بسم الله الرحمن الرحيم
( المقدمة )
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد:
فقد كان سبب كتابة هذه الرسالة لقاء تلفزيوني مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد في حديثه مع صحيفة التايم وتحدث فيه إلى فرقة ( السرورية ) الضالة وهذا يدل على اطلاع الأمير على التيارات الفكرية التكفيرية المعاصرة المتمسحة بالإسلام والإسلام منها براء مع علمه بعظيم خطرهم على الاسلام وأهله .
وقد أتتني أسئلة مدارها عن السرورية..
ماهي السرورية؟
وهل تختلف عن جماعة الإخوان الخوارج؟
وهل يوجد فرق بينها
وبين مايسمى بالبنائية
والقطبية
والحدادية
والقاعدة
وداعش ؟
والإجابة عن هذه الأسئلة في ثنايا هذه الرسالة ويؤيد كتابة هذه الرسالةوجود جهل بهذا بمسمى هذه الفرقة الضالة لدى كثير من المسلمين فأحببنا تسليط الضوء - كما يقال - على هذه النحلة الخارجية ....فنقول وبالله التوفيق وعليه التكلان
( الفصل الأول: تعريف بالفرقة السرورية ومعرفة من قام بتأسيسها )
السرورية :
عبارة عن تيار فكري تكفيري إخواني منتشر في كل دول الخليج العربي والمغذي الفكري لهم الآن هو مايصدر من عاصمة الضباب لندن من مؤسسها ومن سعد الفقيه والمسعري وغانم الدوسري.
و مؤسس هذا التوجه الفكري المنحرف :
هو محمد سرور زين العابدين من دولة سوريا . وكان من اعضاء حزب الاخوان الخارجي ثم انشق عنهم وقام بإنشاء هذه النحلة المنحرفة .
.
( الفصل الثاني: ماهي افكار هذا الحزب وماهي عقيدته ؟ )
الجواب:
حاول مؤسس هذه الفرقة السرورية في منهجه :
محاولة ( ابتداع مذهب ) يجمع فيه الحق بالباطل و يمزج بين معتقد ( أهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح وهو الإسلام الصحيح )
وبين عقيدة ( الخوارج المنحرف )والتي حذر منهم الرسول صلى الله عليه وسلم
ومن ثم ظهر مايسمى بمسخ او هجين الفكر ( السروري ) وهو فكر اخواني محض نتج عنه تشويه عقيدة ( السلف الصالح اهل السنة والجماعة) و تحويل او محاولة تقريب الفكر الخارجي - المتفق على تحريمه ومنعه بين جميع علماء الإسلام - الى شباب المسلمين وانه دين الله الذي ارتضاه لعباده وقد لاقى المسلمون الويلات من دعاة و أفراد هذا الحزب الخارجي .
( الفصل الثالث : ماهي نتائج هذا المسخ والتشويه الفكري السروري ؟ )
الجواب بنقاط أهمها :
[ اولا ]
ظهور مايسمى بمصطلح ( توحيد الحاكمية ) مشابهة للرافضة والمعتزلة والخوارج السابقين بخروجهم على الخلفاء الراشدين وقولهم ( لاحكم الا لله ) وهذه كما قال الخليفة الراشد علي بن ابي طالب رضي الله عنه: كلمة حق اريد بها باطل .
علما : ان توحيد الحاكمية يدخل في توحيد الربوبية والالوهية وتوحيد الاسماء والصفات وهو قد يكون من ثمرات التوحيد ومكملاته .
[ ثانيا ]
افتراق اسر وافراد المجتمع الخليجي بعد ظهور هذه الفرقة الضالة الى جماعات فكرية ضالة منحرفة تتعطش إلى إنهار دماء الابرياء المعصومة شرعا
ومنها تولد التنظيمات السرية العسكرية والبيعات الخاصة لرموز هذا الحزب .
[ ثالثا ]
ظهور تكفير المسلمين ومن ثم ظهرت نتائجه والتي منها التفجيرات والاعمال الارهابية غير المشروعة والاغتيالات واستحلال الدماء المعصومة من المسلمين والمعاهدين .
[ رابعا ]
التلميع الإعلامي و مدح الجهلة ممن يعتنقون عقائد هذا الفكر الضال وانهم هم اصحاب الفتوى وهم المرجع في الشأن الديني
واحتقار كبار علماء السنة السلفيين والتقليل من شأنهم ومحاولة إبعاد الشباب عنهم .
