الجمعة، 30 أكتوبر 2020

《 إيضاح الحق في الرد على جاهل بالشرع في محاولته إباحة عيد الميلاد وتفنيد الشبه التي ذكرها 》

 بسم الله الرحمن الرحيم 

  الحَمدُ لِلَّهِ نَستَعِينُهُ وَنَستَغفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِن شُرُورِ أَنفُسِنَا مَن يَهدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَن يُضلِل فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ يَقرَأُ ثَلَاثَ آيَاتٍ,: (يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُسلِمُونَ)، (يَا أَيٌّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ, وَاحِدَةٍ, وَخَلَقَ مِنهَا زَوجَهَا وَبَثَّ مِنهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيكُم رَقِيبًا)، (يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَولًا سَدِيدًا يُصلِح لَكُم أَعمَالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطِع اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزًا عَظِيمًا) 

أما بعد 

فقد أطلعت على رسالة صوتية لجاهل ضال يبيح فيها أعياد الميلاد وينشر ذلك في وسائل التواصل الاجتماعي بين المسلمين ممن لا يعرف حكم هذه الأعياد المبتدعة المتبع فيها ملل الكفر و تحقيق لرغبة طلاب العلم في تفنيد إيرادته الضالة وشبهه المنحرفة فقد يسر الله لنا كتابة هذه الرسالة إيضاح للحق بالإدلة الشرعية 

 والرد على ما تضمنته من أهواء وتفنيد شبهاتها وقد وضعت الرسالة المردود عليها بين قوسين هكذا ( ... )والرد يقع خارج هذه الأقواس 

  فأقول وبالله التوفيق:

قال صاحب الرسالة : ( أنا اليوم بوصل لكم قناعتي بيوم الميلاد )

الجواب عن هذه العبارة:

تضمنت هذه الفقرة من رسالة هذا الجاهل أمورا محرمة شرعا ومنكرة عقلا منها:

                اولا :

نشره لهذه الرسالة وإعلانها بين المسلمين وترويجها محاولة منه لإضلال عدد كبير من شباب المسلمين  وهذا من الفاعل منكر عظيم   .

                    ثانيا :

طريقته هذه فيها تمهيد لانكار الشرع  فاوامر الدين ونواهيه المستند فيها على الادلة النقلية المبنية على الوحي - كتابا وسنة -  كأنها لم تعجبه وذهب إلى فكره المنحرف ليبيح له بواسطة عقله  آراء شطح فيها  

  عن سنن الله الكونية والشرعية وخالف فيها العقلاء فجعل هذه العبارة كالمقدمة للدخول  له في تجويز الحرام وتحريم الحلال .


ثم قال  :

( طبعا الناس هذه اللي تتكلم تتكلم من مبدأ سلم عقلك للغير )

فالجواب:

من هو هذا ( الغير ) لفظ فيه اجمال وتعبير يعتريه الغموض وينتج عنه اشكالات متعددة واحتمالات متنوعة وأحكام مختلفة فهو يحتمل رد كلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وكلام علماء الاسلام المبني على إدلة الكتاب والسنة النبوية والإجماع .

ثم قال :  

 ( وخذ فتوى من شخص انت غير مقتنع فيه وامش عليها وانت مغمض عيونك وانا رجل ارفض المبدأ هذا  لعدة أمور :

أنا رجل وهبني عقل

الله سبحانه وتعالى وهبني عقل و وهبك انت عقل اساس انك تفكر فيه ما تسلم عقلك للناس وتمشي وراهم بس أي كان هذا الشخص ما في اي شخص بالدنيا انه نمشي وراه تبع مغمضين عيونا دون ادنى تفكير  )

فالجواب:

الله سبحانه و تعالى أمر بالرجوع إلى أهل العلم فقال تعالى: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }[الآية ٤٣ : سورة النحل ]

وأهل الذكر هم علماء الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالح فيخرج من تعريفهم رموز الإخوانية القرامطة ونظائرهم 

والعقول من رجل إلى رجل تختلف خفة ورجاحة وصلاح وفساد وسلامة وخبث وخير وشر ومسلم وكافر ومنافق   فضبط العقول ومقياسها وميزانها لا يتم إلا بالرجوع إلى كلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بفهم سلف الأمة الصالح   

