الأحد، 15 نوفمبر 2020

《 أهمية سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والطاعن فيها طعن في الإسلام 》

 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

اما بعد : 


فقد ثبت في السنة في مسند الإمام أحمد وفي سنن الترمذي وابن ماجه رحمهم الله بألفاظ متقاربة من حديث الصحابي الجليل المقدام بن معدي كرب قوله صلى الله عليه وسلم :( يوشِكُ أنْ يقعُدَ الرجلُ مُتَّكِئًا على أَرِيكَتِهِ ، يُحَدِّثُ بحديثٍ مِنْ حديثي ، فيقولُ : بينَنَا وبينَكُمْ كتابُ اللهِ ، فما وجدْنا فيه مِنْ حلالٍ اسْتَحْلَلْناهُ ، وما وجدَنا فيه مِنْ حرامٍ حرَّمْناهُ ، ألَا وإِنَّ ما حرَّمَ رسولُ اللهِ مثلَ ما حرَّمَ اللهُ ) وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي رحمه الله حديث رقم ( ٢٦٦٤ ) وفي صحيح الجامع حديث رقم  ( ٨١٨٦ )  

وعليه فقد جرى إطلاعنا على تغريدة للمدعو تركي الحمد في حسابه الرسمي في تويتر والمؤشر له ب[علامة صح ] باللون الازرق مما يدل على صدورها من قبله ونصها :  

" قبل أن ننتقد الصور المسيئة لرسولنا الكريم، عليه السلام، علينا أن ننتقد تراثنا الذي وفر المادة الحية لهذه الرسومات، وأولها صحيح البخاري..من خلال هذا الكتاب، ومقارنته بالقرآن الكريم، أجد أنه يتناقض معه تماما " .

لذا نقول ردا عليه :

من انتقد صحيح البخاري رحمه الله والذي ضم وأحتوى بين دفتيه ما صح من اقوال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم  وافعاله وتقريراته فقد أراد الطعن في  كلام  الرسول صلى الله عليه وسلم واحاديثه وسنته ومن أراد الطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أراد :

 

                  (  أولا  )

الطعن في ذات الله ورد لخبر الله وتكذيبا له والله تعالى وتقدس يقول وقوله الحق :{ وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي }  .


                   (  ثانيا  )

الطعن في دين الإسلام؛ فالإسلام مبني على إدلة الوحيين- كتابا وسنة-والسنة مؤكدة ومكملة ومتممه  ومبينة لكلام الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم المجيد  وفيها أحكام  لم يأت ذكرها في القرآن الكريم 

 فمن طعن في السنة أراد هدم دين الإسلام وشرائعه وشعائره .

 


               ( ثالثا )

الطعن في رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم ونبوته وتكذيبا له .


               (  رابعا  )

ان في طريقة الطعن هذه خرق لاتفاق المسلمين وإجماعهم ومشاققة لسبيل المؤمنين والله تعالى وتقدس يقول:{ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا }.

وذلك أن أحاديث صحيح البخاري رحمه الله قد تلقتها أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالقبول .



             (  خامسا )

أن هذا الأسلوب فيه نوع الحاد وفساد معتقد و من ثم لا يقبل قول صاحبه ولادعواه بل يجب رده وذلك   للعلم بجهل المتكلم  وانحراف قوله فكريا .

فأسأل الله الحي القيوم ذا الجلال أن يهديه أو 

أن يكفي المسلمين شره. 

اللهم ان هذا دينك وهذا رسولك الكريم صلى الله عليه وسلم ولاحول ولاقوة إلا لنا بك اللهم فانتصر لدينك ورسولك وارنا في من تعدى على كلام رسولك الكريم صلى الله عليه وسلم  عجائب قدرتك.

اللهم بصر  ولاة أمرنا بحاله .

وسلطهم على شر مقاله  ف"آل سعود "  أهل التوحيد والسنة وانصارها وسيوفها أبا عن جد .

يالله . 

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

...............

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني .

صباح يوم السبت ٢٨ ربيع الأول ١٤٤٢ هجري. من وفي  مملكة التوحيد والسنة ؛ المملكة العربية السعودية حرسها الله و ملكها خادم الحرمين الشريفين  وولي عهده الأمين. 

الأربعاء، 11 نوفمبر 2020

《 ضــــــــــــــوابـــــط في تــعزيــــة الـــمــبتـــدع 》


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 


فإن تعزية المبتدع إذا تضمنت الأمور التالية:


               ( اولا  )

 إذا كان فيها مصلحة راجحة،


             (  ثانيا  )

وتيقن أن حاله للصلاح أقرب ولم تبدر منه بوادر تظهرسوء طويّته،


               ( ثالثا ) 

 أو محاربة صريحة للسنة،


              ( رابعا ) 

ولم يُعلم منه تحريض ضد ولي الأمر،


               ( خامسا )

وكانت التعزية سرا خوفا من انخداع العوام و الجهلة بحاله فيتبع بضلاله،


             ( سادسا )

 وكانت من لدن ولي الأمر لسعيه بوأد فتنته وعلمه بما بدر منه من شر سابقا ولاحقا،



جازت،


وإلا


 فالأصل المنع من ذلك...



