الخميس، 30 أبريل 2020

( ماهي العلامات والصفات التي يصح أن يطلق على صاحبها انه من ذوي الشذوذ العقدي والانحراف الفكري)



بسم الله الرحمن الرحيم 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد
فإن من أراد سلوك الطريق الموصل إلى الله سبحانه وتعالى لا بد له معرفة علامات وخصال اهل الشر فاجتنابها ومن أراد أن تكون عقيدته صحيحة وذلك بالعمل وفق الأصول الشرعية والقواعد العلمية المرعية، التي استمدت من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وفق نهج سلفنا الصالح فعليه أن يطلع على الأمور التي يصح أن يطلق فيها على الشخص أنه من ذوي الانحراف العقدي والشذوذ الفكري، وهذه الأمور هي:
اولا :
مخالفته لنصوص الوحيين - كتابا وسنة- الثابتة، المبينة، القطعية، المحكمة، الواضحة، وليست مطلقة ولا عامة، ولا منسوخة، وتمييعه وتهوينه لكلام الله تعالى وتقدس، وكلام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وورود ذلك بأعذار واهية غير مستساغة شرعًا ولا لغة.
ثانيا :
عدم قبوله لإجماع المسلمين، وتكذيبه لهم بعد اتفاق أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بلا بينة ظاهرة، ولا برهان واضح، أو حجة قاهرة، أو دليل إلا الهوى ومخالفة الشرع، وسلوك طريق أصحاب الانحراف العقدي، واتباع سبيل المجرمين.
ثالثا :
رده وعدم عمله بأصول الدين، التي لم يكن فيها خلاف بين الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله، والتي بينت على مستند شرعي.
رابعا :
عمله وتأييده ظاهرًا لأهل الأهواء والبدع وجماعات التكفير، ومناصرته لهم في أعمالهم البدعية وجرائمهم المنكرة، التي أتى الإسلام بتحريمها ومنعها وتجريمها، مثل:
▪ المظاهرات بأنواعها.
▪ الاعتصامات.
▪ الإضرابات.
▪ التشهير والطعن في ولاة الأمر على رؤوس المنابر، أو في وسائل الإعلام، أو بأي طريقة كانت.
▪ الإنكار العلني على ولاة الأمر خلافًا للسنة.
▪ البيعات السرية لتعيين أميرا لهم، مع وجود ولاة الأمر وقيام دولتهم.
▪ إنشاء التنظيمات العسكرية، والأحزاب السياسية، والجماعات المنحرفة المحاربة للسنة.
▪ بث ونشر المنشورات السرية للطعن في ولي الأمر، والإخلال بالأمن، وتهييج العامة عليهم.
▪ تكفير المسلمين بغير حق ولا بينة، وليس معهم في نهجهم هذا دليل شرعي يؤيد فكرهم المنحرف.
▪ استحلال دماء المسلمين بعد تكفيرهم بأنواع القتل المختلفة؛ كالتصفيات الجسدية والاغتيال والتفجيرات وغيرها.
▪ الوقوف مع أعداء الإسلام على اختلاف ملل الكفر، واتحادهم معهم عقديًّا ضد الإسلام وأهله وولاة أمور المسلمين.
▪ التصنيف العلمي المبني على الأدلة النقلية، والحجج العقلية يكرهه أهل الضلال؛ لأنه يبرز ملامح توجههم الضال، ويفضح معتقدهم المخالف لدين الإسلام، ويظهر عوار انحرافهم الفكري.
▪ تأليب الملل والنحل المناوئة للإسلام وأهله على بلاد المسلمين، وعلى ولاتهم، واتهامهم بما ليس فيهم، ومحاولاتهم الفاشلة والتسلط عليهم؛ كفى الله المسلمين شرهم.
"وما تم ذكره كان على سبيل التمثيل لا الحصر".
فمن أراد معرفة السنة وأصولها فعليه بقراءة كتب السنة التي قام بتأليفها أئمة السنة مثل الإمام أحمد، والبربهاري، وابن بطه، والآجري، والألباني وابن باز و محمد أمان الجامي وربيع المدخلي وغيرهم ممن هو مثلهم رحمهم الله تعالى والاطلاع على كتب أئمة السنة، وشيوخ الإسلام والبحوث العلمية لهيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية، وفيها بيان أصول الدين، وأهم البدع والانحرافات الفكرية، التي يجب على المسلم الذي يريد الله والدار الآخرة أن يبتعد عنها وعن أهلها.
 رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل المتقبل والرزق الطيب وحسن الخاتمة  ؛  والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما.
٠٠٠٠٠
كتبه واملاه الفقير الى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .

الاثنين، 27 أبريل 2020

《 عبارات تحتاج تأمل وإعادة نظر 》

    بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله وحده،
والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده،
وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ،
أمّا بعد،

فهنا عبارات تحتاج تأمل وإعادة نظر، منها :

العبارة الأولى:
(الإرهاب لا دين له)
هكذا على جهة الإطلاق غير صحيح؛
فالرافضة ديانتهم بُنيت على القتل والإغتيال واستحلال الدماء، وهذا مُدوّن في كتب الديانة لديهم.

وكذلك الخوارج بما فيهم الإخوانية وما تفرّع منها من جماعات تكفيرية مثل داعش والقاعدة..
والخلاف في " إسلام الخوارج " معروف عند أهل العلم.
وأمّا أهل الإسلام فهم براء من هذه العادة الإجرامية المتأصلة في معتقد الرفض والخوارج  وذلك لأنهم أهل الإجرام واستحلال الدماء والإغتيالات.

العبارة الثانية: (الإرهاب)
فهو مصدر (أرْهَبَ، يُرهبُ، إرهابا)
ومعناه الشرعي هو ما وردَ في تفسير هذه الاية: {ترهبون به عدو الله وعدوكم}
وهو “تخيفون به عدو الله وعدوكم من اليهود وقريش وكفار العرب” (القرطبي[ هذا التفسير في الأحكام لابأس به وأما مسائل أصول الدين فينتبه له لوجود أخطاء عقدية فيه ])؛
وقال الطبري -رحمه الله- في تفسيره:
حدثني الحارث قال: حدثنا عبد العزيز قال: حدثنا إسرائيل, عن خصيف, عن عكرمة وسعيد بن جبير, عن ابن عباس: (ترهبون به عدو الله وعدوكم)، قال: تخزون به عدو الله وعدوكم. وكذا كان يقرؤها:(تُخْزُونَ).
فعلى هذا المعنى يكون معناه موافق للشرع.

وهنا طائفتان شوّهت هذه العبارة الشرعية عن عمد
وهما :

الأوّلى :
الخوارج في هذا العصر وهم الإخوانية وماتفرع منها من فرق تكفيرية ضالة (داعش والقاعدة)
فعمدت إلى هذا اللفظ فجعلته إرهابا غير مشروع.
فوصفت قتلها للمسلمين الآمنين وزعزعة أمن دول الإسلام إرهابا ويُطبقون هذه الاية تطبيقا مخالفا للاسلام  على أهل الإسلام أفرادا وجماعات.
وكذلك تشويه المصطلح الإسلامي الآخر (الجهاد) وهم لا يعرفون الجهاد ولا ضوابطه ولا شروطه؛
بل لا يعرفون الإسلام..
فعمدوا إلى الآمنين من مسلمين ومستأمنين فقتلوهم ووصفوا جرائمهم جهادا وإرهابا
وكذبوا والله.