والإسلام أتى بما تحار فيه العقول لا بما تحاربه العقول فرد شريعة الله بحجة أن عقلك لا يقبلها هذا إنحراف فكري أتى من عقل ناقص فاسد وأما العقول الصحيحة السليمة فتؤيد شرع الله وتأتمر بأوامره وتنتهي بنواهيه   وتذعن وتسلم له وتخضع وتذل وتحبه إيمانا صادقا يخالط بشاشة القلوب السليمة قال الله تعالى:   { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا }[ الآية ٣٦ : سورة الاحزاب ]وأما المنحرف فلا سبيل إلى تقويمه بعد اعوجاجه إلا بتوفيق من الله قال الله تعالى:{ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }[الآية ٥٦ : سورة القصص]

وسبيل الهداية واضح لمن أراده يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:     

قال الرسول  ﷺ:(  تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك) .

وقال ﷺ: ( ما بعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم ) . خرجه مسلم في صحيحه. وقال ﷺ:(  تركت فيكم أمرين لن تضلوا أبدا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي) .

ففي كتاب الله الأمر بالدعوة إلى دين الله، دين الحق الذي لا يقبل سبحانه من البشر سواه قال تعالى: { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الآية ١٢٥ : سورةالنحل] ، وقال تعالى: { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [الآية ١٩ : سورةآل عمران] وقال سبحانه:{ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [الآية ٨٥ : سورة آل عمران] 

فالدعوة يجب أن تكون إلى الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى دين الإسلام 

وليست دعوة إلى أهواء مختلفة وآراء متضادة متنوعة فيها الشر والضرر على بني آدم عليه الصلاة و السلام في دنياهم وآخرتهم 


ثم قال : ( الله سبحانه وهبنا عقل والا كان جرد بعض الناس من العقول واعطى بعض الناس عقول وقال الله اتبعوا بعض الناس هذه 

انا ضد هذا المبدأ نهائيا )

فالجواب:

وهب الله  العقل   فأنعم به عز وجل على الإنسان ونعمة العقل هي تلك النعمة التي ميز الله عز وجل بها الإنسان عن سائر الكائنات الأخرى وهي من فضل تكريم الله  لبني آدم عليه الصلاة و السلام  والعقل هي تلك الميزة التي تجعل الإنسان مكلفاً فخطاب التكليف كما هو معروف قد نزل على العقلاء من آدم عليه الصلاة و السلام  لأن أساس فكرة التكليف هي أن يميز الإنسان بين الخطأ و الصواب أي أن يكون لديه القدرة على عملية الاختيار و التحديد - بعد قضاء الله الكوني القدري -  ثم يكون جزاءه على أساس ما أختاره فالعقل يتم  التفريق فيه بين الخطأ و الصواب وبين التصرف الخاطئ والتصرف الصحيح ويظهر الفرق  النافع و الضار والمصلحة والمفسدة .

ومن رحمة الله سبحانه وتعالى 

ان أمر بطاعته وبطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم 

قال الله تعالى وتقدس:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }[ الآية ٨٧ : من سورة النساء ]

وقال تعالى وتقدس:

{ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ }[ الآية ٣٢ : سورة آل عمران]

قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:

" ثم قال آمرا لكل أحد من خاص وعام : ( قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا ) أي : خالفوا عن أمره ( فإن الله لا يحب الكافرين ) فدل على أن مخالفته في الطريقة كفر ، والله لا يحب من اتصف بذلك ، وإن ادعى وزعم في نفسه أنه يحب لله ويتقرب إليه ، حتى يتابع الرسول النبي الأمي خاتم الرسل ، ورسول الله إلى جميع الثقلين الجن والإنس الذي لو كان الأنبياء - بل المرسلون ، بل أولو العزم منهم - في زمانه لما وسعهم إلا اتباعه ، والدخول في طاعته ، واتباع شريعته" 

وقال تعالى:

 { قُلۡ أَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُوا۟ ٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡا۟ فَإِنَّمَا عَلَیۡهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَیۡكُم مَّا حُمِّلۡتُمۡۖ وَإِن تُطِیعُوهُ تَهۡتَدُوا۟ۚ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَـٰغُ ٱلۡمُبِینُ ( ٥٤ )

وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمۡ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَیَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَیُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِینَهُمُ ٱلَّذِی ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَیُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنࣰاۚ یَعۡبُدُونَنِی لَا یُشۡرِكُونَ بِی شَیۡـࣰٔاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَ ٰ⁠لِكَ فَأُو۟لَـٰۤئكَ هُمُ ٱلۡفَـٰسِقُونَ (٥٥) وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِیعُوا۟ ٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ (٥٦) لَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مُعۡجِزِینَ فِی ٱلۡأَرۡضِۚ وَمَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمَصِیرُ} الآية ٥٤ - ٥٧:: سورة النور ] فأمر الله سبحانه وتعالى بطاعة كلامه القرآن الكريم وطاعة كلام  رسوله صلى الله عليه وسلم وهي سنته صلى الله عليه وسلم  ورتب على هذه الطاعة الهداية لكل خير والبعد عن السر والسعادة في الدارين والأمن والأطمئنان والإستخلاف والتمكين في الأرض إلى غير ذلك من نعم لا تعد ولا تحصى وما سقناه من آيات على سبيل التمثيل لا الحصر فقد تواتر الآيات والأحاديث في الأمر بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم  

ثم قال :

( يوم الميلاد يوم مو مربوط بأي شيء عقائدي يعني مو مثلا زي عيد المسيح وعيد بعض الاديان اللي عندها أعياد يحتفلون بها المسلمين زي رأس السنة وهذا الشيء محرم وكلنا متفقين عليه كمسلمين )

فالجواب:


يوم الميلاد 

أو عيد الميلاد 

يوم مقدس عند النصارى وهو من شعائرهم التي عرفوا بها واشتهروا فيها والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : [ من تشبه بقوم فهو منهم ] .[ أخرجه أبو داود رحمه الله ( ٤٠٣١)  واللفظ له، وأحمد رحمه الله ( ٥١١٤) وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود رحمه الله ] 

وتحريمك ل[ أعياد رأس السنة ] هذا يدل على بذرة خير وإيمان لكن اوتيت من جهلك فعيد الميلاد هو كذلك من شعائر النصارى  والادلة  في تحريمه هي عين الأدلة في تحريم [ عيد المسيح وعيد رأس المتفق على تحريمه ] 

ثم نقول لك :  تقول انك لا تسلم عقلك لأي انسان ونشاهدك في فعلك هذا سلمت واستلمت لفساد معتقد النصارى كفى الله المسلمين شرهم .


ثم قال : 

 (ولكن لو انا رسالة وصلتني رسالة ولا رسالتين ويعلم الله فوق ١٠٠ رسالة كلها رسالة قوية وحادة وحبيت انوه على هذا الموضوع 

انا رجل باحث في هذا الموضوع وقاري في هذا الموضوع )

أقول: فإلى أين ذهب فيك عقلك وبحثك إلى ديانة النصارى والإعجاب فيها والعمل بما فيها ونشرها بين المسلمين تحت حجج عقلية واهية أوهى من بيت العنكبوت 

أهذا مااداه بحثك أن أيدت ملل الكفر ونشرتها  ونصرتها وعملت بما فيها ...أهكذا أمرك الله وأمرك رسوله صلى الله عليه وسلم وأمرك كبار علماء الاسلام 

ما هذا التخبط في المقالات وفي نشر ضلالات أهل الكتاب بين المسلمين 

أتريد إضلال إخوانك من المسلمين تحت ترهات فكرية منحرفة 

اتق الله وارجع عن غيك وضلالك . 

ثم قال : ( بما أنت مقتنع بعلماء معنين وتاخذ بأراءهم وتأخذ بنصيحتهم حتى نحن كذلك عندنا علماء نقتدي فيهم ونقتنع بكلامهم وفتاويهم)

فالجواب:

علماء الإسلام فتاواهم مبنية على إدلة الكتاب والسنة وإجماعهم على تحريم على هذا العمل وهم متفقون على تبديع فاعله وتضليله وفتاواهم مشهورة منشورة من أراد الحق رجع إليها ؛ وأما إن تضع أفكار ملاحدة النصارى أقوالا فترد بها على فتاوى كبار علماء الاسلام المحرمة لفعلك وتجعلها مساوية لها ثم بعد ذلك لك حق إختيار المفتي أو الفتوى فهذا كلام باطل وفيه تهوين لشعائر الإسلام وفيه رد لاحكام العلماء المبنية على نصوص الوحيين وعدم رضاك بإجماعهم مما يشعر بأن ثمت خلل عقدي وقعت فيه فيجب التوبة والرجوع عن قولك هذا فهو عين ديانة النصارى 

ولعلمنا بجهلك لم نبدعك بل نقول ببدعة فعلك وضلالك اعاذنا الله وإياكم من الأهواء المضلة يقول الله تعالى : { افنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون } [ الأية ٣٥ : سورة القلم ] قال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: 

" وأن حكمته تعالى لا تقتضي أن يجعل المسلمين القانتين لربهم، المنقادين لأوامره، المتبعين لمراضيه كالمجرمين الذين أوضعوا في معاصيه، والكفر بآياته، ومعاندة رسله، ومحاربة أوليائه".

             

ثم قال : 

(  لذلك سياسة اني لا اوريكم الا ما ارى هذه غلط )

فالجواب:

اقول ترد فتاوى كبار علماء الاسلام المبنية على نصوص الوحيين ثم تجعل كلامهم هو عين كلام فرعون في قوله تعالى وتقدس { قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ }[ الآية ٢٩ : سورة غافر ]

أنظر فقه هذه الآية في قول الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: " فقوله :  {ما أريكم إلا ما أرى} كذب فيه وافترى ، وخان الله ورسوله ورعيته ، فغشهم وما نصحهم وكذا قوله : { وما أهديكم إلا سبيل الرشاد }أي : وما أدعوكم إلا إلى طريق الحق والصدق والرشد وقد كذب أيضا في ذلك ، وإن كان قومه قد أطاعوه واتبعوه ، قال الله تعالى : { فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد}  [ هود : ٩٧ ] ، وقال تعالى : { وأضل فرعون قومه وما هدى}  [ طه : ٧٩ ].


ثم قال : 

( وسيأت اي شخص يختلف معك فهو غلطان وشوي تخرجه من الملة كذلك هي غلط ).

أقول:

 الخلاف أنواع وأقسام منها مايخرج من الملة ومنها دون ذلك وعملك هذا بدعة وضلالة ومحادة لشرع الله ومضادة له فعليك بالتوبة والندم والاستغفار والإقلاع 

عن هذا العمل 

فطريقتك تضمنت ثلاثة أمورا منكرة منها :

اولا :

عملك بلادليل شرعي . بل الإدلة بخلاف رأيك الفاسد هذا .


ثانيا :

تحليلك لهذا المنكر وقولك على الله بلا علم وجعلك نفسك مفتيا متصدرا   و تجويزك له    مع جهلك وقلة فقهك وبعدك عن إدلة الشرع ومصادمتك لها .


ثالثا : 

في نشرك لهذا العمل المحرم المتفق على تحريمه.  

ثم قال :      

( لذلك الاختلاف تراه رحمة ونعمة من الله سبحانه )

أقول:

بل الخلاف و الاختلاف نقمة وعذاب 

فقد دل القرآن على أن الاختلاف لا يتفق مع الرحمة بل هو ضدهـا . قال الله تعالى : { وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ (الاية ١١٨ - ١١٩ : سورة هود].

وخلافك في أصول الدين وليس من المسائل الإجتهادية  التي يتجاذبها أصلان صحيحان. 

بل الأدلة خلاف قولك وهواك .

ثم قال : 

( وانا عندي قناعة شخصية يوم تسوي عيد الميلاد لزوجتك ولاختك ولامك ولصديقك تدخل السرور وتجيب له هدية لك اجر 

وهذا يعتبر اسعاد المومن) 

أقول : 

إدخال السرور على قلب المسلم ليس في إحداث البدع ونشرها بين المسلمين فهذه جريمة منكرة وفيها تبديل وتغيير لشرع الله وقول على الله بلا علم   وانت بفعلك احزنت المسلمين وسعيت في طريقتك هذه إلى إضلالهم وابعادهم  عن دين الإسلام في إقحامهم في ديانة النصارى الضالين وتقريب المسلمين لمعتقدهم الكفري في محاولتك جهلا وضلالا  اباحة هذا العمل المحرم شرعا مع اتفاق  كبار علماء الاسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى على تحريمه و الإنكار على صاحبه .

فأسأل الله أن يهدي ضال المسلمين وأن يهدينا إلى الحق بإذنه فضل من الله ورحمة 

يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك .{ ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

-------------

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني .

جرى إتمام هذه الرسالة صباح يوم الجمعة ١٣ / ٣ / ١٤٤٢ هجري.