    

           ( وأهل العلم  )



لابد أن يكون لهم بيان واضح في كشف حال أهل الأهواء والبدع  خوفا من تلبيسهم في دين الله -على من لاعلم عنده- بأفكارهم المنحرفة وضلالاتهم التي نسبوها للإسلام والإسلام برئ منها...


وما القاعدة وداعش عنا ببعيد،


وقبلها: تفرع  أبناء السفاح [ الفرق التكفيرية]

من الأم الفاجرة أقصد (جماعة الإخوان الخارجية).



كتبه:  غازي بن عوض العرماني 

جرى تحريره في  :  

يوم السبت ٣٠ ربيع الثاني ١٤٣٨ هجري .

السبت، 7 نوفمبر 2020

《 علامة الإخوانية الخوارج ومن شابههم من فرق الضلال وصف مشايخ السنة السلفيين بالإرجاء 》



     بسم الله الرحمن الرحيم 

نحمد الله ونستعينه ونستغفره ونصلي ونسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما:

اما بعد   

فيلاحظ كل غيور على دعوة التوحيد والسنة [ الإسلام الصحيح ] وجود فئام  ينبزون مشايخ السنة السلفيين بالإرجاء والقائم بهذه الفرية هم  الجماعات التكفيرية الخوارج وهذا ليس بمستغرب منهم ف" علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر " .

قال الإمام أحمد رحمهُ اللهُ : "وأما الخوارج فإنهم يسمون أهل السنة والجماعة مرجئة وكذبت الخوارج في قولهم بل هم المرجئة يزعمون أنهم على إيمان وحق دون الناس ومن خالفهم كافر"[طبقات الحنابلة ( ١ / ٣٦ )]

 فأهل التكفير :

يكفرون ويبدعون وفق امزجتهم بعيدا عن ضوابط الشرع وإدلته..

وقد لحقني شيئا من نبزهم وتعييرهم  فاتهمت بالارجاء  

ومذهبي في باب الإيمان  وفق معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف  الصالح ولله الحمد 

 فالإيمان عندي

" تصديق بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالجوارح والأركان؛ يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية واستثني في الإيمان أي أقول بجواز عبارة مؤمن إن شاء الله  "

وقد سئل الإمام أحمد رحمه الله :  " عمن قال : الإيمان يزيد وينقص فقال : هذا برئ من الارجاء " 

قال الإمام البربهاري رحمه الله  [شرح السنة( ١٣٢)] : " من قال الإيمان قول وعمل يزيد وينقص فقد خرج من الإرجاء كله أوله وآخره "

واقول : ها هي جميع مؤلفاتي من كتب ورسائل تحارب الإرجاء وقد سلمنا  بفضل الله ورحمته  من الأخطاء في مسائل الإيمان خاصة و  في جميع مسائل   عقيدة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح المبنية على إدلة الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة  وما عليه إجماع المسلمين - ثبتنا الله  وإياكم على التوحيد والسنة ورزقنا الله وإياكم حسن الخاتمة  - وسبب  نبزي وتعييري بهذه الالقاب هو الوقوف ضد فكر وخطر و محدثات الجماعات المنحرفة فكريا ومحاربتي لانتشارها في بلاد المسلمين و جرى منا اعلان تضليلهم وتفنيد شبهات  مذهبهم الفاسد المبني على   تكفير المسلمين و ما ينتج عنه من استحلال دماء الأبرياء من مسلمين ثم ذميين ومعاهدين 

ووقوفي بالإدلة الشرعية دفاعا عن ولاة امور المسلمين عموما وخاصة ولاة أمرنا آل سعود في ردي لفرية وظلم الظالمين من الجماعات التكفيرية في تجويز الخروج عليهم  وسعي في بيان فساد توجهاتهم وفضح رموزهم بالإدلة .

وولاة أمرنا " آل سعود " 

لهم فضل علي وعلى أهل التوحيد والسنة في هذا العصر  

فقد وصلني ووصل كل موحد سني سلفي منهم دعوة التوحيد الخالصة والسنة الصافية مع تعليمهم لنا  الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالحين مع مانعيشه في مملكة التوحيد والسنة المملكة العربية السعودية في أمن وأمان واطمئنان ..

