الخميس، 30 أبريل 2020

( ماهي العلامات والصفات التي يصح أن يطلق على صاحبها انه من ذوي الشذوذ العقدي والانحراف الفكري)



بسم الله الرحمن الرحيم 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد
فإن من أراد سلوك الطريق الموصل إلى الله سبحانه وتعالى لا بد له معرفة علامات وخصال اهل الشر فاجتنابها ومن أراد أن تكون عقيدته صحيحة وذلك بالعمل وفق الأصول الشرعية والقواعد العلمية المرعية، التي استمدت من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وفق نهج سلفنا الصالح فعليه أن يطلع على الأمور التي يصح أن يطلق فيها على الشخص أنه من ذوي الانحراف العقدي والشذوذ الفكري، وهذه الأمور هي:
اولا :
مخالفته لنصوص الوحيين - كتابا وسنة- الثابتة، المبينة، القطعية، المحكمة، الواضحة، وليست مطلقة ولا عامة، ولا منسوخة، وتمييعه وتهوينه لكلام الله تعالى وتقدس، وكلام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وورود ذلك بأعذار واهية غير مستساغة شرعًا ولا لغة.
ثانيا :
عدم قبوله لإجماع المسلمين، وتكذيبه لهم بعد اتفاق أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بلا بينة ظاهرة، ولا برهان واضح، أو حجة قاهرة، أو دليل إلا الهوى ومخالفة الشرع، وسلوك طريق أصحاب الانحراف العقدي، واتباع سبيل المجرمين.
ثالثا :
رده وعدم عمله بأصول الدين، التي لم يكن فيها خلاف بين الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله، والتي بينت على مستند شرعي.
رابعا :
عمله وتأييده ظاهرًا لأهل الأهواء والبدع وجماعات التكفير، ومناصرته لهم في أعمالهم البدعية وجرائمهم المنكرة، التي أتى الإسلام بتحريمها ومنعها وتجريمها، مثل:
▪ المظاهرات بأنواعها.
▪ الاعتصامات.
▪ الإضرابات.
▪ التشهير والطعن في ولاة الأمر على رؤوس المنابر، أو في وسائل الإعلام، أو بأي طريقة كانت.
▪ الإنكار العلني على ولاة الأمر خلافًا للسنة.
▪ البيعات السرية لتعيين أميرا لهم، مع وجود ولاة الأمر وقيام دولتهم.
▪ إنشاء التنظيمات العسكرية، والأحزاب السياسية، والجماعات المنحرفة المحاربة للسنة.
▪ بث ونشر المنشورات السرية للطعن في ولي الأمر، والإخلال بالأمن، وتهييج العامة عليهم.
▪ تكفير المسلمين بغير حق ولا بينة، وليس معهم في نهجهم هذا دليل شرعي يؤيد فكرهم المنحرف.
▪ استحلال دماء المسلمين بعد تكفيرهم بأنواع القتل المختلفة؛ كالتصفيات الجسدية والاغتيال والتفجيرات وغيرها.
▪ الوقوف مع أعداء الإسلام على اختلاف ملل الكفر، واتحادهم معهم عقديًّا ضد الإسلام وأهله وولاة أمور المسلمين.
▪ التصنيف العلمي المبني على الأدلة النقلية، والحجج العقلية يكرهه أهل الضلال؛ لأنه يبرز ملامح توجههم الضال، ويفضح معتقدهم المخالف لدين الإسلام، ويظهر عوار انحرافهم الفكري.
▪ تأليب الملل والنحل المناوئة للإسلام وأهله على بلاد المسلمين، وعلى ولاتهم، واتهامهم بما ليس فيهم، ومحاولاتهم الفاشلة والتسلط عليهم؛ كفى الله المسلمين شرهم.
"وما تم ذكره كان على سبيل التمثيل لا الحصر".
فمن أراد معرفة السنة وأصولها فعليه بقراءة كتب السنة التي قام بتأليفها أئمة السنة مثل الإمام أحمد، والبربهاري، وابن بطه، والآجري، والألباني وابن باز و محمد أمان الجامي وربيع المدخلي وغيرهم ممن هو مثلهم رحمهم الله تعالى والاطلاع على كتب أئمة السنة، وشيوخ الإسلام والبحوث العلمية لهيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية، وفيها بيان أصول الدين، وأهم البدع والانحرافات الفكرية، التي يجب على المسلم الذي يريد الله والدار الآخرة أن يبتعد عنها وعن أهلها.
 رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل المتقبل والرزق الطيب وحسن الخاتمة  ؛  والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما.
٠٠٠٠٠
كتبه واملاه الفقير الى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .