الخميس، 23 أبريل 2020

《 الطريقة الشرعية في كيفية نصح الملك او وزرائه أو أي مسؤول كبير 》


   بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد
فالاخ المسؤول - الوزير - 
لو اخطأ لايتعامل معه بهذا الاسلوب كما في اسلوب الناشر ونصه المخالف هو ( صورة بلا تحية لرئيس هيئة ........ )
هذا غلط
هذا اسلوب اخواني خارجي تكفيري مبناه على فكر منحرف نتاجه التهييج والتحريض والتكفير .
النصح بالسر وليس بالفضيحة
الله سبحانه وتعالى يقول لموسى وهارون - وهما من الرسل الكرام - عليهما الصلاة والسلام ( فقولا له قولا لينا ) هذا القول لفرعون الكافر الذي قال ( انا ربكم الاعلى )
فهذا امر ربنا لمن كفر
فكيف نتعامل مع الملك حفظه الله 
أو ولي العهد 
أو أي وزير من الوزراء 
وهم منا وفينا وأهل توحيد وسنة .
أقول :
بناء على هذا الاسلوب التحريضي المخالف للسنة  نرى أن هذا  الجاهل يستخدم اسلوب القاعدة وداعش الممتد فكرهما من الاخوانية الخوارج..
فيكفرون المسلمين حكاما ومحكومين ثم  يستحلون دمائهم واعراضهم
اعاذنا الله واياكم من هذا الصنيع التكفيري المخالف لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ايها الاخوة الكمال عزيز وبني آدم عرضة للخطأ والصواب والنسيان

فالملك او الوزراء هم منا  مقام الوالد والأخ الكبير لهم منا واجب الإحترام والتقدير 
وأن يكون تعاملنا معهم وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وماعليه نهج سلف الامة..
ليس بالتشهير والطعن وصيغة التكفير ..
من منا لايخطئ
من منا لايذنب .
ف(هذا المسؤول) اخ لنا 
ووزير
ومسؤول كبير 
فطريقة التعامل معه
 او مع الملك
 او وزراء الملك ليست اجتهاديه بل شرعية مبنية على الكتاب والسنة  فتكون وفق السنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ووفق ماعليه عقيدة أهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح
بالنصيحة سرا ووفق للشرع المنزل  فإنكار المنكرعلانية  هو نهج الاخوانية الخوارج .
وقد لا يوجد منكر 
لكن أسلوب التشهير 
وتكبير الأخطاء غير المقصودة 
وسلوك التحريض الإجرامي
وتهييج العامة على ولاة أمورهم مسلك شيطاني ركبته فرقة الخوارج الإخوانية .
ولنفترض وجود منكر 
فمن يقوم بالإنكار  هم اهل العلم وحدهم او من علم ان هذا الامر منكر شرعا فناصح المسؤول سرا لئلا يترتب  منكر أعظم 
و يضاف إلى ما سبق 
نقول : لا يقوم بالنصح
 العوام  لجهلهم
 او صاحب هدف سئ 
او غرض خبيث يريد تهييج الرعية على راعيها .
أيها الإخوة 
لاننسى الدعاء لولي الأمر ووزرائه بظهر الغيب
بالتوفيق والسداد والاعانه وأن يعز الله فيهم الإسلام 
ونحن ولله الحمد نعيش بنعمة التوحيد والسنة بفضل الله الواحد الاحد الفرد الصمد ثم فضل هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية بعد المبايعة التاريخية بين الامامين الجليلين الامير محمد بن سعود وشيخ الإسلام  محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله 
واستمر ابناؤهم من بعدهم على هذا النهج الطيب السني المبارك