فالسنة الثابتة أتت بوصف هؤلاء الخوارج  ب( كلاب النار )، وأنهم ( شر قتلى تحت أديم السماء، فخير قتيل من قتلوه) .
فقاموا بتوظيف هذه المصطلحات الشرعية خدمة لأهدافهم السياسية وأطماعهم الدنيوية كما استغلوا الإسلام قبل ذلك ساعدهم تعاطف الجهلة لتمرير فكرتهم الشيطانية المنحرفة والاسلام بتعاليمه السمحة (الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح وما عليه كبار علماء الإسلام) يحاربون هذا الفكر المنحرف ويُبيّنون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر منهم،
ووصفوهم بالضلال وأنهم من الفرق الإثنتين وسبعين الهالكة.

ثم نأتِ :
للفرق الأخرى
والتي شوّهت هذه المصطلحات الشرعية وهم فرق الملاحدة من علمانية وليبرالية[ الليبرالية: هي تحول الخوارج الفكري أو العقدي من الشدة إلى الميوعة والإلحاد مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:(يمرقون من الدين) لكن لوثة الخروج واستحلال دماءالمسلمين سارية في دمائهم ]    
وللعلم
 ف(الإخوانية الخوارج وفرقها التكفيرية كالقاعدة وداعش والنصرة وغيرها كثير لا كثرهم الله ) مطايا لتشويه الإسلام،
بل والتعدي على الإسلام وأصوله وأهله .
قاتلهم الله أنى يؤفكون.


والإسلام عزيز منتصر  لكن أنفسهم هدموا وذلوا وخابوا وخسروا.

فالتسمية الشرعية الصحيحة لمصطلح (الإرهاب)
هو (الخوارج) أو(القتلة) أو (أهل الغدر والجريمة والخيانة)
أو (الإرهاب غير المشروع أو غير الشرعي أو المخالف للشرع) ليستقيم اللفظ ومن ثم يستقيم المعنى.

وقد لاحظت على هؤلاء الإخوانية الخوارج تسنمهم لوسائل الإعلام ويأتون الناس بصورة المحاربين للتطرف أو الإرهاب أو أهل الوسطية وهم في شبابهم جالوا في ميادين التكفير فخاضوا في استحلال دماء المسلمين.

أعاذنا الله وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
............
كتبه: غازي بن عوض العرماني
الأحد ٣٨ ذوالقعدة ١٤٣٨هـ.

الجمعة، 24 أبريل 2020

《 مشروعية وجوب الرد على المخالفين من أهل الضلال والتكفير في نهار رمضان 》

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أما بعد 
فهنا مسألة محدثة أحببنا إيضاح حكمها  بأقوال كبار علماء الاسلام  مؤيدة بالإدلة الشرعية  وهي مسألة  الرد على المخالف في نهار رمضان وغيبة أهل البدع من إخوانية خوارج أو أي فرقة خالفت الإسلام والسنة ورأت إستباحة دماء المسلمين حكاما ومحكومين 
وقد جرت معارك إسلامية في شهر رمضان تدل على مشروعية الجهاد في سبيل الله في أي وقت  منها :      
١-
غزوة بدر وكانت في السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة فصلاة الله وسلامه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما . 
٢-
فتح مكة كانت في العاشر من شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة.
٣ -
معركة القادسية كانت في رمضان سنة خمسة عشر للهجرة بقيادة سعد بن أبي وقاصرضي الله عنه . 
٤ -
فتح بلاد الأندلس كان في رمضان سنة ٩٢ هـ بقيادة طارق بن زياد رحمه الله . 
الى غير ذلك من المعارك الإسلامية التي وقعت في هذا الشهر الفضيل وتعلمون ما يجري في الحرب من قتل ودماء وجهد ومشقة 
وجرت معركتان من هذه المعارك بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا هو الجهاد في سبيل الله لا جهاد الإخوانية الخوارج وإستحلالهم لدماء الأبرياء المعصومة وتشويههم لمسمى الجهاد ووجوبه وفضله 
ونحن هنا في هذه الرسالة لسنا بصدد الحديث عن الجهاد في سبيل الله في قتال اليد 
وإنما وضعنا ما سبق مقدمة عن أهمية جهاد الخاصة من الإنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم وهو الجهاد الأكبر والذي دل عليه كلام الله سبحانه و تعالى{ وجاهدهم به جهادا كبيرا} وذلك في بيان مشروعية جهاد الخاصة بالحجة والبيان ونصر الحق وأهله  في نهار رمضان 
و قد نبأ إلى علمنا أن أحد طلاب العلم  يرى  كراهة الرد على أهل البدع في شهر رمضان المبارك وعلل ذلك بأن هذه غيبة لهم ولذا كره الكلام في أهل البدع في نهار رمضان فلعل ذلك من أجل أن لا ينقص أجر صيامه 
فأقول :
هذا من الورع البارد المخالف لادلة الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة 
فقد ذكرنا في أول رسالتنا المعارك التي خاضها  الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان  المبارك  فإذا جاز في نهارالصيام  جهاد الكفار  بالسيف والسنان مع مايلحق المسلم فيه من استشهاد فمن باب أولى مشروعية  جهاد المنافقين وأهل البدع بالقلم بالحجة والبيان في نهار رمضان 
لعظيم خطرهم على المسلمين   
بل إن الصيام والقيام أجره يخص المسلم وأما جهاد الحجة والبيان فهو لعامة المسلمين 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله[ مجموع الرسائل والمسائل(٥ / ١١٠)]:
" ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة والعبادات المخالفة للكتاب والسنة. 
فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين.
حتى قيل لأحمد بن حنبل : الرجل يصوم ويصلى ويعتكف : أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟ 
فقال : إذا صام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه. وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين. هذا أفضل. فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله.
إذ تطهير سبيل اللَّه ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين .
ولولا من يقيمه اللَّه لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب .
فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداءاً." 
وتبليغ سنته صلى الله عليه وسلم إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو؛ لأن ذلك التبليغ يفعله كثير من الناس، وأما تبليغ السنن، فلا يقوم به إلا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في أممهم، جعلنا الله تعالى منهم بمنه وكرمه. 
وهم كما قال فيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه  في خطبته التي ذكرها ابن وضاح في كتاب "الحوادث والبدع" له، قال: «الحمد لله الذي امتَنَّ على العباد بأن جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويحيون بكتاب الله أهل العمى؛ كم من قتيلٍ لإبليس قد أحيوه، وضالٍ تائه قد هدوه، بذلوا دماءهم وأموالهم دون هلكة العباد، فما أحسن أثرهم على الناس! وأقبح أثر الناس عليهم! يقتلونهم في سالف الدهر وإلى يومنا هذا، فما نسيهم ربك: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً﴾ جعل قصصهم هدى، وأخبر عن حسن مقالتهم. فلا تقصر عنه، فإنهم في منزلة رفيعة وإن أصابتهم الوضيعة» 
وقال عبد الله بن مسعود  رضي الله عنه «إن لله عند كل بدعة كيِدَ بها الإسلام وليّاً من أوليائه يذب عنها، وينطق بعلاماتها، فاغتنموا حضور تلك المواطن، وتوكلوا على الله». [جلاء الأفهام( ٤٩٣ )]
وقال رحمه الله:
 " ولهذا كان الجهاد نوعين : 
جهادٌ بِاليَدِ والسِّنَانِ ، وهذا المُشَارِكُ فيه كَثِيرٌ 
والثاني : الجِهَادُ بِالحُجَّةِ وَالبَيَانِ ، وهذا جِهَادُ الخاصَّةِ مِنْ أتْبَاعِ الرُّسُلِ وَهْوَ جِهَادُ الأَئِمَّةِ ، وَهْوَ أَفْضَلُ الجِهَادَيْن لِعِظَمِ مَنْفَعَتِهِ ، وَشِدَّةِ مُؤْنَتِهِ ، وَكَثْرَةِ أَعْدَائِهِ، قَال الله تعالى في «سُورة الفرقان» وهي مكية : ﴿ ولو شئنا لبعثنا في كلِّ قريةٍ نذيراً * فلا تُطِعِ الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً ﴾ . فهذا جِهَادٌ لهم بالقرآن وهو أكبرُ الجِهَادَيْن».[ مفتاح دار السعادة( ١ / ٢٧١)]

ولو تأملت لوجدت أن المدافع عن الحق وأهله له عظيم أجر  في شهر رمضان المبارك. إذ فيه نصر لاهل التوحيد والسنة فكيف برأي ليس فيه أو معه دليل بل في رأيه  مخالفة لإدلة الشرع من منقول ومعقول  ورد للحق وأهله وإنتصار للبدع وأهلها وبيان الحق بالإدلة وفساد رأي أهل الباطل والتحذير من رموزهم ليس من الغيبة بل من الأحكام الشرعية التي قد يتعين وجوبها في حق بعض أهل العلم في نهار الصيام أو في غيره 
كفى الله المسلمين شره 
سائلا الله الحي القيوم الأحد الصمد ذا الجلال والإكرام أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة 
......
كتبه :
غازي بن عوض العرماني
١ / ٩ / ١٤٤١هجري

《 وجوب الرد على المخالفين من أهل الضلال والتكفير في نهار رمضان 》


بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أما بعد 
فهنا مسألة محدثة أحببنا إيضاح حكمها بالإدلة الشرعية وبأقوال كبار علماء الاسلام المعتبرين وهي مشروعية الرد على المخالف في نهار رمضان وغيبة أهل البدع من إخوانية خوارج أو أي فرقة خالفت الإسلام والسنة ورأت إستباحة دماء المسلمين حكاما ومحكومين 
وقد جرت معارك إسلامية في شهر رمضان منها :      
١-
غزوة بدر وكانت في السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة فصلاة الله وسلامه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما . 
٢-
فتح مكة كانت في العاشر من شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة.
٣ -
معركة القادسية كانت في رمضان سنة خمسة عشر للهجرة بقيادة سعد بن أبي وقاصرضي الله عنه . 
٤ -
فتح بلاد الأندلس كان في رمضان سنة ٩٢ هـ بقيادة طارق بن زياد رحمه الله . 
الى غير ذلك من المعارك الإسلامية التي وقعت في هذا الشهر الفضيل وتعلمون ما يجري في الحرب من قتل ودماء وجهد ومشقة 
وجرت معركتان من هذه المعارك بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا هو الجهاد في سبيل الله لا جهاد الإخوانية الخوارج وإستحلالهم لدماء الأبرياء المعصومة وتشويههم لمسمى الجهاد ووجوبه وفضله 
ونحن هنا في هذه الرسالة لسنا بصدد الحديث عن الجهاد في سبيل الله في قتال اليد 
وإنما وضعنا ما سبق مقدمة عن أهمية جهاد الخاصة من الإنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم وهو الجهاد الأكبر 
في بيان جواز جهاد الخاصة بالحجة والبيان ونصر الحق وأهله  في نهار رمضان 
و قد نبأ إلى علمنا أن لأحد طلاب العلم  يرى  كراهة الرد على أهل البدع في شهر رمضان المبارك وعلل ذلك بأن هذه غيبة لهم ولذا كره الكلام في أهل البدع في نهار رمضان فلعل ذلك من أجل أن لا ينقص أجر صيامه 
فأقول :
هذا من الورع البارد المخالف لادلة الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة 
فقد ذكرنا في أول رسالتنا المعارك التي خاضها  الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان  المبارك  فإذا جاز في نهارالصيام  جهاد الكفار  بالسيف والسنان مع مايلحق المسلم فيه من استشهاد فمن باب أولى مشروعية  جهاد المنافقين وأهل البدع بالقلم بالحجة والبيان في نهار رمضان 
لعظيم خطرهم على المسلمين   
بل إن الصيام والقيام أجره يخص المسلم وأما جهاد الحجة والبيان فهو لعامة المسلمين 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله[ مجموع الرسائل والمسائل(٥ / ١١٠)]:
" ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة والعبادات المخالفة للكتاب والسنة. 
فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين.
حتى قيل لأحمد بن حنبل : الرجل يصوم ويصلى ويعتكف : أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟ 
فقال : إذا صام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه. وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين. هذا أفضل. فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله.
إذ تطهير سبيل اللَّه ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين .
ولولا من يقيمه اللَّه لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب .
فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداءاً." 
وتبليغ سنته صلى الله عليه وسلم إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو؛ لأن ذلك التبليغ يفعله كثير من الناس، وأما تبليغ السنن، فلا يقوم به إلا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في أممهم، جعلنا الله تعالى منهم بمنه وكرمه. 
وهم كما قال فيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه  في خطبته التي ذكرها ابن وضاح في كتاب "الحوادث والبدع" له، قال: «الحمد لله الذي امتَنَّ على العباد بأن جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويحيون بكتاب الله أهل العمى؛ كم من قتيلٍ لإبليس قد أحيوه، وضالٍ تائه قد هدوه، بذلوا دماءهم وأموالهم دون هلكة العباد، فما أحسن أثرهم على الناس! وأقبح أثر الناس عليهم! يقتلونهم في سالف الدهر وإلى يومنا هذا، فما نسيهم ربك: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً﴾ جعل قصصهم هدى، وأخبر عن حسن مقالتهم. فلا تقصر عنه، فإنهم في منزلة رفيعة وإن أصابتهم الوضيعة» 
وقال عبد الله بن مسعود  رضي الله عنه «إن لله عند كل بدعة كيِدَ بها الإسلام وليّاً من أوليائه يذب عنها، وينطق بعلاماتها، فاغتنموا حضور تلك المواطن، وتوكلوا على الله». [جلاء الأفهام( ٤٩٣ )]
وقال رحمه الله:
 " ولهذا كان الجهاد نوعين : 
جهادٌ بِاليَدِ والسِّنَانِ ، وهذا المُشَارِكُ فيه كَثِيرٌ 
والثاني : الجِهَادُ بِالحُجَّةِ وَالبَيَانِ ، وهذا جِهَادُ الخاصَّةِ مِنْ أتْبَاعِ الرُّسُلِ وَهْوَ جِهَادُ الأَئِمَّةِ ، وَهْوَ أَفْضَلُ الجِهَادَيْن لِعِظَمِ مَنْفَعَتِهِ ، وَشِدَّةِ مُؤْنَتِهِ ، وَكَثْرَةِ أَعْدَائِهِ، قَال الله تعالى في «سُورة الفرقان» وهي مكية : ﴿ ولو شئنا لبعثنا في كلِّ قريةٍ نذيراً * فلا تُطِعِ الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً ﴾ . فهذا جِهَادٌ لهم بالقرآن وهو أكبرُ الجِهَادَيْن».[ مفتاح دار السعادة( ١ / ٢٧١)]

ولو تأملت لوجدت أن المدافع عن الحق وأهله عظيم أجر  في شهر رمضان المبارك. وفيه نصر لاهل التوحيد والسنة فكيف برأي ليس فيه أو معه دليل بل في رأيه  مخالفة لإدلة الشرع من منقول ومعقول  ورد للحق وأهله وإنتصار للبدع وأهلها 
كفى الله المسلمين شره 
سائلا الله الحي القيوم الأحد الصمد ذا الجلال والإكرام أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة 
......
كتبه :
غازي بن عوض العرماني

