خلال ركابٍ يطوف على الناس في القبائل، وفي محلاتهم ودورهم: أنَّ فلانًا قد مات؛ إعظامًا لشأنه عند الجاهلية، كأن يكون رئيسَ قومه، أو ما أشبه ذلك " [ انتهى كلامه رحمه الله من موقعه الرسمي].

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

--------

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني .

مساء يوم الجمعة ٩ / ٦ / ١٤٤٢ هجري. 

السبت، 9 يناير 2021

《 موعظة لإخواننا محبي الشيلات والغناء 》


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد:


فلايجتمع القرآن الكريم وسماع الغناء الاثيم 

وقد وردت ادلة تحرم الغناء والمعازف 

ففي سورة لقمان الآية ( ٦ ) قوله تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} فقد اقسم كبار علماء الصحابة رضي الله عنهم كإبن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم ان المراد ب"لهو الحديث "هو الغناء.

قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:"ما ذكر تعالى حال السعداء ، وهم الذين يهتدون بكتاب الله وينتفعون بسماعه ، كما قال [ الله ] تعالى : { الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد }[ الزمر : ٢٣ ] ، عطف بذكر حال الأشقياء الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله ، وأقبلوا على استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب ، كما قال ابن مسعود في قوله تعالى : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث } قال : هو - والله - الغناء .

قال ابن جرير : حدثني يونس بن عبد الأعلى ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني يزيد بن يونس ، عن أبي صخر ، عن أبي معاوية البجلي ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي الصهباء البكري ، أنه سمع عبد الله بن مسعود - وهو يسأل عن هذه الآية : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله } - فقال عبد الله : الغناء ، والله الذي لا إله إلا هو ، يرددها ثلاث مرات .

حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا صفوان بن عيسى ، أخبرنا حميد الخراط ، عن عمار ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي الصهباء : أنه سأل ابن مسعود عن قول الله : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث } قال : الغناء .

وكذا قال ابن عباس ، وجابر ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، ومكحول ، وعمرو بن شعيب ، وعلي بن بذيمة .

وقال الحسن البصري : أنزلت هذه الآية : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم } في الغناء والمزامير ".

إنتهى كلامه رحمه الله[ بتصرف يسير ].

وقال الله تعالى وتقدس في سورة النجم الآية( ٦٠ ) معددا بعض صفات الكفار:

{ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ }

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:"{ وتضحكون } منه استهزاء وسخرية ، { ولا تبكون }أي : كما يفعل الموقنون به ، كما أخبر عنهم : { ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا } [ الإسراء : ١٠٩ ]

ثم قال سبحانه وتعالى:

{ وَأَنتُمْ سَامِدُونَ } 

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:" وقوله : { وأنتم سامدون } قال سفيان الثوري ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : الغناء ، هي يمانية ، اسمد لنا : غن لنا . وكذا قال عكرمة .

وفي رواية عن ابن عباس : {سامدون } : معرضون . وكذا قال مجاهد ، وعكرمة . وقال الحسن : غافلون . وهو رواية عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب . وفي رواية عن ابن عباس : تستكبرون . وبه يقول السدي" .

وفي صحيح السنة 

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة )[ رواه البخاري رحمه الله تعليقا بصيغة الجزم حديث رقم (٥٥٩٠)، ووصله الطبراني والبيهقي رحمهما الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة حديث رقم ( ٩١) 

وروى الترمذي رحمه الله في سننه عن جابر رضي الله عنه قال:( خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخيل، فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه، فوضعه في حجره ففاضت عيناه، فقال عبد الرحمن: أتبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ قال: إني لم أنه عن البكاء، وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنَّة) قال الترمذي: هذا الحديث حسن، وحسنه الامام الألباني رحمه الله في صحيح الجامع حديث رقم ( ٥١٩٤) وقال الرسول صلى الله عليه و سلم: ( صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة)[إسناده حسن كما في السلسلة الصحيحة ( ٤٢٧ )] وقال الرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف) [ صحيح بمجموع طرقه، السلسلة الصحيحة حديث رقم(٢٢٠٣ )] وقال الرسول الله عليه وسلم: ( إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر ) [صحيح، صحيح الجامع حديث رقم (١٧٠٨)]. والكوبة هي الطبل، أما القنين هو الطنبور بالحبشية . وروى أبو داوود رحمه الله في سننه عن نافع رحمه الله أنه قال: "سمع ابن عمر مزماراً، قال: فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئاً؟ قال: فقلت: لا قال: فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع مثل هذا! فصنع مثل هذا" [ حديث صحيح، كما في صحيح أبي داوود رحمه الله حديث رقم( ٤١١٦ )]. و علق على هذا الحديث العلامة القرطبي رحمه الله قائلاً: "قال علماؤنا: إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال، فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم!" وذلك عند تفسيره للاية في تفسيره المسمى( الجامع لأحكام القرآن للقرطبي).

فالكتاب والسنة والإجماع على تحريم الغناء وأما من خالف ولم يخالف إلا شاذ فقد خالف كلام الله سبحانه و تعالى وخالف سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين. 

أيها الإخوة 

يا عباد الله:

الله الله 

فنحن في دار سفر 

وظعن 

وارتحال فالدنيا ليست دار مقامة واستقرار ..

فهي الدنيا 

وغيرها الآخرة

فحيهلا على جنات عدن ..فإنها منازلك الاولى وفيها المخيم ...

ايها الاخوة الكرام:

السكر وام الخبائث : هي خمر البدن وسكره...

واما الغناء: فهو خمر الروح وسكرها .

...

استعدوا للقاء الله بالاعمال الصالحة ..فاليوم عمل وغدا حساب وجزاء ..

فقد فاز والله وربح

بل طوبى 

 لمن وجد في صحيفة اعماله توحيد وسنة وطاعة 

وخسر وخاب من وجد شركا وبدعة ومعصية ...

يامسكين 

لايغرك الامل فتنسى الطاعة والعمل ..

انظر يمينك 

ويسارك 

ومن حولك 

وانظر

جيرانك 

واقرباءك

اتاهم ملك الموت وهم في غفلة

كفى بالموت واعظا 

فهم الآن 

مرتهنون باعمالهم

فلاانيس لهم الا صالح اعمالهم 

الله الله

 بالاعمال الباقيات الصالحات وكثرة الاستغفار ومداومة الطاعات.

اللهم إننا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ونسألك السلامة لنا ولإخواننا من الشيلات والأناشيد والغناء 

{ ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب }

( يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك)

يامعلم آدم وابراهيم علمنا ويامفهم سليمان فهمنا 

 اللهم اننا نسألك علما نافعا وعملا صالحا وحسن الخاتمة. 

ونسألك العافية والسلامة من مذهب ومعتقد ومنهج وسلوك الخوارج من إخوانية أو غيرهم من فرق الخوارج الذين استحلوا دماء المسلمين وكفروهم ونسألك العافية والسلامة من الملاحدة والليبرالية الذين يزينون الفواحش والاثام. 

آمين 

.............

غازي بن عوض العرماني .

《 الفرق بين الرحمة التي هي صفة ذاتيه لله سبحانه وتعالى والرحمة التي هي خلق من خلق الله سبحانه وتعالى 》

 


      بسم الله الرحمن الرحيم 



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 


فقد أتى هذا السؤال ونصه : " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله وبياكم شيخنا الحبيب أعزكم الله

أحسن الله إليكم شيخنا

 إننا نعلم أن صفات الله ليست مخلوقة و لكن جاء  في الحديث: (إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة..)  

و سؤال: ما الفرق بين الرحمة المخلوقة والرحمة التي هي صفة الله 

و جزاكم الله خيرا ".

فكان الجواب - بعد فضلالله ورحمته وكرمه وجوده واحسانه وتوفيقه - ما يلي :

آمين ولكم بمثل ؛أقول : إن من قواعد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ان أسماء الله وصفاته توقيفية أي تؤخذ من خبر الله سبحانه وتعالى في كلامه المنزل القرآن الكريم ومن كلام الرسول وسنته صلى الله عليه وسلم فلا إجتهاد ولا إعمال للرأي والقياس أو الإتيان بها بالحجج العقلية لأن هذا الأسماء والصفات أمور غيبية لا مدخل للعقل فيها فهي فوق طاقة البشر ويعجزون عن معرفة الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى الا بخبر الوحي من كلام سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم 

ومصداق ما ذكرنا ما ثبت في السنة من حديث الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وفيه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( ، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك ، أو أنزلتَه في كتابِك ، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك ) .

 أخرجه أحمد  ( ٣٧١٢) وإبن حبان ( ٩٧٢) و الطبراني ( ١٠٣٥٢) .

وصححه الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة حديث رقم( ١٩٩ ) .

فتبين من هذا الحديث أن أسماء الله الحسنى وصفاته العلى منها :

١-

( سميت به نفسك ) : أي  ذكر الله هذا الاسم في كلامه سبحانه و تعالى المنزل غير المخلوق وهو القرآن الكريم. 

٢-

( أو علمته أحدا من خلقك ) أي ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم بإخبار الله سبحانه وتعالى وحيا لرسوله صلى الله عليه وسلم. 

٣-

( أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) .

فلم يرد في الكتاب أو السنة بل هو من أمور الغيب التي استأثر الله بعلمها .

فتبين أن لا اجتهاد ولاراي ولا اعمال فكر ولا حجج عقلية يستفاد منها أو يؤخذ عنها اسم أو صفة لله تعالى وتقدس بل سبيل ذلك الوحي المنزل وما عدى ذلك فباطل لا يقره شرع صحيح ولا يقبله عقل سليم صريح. 

ولذا فتقسيم علماء الاسلام صفة الرحمة الى هذين الصفتين فهموه من نصوص الوحي فعلى طلاب العلم الرجوع إلى كلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى ما كتبه وقرره كبار شيوخ الاسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى و علماء السلف مثل[ نذكرهم على سبيل التمثيل لا الحصر ] : عبدالله بن المبارك ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل والاوزاعي وسفيان الثوري وإبن تيميه ومحمد بن عبدالوهاب و الألباني وابن باز والجامي والعثيمين ومقبل والنجمي   وربيع وغيرهم كثير 

رحم الله الأموات وحفظ الله الأحياء ونفعنا الله واياكم بعلمهم...فعنهم ننقل ومنهم نستفيد .

وهاتان الصفتان هما : 


                    (  أولا  ) 

صفة الرحمة الذاتية المختصة بالله سبحانه وتعالى من إدلتها قول الله تعالى وتقدس: { الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم } 

{ الرحمن على العرش استوى} { 

وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }{ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا } { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا}{  إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }

إلى غير ذلك من الآيات التي أثبتت صفة الرحمة الذاتية لله تعالى وتقدس. وهذه الصفة ليست مخلوقة، وصف له، مثل: العلم والقدرة والحكمة، بل هذه أسماء لله و أوصاف ذاتية مثل  الرحمن الرحيم . 

     

                (  ثانيا  )  


وأما الرحمة المخلوقة التي

خلقها جل وعلا، وجعلها من عموم مخلوقاته يرحم بها عباده، أنزل منها رحمة واحدة، منها ما حصل لهم من التعاطف والتراحم والتعاون وما حصل من المآكل والمشارب والمساكن والهواء والماء، كل هذا من رحمته سبحانه وتعالى  فهذه مخلوقة، وهي من آثار رحمته التي هي وصفه عز وجل و الرحمة المخلوقة من صفة الفعل كالخلق.

 ودليلها ما ثبت في الصحيحين  من حديث الصحابي الجليل  أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعًا وتسعين رحمةً، وأرسل في خلقه كلهم رحمةً واحدةً، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة، لم ييئَس من الجنة، ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمَن من النار) هذه رواية البخاري رحمه الله في صحيحه( ٦٤٦٩) 

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم رحمه الله حديث رقم  ( ٢٧٢٥)  :  ( إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )




            ( فائدة علمية : ضابط التفريق بين هاتين الصفتين ) 


قال الإمام ابن باز رحمه الله:

" ما كان بالاختيار والمشيئة فهذه وصف فعل، وما كان لا يتعلق بالمشيئة فهذا يقال له وصف الذات، وصف ذاتي، فالرحمة المخلوقة نشأت عن المشيئة، فالوصف الذاتي الذي هو قائم به سبحانه وصف ذاتي كالعلم ولا يتعلق بالمشيئة كالعلم والقدرة والوجه واليد وأشباه ذلك مما هي أوصاف ذاتية ملازمة " [ انتهى كلامه رحمه الله من موقعه الرسمي  ] 

وفي مجموع فتاوى الإمام العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ( ٨ / ٤٣٠ )  يقول رحمه الله  : "  أنزل رحمة من رحمتك : الرحمة نوعان:

١ - رحمة هي صفة الله؛ فهذه غير مخلوقة وغير بائنة من الله عز وجل، مثل قوله تعالى: { وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ }، ولا يطلب نزولها.

٢ - ورحمة مخلوقة، لكنها أثر من آثار رحمة الله؛ فأطلق عليها الرحمة؛ مثل قوله تعالى في الحديث القدسي عن الجنة: ( أنت رحمتي أرحم بك من أشاء )  " انتهى كلامه رحمه الله .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

----------------------------------------

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني 

جرى تحريره يوم السبت الموافق ٢٥ جمادي الأولى ١٤٤٢ هجري.

الاثنين، 4 يناير 2021

《 الإجابة عن الأسئلة العقدية بعد الانتهاء من شرح كتاب الصفات الإختيارية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله 》

بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

إن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢ ].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: ١ ].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: ٧٠-٧١ ].

أما بعد :

فهذه أسئلة وجهت إلى الشيخ غازي بن عوض العرماني بعد إتمام شرح كتاب  الصفات الاختيارية في عام ١٤٤٢ وإليكم هذه الاسئلة :-

يقول السائل :-


أحسن الله إليكم .


ما سبب تأليف كتاب الصفات الاختيارية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ؟


الجواب :


 لم يذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله سبب تأليفه لهذه الرسالة كما ذكر سبب تاليفه لرسالة التدمرية وأن كان السبب فيما يظهر لي واحد وهو كثرة وجود طوائف وفرق المعطلة الجهمية    ؛ يضاف إلى ماسبق  ومن خلال الإطلاع عليها لعله يتبين لنا أن سبب كتابتها أمور منها :

               ( أولا  ) 

بيان معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح أهل الإسلام الصحيح في الصفات الإختيارية   مدعما قوله بالإدلة من كلام سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم و ماأثر عن سلف الأمة الصالح وبيان ما يؤيد ذلك بالحجج العقلية. 

              ( ثانيا  )

الرد على الفلاسفة والمعطلة الجهمية   ومنهم المعتزلة و الكلابية [ الأشاعرة ] وبيان فساد توجههم الفكري وبطلان شبههم التي يسمونها حججا عقلية وتفنيدها. 


                  ( ثالثا ) 

 هذه الصفات قليل من يفرق بينها وبين الصفات الذاتية أو الفعلية الأخرى حتى من المنتسبين إلى أهل السنة والجماعة بل ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ما نصه  : " وشاع النزاع في ذلك بين عامة المنتسبين إلى السنة من أصحاب أحمد وغيرهم. وقد ذكر أبو بكر عبدالعزيز في كتاب (الشافي) عن أصحاب أحمد في معنى أن القرآن غير مخلوق قولين، مبنيين على هذا الأصل:

أحدهما: أنه قديم، لا يتعلق بمشيئته وقدرته.

والثاني: أنه لم يزل متكلماً إذا شاء" . " والنزاع في هذا الأصل بين أصحاب مالك، وبين أصحاب الشافعي، وبين أصحاب أبي حنيفة، وبين أهل الظاهر أيضاً: فداود بن علي صاحب المذهب وأئمتهم على إثبات ذلك، وأبو محمد بن حزم على المبالغة في إنكار ذلك " .

إنتهى كلامه رحمه الله من كتاب [درء تعارض العقل والنقل( ٢ / ١٨ - ٢٠ )] 

بل رأيت ممن اعرف بعضهم من  طلاب العلم  من عنده جهل وخلط في هذا الأصل العظيم . وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن نفسه في ثنايا رسالته الصفات الإختيارية قوله :" ولكن [ هذه المسألة ] و [مسألة الزيارة]  وغيرهما : حدث من المتأخرين فيها شُبَه 

وأنا وغيري : كنا على مذهب الآباء في ذلك ؛ نقول في  الأصلين  بقول أهل البدع .

فلما تبين لنا ما جاء به الرسول : دار الأمر بين أن نتبع ما أنزل الله ، أو نتبع ما وجدنا عليه آباءنا فكان الواجب  هو اتباع الرسول " ثم قال رحمه الله فيها موضحا كلامه السابق:

" فهذا بعض ما يبين أن  الفاتحة ، أم القرآن : اشتملت على بيان المسألتين المتنازع فيهما:  مسألة الصفات الاختيارية ، ومسألة الفرق بين الزيارة الشرعية والزيارة البدعية.