ثم ايها الاخوة نحن بأمن وامان ورغد عيش ويدوم هذا بذكر الله وشكره ولزوم طاعته ثم اتباع العلماء الكبار علماء السنة اتباع السلف الصالح والاستنارة بتوجيهاتهم وترك شبه الاخوانية الخوارج وتشددهم بغير دليل وتحريضهم وتهييجهم
واختم حديثي هذا بما ثبت في السنة والاثار الصحيحة عن سلفنا الصالح فإنه
" لما وقعت الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه : قال بعض الناس لأسامة بن زيد رضي الله عنه : ألا تكلم عثمان؟ فقال: إنكم ترون أني لا أكلمه، إلا أسمعكم؟ إني أكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمرًا لا أحب أن أكون أول من افتتحه.
ولما فتح الخوارج الجهال باب الشر في زمان عثمان رضي الله عنه وأنكروا على عثمان رضي الله عنه علنا عظمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم، حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية رضي عنهما ، وقتل عثمان وعلي رضي الله عنهما بأسباب ذلك، وقتل جمع كثير من الصحابة رضي الله عنهما وغيرهم بأسباب الإنكار العلني، وذكر العيوب علنا، حتى أبغض الكثيرون من الناس ولي أمرهم وقتلوه، وفي السنن عن عياض بن غنم الأشعري رضي الله عنه ، أن رسول الله ﷺ قال: ( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه ) " [ من كلام الامام ابن باز رحمه الله  من موقعه الرسمي بتصرف يسير ] والحديث صححه الامام الالباني رحمه الله
وفي مسند الإمام أحمد رحمه الله عن سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى وَهُوَ مَحْجُوبُ الْبَصَرِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، قَالَ: فَمَا فَعَلَ وَالِدُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَتَلَتْهُ الْأَزَارِقَةُ، قَالَ: لَعَنَ اللهُ الْأَزَارِقَةَ، لَعَنَ اللهُ الْأَزَارِقَةَ، حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُمْ كِلَابُ النَّارِ "، قَالَ: قُلْتُ: الْأَزَارِقَةُ وَحْدَهُمْ أَمِ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا؟ قَالَ: " بَلِ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا ". قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ السُّلْطَانَ يَظْلِمُ النَّاسَ، وَيَفْعَلُ بِهِمْ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ يَدِي فَغَمَزَهَا بِيَدِهِ غَمْزَةً شَدِيدَةً ، ثُمَّ قَالَ: " وَيْحَكَ يَا ابْنَ جُمْهَانَ عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ، عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ إِنْ كَانَ السُّلْطَانُ يَسْمَعُ مِنْكَ، فَأْتِهِ فِي بَيْتِهِ، فَأَخْبِرْهُ بِمَا تَعْلَمُ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْكَ، وَإِلَّا فَدَعْهُ، فَإِنَّكَ لَسْتَ بِأَعْلَمَ مِنْهُ "
وروى أبو نعيم في الحلية ( ٨ / ٩١ )  قال : حدثنا محمد بن ابراهيم ، ثنا أبو يعلى ، ثنا عبد الصمد بن يزيد البغدادي - ولقبه من دونه - قال سمعت الفضيل بن عياض يقول : '' لو أن لي دعوةً مستجابةً ما صيرتها إلا في الإمامِ . قيل له : وكيف ذلك يا أبا علي ؟ قال : متى ما صيرتها في نفسي لم تحزني ، ومتى صيرتها في الإمامِ فصلاحُ الإمامِ صلاحٌ العبادِ والبلادِ . قيل : وكيف ذلك يا أبا علي ؟ فسر لنا هذا . قال : أما صلاحُ البلادِ فإذا أمن الناسُ ظلمَ الإمامِ عمروا الخرابات ونزلوا الارض ، وأما العبادُ فينظر إلى قومٍ من أهلِ الجهلِ فيقولُ : قد شغلهم طلبُ المعيشةِ عن طلبِ ما ينفعهم من تعلمِ القرآنِ وغيرِهِ ، فيجمعهم في دارٍ خمسين خمسين أقل أو أكثر ، يقولُ للرجلِ : لك ما يصلحك ، وعلّم هؤلاءِ أمرَ دينهم ، وانظر ما أخرج اللهُ عز وجل من فيهم مما يزكى الارض فردهُ عليهم . قال : فكان صلاحُ العبادِ والبلادِ ، فقبل ابنُ المباركِ جبهتهُ وقال : يا معلمَ الخيرِ ؛ من يحسنُ هذا غيرك "
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :  '' ولهذا كان السلف - كالفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وغيرهما - يقولون : لو كان لنا دعوةٌ مجابةٌ لدعونا بها للسلطانِ "[مجموع الفتاوى( ٢٨ / ٣٩١)]

فنسأل الله الحي القيوم ان يديم علينا وعليكم نعمة التوحيد والسنة وان يوفق ولاة امورنا الى مايحبه الله ويرضاه وان يرزقهم البطانة الصالحة الناصحة كما ندعوه سبحانه ان ينصر في ولاة امرنا دينه وان يعلي بهم كلمته وان يحفظهم من شر الاشرار وكيد الفجار وان ينصرهم على من عاداهم من الرافضة المجوس والاخوانية الخوارج والملاحدة كما نسأله سبحانه وتعالى ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح وأن يجعلنا الله واياكم من انصار دينه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وماعليه هدي  سلف الامة وان يحسن خاتمتنا انه ولي ذلك والقادر عليه . والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 
-----------
كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني