بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
:أما بعد
فخطر المد الإخواني الخارجي
يتمثل في الدفاع المستميت عن علوج الاتراك الصوفية وحماية الروافض المجوس الإيرانية ولعل السبب الوجيه في إثارة هذه القضية والتي أحدثها رئيس فرنسا بتصريحاته التي نالت عرض الرسول صلى الله عليه وسلم وحصل قبلها بوقت قصير قيام شعب دولة بتأييد من كبار تجاره وتحت نظر الدولة بمقاطعة البضائع التركية فتفاعلت مع هذه المقاطعة ما يقارب عشر دول - والعدد بإزدياد- في محاربة المد الصوفي وكبح جماح التركي الخبيث في مقاطعة منتجاته
وهذا سعي من هذه الدول في إيقاف خطر تحركات اردوغان المشبوهة في المنطقة مع وقوفه صفا واحدا في خندق واحد مع روافض ايران المجوس فرأى رموز هذه الجماعات الضالة أن من المصلحة لحزبهم إضعاف هذه الضربةالاقتصادية المؤلمة بإشغال المسلمين بتعاون إجرامي والتفاف عليها مع عميل الروافض المجوس وهو المدعو ماكرون الفرنسي
واحداث بلبلة في صفوف المسلمين لأجل عيون إيران وحماية للعلج الصوفي بتعاون نصراني موالي للروافض ومعلوم التعاون والنصرة و الاستماتة والدفاع بين الفريقين لكن المسلم لا ينسى رفع الأكف لله في كف الشر عن ذات رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرضه ودعوته ، والدعاء على من آذاه بأبي وأمي وروحي رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أخذ الحذر من الاندفاع العاطفي غير المنضبط بضوابط الشرع ومحاولة جر الشباب المسلم إلى أمور فيها تحقيق لتطلعات أعداء الله سبحانه وتعالى واعداء رسوله صلى الله عليه وسلم وسعي منهم في التحرك لانجاح اهدافهم المشبوهة ضد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح
وفي هذه الجهود التي سيذهبها الله سدى مساس بجناب التوحيد أصله أو كماله وفي الدعوة إليه و في الدعوة إلى السنة الغراء.
ويسلم المسلم بعد فضل الله ورحمته وتوفيقه ثم بحرصه واجتهاده على أتباع الكتاب الكريم والسنة النبوية بفهم سلف الأمة الصالحين
مع لزومه لغرز كبار علماء الاسلام و الإهتمام بتوجيهات ولاة أمره السامية وتعليماتهم الكريمة وبهذا تفوت على من يريد الشر في دينك وإيقاعك في فخ ينصبه لك ولبلدك ولولاة أمرك فتنجو منه بحول وقوته وفضله سبحانه وتعالى ..
والمسلم المخلص الصادق يعلم أن له ربا يسمع ويرى في عصر قلة حيلة المسلمين وضعفوا إلا انتصار من ربهم الحي القيوم لدينه ولرسوله صلى الله عليه وسلم الذي أرسله بالهدى ودين الحق وارسله بآياته الشرعية وبكلامه المنزل غير المخلوق - القرآن الكريم- ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون فأحسنوا الظن بربكم واستبشروا خيرا فلا خوف على الإسلام وإنما الخوف على العباد الضعفاء المساكين من مضلات الفتن ودعاة الضلالة - ثبتنا الله وإياكم على التوحيد والسنة ورزقنا الله وإياكم حسن الخاتمة -
وهذا الأمر من أعداء الله ظلمة دلجة يؤذن من الله بنور و بلجة :
اشتَدَّي أزمَةُ تَنفَرِجي *** قَد آذَنَ لَيلُكِ بِالبَلَجِ ...
وقد أخبر الله سبحانه وتعالى بأنه سيكفي رسوله صلى الله عليه وسلم المستهزئين فقال عز من قائل : { إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ }
وقبل ذلك قال تعالى وتقدس:{
وأعرض عن المشركين }
وقبلها ذكر سبحانه وتعالى{ فاصدع بما تؤمر }
فالدعوة الصحيحة المبنية على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالح وهي دعوة الأنبياء والمرسلين المتضمنة التوحيد والسنة ونشرها ونصرها وتعلمها وتعليمها والدعوة إلي الله بالعلم والحكمة والحق والصدق
مع اعراضك عن المشركين وعدم قتلهم بلا حق ولا موجب إلا طاعة لسدنة الإخوانية الخوارج مع تكرر محاولات الاغتيال والطعن لمواطنيهم وعلى اراضيهم وفي دولهم ويخصون ذوات الجهات الأمنية في البلاد الأوروبية بمزيد من الهجمات وسعيهم في تفجير محلاتهم وكنائسهم وعماراتهم كما حصل في ١١ سبتمبر وكذلك اثارتهم في تصرفات تخالف الشرع مع تفرق المسلمين وضعفهم معنويا وماديا وعسكريا واقتصاديا وتعددالجماعات الضالة المنتسبة للإسلام وهو برئ منها براءة الذئب من دم يوسف عليه الصلاة و السلام وهذه التيارات الفكرية الجارفة المتمثلة برموز وأفراد هذه الجماعات المنحرفة هي السبب والمتسبب والمباشر في نتيجة حتمية لهذه الممارسات الظالمة من أعداء الله فظنوا جهلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر بهذه الأفعال المخالفة لسنته و المضادة لشريعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فشوهوا الإسلام وهم الآن يتباكون على الإسلام ويحرضون الحمقى والمغفلين على أمور تخالف الشرع والعقل ليتسنى لهم تحقيق أهدافهم التي رسموها في الظلام كما قال تعالى وتقدس:{ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْم }
وفي هذه الآية الكريمة ، دليل للقاعدة الشرعية وهو أن الوسائل تعتبر بالأمور التي توصل إليها، وأن وسائل المحرم ، ولو كانت جائزة ، تكون محرمة ، إذا كانت تفضي إلى الشر كما ذكر أهل العلم في تفسيرهم لهذه الآية ومنهم العلامة عبدالرحمن السعدي أعلى الله منزلته في المهديين ورحمه وغفر له .