ولاأذيعكم سرا وهذا من التحدث بنعم الله علينا وبيان فضله العميم وخيره العظيم  سبحانه وتعالى إنني قمت بالذب والدفاع عن عرض شيوخ الإسلام مثل : 

ابن تيميه

 وابن القيم

 ومحمد بن عبدالوهاب

 و الألباني 

وربيع المدخلي 

 ومحمد امان الجامي رحمهم الله وحفظ الله الأحياء منهم .

فالطعن في هؤلاء طعن في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ...

وماذكرته عن نفسي - أعاننا الله وإياكم  واعاذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا- إلا ليطمئن كل من قرأ شيئا من مؤلفاتنا أو استمع صوتياتناحرصنا على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة لا نقوله تزكية لنا لكن ليعلم براءتنا من إتهام جماعات التكفير ورموز الخوارج لنا وسلامتنا منه وتعلمون خطر هذه الجماعات وافرادها و تسنمهم الإعلام وتأثيرهم على فكر الجهلة بحالهم والجهلة بعلوم الشرع .

و ربنا الله تعالى وتقدس ووصف بأن له ولد وصاحبة وشريك تعالى ربنا وتقدس وفي كلامه المنزل غير مخلوق وفيه بيان كذب هؤلاء الكفرة وإيضاح انحرافهم بإدلة باهرة وحجج قاهرة يذعن لها كل مؤمن ومؤمنة ويسلم ويصدق

وهكذا ملائكة ربنا ومنهم جبريل عليه الصلاة و السلام ناله من اليهود والروافض هكذا انبياء الله ورسله وآخرهم وافضلهم رسولنا الكريم الصادق الأمين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

وانظروا سير شيوخ الإسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى فكل لم يسلم من الأذى والإبتلاء 

فالدنيا دار ابتلاء واختبار - ثبتنا الله وإياكم على التوحيد والسنة وحسن الخاتمة - 

وممن أوذي في الله  ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبدالوهاب والألباني والجامي ومقبل الوادعي والنجمي والعثيمين و ابن باز وربيع المدخلي وعبيد الجابري رحم الله الأموات وحفظ الله الأحياء  ونفعنا الله واياكم بعلمهم 

رزقنا الله وإياكم الصبر والرضا وأحسن الله لنا ولكم الخاتمة. 

ووفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة 

وقد كتبت هذه الرسالة تفنيد شبهة اتهم فيها كل سني سلفي فدفاعي هو دفاع عن مشايخ السنة اتباع السلف الصالح ممن هو برئ من فجورهم.

{    وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ يوسف : ٥٣] جعلنا الله وإياكم ممن رحمه ربنا وغفرله وعفا عنه 

{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }[ آل عمران : ٨ ] .

فهؤلاء الخوارج حينما رأوا أن مشايخ السنة وصفوا امراضهم القلبية المعنوية بدقة متناهية 

وكشفوا عن عللهم وفضحوهم بين الأشهاد ووضحوا كيفية العلاج من دائهم وحذروا منهم 

بحق وعلم وعدل وصدق وإنصاف فماكان من هؤلاء الظلمة الفجرة إلا الكذب والبهتان والإفتراء انظروا خير مثال لكلامنا وهو الإمام الألباني رحمه الله فقد سئل رحمه الله -  كما في[  الشريط رقم ( ٧٨٥ ) بالفتوى رقم ( ١٥ )] -  عن كتاب : (ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي لسفر الحوالي ) هل رأيته ؟

قال – رحمه الله –  : رأيته فقيل له : الحواشي – يا شيخنا – خاصة الموجودة في المجلد الثاني ؟!

فقال الشيخ : كان عندي – أنا – رأي صدر مني يوماً ما منذ نحو أكثر من ثلاثين سنة حينما كنت في الجامعة [الإسلامية] وسئلت في مجلس حافل عن رأيي في جماعةالتبليغ ؟

فقلت يومئذ : "صوفية عصرية" و الآن خطر في بالي أن أقول بالنسبة لهؤلاء الجماعة الذين خرجوا في العصر الحاضر وخالفوا السلف - وأقول هنا تجاوباً مع كلمة الحافظ الذهبي - خالفوا السلف في كثير من مناهجهم.