الخميس، 23 أبريل 2020

《 الطريقة الشرعية في كيفية نصح الملك او وزرائه أو أي مسؤول كبير 》


   بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد
فالاخ المسؤول - الوزير - 
لو اخطأ لايتعامل معه بهذا الاسلوب كما في اسلوب الناشر ونصه المخالف هو ( صورة بلا تحية لرئيس هيئة ........ )
هذا غلط
هذا اسلوب اخواني خارجي تكفيري مبناه على فكر منحرف نتاجه التهييج والتحريض والتكفير .
النصح بالسر وليس بالفضيحة
الله سبحانه وتعالى يقول لموسى وهارون - وهما من الرسل الكرام - عليهما الصلاة والسلام ( فقولا له قولا لينا ) هذا القول لفرعون الكافر الذي قال ( انا ربكم الاعلى )
فهذا امر ربنا لمن كفر
فكيف نتعامل مع الملك حفظه الله 
أو ولي العهد 
أو أي وزير من الوزراء 
وهم منا وفينا وأهل توحيد وسنة .
أقول :
بناء على هذا الاسلوب التحريضي المخالف للسنة  نرى أن هذا  الجاهل يستخدم اسلوب القاعدة وداعش الممتد فكرهما من الاخوانية الخوارج..
فيكفرون المسلمين حكاما ومحكومين ثم  يستحلون دمائهم واعراضهم
اعاذنا الله واياكم من هذا الصنيع التكفيري المخالف لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ايها الاخوة الكمال عزيز وبني آدم عرضة للخطأ والصواب والنسيان

فالملك او الوزراء هم منا  مقام الوالد والأخ الكبير لهم منا واجب الإحترام والتقدير 
وأن يكون تعاملنا معهم وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وماعليه نهج سلف الامة..
ليس بالتشهير والطعن وصيغة التكفير ..
من منا لايخطئ
من منا لايذنب .
ف(هذا المسؤول) اخ لنا 
ووزير
ومسؤول كبير 
فطريقة التعامل معه
 او مع الملك
 او وزراء الملك ليست اجتهاديه بل شرعية مبنية على الكتاب والسنة  فتكون وفق السنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ووفق ماعليه عقيدة أهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح
بالنصيحة سرا ووفق للشرع المنزل  فإنكار المنكرعلانية  هو نهج الاخوانية الخوارج .
وقد لا يوجد منكر 
لكن أسلوب التشهير 
وتكبير الأخطاء غير المقصودة 
وسلوك التحريض الإجرامي
وتهييج العامة على ولاة أمورهم مسلك شيطاني ركبته فرقة الخوارج الإخوانية .
ولنفترض وجود منكر 
فمن يقوم بالإنكار  هم اهل العلم وحدهم او من علم ان هذا الامر منكر شرعا فناصح المسؤول سرا لئلا يترتب  منكر أعظم 
و يضاف إلى ما سبق 
نقول : لا يقوم بالنصح
 العوام  لجهلهم
 او صاحب هدف سئ 
او غرض خبيث يريد تهييج الرعية على راعيها .
أيها الإخوة 
لاننسى الدعاء لولي الأمر ووزرائه بظهر الغيب
بالتوفيق والسداد والاعانه وأن يعز الله فيهم الإسلام 
ونحن ولله الحمد نعيش بنعمة التوحيد والسنة بفضل الله الواحد الاحد الفرد الصمد ثم فضل هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية بعد المبايعة التاريخية بين الامامين الجليلين الامير محمد بن سعود وشيخ الإسلام  محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله 
واستمر ابناؤهم من بعدهم على هذا النهج الطيب السني المبارك

ثم ايها الاخوة نحن بأمن وامان ورغد عيش ويدوم هذا بذكر الله وشكره ولزوم طاعته ثم اتباع العلماء الكبار علماء السنة اتباع السلف الصالح والاستنارة بتوجيهاتهم وترك شبه الاخوانية الخوارج وتشددهم بغير دليل وتحريضهم وتهييجهم
واختم حديثي هذا بما ثبت في السنة والاثار الصحيحة عن سلفنا الصالح فإنه
" لما وقعت الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه : قال بعض الناس لأسامة بن زيد رضي الله عنه : ألا تكلم عثمان؟ فقال: إنكم ترون أني لا أكلمه، إلا أسمعكم؟ إني أكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمرًا لا أحب أن أكون أول من افتتحه.
ولما فتح الخوارج الجهال باب الشر في زمان عثمان رضي الله عنه وأنكروا على عثمان رضي الله عنه علنا عظمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم، حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية رضي عنهما ، وقتل عثمان وعلي رضي الله عنهما بأسباب ذلك، وقتل جمع كثير من الصحابة رضي الله عنهما وغيرهم بأسباب الإنكار العلني، وذكر العيوب علنا، حتى أبغض الكثيرون من الناس ولي أمرهم وقتلوه، وفي السنن عن عياض بن غنم الأشعري رضي الله عنه ، أن رسول الله ﷺ قال: ( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه ) " [ من كلام الامام ابن باز رحمه الله  من موقعه الرسمي بتصرف يسير ] والحديث صححه الامام الالباني رحمه الله
وفي مسند الإمام أحمد رحمه الله عن سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى وَهُوَ مَحْجُوبُ الْبَصَرِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، قَالَ: فَمَا فَعَلَ وَالِدُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَتَلَتْهُ الْأَزَارِقَةُ، قَالَ: لَعَنَ اللهُ الْأَزَارِقَةَ، لَعَنَ اللهُ الْأَزَارِقَةَ، حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُمْ كِلَابُ النَّارِ "، قَالَ: قُلْتُ: الْأَزَارِقَةُ وَحْدَهُمْ أَمِ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا؟ قَالَ: " بَلِ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا ". قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ السُّلْطَانَ يَظْلِمُ النَّاسَ، وَيَفْعَلُ بِهِمْ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ يَدِي فَغَمَزَهَا بِيَدِهِ غَمْزَةً شَدِيدَةً ، ثُمَّ قَالَ: " وَيْحَكَ يَا ابْنَ جُمْهَانَ عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ، عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ إِنْ كَانَ السُّلْطَانُ يَسْمَعُ مِنْكَ، فَأْتِهِ فِي بَيْتِهِ، فَأَخْبِرْهُ بِمَا تَعْلَمُ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْكَ، وَإِلَّا فَدَعْهُ، فَإِنَّكَ لَسْتَ بِأَعْلَمَ مِنْهُ "
وروى أبو نعيم في الحلية ( ٨ / ٩١ )  قال : حدثنا محمد بن ابراهيم ، ثنا أبو يعلى ، ثنا عبد الصمد بن يزيد البغدادي - ولقبه من دونه - قال سمعت الفضيل بن عياض يقول : '' لو أن لي دعوةً مستجابةً ما صيرتها إلا في الإمامِ . قيل له : وكيف ذلك يا أبا علي ؟ قال : متى ما صيرتها في نفسي لم تحزني ، ومتى صيرتها في الإمامِ فصلاحُ الإمامِ صلاحٌ العبادِ والبلادِ . قيل : وكيف ذلك يا أبا علي ؟ فسر لنا هذا . قال : أما صلاحُ البلادِ فإذا أمن الناسُ ظلمَ الإمامِ عمروا الخرابات ونزلوا الارض ، وأما العبادُ فينظر إلى قومٍ من أهلِ الجهلِ فيقولُ : قد شغلهم طلبُ المعيشةِ عن طلبِ ما ينفعهم من تعلمِ القرآنِ وغيرِهِ ، فيجمعهم في دارٍ خمسين خمسين أقل أو أكثر ، يقولُ للرجلِ : لك ما يصلحك ، وعلّم هؤلاءِ أمرَ دينهم ، وانظر ما أخرج اللهُ عز وجل من فيهم مما يزكى الارض فردهُ عليهم . قال : فكان صلاحُ العبادِ والبلادِ ، فقبل ابنُ المباركِ جبهتهُ وقال : يا معلمَ الخيرِ ؛ من يحسنُ هذا غيرك "
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :  '' ولهذا كان السلف - كالفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وغيرهما - يقولون : لو كان لنا دعوةٌ مجابةٌ لدعونا بها للسلطانِ "[مجموع الفتاوى( ٢٨ / ٣٩١)]

فنسأل الله الحي القيوم ان يديم علينا وعليكم نعمة التوحيد والسنة وان يوفق ولاة امورنا الى مايحبه الله ويرضاه وان يرزقهم البطانة الصالحة الناصحة كما ندعوه سبحانه ان ينصر في ولاة امرنا دينه وان يعلي بهم كلمته وان يحفظهم من شر الاشرار وكيد الفجار وان ينصرهم على من عاداهم من الرافضة المجوس والاخوانية الخوارج والملاحدة كما نسأله سبحانه وتعالى ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح وأن يجعلنا الله واياكم من انصار دينه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وماعليه هدي  سلف الامة وان يحسن خاتمتنا انه ولي ذلك والقادر عليه . والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 
-----------
كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني

الاثنين، 20 أبريل 2020

《 حكم إنكار تلبس الجن بالإنس 》


بسم الله الرحمن الرحيم 

السؤال : 
أحسن الله إليكم 
فضيلة الشيخ :
 ما حكم من ينكر دخول الجن
بالإنس ؟
 ويقول :  هذه خزغبلات وهل يعتبر مكذب لله و رسوله ويكفر باعتقاده هذا المعتقد ؟ 
أفتونا مأجورين ..جزاكم الله خيرا..


الجواب :
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 
أما بعد  
فإنكار دخول الجن بالإنس دعوى باطلة وعمل محرم إذ أن تلبس الجن بالإنس حقيقة واقعة دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع و قصص كثيرة إستفاضة و أتى إثبات تلبسهم ودخولهم بالإنس في كلام الله سبحانه وتعالى فقال تعالى : { الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ}
قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيره لهذه الآية : " آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنوناً يخنق" رواه ابن أبي حاتم رحمه الله في تفسيره( ١ / ٣٣٠).
وثبت  في  سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ففي صحيح البخاري ومسلم رحمهما  من حديث  أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم) وهو كذلك في الصحيحين من حديث صفية بنت حيي رضي الله عنها وفيه قصة ، 
وفي سنن ابن ماجه رحمه الله عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه  قال لما استعملني رسول الله صلى الله عليه و سلم على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي . فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال : ( ابن أبي العاص ؟ ) قلت نعم يا رسول الله قال ( ماجاء بك ؟ ) قلت يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي حتى ما أدري ما أصلي . قال ( ذاك الشيطان . ادنه ) فدنوت منه . فجلست على صدور قدمي . قال فضرب صدري بيده وتفل في فمي وقال ( اخرج . عدو الله ) ففعل ذلك ثلاث مرات . ثم قال ( الحق بعملك ) قال فقال عثمان فلعمري ما أحسبه خالطني بعد )  صححه إسناده الإمام الألباني رحمه الله  .
وإجماع المسلمين على هذا المعتقد وإتفاقهم .
و[ شذت المعتزلة  فأنكروا ذلك فمن وجدتم من هذه حاله فهو معتزلي أو متأثر بفكرهم ولنا كتاب  عن المعتزلة ذكرنا فيها أهم شخصياتهم سابقا ومن قام بتأسيسها وشخصياتهم البارزة في هذا العصر ووضحنا  فيه  أين يوجد الفكر المعتزلي أو الإنعزالي وعلاماتهم وحكم علماء الاسلام فيهم وأين يوجد هذا المذهب الفكري المنحرف في هذا العصر ؟ ].
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: 
" الصرع صرعان: صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية، وصرع من الأخلاط الرديئة، والثاني: هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه.
وأما صرع الأرواح فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ولا يدفعونه، ولا يدفعونه، ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة، فتدافع آثارها، وتعارض أفعالها وتبطلها، وقد نص على ذلك بقراط في بعض كتبه، فذكر بعض علاج الصرع وقال: (هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة، وأما الصرع الذي يكون من الأرواح فلا ينفع فيه هذا العلاج. 
وأما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ومن يعتقد بالزندقة فضيلة فأولئك ينكرون صرع الأرواح، ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع، وليس معهم إلا الجهل، وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك، والحس والوجود شاهد به، وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها..وجاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده، ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم. 
وعلاج هذا النوع يكون بأمرين: أمر من جهة المصروع، وأمر من جهة المعالج، فالذي من جهة المصروع: يكون بقوة نفسه وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها، والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان، فإن هذا نوع محاربة، والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين:
(    الأول    ) :

 أن يكون السلاح صحيحاً في نفسه جيداً، وأن يكون الساعد قوياً فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل، فكيف إذا عدم الأمران جميعاً! ويكون القلب خراباً من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه، ولا سلاح له. 

و (   الثاني   )  :
من جهة المعالج: بأن يكون فيه هذان الأمران أيضاً، حتى أن من المعالجين من يكتفي بقوله: (اخرج منه) أو يقول: (بسم الله) أو يقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: (اخرج عدو الله أنا رسول الله)[ حديث صحيح رواه الإمام أحمدوصححه الإمام الألباني رحمهما الله في السلسلة الصحيحة( ١ / ٨٧٦)].
وشاهدت شيخنا[ يعني به شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ] يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه. ويقول قال لك الشيخ: اخرجي، فإن هذا لا يحل لك، فيفيق المصروع، وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح ماردةً فيخرجها بالضرب. فيفيق المصروع ولا يحس بألم، وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مراراً..وبالجملة فهذا النوع من الصرع وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة، وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون من جهة قلة دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر والتعاويذ والتحصنات النبوية والإيمانية، فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح معه، وربما كان عرياناً فيؤثر فيه هذا.."[زاد المعاد في هدي خير العباد بتصرف يسير ( ٤ / ٦٦- ٦٩)].

ومن أنكر هذا الأمر  فهو منكر ومكذب لخبر الله سبحانه و تعالى ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومشاقق للمؤمنين 
وما عليه إجماع بني آدم قاطبة حتى الكفار يقرون بهذا 
[ هو الآن منتشر يجري في بعض دماء  فرقة الإخوانية الخوارج لإحيائها المذاهب الفكرية المندثرة تحت عباءة تجمع حزب الإخوانية السياسي ومن ثم أصابتهم عدوى ووباء المعتزلة - أعاذنا الله وإياكم منهم ومن شرورهم ومن إنتقال عدواهم ودعوتهم    ]  ويجب الرد عليهم لمن كان مؤهلا عقديا مؤصلا علميا مضمنا رده إدلة الكتاب والسنة و بالحجج العقلية لأن المنكر صاحب عقل منحرف يقدم العقل المريض على نصوص الوحيين ؛ فكثير من المعتزلة يثبتون وجود الجن لكن ينكرون دخول الجن بالإنس تكذيبا للمنقول وإنكارا للمعقول .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: 
" قال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل : 
" قلت لأبي إن أقواماً يقولون: إن الجني لا يدخل بدن المصروع، فقال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه" ، وهذا الذي قاله أمر مشهور، فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه، ويضرب على بدنه ضرباً عظيماً لو ضرب به جمل لأثر به أثراً عظيماً، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله، وقد يجر المصروع غير المصروع ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول الآلات وينقل من مكانٍ إلى مكان، ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علماً ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان، وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك " [ مجموع الفتاوى( ٢٤ / ٢٧٦ - ٢٧٧ )]

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 


.....