ثم حينما نقرأ تفسير هذه الآية مع وضوحها وهي قول الله تعالى وتقدس: { فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين } يتبين الحق أنظر كلام العلامة السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:"ثم أمر الله رسوله ان لا يبالي بهم ولا بغيرهم وأن يصدع بما أمر الله ويعلن بذلك لكل أحد ولا يعوقنه عن أمره عائق ولا تصده أقوال المتهوكين، { وأعرض عن المشركين }أي: لا تبال بهم واترك مشاتمتهم ومسابتهم مقبلا على شأنك "
و لعل من المناسب ايراد ما ذكره أهل العلم و منهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لعله في كتابه النفيس ( الصارم المسلول في حكم شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم ) وذلك أنه مامن بلد يستعصي على المسلمين فتحه ثم يقع اهل هذا البلد في عرض الرسول صلى الله عليه وسلم وسبه وشتمه إلا يسر الله فتح هذا البلد وكسر أهله وتمزيقهم شر ممزق ..
وأنظر قوله تعالى:{ انا شانئك هو الابتر} فمن عادى الرسول صلى الله عليه وسلم وابغضه أو ابغض سنته ونال من عرضه إلا ارسل الله عليه من يبتره ويقطعه
وهذا خبر الله الله سبحانه وتعالى وكلام الله تعالى وتقدس أتى بالأخبار الصادقة والأحكام العادلة والحق الذي لامرية فيه
فهونوا على أنفسكم أيها الإخوانية الخوارج الذين هم الان يسيرون على نهج اسلافهم القرامطة فأهل العلم يعرفونهم ويعرفون شعاراتهم البراقة الكاذبة و يعلمون عن سفاهتهم الشئ الكثير مايمحق دعوتهم عند أهل الحق ويعلم كذبهم فقد اتخذوا الاسلام مطية لهم لتحقيق أجندة ضالة وأفكار منحرفة والإسلام دين الله منصور عليهم مبرأ من أعمالهم وأما من تسببوا في غضبه واثارته فنال من عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فسينتقم الله لرسوله صلى الله عليه وسلم صدقا وحقا منهم وممن نال منه .
وقد قال الله تعالى وتقدس:
{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية : " قد أورد أبو جعفر بن جرير ، رحمه الله تعالى ، عند قوله تعالى : ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ) سؤالا فقال : قد علم أن بعض الأنبياء ، عليهم الصلاة والسلام ، قتله قومه بالكلية كيحيى وزكريا وشعياء ، ومنهم من خرج من بين أظهرهم إما مهاجرا كإبراهيم ، وإما إلى السماء كعيسى ، فأين النصرة في الدنيا ؟ ثم أجاب عن ذلك بجوابين .
أحدهما : أن يكون الخبر خرج عاما ، والمراد به البعض ، قال : وهذا سائغ في اللغة .
الثاني : أن يكون المراد بالنصر الانتصار لهم ممن آذاهم ، وسواء كان ذلك بحضرتهم أو في غيبتهم أو بعد موتهم ، كما فعل بقتلة يحيى وزكريا وشعياء ، سلط عليهم من أعدائهم من أهانهم وسفك دماءهم ، وقد ذكر أن النمروذ أخذه الله أخذ عزيز مقتدر ، وأما الذين راموا صلب المسيح ، عليه السلام ، من اليهود ، فسلط الله عليهم الروم فأهانوهم وأذلوهم ، وأظهرهم الله عليهم . ثم قبل يوم القيامة سينزل عيسى ابن مريم إماما عادلا وحكما مقسطا ، فيقتل المسيح الدجال وجنوده من اليهود ، ويقتل الخنزير ، ويكسر الصليب ، ويضع الجزية فلا يقبل إلا الإسلام . وهذه نصرة عظيمة ، وهذه سنة الله في خلقه في قديم الدهر وحديثه : أنه ينصر عباده المؤمنين في الدنيا ، ويقر أعينهم ممن آذاهم ، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " يقول الله تعالى : من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب " وفي الحديث الآخر : " إني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب " ; ولهذا أهلك تعالى قوم نوح وعاد وثمود ، وأصحاب الرس ، وقوم لوط ، وأهل مدين ، وأشباههم وأضرابهم ممن كذب الرسل وخالف الحق . وأنجى الله من بينهم المؤمنين ، فلم يهلك منهم أحدا وعذب الكافرين ، فلم يفلت منهم أحدا .