[ خامسا ]
يؤكد رموز هذه النحلة الضالة في دروسهم وخطبهم واجتماعاتهم على اهمية العمل على اتخاذ الدين مطية لأهدافهم المشبوهة و لبس معطف الدين وإثارة حماس الرعاع وننبه ان دعوتهم المنحرفة هي حرب على دعوة الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ويسعون إلى إهمال الدعوة الى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة بل ومحاربتها ومحاولة إلى إلغائها { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }
ومن ذلك :
[ سادسا ]
ترك الدعوة الى التوحيد الذي دعا اليه الانبياء والمرسلون عليهم الصلاة والسلام .
[ سابعا ]
التمسح بالدين وإثارة عاطفة العوام وانصاف المتعلمين الجهلة باسم الدين للوصول الى اغراضهم الدنيوية الدنيئة فلهم وجود في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ومحاولتهم السيطرة على التعليم والقضاء والفتياء والتزلف الى السلاطين من غير نصح لهم بغية الوصول الى هدفهم الدنيوي
كفى الله المسلمين شرهم
ولهم طريقة عجيبة تسمى
" التلون" فهم كالحرباء يتلونون على أي فكر وتوجه ولو كان ضد الإسلام حتى ظهر مايسمى بالفكر الليبرالي وهم من نتائج هذا التوجه المنحرف.
وعلى جهة العموم :
فالإخوانية وفرعها السرورية هم السبب الرئيس في ظهور الإلحاد والعلمانية في البلاد الإسلامية تمثل ذلك بنشرهم للتوجهات الغربية مثل الخروج وحرية الرأي وحرية المرأة و المظاهرات والإضرابات و الديمقراطيه و محاولة إضعاف حكم ولاة أمور المسلمين تحت مايسمى بالحكم الدستوري.
[ ثامنا ]
هدم اصول الاسلام ومبانيه العظام وتقريب ملل الكفر ورؤوس البدع واضفاء الطابع الديني عليهم وكل ذلك بسبب هدفهم و محبوبهم " الكرسي " وهم يعملون وفق الطريقة اليهودية" الغاية تبرر الوسيلة "
ولا زالت الحرباء تتلون وتكذب فيظهرون ملمس " الثعبان " اللين ويبطنون " السم الزعاف " على الاسلام واهله .
[ تاسعا ]
عانى المسلمون من نتائج هذا الفكر الضال في افغانستان والعراق واحداث احد عشر سبتمبر ومايسمى بالربيع العربي وتكرر الاعتداءات الاجرامية الإرهابيةعلى جميع الدول الإسلامية وخاصة المملكة العربية السعودية .
[ عاشرا ]
لهم علاقة وطيدة مع ايران الرافضية وتمهيد الطريق لها لغزو العالم الاسلامي وتهوين كفر الرافضة المجوس على عامة المسلمين ومن ذلك شعارات يظهرونها( تقريب الرافضة الى السنة) و ( أهل القبلة الواحدة )
هذا غيض من فيض
والا الحديث عنهم يطول .
ومنبع فكر السرورية يكمن في شخصيات السرورية ورموزها
فلهم وجود وجهود - لا بارك الله فيها - في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وهم كثر لا كثرهم الله وهم يظهرون السنة للناس ويبطنون الشر المحض لدينهم ولولاة أمورهم ولعامة المسلمين .
( الفصل الرابع : معرفة أهم فرق الإخوانية الخوارج
منها
البنائية
والقطبية
والسرورية
والحدادية
والقاعدة
وداعش )
قبل الإجابة عن هذا السؤال يجدر بناء معرفة هذه الفرق
ف
١ -
الإخوانية: تنظيم سياسي فكري نشأ في مصر من مجموعة من الأعضاء فيهم المسلم وغير المسلم وتم تأسيسه على يد حسن البناء وهو كما وصفهم أهل العلم[ خوارج العصر ] .
٢-
البنائية:
نسبة إلى حسن البناء للتفريق بينها وبين القطبية المنسوبة إلى سيد قطب ومحمد قطب .
٣-
القطبية :
نسبة إلى سيد قطب ومحمد قطب وهي مثل سابقة لا فرق بينهما .
السرورية :
نسبة إلى محمد بن سرور زين العابدين سوري الجنسية وهي إخوانية بحته لا فرق بينها وبين الفرق السابقة .
٤-
الحداديه :
نسبة إلى محمود حداد مصري الجنسية وهي أشد شراسة من الفرق السابقة و لهم إطلاع أكثر على الكتب العلمية لكنهم خوارج ويعتبرون الجناح الفكري لداعش وطعن في كبار علماء الاسلام ولا يرحمون أهل الإسلام وليس عندهم رفق تمثل هذا بانهم لايعذرون بالجهل ويكفرون بلا سبب يوجب التكفير .
٥-
القاعدة : جناح عسكري يتبع الإخوان الخوارج قام بتأسيسه اسامة بن لادن وأيمن الظواهري
يتفنون في قتل المسلمين ولهم طرق وحشية في الاغتيالات والتصفيات والتفجيرات
كفى الله المسلمين شرهم.