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه:

غازي بن عوض العرماني

الأحد، 19 أبريل 2020

《 ‏‎‎الرد على بطلان ما ذكره حجاج العجمي وإتخاذها من بعض الإخوانية شبهة في قضية التكفيري المطلوب الامني عبدالرحيم الحويطي 》


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 
فهذا رد علمي على شبهة أحدثها جاهل بالشرع يقال له حجاج العجمي وعرف بنزعته التكفيرية ورؤية الخروج على الحاكم  
وقد استدل بحديث ( من قتل دون ماله فهو شهيد ) على جواز الخروج على الحاكم وعصيانه حينما يأمر بمصلحة عامة راجحة 
فنقول جوابا على هذه الشبهة 


أولا :
 أن الخلاف وقع بين اقرباء  على مسألة شخصية مالية بينهما وليس لمسألة عقدية تتعلق في الخروج على الحاكم كما يزعم هذا الخارجي  فعبدالله بن عمرو رضي الله عنهما  يريد حماية ماله فقط ولا يريد الخروج على ولي الأمر ومن ظن هذا الظن فهو مخطئ آثم لأن هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه  من علماء الصحابة وفقهائهم فإستدلاله بالحديث على وجوب حماية ماله لا في جواز الخروج على الحاكم .

ثانيا :
العبرة بإتباع الدليل فحينما أستدل عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ب(من قتل دون ماله فهوشهيد‏، ) ‎‎ذكره خالد بن العاص بأن هذا ولي امر ونهاه بما يجب   الرجوع إليه وهو وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر وتظافر الأدلة بهذا الأصل .

ثالثا :
 الواجب الرد إلى كتاب الله وسنة رسوله وهذا المتعبد فيه والواجب كذلك إتباعه عند الخلاف لا ركوب موجة الهوى المضل وترك الدليل .

رابعا :
إثارة الشبهات في تفريق الأمة وإستحلال الدماء‏‎‎وإباحة الخروج على ولاة الأمر تمسكا بالمتشابه وترك النصوص المحكمة من الكتاب والسنة هو سبيل الخوارج وهذا ما سلكه حجاج العجمي .

‏‎‎خامسا :
المتشابه يرد إلى المحكم والمطلق يرد الى المقيد والعام يخصص  ومن علم حجة على من لايعلم فاالإستدلال ب( من قتل دون ماله فهو شهيد)  
قال ابن المنذر رحمه الله :
"والذي عليه أهل العلم أن للرجل أن يدفع عما ذكر إذا أريد ظلمًا بغير تفصيل إلا أن كل من يحفظ عنه من علماء الحديث كالمجمعين على استثناء السلطان للآثار الواردة بالأمر بالصبر على جوره وترك القيامة عليه "[ فتح الباري( ٥ / ١٢٤)].

سادسا : 
وأثناء البحث استوقفني كلاما للإمام شيخنا عبيد الجابري حفظه الله وإحيلكم عليه فهو ملئ وقد ثبت في السنة: ( من أحيل على ملئ فليتبع )
   
فيقول حفظه الله  " 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلِّه، وكفَى بالله شهيدًا، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقرارًا به وتوحيدًا، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا مزيدًا.

أما بعد:

فقد ظهر حجاج العجمي بمقولةٍ سيئة عبر برنامج الكلام الحر على قناة اليوم عن تطورات أحداث الثورة في سوريا 
٣٠-١ - ١٤٣٥هـ وهذا رابط المقطع الصوتي:
http://bit.ly/1l5W9y5
وهذا نصها:
(في صحيح مسلم -هذا طبعًا فقهاء السلطة لا يتطرقون لهذا الحديث- في صحيح مسلم عبد الله بن عمرو بن العاص بايع معاوية على الخلافة، بيعة، بايعه ويراه خليفة شرعي! اختصم عبد الله بن عمرو -من فقهاء الصحابة وعلمائها- اختصم مع عنبسة والي معاوية، والي الطائف على أرض، أرض اختصموا عليها، فقام عنبسة –والي شرعي، والي أمر-وذهب ليأخذ الأرض عنوة، فقام عبد الله بن عمرو فسلَّح عبيده، أعطى كل واحد ممن يملكه سلاح، ليجابه به من؟ ليجابه من؟ جيش عنبسة الذي جاء ليأخذ الأرض، وجاء خالد بن العاص لينكر عليه، ولي الأمر وتخالفه! وأرض!، قال: أما علمت أنَّ النبي ﷺ قال: «من قتل دون ماله فهو شهيد»).

نص حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه:
أخرج مسلم (١٤١) من طريق سليمان الأحول: أنَّ ثابتًا مولى عمر بن عبد الرحمن أخبره: أنه لما كان بين عبد الله بن عمرو وبين عنبسة بن أبي سفيان ما كان، تيسَّروا للقتال، فركب خالد بن العاص إلى عبد الله بن عمرو فوعظه، خالد فقال عبد الله بن عمرو: أما علمت أنَّ رسول الله ﷺ قال: «من قُتِل دون ماله فهو شهيد».
التعليق:
لا يخفى على ذي البصر والبصيرة، والمنصف ومن خالطت السنة بشاشة قلبه، أنَّ هذه المقولة الشنيعة تحمل في طياتها مسلكين خبيثين:
أحدهما: اتهام علماء السنة، وفقهاء الملة المباركة بمداهنة السلطان، ولذا أخفوا -كما زعمتَ- خبر عبد الله بن عمرو مع عنبسة.
ثانيهما: الدعوة الصريحة إلى الخروج على الحاكم المسلم.
وكلا المسلكين يرفع به عقيرته -في هذا العصر- الخوارج القعدية وفقهاء الواقع -زعموا-
وكلتا الطائفتين موافقة فيما سلكته أهل البدع، ومن مسلك أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر،
قال الصابوني في عقيدة السلف (٢٩٩):
(وعلامات البدع على أهلها ظاهرة بادية، وأظهر آياتهم وعلاماتهم: شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي ﷺ، واحتقارهم لهم، وتسميتهم إياهم حشوية، وجهلة، وظاهرية، ومشبهة. اعتقادًا منهم في أخبار رسول الله ﷺ أنها بمعزل عن العلم، وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم، من نتائج عقولهم الفاسدة، ووساوس صدورهم المظلمة، وهواجس قلوبهم الخالية عن الخير، العاطلة، وحججهم بل شبههم الداحضة الباطلة، {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}، {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}.
قلت: ولكل قومٍ وارث، فاحذر.

ورد ما تضمنته مقولتك يا أستاذ من هذين المسلكين الخبيثين، اللذين لا يُظن بمثلك        -مستحضرًا للنصوص- أن يسلكهما، من أوجه:   

— الوجه الأول:
أنَّ عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما كان متأولاً، والخطأ بسبب التأويل من رجل خيِّر، ذي جلالةِ قدر، وسابقةِ فضل، وإمامةٍ في الدين، وإمامٍ في السنة، يُرد خطؤه ويُصان عرضه، وتُصان كرامته، ولا يُتابع على خطئه، وهذا مسلك أهل السنة مع من دون ذلك الصحابي الخير الفاضل المكثر من الحديث، فكيف لا يكون هذا مسلكنا مع أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، ويدلُّ على ما ذكرناه من تأويل ابن عمرو رضي الله عنهما أنه هو نفسه روى حديث «ومن بايع إمامًا فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه، فاضربوا عنق الآخر». قال الراوي عنه: فدنوت منه فقلت له: أنشدك الله آنت سمعت هذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه وقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي. فقلت له: هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا، والله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}، قال: فسكت ساعة ثم قال: أطعه في طاعة الله، واعصه في معصية الله. أخرجه مسلم (١٨٤٤).

— الوجه الثاني:
أنَّ الذي تأهب لقتاله ليس هو الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، بل هو عامله، ولذلك استساغ قتاله دون ماله، وقد أسلفنا أنه متأول.

— الوجه الثالث:
أنه رَكِب إليه خالد بن العاص وهو خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة –أخو عمرو بن العاص-، وصنيع خالد هذا يدلُّ على أنه استقر عنده أنَّ ولي الأمر لا يُقاتَل، وهذا هو قول أهل السنة.
قال الإمام أحمد رحمه الله في أصول السنة ص (٤٦):
(ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه لأحد من الناس فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة).
قال البربهاري رحمه الله ص (٧٠):
(ولا يحل قتال السلطان، ولا الخروج عليهم وإن جاروا؛ وذلك لقول رسول الله ﷺ لأبي ذر الغفاري: «اصبر وإن كان عبدا حبشيًا»، وقوله للأنصار: «اصبروا حتى تلقوني على الحوض»،وليس من السنة قتال السلطان فإن فيه فساد الدنيا والدين).

— الوجه الرابع:
ما جاء في هذا الأمر من صحيح السنة:
اعلم أيها المنصف الحازم في أمره أنَّ السنة الصحيحة المستفيضة، إن لم تكن متواترة تواترًا معنويًا -يوجب العلم والعمل- فهي مستفيضة، وقد اخترنا من هذه السنة ثلاثة أحاديث متبعين كل حديث ببعض أقوال أئمة العلم والدين:

الحديث الأول:
في صحيح مسلم (١٨٤٣) عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:«إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها»، قالوا: يا رسول الله كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟ قال: «تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم».
قال شيخ الإسلام في الاستقامة (٣٥-٣٥/ ١):
(وقوله ﷺ: «ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها» قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: أدُّوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم»، وأمثال ذلك من الأحاديث الصحاح، فأمر مع ذكره لظلمهم بالصبر وإعطاء حقوقهم، وطلب المظلوم حقّه من الله ولم يأذن للمظلوم المَبْغي عليه بقتال الباغي، في مثل هذه الصور التي يكون القتال فيها فتنة، كما أذن في دفع الصائل بالقتال، حيث قال: «من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد»، فإن قتال اللصوص ليس قتال فتنة، إذ الناس كلهم أعوان على ذلك فليس فيه ضرر عامٌ على غير الظالم، بخلاف قتال ولاة الأمور فإن فيه فتنةً وشرًا عامًا أعظم من ظلمهم، فالمشروع فيه الصبر).

الحديث الثاني:
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قلت: يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال: «نعم». قلت: هل وراء ذلك الشر خير؟ قال: «نعم». قلت فهل وراء ذلك الخير شر قال: «نعم». قلت كيف؟ قال: «يكون بعدى أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس». قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: «تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع». أخرجه مسلم (١٨٤٧).
قال القرطبي في المفهم (٤/٣٧):
(الطاعة للأمراء واجبة وإنْ استأثروا بالأموال دون الناس، بل وعلى أشد من ذلك؛ لأنه ـصلى الله عليه وسلم ـ قال لحذيفة: «فاسمع وأطع، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك»).
وقال أيضًا في المفهم (٤/٣٩):
(فأمَّا قوله في حديث حذيفة: «اسمع وأطع، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك»؛ فهذا أمر للمفعول به ذلك للاستسلام، والانقياد، وترك الخروج عليه مخافة أن يتفاقم الأمر إلى ما هو أعظم من ذلك).
 قال شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية (١/٥٦١):

(وأمر مع هذا بالسمع والطاعة للأمير (وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك) فتبين أن الإمام الذي يطاع هو من كان له سلطان، سواء كان عادلًا أو ظالمًا وكذلك في الصحيح حديث ابن عمر عن النبي ﷺ: «من خلع يدًا من طاعة إمام، لقي الله يوم القيام لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية، لكنه لا يطاع أحد في معصية الله»).
قال العلامة الشوكاني رحمه الله في نيل الأوطار (٨/٣٢٩):
(«وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع»فيه دليل على وجوب طاعة الأمراء، وإن بلغوا في العسف والجور إلى ضرب الرعية، وأخذ أموالهم، فيكون هذا مخصصًا لعموم قوله تعالى{فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}، وقوله: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا}.
قال صديق حسن خان في فتح البيان (٦/٢٦٤):
(بل ورد أنهم يعطون الذي لهم من الطاعة وإن منعوا ما هو عليهم للرعايا، كما في بعض الأحاديث الصحيحة: «أعطوهم الذي لهم واسألوا الله الذي لكم»، بل ورد الأمر بطاعة السلطان وبالغ في ذلك النبي ﷺ حتى قال: «وإن أخذ مالك وضرب ظهرك»).
قال العلامة محمد العثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (٢/٥٠٦-٥٠٧):
(وإذا قُدّر أن ولي الأمر أخذ أكثر مما يجب، فإنَّ ذلك ظلم لا يحل لولي الأمر، أمَّا صاحب المال فعليه السمع والطاعة؛ لقول النبي ﷺ: «اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك»).

الحديث الثالث:
في صحيح مسلم (١٨٤٦) عن سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله ﷺ قال: يا نبي الله، أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا؟ فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم سأله في الثانية أو في الثالثة، فجذبه الأشعث بن قيس وقال: «اسمعوا وأطيعوا فإنما، عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم».
وفي مثل هذا وسابقه قول الحافظ النووي في شرح مسلم (١٢/٢٣٢):
(هذا من معجزات النبوة وقد وقع هذا الإخبار متكررًا ووجد مخبره متكررًا وفيه الحثّ على السمع والطاعة، وإن كان المتولي ظالمًا عسوفًا، فيعطى حقه من الطاعة، ولا يخرج عليه، ولا يخلع، بل يتضرع إلى الله تعالى في كشف أذاه ودفع شره وإصلاحه).
وقال الآجري بعد أن ذكر أثرًا صحيحًا عن عمر رضي الله عنه وهو من طريق سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ: يَا أَبَا أُمَيَّةَ, إِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي أَنْ لَا أَلْقَاكَ بَعْدَ عَامِي هَذَا, فَاسْمَعْ وَأَطِعْ وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكَ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجْدَعٌ, إِنْ ضَرَبَكَ فَاصْبِرْ, وَإِنْ حَرَمَكَ فَاصْبِرْ, وَإِنْ أَرَادَ أَمْرًا يَنْتَقِصُ دِينَكَ فَقُلْ: سَمْعٌ وَطَاعَةٌ, وَدَمِي دُونَ دِينِي, فَلَا تُفَارِقِ الْجَمَاعَةَ).
قال الآجري رحمه الله- في الشريعة (١/١٦٢):
(فإن قال قائل: إيش الذي يحتمل عندك قول عمر رضي الله عنه فيما قاله؟ قيل له: يحتمل والله أعلم أن نقول: من أمر عليك من عربي، أو غيره، أسود، أو أبيض، أو عجمي، فأطعه فيما ليس لله فيه معصية، وإن حرمك حقا لك ، أو ضربك ظلما لك ، أو انتهك عرضك ، أو أخذ مالك، فلا يحملك ذلك على أن تخرج عليه بسيفك حتى تقاتله ، ولا تخرج مع خارجي يقاتله، ولا تحرض غيرك على الخروج عليه ، ولكن اصبر عليه وقد يحتمل أن يدعوك إلى منقصة في دينك من غير هذه الجهة يحتمل أن يأمرك بقتل من لا يستحق القتل، أو بقطع عضو من لا يستحق ذلك ، أو بضرب من لا يحل ضربه ، أو بأخذ مال من لا يستحق أن تأخذ ماله ، أو بظلم من لا يحل له ولا لك ظلمه ، فلا يسعك أن تطيعه، فإن قال لك : لئن لم تفعل ما آمرك به وإلا قتلتك أو ضربتك ، فقل : دمي دون ديني).