فبدا لي أن اسميهم : خارجية عصرية ، فهذا يشبه الخروج الآن حين نقرأ من كلامهم - لأنهم في الواقع - كلامهم ينحو منحى الخوارج في تكفير مرتكب الكبائر " إنتهى كلامه رحمه الله 

ولما كان  المردود عليه من رموز الإخوانية الخوارج كانت النتيجة كما ذكر  - رحمه الله –:[في كتابه "الذب الأحمد عن مسند الإمام أحمد" صفحة ( ٣٢ - ٣٣) في معرض كلام له على الطاعن في مسند الإمام أحمد] حيث قال : " إن الرجل حنفي المذهب ، ماتريدي المعتقد ، ومن المعلوم أنهم لا يقولون بما جاء في الكتاب والسنة وآثار الصحابة من التصريح بأن الإيمان يزيد وينقص وأن الأعمال من الإيمان ، وعليه جماهير العلماء سلفاً وخلفاً ما عدا الحنفية ؛ فإنهم لا يزالون يصرون على المخالفة ؛ بل إنهم ليصرحون بإنكار ذلك عليهم ، حتى إن منهم من صرح بأن ذلك ردة وكفر – والعياذ بالله تعالى – فقد جاء في ( باب الكراهية ) من "البحر الرائق " –لابن نجيم الحنفي – ما نصه( ٨ / ٢٠٥)  :" والإيمان لا يزيد ولا ينقص ؛ لأن الإيمان عندنا ليس من الأعمال " – ثم قال الشيخ الألباني - : وهذا يخالف – صراحة – حديث أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم سئل : أي العمل أفضل ؟ قال :" إيمان بالله ورسوله .. " - الحديث – أخرجه البخاري –وغيره- ، وفي معناه أحاديث أخرى ترى بعضها في "الترغيب"( ٢ / ١٠٧)  . وقد فصل شيخ الإسلام ابن تيمية وجه كون الإيمان من الأعمال ، وأنه يزيد وينقص – بما لا مزيد عليه- في كتابه "الإيمان " ، فليراجعه من شاء البسط . أقول : هذا ما كنت كتبته من أكثر من عشرين عاماً ؛ مقرراً مذهب السلف ، وعقيدة أهل السنة – ولله الحمد – في مسائل الإيمان ، ثم يأتي – اليوم – بعض الجهلة الأغمار ، والناشئة الصغار : فيرموننا بالإرجاء  فإلى الله المشتكى من سوء ما هم عليه من جهالة وضلالة وغثاء " انتهى كلامه رحمه الله. 

واستئناسا بهذه القصة وبما قاله الإمام أحمد عن الإمام ابن المبارك رحمه الله فقد : قيل لابن المبارك-رحمه الله: ترى الأرجاء؟ قال: أنا أقول: الإيمان قول وعمل، فكيف أكون مرجئاً"[ السنة للخلال( ٣ / ٥٦٦)].

وفي مسند اسحاق بن راهوية رحمه حديث رقم ( ١١٣٤ )قَالَ : وَقَالَ شَيْبَانُ لِابْنِ الْمُبَارَكِ : "  يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، مَا تَقُولُ فِيمَنْ يَزْنِي وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ وَنَحْوَ هَذَا ، أَمُؤْمِنٌ هُوَ ؟ قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ : لَا أُخْرِجُهُ مِنَ الْإِيمَانِ ، فَقَالَ : عَلَى كِبَرِ السِّنِّ صِرْتَ مُرْجِئًا ؟ فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، إِنَّ الْمُرْجِئَةَ لَا تَقْبَلُنِي ، أَنَا أَقُولُ : الْإِيمَانُ يَزِيدُ ، وَالْمُرْجِئَةُ لَا تَقُولُ ذَلِكَ ، وَالْمُرْجِئَةُ تَقُولُ : حَسَنَاتُنَا مُتَقَبَّلَةٌ وَأَنَا لَا أَعْلَمُ تُقُبِّلَتْ مِنِّي حَسَنَةٌ " .

فهذان الخبران عن هؤلاء الأئمة جعلني أقدم في كتابة هذه الرسالة 

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

----------

كتبه : غازي بن عوض العرماني .

الجمعة، 6 نوفمبر 2020

《 هل الصانع من أسماء الله الحسنى ؟ وهل يصح وصف الله بهذا اللفظ ؟ 》

بسم الله الرحمن الرحيم 

[ تعتبر هذه الرسالة تابعة لشرحنا لكتاب " الصفات الإختيارية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه " ]

.............

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل واشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد :

فقد أحببنا إيضاح إشكالية تقع عند بعض إخواننا طلاب العلم في لفظ ( الصانع ) هل هو من أسماء الله الحسنى فيسمى الله فيه ويدعى فيه أم لا ؟ 

قولان لأهل العلم 


    《 القول الأول 》


عند جماعة من أهل العلم عدوه من أسماء الله الحسنى 

منهم قَوَّامُ السنة الأصبهاني والبيهقي وابن منده وغيرهم ممن لم نذكرهم بالإسم واستدلوا بقول الله عزَّ وجلَّ: {  صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ }

واستدلوا بالسنة بما رواه الصحابي الجليل حذيفة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله عزَّ وجلَّ صنع كل صانع وصنعته) .[ صححه الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحةحديث رقم ( ١٦٣٧) وفي تخريج كتاب السنة حديث رقم ( ٣٥٧) .

وصححه الإمام مقبل الوادعي رحمه الله في الصحيح المسند حديث رقم ( ٣٠٥ )]

وينظر: 

 [(الحجة في بيان المحجة للأصبهاني ( ١ / ١٥٩) والاسماء والصفات للبيهقي ( ١ / ٧٣ )]


   《 القول الثاني 》   


انه يصح وصف الله فيه أو الإخبار عنه ب ( الصانع ) دون تسميته في هذا اللفظ عملا بإدلة أصحاب القول الأول ووجهوا هذه الإدلة في تضعيف أصحاب القول الأول وتقوية قولهم بامور منها :   

 .وكذلك اسم الصانع لا يقال أنه من أسماء الله - عز وجل -؛ لأن الصّنع منقسم إلى ما هو موافق للحكمة، وإلى ما هو ليس موافقا للحكمة، والله سبحانه وتعالى يصنع وله الصنع سبحانه، كما قال {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} وهو سبحانه يصنع ما يشاء وصانِعٌ ما شاء كما جاء في الحديث «إِنّ اللهَ صَانِعٌ مَا شَاءَ» سبحانه وتعالى، ولكن لم يُسَمَّ الله - عز وجل - باسم الصانع لأنّ الصُّنع منقسم.

أيضا اسم المتكلم، المتكلم لا يقال في أسماء الله - عز وجل - المتكلم؛ لأن الكلام الذي هو راجع إلى الأمر والنهي، منقسم: إلى أمر لما بما هو موافق للحكمة؛ أمر بمحمود، وإلى أمر بغير ذلك، ونهي عمّا فيه المصلحة؛ نهي عمّا فيه الخير، ونهي عن ما فيه الضر، والله سبحانه وتعالى نهى عمّا فيه الضرر، ولم ينهَ عما فيه الخير، بل أمر بما فيه الخير، ولذلك لم يسمَّ الله - عز وجل - بالمتكلم.

هذه كلها أطلقها المتكلمون على الله - عز وجل -، فسموا الله بالقديم، وسموا الله - عز وجل - بالمتكلم، وسموا الله - عز وجل - بالمريد، وسموا الله - عز وجل - بالصانع، إلى غير ذلك من الأسماء التي جعلوها لله - عز وجل -.

فإذا تبين لك ذلك فإن الأسماء الحسنى هي ما اجتمعت فيها شروط الحسن والكمال والجمال .

والفرق بين اسم الخالق والصانع يتبين في أمور منها 

- الخالق جاء في النص 

والصانع لم يأت في النص.

واما من جهة المعنى فالصنع فيه كلفة وليس ممدوحاً على كل حال، والخَلق هذا إبداع وتقدير فهو ممدوح

ويضاف إلى ماسبق :

ان الخلق منقسم إلى مراحل، وأمّا الصنع فليس كذلك؛ {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} فالخلق يدخل من أول المراحل، والصنع بخلافه

وكذلك الصانع تأت بمعنى الكمال، وتأتي بمعنى النقص، فصانع الخمر وصانع آلات اللهُو، وصانع الأصنام، هذا كله نقص، فالصناعة، والصنع يكون كمالًا، ويكون نقصًا، فالذي يضاف إلى الله الكمال، فالله خالق لكل صانع، وصنعته.

فقد يقول قائل : إنها لا تدخل في أسماء الله ، بل تقيد بالكمال، فيطلق عليه من ذلك أكمله فعلًا، وخبرًا.

وأما اسم الخالق فيشتمل على كمال ليس فيه نقص، وأما اسم الصانع فإنه يطرأ عليه أشياء فيها نقص من جهة المعنى ومن جهة الانفاذ، فلذلك جاء اسم الله الخالق ولم يأت في أسماء الله الصانع.وقد ورد عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قوله :" قال ابن تيميه: ولهذا غلط من سماه بالصانع عند الإطلاق بل هو الفعال لما يريد؛ فإن الإرادة والفعل والصنع منقسمة، ولهذا إنما أطلق على نفسه من ذلك أكمله فعلًا وخبرًا."ثم أمر آخر هنا، وهو ما كان من هذا القبيل الصفة المنقسمة، كيف يصنع بها، قال -رحمه الله- لم تدخل بمطلقها في أسمائه بل يطلق عليه منها كمالها، ومثل قال: كالمريد والفاعل والصانع، فإن هذه الألفاظ لا تدخل في أسمائه، إذًا هي غير داخلة في أسمائه، والصفات التي دلت عليها لا تدخل بمطلقها في صفاته، ولا أيضًا تنفى عنه، وإنما ما الذي يفعل؟ يثبت منها كمالها لله -تبارك وتعالى- وينزه -عز وجل- عن النقص الذي تدل عليه، فلا تُثبَت بالإطلاق ولا تُنفَى بالإطلاق، وإنما يُثبَت له -تبارك وتعالى- منها كمالها، يثبت له منها -تبارك وتعالى- كمالها "

مواضع في مجموع الفتاوى وكتاب الصفات الإختيارية له رحمه الله. 

قال الإمام ابن القيم رحمه الله :"ولهذا أطلق الله على نفسه أفعالاً لم يتسم منها بأسماء الفاعل، كأراد فلا تكون من أسمائه المريد السميع، وشاء وأحدث ولم يسم نفسه، ولم يسم في نص صحيح بالمريد والشائي والمحدث، كما لم يسم نفسه بالصانع والفاعل والمتقن، وغير ذلك من الأسماء

"وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتق له من كل فعل اسمًا، وبلغ بأسمائه زيادة على الألف، فسماه الماكر، والمخادع، والفاتن، والكائد، ونحو ذلك".[مدارج السالكين( ٣ / ٤١٥) بتصرف يسير].

و يتبع ماسبق :

ان من قواعد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في باب اسماء الله الحسنى وصفاته العلى :  

[ ان باب الصفات أوسع من باب الأسماء، وباب الإخبار أوسع من باب الصفات]

فلذا يصح وصف الله تعالى وتقدس أو الإخبار عنه ب( الصانع ) دون تسميته بذلك 

قال الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى وتقدس:{ صنع الله الذي اتقن كل شئ إنه خبير بماتفعلون } :" الفائدة الثالثة : جواز إضافة الصنع إلى الله ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾.

ولكن هل يؤخذ منه إثبات اسم الصانع لله أو لا؟ 

لا يؤخذ منه، ولكنه يُخبر به عن الله،

 فيقال: إن الله تعالى صانع كل شيء، على سبيل الخبرية، 

وأما إثبات اسم الصانع فلا.

على أنه يوجد في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وكلام ابن القيم رحمه الله دائمًا كلمة (الصانع)، والظاهر أنهم أرادوا بهذا مخاطَبة الكلام بمثلما يتكلمون به، ولذلك يقولون مثلًا: إثبات الصانع يدل عليه كذا وكذا.

مع أننا نرى أن الأولى والأفضل ألا يثبت حتى بهذا اللفظ، بل يقال: إثبات الخالق دل عليه كذا وكذا، والخالق جاءت في القرآن، وهو أبلغ من الصانع. 

إنما على كل حال، الإخبار عن الله بأنه صانع مضافًا إلى التعميم مثل: صانع كل شيء، هذا جائز لا بأس به، والناس يقولون في عباراتهم العامية: (صانع كل مصنوع)، هذا خبر صحيح، أما أن تجعله اسمًا من أسماء الله، فلا؛ لأنه يُفرّق بين الاسم وبين الخبر " انتهى كلامه رحمه الله.

والذي يظهر لي قوة القول الأخير وبه قال كبار علماء الاسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى وتجدهم عملوا واعملوا قواعد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في باب الأسماء والصفات 

فاسماء الله حسنى وبالغة في الكمال والجمال والجلال حسنها 

وهي توقيفية تؤخذ من كلام سبحانه و تعالى ومن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم

وله فيها الحمد والمدح والثناء الكامل المطلق من جميع الوجوه

 فندعوه بها ..

ونؤمن ونسلم ونعتقد جازمين مدركين لمعنى هذه الأسماء والصفات مفوضين للكيف على الوجه اللائق بربنا بلا تمثيل ولا تعطيل ولاتحريف ولا تكييف ولا تأويل باطل...

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

----------------------------------------

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني 

صباح يوم الخميس ١٩ / ٣ / ١٤٤٢ هجري. 

《 الحذر من عبارة [ الإنسان مسير وليس مخير ] على جهة الاطلاق لتضمنها محاذير شرعية 》


        بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فيكثر ذكر عبارة ( الإنسان مسير وليس مخير ) 

وهذا خطأ يمس قضاء الله وقدره 

فالقدر سر الله 

وفي السلسلة الصحيحة للإمام الألباني رحمه الله حديث رقم ( ٣٤ ) عن الصحابي الجليل  ابن مسعود رضي الله عنه  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا ذُكر أصحابي فأمسكوا ، وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا ) . 

والإيمان بقضاء الله وقدره ركن من أركان الإيمان الستة 

كما في الصحيح من 

 حديثُ جبريل عليه الصلاةوالسلام  المشهور حين سأل النبي  صلى الله عليه وسلم  عن الإِيمَان، فقال  صلى الله عليه وسلم :( الإِيمَان أَنْ تُؤْمِنَ بِالله وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ) 

قال الطحاوي رحمه الله:

 " وأصل القدر سر الله تعالى في خلقه، لم يطلع على ذلك ملك مقرب، ولا نبي مرسل، والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان، وسلم الحرمان، ودرجة الطغيان، فالحذر كل الحذر من ذلك نظراً وفكراً ووسوسة، فإن الله تعالى طوى علم القدر عن أنامه، ونهاهم عن مرامه، كما قال تعالى في كتابه: { لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } فمن سأل: لم فعل؟ فقد رد حكم الكتاب، ومن رد حكم الكتاب؛ كان من الكافرين."[ متن الطحاويه] .

و " أصل القدر سر الله في خلقه، وهو كونه أوجد وأفنى، وأفقر وأغنى، وأمات وأحيا، وأضل وهدى. قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه: القدر سر الله فلا نكشفه. 

والذي عليه أهل السنة والجماعة: أن كل شيء بقضاء الله وقدره، وأن الله تعالى خالق أفعال العباد.

قال تعالى: { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }  وقال تعالى: { وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً } .

وأن الله تعالى يريد الكفر من الكافر ويشاؤه، ولا يرضاه ولا يحبه، فيشاؤه كوناً، ولا يرضاه ديناً.

وخالف في ذلك القدرية والمعتزلة، وزعموا: أن الله شاء الإيمان من الكافر، ولكن الكافر شاء الكفر، فردوا إلى هذا لئلا يقولوا: شاء الكفر من الكافر وعذبه عليه ! ولكن صاروا: كالمستجير من الرمضاء بالنار . فإنهم هربوا من شياء فوقعوا فيما هو شر منه ! فإنه يلزم أن مشيئة الكافر غلبت مشيئة الله تعالى، فإن الله قد شاء الإيمان منه - على قولهم - والكافر شاء الكفر، فوقعت مشيئة الكافر دون مشيئة الله تعالى! ! وهذا من أقبح الاعتقاد، وهو قول لا دليل عليه، بل هو مخالف للدليل.

وأما الأدلة من الكتاب والسنة: فقد قال تعالى: { وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } وقال تعالى: { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } وقال تعالى: { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } وقال تعالى: { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً }  وقال تعالى: { مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }  وقال تعالى: { فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ } [ من شرح الطحاويه لإبن أبي العز الحنفي رحمه الله بتصرف ومن أراد زيادة العلم في هذه المسألة فعليه الرجوع لهذا الكتاب  ]

ومن خلال السبر والتقسيم تصبح العبارات ثلاث 

هي  :


            [  الأولى ]


( الإنسان مسير وليس مخير )

وهذا قول الجبرية ومنهم الكلابية الأشاعرة ويعنون بهذه العبارة أنهم اجبروا على الفعل والقول حتى فعل المعاصي والذنوب .

              

               [ الثانية ]

( الإنسان مخير وليس مسير)

  وهذا قول القدرية نفاة القدر 

ومن هؤلاء المعطلة الجهمية كالمعتزلة ويزعمون انهم يفعلون اعمالهم وظاهر كلامهم أنهم يصفون الله بالعجز 

تعالى الله وتقدس عما يقولون علوا عظيما ..


           [ الثالثة ]

( الإنسان مسير ومخير في وقت واحد ).

وهذا قول أهل الإسلام الصحيح  أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح   

قال الله تعالى وتقدس:

{ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا }

قال البغوي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: 

"إنا هديناه السبيل"، أي بينا له سبيل الحق والباطل والهدى والضلالة، وعرفناه طريق الخير والشر. "إما شاكراً وإما كفوراً"، إما مؤمناً سعيداً وإما كافراً شقياً. وقيل: معنى الكلام الجزاء، يعني: بينا له الطريق إن شكر أو كفر".[ يعتبر تفسير البغوي عند كبار علماء الاسلام  مع تفسير الطبري وإبن كثير والسعدي من التفاسير المعتمدة الصحيحة عند أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ]

" والإنسان مخير ومسير مخير؛ لأن الله أعطاه إرادة اختياريه وأعطاه مشيئة يتصرف بها في أمور دينه ودنياه, فليس مجبراً ومقهوراً لا، بل له اختيار وله مشيئة وله إرادة كما قال سبحانه وتعالى:{ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}  وقال-سبحانه- :{ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ } { وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}  وقال-سبحانه-: {  تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }  وقال-سبحانه-: { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ}  فالعبد له اختيار وله إرادة وله مشيئة لكن هذه الإرادة وهذه المشيئة لا تقع إلا بعد مشيئة الله عز وجل  فهو-جل وعلا- المصرف لعباده، والمدبر لشئونهم فلا يستطيعون أن يشاءوا شيئاً أو يريدوا شيئاً إلا بعد مشيئة الله له وإرادته الكونية القدرية سبحانه وتعالى ، فما يقع في العباد وما يقع منهم كله بمشيئة من الله سابقة وقدر سابق, فالأعمال, والأرزاق, والآجال, والحروب, وانتزاع الملك, وقيام الملك, وسقوط دولة, وقيام دولة كله بمشيئة الله عز وجل كما قال-جل وعلا-: {  قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }  عز وجل .