قال السدي : لم يبعث الله رسولا قط إلى قوم فيقتلونه ، أو قوما من المؤمنين يدعون إلى الحق فيقتلون ، فيذهب ذلك القرن حتى يبعث الله لهم من ينصرهم ، فيطلب بدمائهم ممن فعل ذلك بهم في الدنيا . قال : فكانت الأنبياء والمؤمنون يقتلون في الدنيا ، وهم منصورون فيها .
وهكذا نصر الله [ سبحانه ] نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه على من خالفه وناوأه ، وكذبه وعاداه ، فجعل كلمته هي العليا ، ودينه هو الظاهر على سائر الأديان . وأمره بالهجرة من بين ظهراني قومه إلى المدينة النبوية ، وجعل له فيها أنصارا وأعوانا ، ثم منحه أكتاف المشركين يوم بدر ، فنصره عليهم وخذلهم له ، وقتل صناديدهم ، وأسر سراتهم ، فاستاقهم مقرنين في الأصفاد ، ثم من عليهم بأخذه الفداء منهم ، ثم بعد مدة قريبة فتح [ عليه ] مكة ، فقرت عينه ببلده ، وهو البلد المحرم الحرام المشرف المعظم ، فأنقذه الله به مما كان فيه من الشرك والكفر ، وفتح له اليمن ، ودانت له جزيرة العرب بكمالها ، ودخل الناس في دين الله أفواجا . ثم قبضه الله ، تعالى ، إليه لما له عنده من الكرامة العظيمة ، فأقام الله أصحابه خلفاء بعده ، فبلغوا عنه دين الله ، ودعوا عباد الله إلى الله . وفتحوا البلاد والرساتيق والأقاليم والمدائن والقرى والقلوب ، حتى انتشرت الدعوة المحمدية في مشارق الأرض ومغاربها . ثم لا يزال هذا الدين قائما منصورا ظاهرا إلى قيام الساعة ; ولهذا قال تعالى : ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) أي : يوم القيامة تكون النصرة أعظم وأكبر وأجل .
قال مجاهد : الأشهاد : الملائكة ".انتهى كلامه رحمه الله
وفي ختام رسالتي هذه :أقول أن من قرأ التاريخ علم العلاقة القوية الخفية بين أعداء الله من روافض وخوارج وكيف سعت الروافض إلى جر المغول والتتار إلى عاصمة الخلافة الإسلامية بغداد بعد تسريح الجيش الإسلامي
وهكذا فعل أتباع الرافضة الباطنية حيث مكنوا النصارى الصليبيين من غزو بلاد المسلمين وفتحوا لهم ما عسر على أعداء الله فتحه
ثم أخيرا : انظروا ما فعلت الدولة التركية في بلاد المسلمين من قتل وتشريد ونهب واستباحة عرض ثم بعد ذلك قاموا ببيع البلاد الإسلامية بما فيها فلسطين والتي فيها بيت المقدس فباعوا مقدسات المسلمين على بريطانيا وايطاليا وفرنسا واسبانيا والبرتغال واليهود وغيرها وجروهم إلى غزو بلاد الإسلام وإستحلال دماء المسلمين وانتهاك اعراضهم وانتهاب اموالهم وتمكينهم من البلاد ورقاب العباد
فانتبهوا عباد الله إلى مخططات اعداء الله من الإخوانية الخوارج و الرافضة المجوس والصوفية القبورية واحذروا من العواطف فهي عواصف والزموا غرز كبار علماء الاسلام واستمعوا وانتبهوا لتوجيهات ولاةأمور المسلمين
فالعلماء أهل السنة أتباع السلف الصالح هم ادرى بما فيه صلاح آخرتكم وولاة اموركم يسعون إلى صلاح دنياكم وقد قيل :" من خالف العلماء افسد دينه ومن خالف الحكام افسد دنياه "
فكونوا على حذر تسلموا.
فاللهم من أراد برسولك الكريم سوءا أو أراد بسنته أو بالمسلمين شرا
فاكفنا فيه بما شئت . اللهم اجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره واحمِ دينك وتوحيدك وسنة رسولك الكريم صلى الله عليه وسلم واحرس عبادك الصالحين من المسلمين
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
-------
كتبه : غازي بن عوض العرماني .