— الوجه الخامس: نقل الإجماع.
عرف قُراؤنا وقراؤك يا بني ما نقلته لك من كلام العلماء الذين هم أئمة في هذا الباب وما دونه فهو مجمع عليه عند من سبقهم، فهل قال ما قاله أئمة من المعاصرين أو المتقدمين عليهم وهم بيننا وبينهم  وها نحن ذاكرين بعض أقوالهم:
قال ابن المنذر -فتح الباري (٥/١٢٤)-:
(والذي عليه أهل العلم أن للرجل أن يدفع عما ذكر إذا أريد ظلمًا بغير تفصيل إلا أن كل من يحفظ عنه من علماء الحديث كالمجمعين على استثناء السلطان للآثار الواردة بالأمر بالصبر على جوره وترك القيامة عليه).

— الوجه السادس:
أن النبي ﷺ لم يأذن لنا بالقتال إلا في حال واحد وهو حين نرى كفرًا بواحًا معنا فيه مِن الله تعالى برهان، ولم يأذن بغيره، بل ولم يأذن بقتالهم بسبب تأخيرهم الصلاة، فضلاً أن يُقاتلوا من أجل مالٍ أو دنيا.
قال العلامة صديق حسن خان في فتح البيان (٦/٢٦٣):
(وقد وردت الأدلة الصحيحة البالغة عدد التواتر الثابتة عن رسول الله ﷺ ثبوتاً لا يخفى على من له أدنى تمسك بالسنة المطهرة بوجوب طاعة الأئمة والسلاطين والأمراء حتى ورد في بعض ألفاظ الصحيح: «أطيعوا السلطان وإن كان عبداً حبشياً رأسه كالزبيبة»، وورد وجوب طاعتهم ما أقاموا الصلاة، وما لم يظهر منهم الكفر البواح، وما لم يأمروا بمعصية الله، وظاهر ذلك: أنهم وإن بلغوا في الظلم إلى أعلى مراتبه، وفعلوا أعظم أنواعه، -مما لم يخرجوا به إلى الكفر البواح- فإن طاعتهم واجبة، حيث لم يكن ما أمروا به من معصية الله).

— الوجه السابع:
أن العلماء –رحمهم الله- فرقوا بين ما إذا أمرك بمعصية فلا طاعة له، وبين ما إذا أخذ حقك بتأويل أو بغير سبب شرعي فيجب الصبر عليه.
قال القرطبي رحمه الله في المفهم (٤/٣٩):
(فأمَّا لو أمر بمعصية مثل أخذ مال بغير حق أو قتل أو ضرب بغير حق ؛ فلا يطاع في ذلك ، ولا ينفذ أمره، ولو أفضى ذلك إلى ضرب ظهر المأمور وأخذ ماله ؛ إذ ليس دم أحدهما ، ولا ماله ، بأولى من دم الآخر، ولا ماله . وكلاهما يحرم شرعًا ؛ إذ هما مسلمان، ولا يجوز الإقدام على واحد منهما ، لا للآمر ، ولا للمأمور ؛ لقوله: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)؛ كما ذكره الطبري ، ولقوله هنا: (فإن أمر بمعصية فلا سمع، ولا طاعة). فأمَّا قوله في حديث حذيفة: (اسمع وأطع، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك)؛ فهذا أمر للمفعول به ذلك للاستسلام، والانقياد، وترك الخروج عليه مخافة أن يتفاقم الأمر إلى ما هو أعظم من ذلك. ويحتمل أن يكون ذلك خطابًا لمن يُفعل به ذلك بتأويل يسوّغ للأمير بوجهٍ يظهر له، ولا يظهر ذلك للمفعول به. وعلى هذا يرتفع التعارض بين الأحاديث، ويصحّ الجمع، والله أعلم).
قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين في شرح الأربعين ص (٢٧٩):
(وظاهر الحديث وجوب السمع والطاعة لولي الأمر، وإن كان يعصي الله عزّ وجل إذا لم يأمرك بمعصية الله عزّ وجل، لأنَّ النبي ﷺ قال: «اسمَع وَأَطِع وَإِن ضَرَبَ ظَهرَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ»، وضرب الظهر وأخذ المال بلا سبب شرعي معصية لا شك، فلا يقول الإنسان لولي الأمر: أنا لا أطيعك حتى تطيع ربك، فهذا حرام، بل يجب أن يطيعه وإن لم يطع ربه. أما لو أمر بالمعصية فلا سمع ولا طاعة، لأنَّ رب ولي الأمر ورب الرعية واحد عزّ وجل، فكلهم يجب أن يخضعوا له عزّ وجل، فإذا أمرنا بمعصية الله قلنا: لا سمع ولا طاعة).

الخاتمة

فهل فهمت يا بني تمام الفهم أن أئمتنا وعلماءنا المعاصرين من أئمة الدعوة ومن بعدهم مجمعون على ما كان عليه سلفهم الصالح من وجوب السمع والطاعة للإمام المسلم، والصبر على ما يلقونه من الأثرة، منه ومن نوابه، فاتق الله في نفسك يا أستاذ، وتب إلى الله من هذين المسلكين، فقد ظلمت من وصفتهم بمضمون مقالتك بمداهنة السلطان، ولا أظنك إلا تعني علماءنا المعاصرين، وأقول لك: إني مع شدتي عليك في رد مقولتك الشنيعة حريصٌ على أن تراجع السنة، وتسلك سبيل السلف الصالحين، من الصحابة ومن سلك سبيلهم من أئمة العلم والدين، وأختم مقالي هذا بما فيه أبلغ واعظ، وأعظم زاجر فاسمع قال تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (٢٧) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (٢٨) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا}.
وقال ﷺ: «أتدرون ما المفلس؟»، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: «إنَّ المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار» أخرجه مسلم (٢٥٨١) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
قلت: فهل يرضى عاقل مشفق على نفسه، أن تذهب حسناته العظيمة ويطرح عليه من سيئات الآخرين، وأدعوك مرة أخرى إلى مراجعة كتاب ربك وسنة نبيك ﷺ على فهم السلف الصالح.
والله يعلم أنه ليس لي هدف فيك لشخصك بل كان هدفي تجلية الحق والذب عن أهله.
وصلى الله عليه وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وتسلم تسليمًا كثيرًا.

وكتبه:
عبيد بن عبد الله بن سليمان الجابري
المدرس بالجامعة الإسلامية
وحُرر بالمدينة النبوية بعد مغرب يوم الخميس
الرابع عشر من شعبان عام خمس وثلاثين وأربعمائة وألف
الموافق الثاني عشر من يونيو ٢٠١٤ " [ بتصرف يسير ]
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 
.....
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه:
غازي بن عوض العرماني