فالمقصود أنه-جل وعلا- له إرادة في عباده و مشيئة لا يتخطاها العباد, ويقال له الإرادة الكونية والمشيئة فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن, ومن هذا قوله-سبحانه-: { فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ }  قال-تعالى-: { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} . فالعبد له اختيار وله إرادة ولكن اختياره وإرادته تابعتان لمشيئة الله وإرادته عز وجل ، فالطاعات بقدر الله والعبد مشكور عليها ومأجور, والمعاصي بقدر الله والعبد ملوم عليها ومأزور، آثم ، والحجة قائمة، والحجة لله وحده سبحانه وتعالى:{  قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } عز وجل ،{ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ } فهو-سبحانه-لو شاء لهداهم جميعاً ولكن له الحكمة البالغة حيث جعل لهم قسمين كافراً ومسلماً.

وكل شيء بإرادته عز وجل ومشيئته، فينبغي للمؤمن أن يعلم هذا جيداً وأن يكون على بينة في دينه، فهو مختار له إرادة وله مشيئة يستطيع يأكل يشرب ، يضارب, يتكلم ، يطيع, يعصي, يسافر, يقيم, يعطي فلان ويحرم فلان ، إلى غير هذا هو له مشيئة في هذا وله قدرة، ليس مقهوراً ولا ممنوعاً، ولكن هذه الأشياء التي تقع منه لا تقع إلا بعد سبقها من الله، بعد أن تسبق إرادة الله -جل وعلا- ومشيئته لهذا العمل :{ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}  وهو-سبحانه- الذي مسير لعباده، كما قال عز وجل : { هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ } فهو مسير لعباده, وبيده نجاتهم وسعادتهم، وضلالهم وإهلاكهم، هو المتصرف بعباده يهدي من يشاء ويضل من يشاء-سبحانه- يعطي من يشاء ويحرم من يشاء، يسعد من يشاء ويشقي من يشاء، لا أحد يعترض عليه عز وجل، فينبغي لك يا عبد الله أن تكون على بصيرة في هذا الأمر, وأن تتدبر كتاب ربك, وسنة نبيك- عليه الصلاة والسلام- حتى تعلم هذا واضحاً في الآيات والأحاديث.

فالعبد مختار وله مشيئة وله إرادة, وفي نفس الأمر ليس له شيء من نفسه بل هو ملك لله عز وجل  مقدور لله سبحانه وتعالى ، ينبئه كيف يشاء عز وجل مشيئة الله نافذة وقدره السابق ماض فيه ولا حجة له في القدر السابق فالله يعلم أحوالهم ولا تخفى عليه خافية سبحانه وتعالى ، وهو المستحق للعبادة والمدبر لشؤونهم جل علا، وقد أعطاهم إرادة ومشيئة واختياراً يتصرفون بها "[ من كلام ابن باز رحمه الله من موقعه الرسمي بتصرف يسير ] .


وعلى المسلم :

الإيمان والتسليم والرضا والصبر بقضاء الله وقدره وفي السنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 ( لو أنَّ اللهَ عذَّبَ أهلَ سماواتِهِ وأهلَ أرضِه لعذَّبَهم وهو غيرُ ظالِمٍ لهم ، ولو رحِمَهم لكانَتْ رحمَتُهُ لهم خيرًا من أعمالِهِم ، ولو أنفقْتَ مثلَ أحُدٍ ذهبًا في سبيلِ اللهِ ما قَبِلَهُ اللهُ منكَ حتى تؤمِنَ بالقدَرِ ، فتعلَمَ أنَّ ما أصابَكَ لم يكن ليُخْطِئَكَ ،وما أخطأكَ لم يكن ليُصِيبَكَ ، ولو مِتَّ على غيرِ هذا لدخَلْتَ النارَ ) 

صححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الجامع حديث رقم ( ٥٢٤٤) من حديث الصحابيين الجليلين  أبي بن كعب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

-------------------

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني .

صباح يوم الجمعة ٢٠ ربيع الأول ١٤٤٢ هجري.