والله تعالى هو المسؤول أن يهدينا وسائر إخواننا إلى صراطه المستقيم ، صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا ".انتهى كلامه رحمه الله من رسالة الصفات الإختيارية.



السؤال الثاني :- 

ما معنى الصفات الاختيارية ؟

ولماذا قيل اختيارية؟* *ولم يقل الصفات الإلهية


الجواب : 

نأت إلى  تعريف الصفات الإختيارية يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في تعريفه للصفات الإختيارية : 

" وهي الأمور التي يتصف بها الرب عز وجل فتقوم بذاته[ ردا على المعتزلة لأنهم ينكرون جميع صفات الله تعالى وتقدس ] بمشيئته وقدرته[ ردا على الكلابية الأشاعرة لأنهم ينكرون قدرة الله ومشيئته ؛ مثل كلامه]*، وسمعه، وبصره، وإرادته، ومحبته، ورضاه، ورحمته، وغضبه، وسخطه، ومثل خلقه، وإحسانه، وعدله، ومثل استوائه، ومجيئه، وإتيانه، ونزوله، ونحو ذلك من الصفات التي نطق بها الكتاب العزيز، والسنة‏" . إنتهى كلامه رحمه الله من مقدمة رسالة الصفات الإختيارية.


والجواب عن : 


لماذا قيل الصفات الإختيارية ؟ 


لوقوعها بإختيار  الله ومشيئته  متى شاء وكيف شاء .

والصفات الإختيارية صفات آلهية لكن جرى ذكر هذا الاسم لبيان معنى هذه الصفات وانها أحد صفات الله سبحانه وتعالى  كما أنها  أحد الصفات التي تقوم بذات الله بمشيئة الله وقدرته وليست كل صفات الله .

فصفات الله منها 

ماهو ذاتي .مثل الوجه واليد والقدم والساق 

ومن ماهو ذاتي فعلي مثل الخلق والرزق 

ومنها ماهو ذاتي فعلي متعلق بمشيئة الله تعالى وقدرته وهي المعروفة بالصفات الإختيارية.

مثل سمعه وبصره وكلامه .

والفرق بين الصفات الذاتية و الصفات الفعلية و الصفات الإختيارية. 

ان الصفات الذاتيه خبريه لازمة للذات لاتنفك عنه بوجه .

و الصفات الفعلية و الصفات الإختيارية  منها ماهو متعدي[  مثل السمع والبصر والكلام والخلق] 

ومنها ماهو لازم [مثل الاستواء والنزول والمجئ ]

 وقد اجتمعت في قوله  تعالى وتقدس :{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ } والتعدي واللزوم لايختص بالصفات الفعلية فقط بل يشمل الصفات الذاتية .  

 ومنها ما ثبت دليله في النقل[ إدلة الكتاب والسنة ] واشترك العقل في اثباته مثل السمع والبصر والكلام و الخلق ..

ومنها ما ثبت دليله في إدلة النقل فقط[ الكتاب والسنة]  مثل  كالاستواء والنزول والمجئ .


السؤال الثالث :-

هل تفضلت علينا يا شيخ غازي بنبذة عن هذا الكتاب ؟


الجواب:

هذه الرسالة تتحدث عن الصفات الإختيارية وادلتها من الكتاب والسنة وإجماع المسلمين بالإضافة إلى الحجج العقلية التي تؤيدها وتفند أقوال منكري هذه الصفات من فلاسفة ملاحدة ومعطلة جهمية   . 

ومن ثم ذكر الفرق المخالفة  المنكرة لهذه الصفات وتفنيد شبهتها العقليه بإدلة النقل والعقل .


السؤال الرابع 

هل يعد من تعلم هذا الكتاب أتقن جميع مسائل توحيد الأسماء والصفات ؟

الجواب :

ذكرنا في أحد الاجابات سابقا أن الصفات الإختيارية هي أحد صفات الله المتعلقة بذات الله والقائمة بذات الله تعالى ربنا وتقدس والتي تقوم بمشيئة الله وقدرته. 

فالصفات الذاتية لابد من تعلمها 

و كذلك الصفات الفعلية 

ولا يكفي تعلم الصفات الإختيارية فقط بل يجب تعلم جميع هذه الصفات ويتم دراستها وكذلك دراسة الشبه التي أحدثها الفلاسفة واذنابهم المتكلمة المعطلة الجهمية من غلاة الجهمية والمعتزلة و الكلابية الأشاعرة. 


السؤال الخامس 

ما قولكم في من يقول : لماذا لا تركزون على توحيد الالوهية واما توحيد الاسماء والصفات ويكتفى بفهم المعنى وتفويض الكيف وأم تأليف الكتب في هذا الباب من الرد على اهل البدع

الجواب :

هذا السؤال لايقوله طالب علم فضلا عن أهل العلم. 

فاقسام التوحيد الثلاثة [ الربوبية والالوهية والاسماء والصفات ] بينها تطابق ولزوم وتضمن فلا ينفك بعضها عن بعض بل كلها وبمجموعها وحدة واحدة وكل لا يتجزء أنظر قول كفار قريش في قول عز وجل :{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا }

قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:" أي : لا نعرف الرحمن . وكانوا ينكرون أن يسمى الله باسمه الرحمن ، كما أنكروا ذلك يوم الحديبية حين قال النبي صلى الله عليه وسلم للكاتب : " اكتب بسم الله الرحمن الرحيم " فقالوا : لا نعرف الرحمن ولا الرحيم ، ولكن اكتب كما كنت تكتب : باسمك اللهم; ولهذا أنزل الله : { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى } [ الإسراء : ١١٠ ] أي : هو الله وهو الرحمن . وقال في هذه الآية : { وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن } ؟ أي : لا نعرفه ولا نقر به؟ { أنسجد لما تأمرنا } أي : لمجرد قولك؟ { وزادهم نفورا }، أما المؤمنون فإنهم يعبدون الله الذي هو الرحمن الرحيم ، ويفردونه بالإلهية ويسجدون له ". إنتهى كلامه رحمه الله.

--------------------

* ملحوظة : مابين [ ] القوسين في تعريف الصفات الإختيارية جرى تحريره من قبلنا زيادة في الايضاح والبيان .


............

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني .


وتم تسجيل هذه الأجوبة صوتيا ، فمن أراد أن يستمع صوتيا فعليه بزيارة هذا الرابط الموجود في الأسفل :-


https://j.top4top.io/m_1830ycp8r0.m4a



وصلى الله وسلم على النبي محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 

١٤٤٢/٥/٢٠هـ

الجمعة، 1 يناير 2021

الرد على من أنكر قبول هدية الكفار في أعيادهم

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم أما بعد:-

هذا حوار جرى لفضيلة الشيخ غازي بن عوض العرماني - حفظه الله - وفيه ما يلي :-

سائل يقول :- 


اطلعت على فتواكم في مسألة قبول هدايا الكفار في عيدهم زادكم الله من فضله . 

وقد اطلعت على فتوى لأحد المشايخ يضعف القول الأول وذكر ان الآثار التي ذكرها شيخ الإسلام رحمه الله كلها مابين عدم الثبات والضعف . 

وقد ذكر في آخر فتواه أن هذا الباب لو فُتِحْ مع جهل المسلمين وخاصة في الدول الكافرة قد يغتر كثير من المسلمين ويظنون ان دينهم على صواب كذلك كالدين الإسلامي !!. 

وصدق الشيخ فهذا نشاهده اليوم عياناً عند كثير من المسلمين هنا والله المستعان . 

فما قولكم في هذه المسألة ؟

 رفع الله قدركم وزادكم من فضله .


فأجاب فضيلة الشيخ غازي بن عوض العرماني في رسالة صوتية مسجلة فيها ما يلي :-

للاستماع يرجى الضغط على هذا الرابط: 

https://i.top4top.io/m_1827d82kw0.m4a

وعلق السائل بعد استماعه لإجابة الشيخ :-


جزاكم الله خيراً شيخنا الكريم على هذا التوضيح والبيان والنصيحة الغالية ، 

ونسأل الله العليَّ القدير أن يمنَّ علينا بالعلم النافع والعمل الصالح وأن يتجاوز عنَّا وأن لايعاملنا بعدله 

وأن يختم لنا على السُنَّة الغراء 

وأن يتوالانا برحمته وعفوه إنه جوادٌ كريم ، 

زادكم الله من فضله شيخي الكريم 

ورفع قدركم في الدارين ، 

وسامحنا شيخنا الكريم ولاتنسونا من صالح دعائكم ، نفع الله بكم الإسلام والمسلمين ، 

وجزاكم الله خير مايجازي عباده الصَّالحين .