٦ -
داعش :
وتعني الدولة الإسلامية من رموزها المدعو أبوبكر البغدادي ولعله المؤسس لها وهي بعيدة كل البعد عن الإسلام بل هي نحلة دموية همجية أشبه بفرقة الحشاشين والحشاشون
طائفة أسسها الحسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة آلموت في بلاد فارس مقرا له
وكان بداية ظهورها في القرن الخامس الهجري .
وداعش أسالوا الدماء واباحوها
واستحلوا الاموال والاعراض وافسدوا في الأرض كفى الله المسلمين شرهم .
( الفصل الخامس : هل يوجد فرق بين السرورية والفرق الأخرى من فرق الإخوانية الخوارج )
إجابة لهذا السؤال:
الذي يظهر أنه لا يوجد فرق إلا بالإسماء فقط وهم كما قال السلف الصالح عنهم :" اختلفوا في الاسم وأجتمعوا بالسيف "
فالأم التي تولدت منها هذه الفرق هي فرقة الإخوانية الخوارج
فمنها نشأوا ومن تعليماتها وافكارها استمدوا
لكن يظهر أن فرقة السرورية تختلف شكليا وليس حقيقة عن هذه الفرق بأمور منها :
[ أولا ]
التلون : وخاصة في المملكة العربية السعودية وسبب ذلك وجود العلماء الذين يفندون شبههم بالإضافة إلى قوة رجال الأمن السعودي ودقتهم فمالوا إلى التخفي و الاختباء.
[ ثانيا ]
أنهم يظهرون التوحيد والسنة و التمسح بطاعة ولي الأمر حرصا منهم على دنياهم - فهم أهل دنيا - و يصفون انفسهم بالسلفية واتباعها بل قد يقول قائلهم: أنهم ينبزون بالجامية وإتباع السلطان ...لكن علماء السنة السلفيين يعرفونهم حق المعرفة و [ التنبيش ] عن ماضيهم يعريهم ويكشف حقيقتهم وهم يعيشون الذل والخوف قال الحسن البصري: " إنهم وإن طقطقت بهم البغال، وهَملَجَتْ بهم البراذين، إنَّ ذل المعصية لا يفارق قلوبهم، أبى اللهُ إلا أن يُذِلَّ من عصاه "
قال الله تعالى وتقدس : {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ}
وقال الله تعالى وتقدس : { وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا سُنَّةَ الأوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلا} .قال الإمام عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية : " فمكرهم إنما يعود عليهم، وقد أبان الله لعباده ، أنهم أي أهل الباطل كذبة في ذلك مزورون، فاستبان خزيهم، وظهرت فضيحتهم، وتبين قصدهم السيئ، فعاد مكرهم في نحورهم، ورد الله كيدهم في صدورهم. فلم يبق لهم إلا انتظار ما يحل بهم من العذاب، الذي هو سنة الله في الأولين، التي لا تبدل ولا تغير، أن كل من سار في الظلم والعناد والاستكبار على العباد، أن يحل به نقمته، وتسلب عنه نعمته، فَلْيَتَرَّقب هؤلاء، ما فعل بأولئك " .انتهى كلامه رحمه الله.
[ ثالثا ]
الذي يظهر على السرورية عدم التنظيم الحزبي فينهجون سرا فيما بينهم بنهج تنظيم الإخوانية الخوارج السري في جلساتهم ولهم مع ذلك تأييد لمن يظهرون فكر الإخوانية الخوارج ..
.....
ومن أراد التفريق بين هذه الجماعات الضالة فليس معه دليل فالفكر واحد والعمل واحد والوقوف مع بعضهم صفا لنصرة باطلهم هذا شئ مشاهد
( الخاتمة : نسأل الله حسنها )
من أراد معرفتهم وسبر أغوارهم فعليه في معرفة ماضي
"الحرباء الإخوانية"
والإطلاع على سيرتهم
" الأولى "
وبهذا يكون على إطلاع واسع وعميق في معرفة معتقدهم
ولنا رسالة عنوانها [ المسح العقدي ]
وموضوعها : " آلية لكيفية معرفة توجه ومذهب ومعتقد وتاريخ أعضاء هذه الجماعات الضالة وكيفية معرفتهم .
وأقول :
فلا تتعجب أيها المسلم من ذكر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد - حفظه الله - لهذه النحلة الضالة ؛ كفى الله المسلمين شرهم فهو تنبيه من سموه على خطر فكر هذه الجماعة الضالة المنتسبة ظلما للإسلام وشرائعه وشعائره تبطل وتنكر ضلالهم وتبين إنحرافهم وتدل على بطلان مذهبهم
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
---------
كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني