بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد:
فقد أطلعني واحد ممن نحبهم في الله وهو شيخ فاضل على صوتية للمدعو أحمد الشهري بعنوان " خطر الجامية على الأمة الإسلامية "
واستمعت إليها فوجدتها قد ملأها كذبا وحواها ظلما ونصر فيها باطلا فرأى أخونا الفاضل الرد و أنه لا يسعنا السكوت على ما ورد فيها من كذب وإفتراء
والمدعو أحمد الشهري لا أعرفه الا بهذه الصوتيه وحيث ان الرد على المخالف أصل عظيم من أصول الإسلام ومبانيه العظام" فقد استعنت بالله سبحانه و تعالى سائله التوفيق والإعانة والسداد في ما سأكتبه من بيان حق متحرين العدل والحق والإنصاف
وقد تضمنت صوتية أحمد الشهري أمورا خالف فيها الحق ومال فيها عن جادة الصواب وسلك فيها سبيل الظالمين
و من أهم الفواقر التي ذكرها :
( أولا )
عنوان الرسالة ( خطر الجامية على الأمة الإسلامية )
وهذا باطل لأن لفظ( الجامية) تعيير ونبز مثل رمي المعطلة الجهمية أهل السنة ب( الحشوية)
والصوفية القبورية لأهل السنة ب( الوهابية)
وهكذا فعلت الإخوانية القرامطة بأهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح حيث أطلقت عليهم( الجامية)
وهذا في وقت غزو صدام بن حسين البعثي رئيس العراق لبلاد المسلمين ( الكويت ) واستحلاله لدماء أهلها وهم أهل توحيد وسنة .
فقامت الإخوانية القرامطة بتهييج العامة وتحريض المسلمين على ولاة أمورهم وأوردوا شبها منها أن هنا غزو لبلاد المسلمين من قبل أمريكا ودول الكفر وهذا بعد استعانت خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية رحمه الله في هذه الدولة فأنبرى للرد على فرية هؤلاء القرامطة الخوارج فرسان السنة وأسودها مثل الإمامين ربيع المدخلي حفظه الله ومحمد امان الجامي رحمه الله فبينوا جواز الاستعانة بالمشرك أو الكافر لولي الأمر إذا رأى المصلحة راجحة وأيدوا صحة قولهم بالإدلة من نصوص الوحيين وقواعد الشرع مما كان له الأثر العظيم الطيب في نفوس طلاب العلم و في دحض شبه رموز الإخوانية القرامطة
فماكان أمام هؤلاء الظلمة إلا إطلاق وصف ( الجامية ) على أئمة الهدى وشيوخ الإسلام وأعلام السنة نبزا وتعييرا
والإمام محمد بن أمان الجامي أثنى عليه كبار علماء الاسلام مثل الالباني وإبن باز والعثيمين ومقبل الوادعي رحمهم الله
ولا يعلم عليه ( حتى كتابتي هذه الرسالة) وجود خطأ واحد في العقيدة ولا يعلم مخالفته لما عليه معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح
وإنما الظلم والبهتان من رموز أهل الهوى والطغيان
ف( الجامية) هي الإسلام الصحيح
وهي دعوة قائمة على الكتاب والسنة وما عليه نهج سلف الأمة الصالحين فأي خطر أتى منها هداك الله يااحمد الشهري..
بل الخطر العظيم أتى من الإخوانية القرامطة وهم من تدافع عنهم فجعلتهم مسلمين وغيرهم( خطر على المسلمين)
مالكم كيف تحكمون ؟
( ثانيا )
تطبيق الآثار في ذم السلف للمرجئة على أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ونبزك لهم بالجامية
ووصفك لهم ب( الإنحراف) عن معتقد أهل السنة والجماعة السلف الصالح وإنما هو ( محاربتهم وبعدهم عن عقيدة الخوارج الإخوانية ) وسيأت رد مفصل على هذه الشبهة في ( الحادي عشر )
إن شاء الله.
( ثالثا )
ذكر احمد الشهري أن من صفات الجامية ( يشنعون في السمع والطاعة على العلماء والدعاة والمصلحين الذين يتاصحون الحكام ويطالبونهم في الإصلاح )
أقول : من تصفهم بالعلم والدعوة والإصلاح عراة منها فهؤلاء ليسوا من أهل العلم والإصلاح بل دعاة شر إلى مذهب الإخوانية الخوارج وذلك بتهييج عامة المسلمين وتحريض دول العالم على ولاة أمور المسلمين
..
وهؤلاء خالفوا السنة في كيفية نصح الحاكم واحدثوا بدعة نصحه علانية على رؤوس المنابر و أنظر سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله الثابت عنه : ( من كان ذا نصيحة للأمير فلا يبدها علانية وليخلوا وليأخذ بيده ...الحديث)
وهؤلاء الخوارج
شهروا
وافتروا
وكذبوا
وكفروا
واستحلوا دماء المسلمين حكاما ومحكومين
فكيف تكذب بدعواك يا احمد وتدافع عن الظالمين وتتهم الأبرياء السلفيين بما ليس فيهم
أين العلم
أين الأدلة
أين تقوى الله
في كلامك
مجرد عواطف اخوانية تنتج عواصف هوجاء خارجية.
ثم قلت ..
( رابعا )
تهوينك لأصل عظيم من أصول الإسلام وهو ( أصل وجوب السمع والطاعة لولاة أمرنا ) بقولك ( الإرجاء دين موافقة الملوك ....ومن يسلك مسلك طاعة الأمراء أن يكونوا ابرارا)
فهذا هو التحريض العلني
وهذا التهييج في عدم السمع والطاعة لولاة أمرنا
وهذا مسلك إخواني خطير
وولاة أمورنا
أهل توحيد وسنة
وأهل صلاة وصيام وإحسان للخلق نقول ذلك ديانة وقربة
ونقول ذلك :
تكذيبا لمن أراد الشر
فيهم وفي مجتمعهم.
( خامسا )
قولك ( وقوعهم في أعراض العلماء والدعاة والمصلحين )
فهؤلاء الذين وصفتهم بالعلم والدعوة والإصلاح قد حذر منهم كبار علماء الاسلام وأئمة السنة
فليسوا أهل علم بل أهل بدع واهواء وضلال ف(العلم هو قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم قال الصحابة رضي الله عنهم هم أولي العرفان) وليس العلم ( ضلالات حسن البناء
وتكفير سيد قطب
وتمييع سفر الحوالي وسلمان العوده )
العلم هو الرجوع إلى كلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وهدي سلف الأمة الصالحين وتعظيم أصول الدين وليس تمييعها كما فعل من تصفهم ب( العلماء والدعاة والمصلحين ) وهم عند عرضهم على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم خلاف ما ذكرت فهم أهل شر وافساد وجهل
و هم حرب على السنة وأهلها .
( سادسا )
إنكار أحمد الشهري لأصل عظيم من أصول الإسلام وهو أصل الرد على المخالف
وهذا في قولك ( أفتى العلماء أنه لا يوجد علماء جرح وتعديل في هذا العصر وإنما هو في الكتب وعلم الإسناد ورواية الحديث )
اقول : هذا باطل لأمور منها :
[ ١ ]
الجرح والتعديل هو تصحيح الأحاديث وتضعيفها بناء على ماترجح للمجتهد من أقوال من سبقه من أئمة الجرح والتعديل فهو لم يأت بشئ من عنده بل ماترجح عنده من أقوال من سبقوه من أئمة الحديث .
[ ٢ ]
يلزم من هذا القول السكوت عن تصحيح الأحاديث وتضعيفها ومنع الإجتهاد في الأمر فيعمل بالضعيف ويترك العمل بالصحيح .
[ ٣ ]
ينتج من هذا القول ترك الرد على أتباع ( ابن سيناء والحلاج ) وغيرهم من أئمة الضلال والبدع...بل وينتج منه
[ ٤ ]
ترك الرد على المخالف وهو أصل عظيم متفق عليه بين علماء الاسلام .
( سابعا )
قولك ( استعداء السلطة الحاكمة على العلماء والدعاة والمصلحين ورفع التقارير وبالوشاية فيهم بقصد الإضرار )
هكذا قلت ولنا وقفات مع عبارتك السابقة :
[ ١ ]
هل رجال الأمن أو الامراء في الدولة المباركة المملكة العربية السعودية يصدقون أي كذبه أو ينصتون لأي شائعة بحيث يكتب لهم أي شخص فيصدقونه مباشرة من غير تدقيق أو تمحيص أو مراجعة او تأكد من صحة الخبر من عدمه فيأخذون الشخص بغير جرم ارتكبه
هكذا تصور المسألة .
[ ٢ ]
يجب شرعا الإخبار وابلاغ الجهات المختصة عن كل من به شر للإسلام والمسلمين أو من أراد سوءا بولاة الأمر .
فما رأيك ؟
هل تنكر هذا الأمر
ثم إن عبارة ( رفع التقارير ) و وصف علماء السنة بالعمالة والجاسوسية دأب نعرفه من الخوارج الإخوانية ..
وإنه لشرف الانتساب إلى الجهات الأمنية المختصة بكشف أكابر المجرمين من تكفيريين وغيرهم .
لكن هذا ليس عملهم
بل له رجال أكفاء امناء [ من فضل الله علينا ان لنا رسالة تبين أهمية جهاز أمن الدولة والاستخبارات العامة ودورهما المهم في الأمن ]
علما بأن كبار علماء الاسلام من أهم أعمالهم التي يتقربون بها إلى الله سبحانه و تعالى هو كشف أهل البدع والأهواء والجماعات الضالة التي تهدد المسلمين وتسعى في اضلالهم وتكفيرهم وقتلهم وزعزعة أمنهم امتثالا لقوله تعالى{ ولتستبين سبيل المجرمين } فيحذرون نصحا للأمة وإبراء للذمة ولئلا يتبعوا في ضلالهم من أهل التكفير الذين تسميهم ب( العلماء والدعاة والمصلحين ) .
( ثامنا )
تمييع الأحكام الشرعية واضاعتها بقولك ( الحكم بالخطأ والصواب مع حسن الظن وليس الحكم بالبدعة والتكفير مع سوء الظن )
أقول: هذه القواعد تجري على علماء السنة ممن كانت له هفوة أو خطأ فأجتهد فزل فلا يحكم ببدعته بخلاف من يرى كفر المسلمين ويبيح حل دمائهم
فهل ترى السكوت عليه والتهاون معه والحال ماذكر .
وأما التكفير للمعين فليس لكل أحد فلا يقوم به الا كبار العلماء وفق ضوابط الشرع
وليس بجهل وظلم مثل تكفير جماعة الإخوان الخوارج للمسلمين وإستحلال دمائهم
وأتعجب من حالك ( كيف المرجئة يكفرون )
فهذا من التناقض العجيب .
( تاسعا )
جعلت من يسجن من الإخوانية الخوارج مثل سجن شيوخ الإسلام مالك واحمد بن حنبل و ابن تيميه وهذا ظلم واضح بين فإختلاف العقيدة بين الطرفين فأهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح يرون السمع والطاعة لولاة الأمر بخلاف عقيدة جماعة الإخوان الخوارج
وأهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح لايكفرون المسلمين ولايرون إباحة دمائهم بخلاف عقيدة الإخوانية الخوارج
{ افنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون }
( عاشرا )
من خلال رسالتك الصوتية كأنك تساوي بين حسن البناء الخارجي وسيد قطب التكفيري مع علماء سنة زلوا في آحاد مسائل اجتهدوا ولم يوفقوا للصواب مثل ابن حجر والنووي رحمهما الله وغيرهم ممن نشروا السنة وانتصروا لها وكانت حياتهم لها ولبيانها وايضاحها
فهذا جهل منك بحال الخصمين .
( الحادي عشر )
وأما ما ذكرت من مسائل الإيمان ووصفك لهم بالإرجاء فالحدادية والقطبية وهما فرقتان اخوانيتان تشابهوا في إيراد الأهواء والشبه على الجهلة وانصاف المتعلمين ولنا رسالة كاشفة موضحة لعباراتك المحدثة وهاهي في هذا الرابط
https://znadgh.blogspot.com/2020/07/blog-post.html?m=1
وفي ختام رسالتي هذه :
أسأل الله لي ولعامة المسلمين الهدى والتقى والعفاف والغنى وأن يهب لنا العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة
وان يكفينا وإياهم شر الأشرار وكيد الفجار وفسقة الجن والإنس
آمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
-------------
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني
في يوم الأربعاء ٢٢ ذي الحجة ١٤٤١ هجري.