بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً
أما بعد
ففي سنوات مضت كان يجول في مخيلتي قلة وجود نوع من أنواع الطيب الفاخر وهو طيب العود أو بخور العود الازرق كما يقال وكنت اقول أنني فقدت هذا النوع من ثلاثة أو أربعة عقود من السنوات إذ كان الوالد رحمه الله تعالى يعتني بهذا النوع من الطيب في مجلسه وفي الجامع ومضى شهر يأتيني عرضا التفكير في هذا الأمر حتى زارنا أحد الإخوة الكرام ممن يعمل في وزارة الشؤون الإسلامية في منطقتنا لصيانة الجامع وتفقد ما يحتاجه من كهرباء أو سباكة وهذا من الأعمال الجليلة التي تقوم بها وزارة الشؤون الإسلامية في ظل دعم سخي من قبل حكومة ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وفي ظل توجيهات كريمة سديدة من قبل معالي وزير الشؤون الإسلامية فضيلة الشيخ الوالد عبداللطيف آل الشيخ حفظه الله
ومن سمو أمير منطقة القصيم حفظه الله ولاننسى جهود مديري عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية في المنطقة ومنهم الآن صاحب الفضيلة الشيخ عبدالله الجويبري حفظه الله فلهم منا في هذا المقام الشكر والتقدير والاحترام والدعاء لهم بظهر الغيب بالسداد والتوفيق والنجاح الدائم...
واعتذر عن هذا الإستطراد الذي لابد منه فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا يَشْكُرُ اللهَ مَن لا يَشْكُرُ الناسَ ) أخرجه الإمام أحمد والترمذي وأبو داود رحمهم الله جميعا وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن أبي داود رحمه الله تعالى من رواية الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه.
نعود أيها الإخوة الكرام إلى سياق موضوعنا :
فقد أتى هذا الأخ المبارك وقام بما يلزم تجاه صيانة بيت من بيوت الله وهو جامع بلدتنا المباركة المعروفة بالكدادية أو مركز الكدادية ثم جرى دعوة هذا الأخ من قبل صاحب الفضيلة الشيخ هديبان بن عوض العرماني رئيس مركز إمارة الكدادية حفظه الله إلى مجلسه العامر فتبين لي أن هذا الزائر الكريم من ذوي الخبرة القديمة في مجال بيع العود ومعرفة أنواعه فحدثته عن ما يدور في فكري تجاه طيب العود وقلة الأنواع الفاخرة وأن وجدت ففيها غلاء سعر فاحش فأخبرني أن هذا الأمر جرى من قرابة ثلاثة عقود والسبب في ذلك المنافسة القوية من دول شرق آسيا بعد ارتفاع مستوى الدخل فيها وكثرت الاغنياء بين سكانها فعمدوا الي شراء كميات كبيرة من الدول التي يكثرفيها طيب العود فيقومون بشرائه بالغالي والنفيس بلا مماكسة لتعطير وتطييب مقر عباداتهم التي هي عبارةأوثان وأصنام عبدوها من دون الله سبحانه وتعالى تعالي ربنا وتقدس عن الند والضد والشريك.
فنحمد الله على نعمة التوحيد والسنة في هذه المملكة الطيبه المباركة المملكة العربية السعودية.
فهذه الدول مع ما تعيشه من تقدم تقني تكنلوجي وتطور في الصناعات وتقدم في المخترعات نجدهم
يعانون من خواء روحي و أمراض نفسيه و تعظيم للمادة وتقديس لها
مع تعاسة وقلق وانتحار وأمراض اجتماعية وأخلاقية خطيرة تنخر في مجتمعهم وتقلق كبار المسؤولين فيها وذلك بسبب بعدهم عن الله سبحانه وتعالى مع شرك ظاهر فأين عقولهم هذه التي أبدعت في الاختراع والتقدم الإليكتروني وكل ذلك رحمة من الله لهم وهبها لهم لعبادته وتوحيده فكيف جاز لهم عبادة الأصنام والأوثان من دون الله سبحانه وتعالى.
أين التفكر والتذكر؟ فهل ادركوا ان هذه المخلوقات الضعيفة هي عباد أمثالهم وهي لا حول لها ولاقوة ولا تنفع نفسها ولا تضر أحدا من الناس الا بإذن الله تعالى؟
أعاذنا الله وإياكم من الشرك والكفر والشك فقد استعاذ منه ابراهيم الخليل عليه وعلى نبينا محمد افضل الصلاة وأتم التسليم وأبركه
فقال تعالى :{ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ }.
فيجب على كل داع الي الله سبحانه وتعالى أتباع طريقة جميع الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام
ومنهم آخرهم وافضلهم نبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام والبركة وذلك في الدعوة إلى التوحيد والحذر من الشرك والبعد عنه وعن وسائله من البدع المنكرة والمحدثات وبيان دين الإسلام وسنة رسول خير الأنام صلى الله عليه وسلم.
ولا يتم هذا الا بالعلم النافع والعمل الصالح
عملا بقول الله تعالى وتقدس : { قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }.
" قال ابن عباس رضي الله عنهما : يعني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على أحسن طريقة وأقصد هداية ؛ معدن العلم ، وكنز الإيمان ، وجند الرحمن .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : من كان مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير هذه الأمة ، وأبرها قلوبا ، وأعمقها علما ، وأقلها تكلفا ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه ، فاعرفوا لهم فضلهم ، واتبعوهم في آثارهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم ، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ". انتهى من تفسير الإمام البغوي رحمه الله لهذه الآية الكريمة بتصرف .
والحذر عن الابتعاد عن جادة السلف الصالح و تبني افكارا دخيلة تحارب دين الإسلام وفيها أضرار بمصالح المسلمين و اخلال بالأمن والأمان وخير مثال هو أتباع ذوي الجهل والضلال الفكر المنحرف لما يعرف بحزب الإخوانية الخوارج
فهذا الحزب الضال ومااشتمل عليه من أفكار شاذة هي حرب على دين الإسلام وأهله وتشويه له وصد عن الدعوة اليه.
فالمجتمع المسلم بل والمجتمع العالمي بحاجة إلى دعوة الإسلام الصحيحة المبنيه على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفق هدي سلفنا الصالح
لأن دين الإسلام دين علم ورحمة وخير وبركة وسعادة للناس:{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ }
وقد رأيت ورأى كثير من المسلمين انشغال دعاة هذا الحزب الضال وأعني بهم جماعة الإخوان الخوارج في أمور تضر بالإسلام وبالمسلمين بل وتوقع المسلمين في فتن هم في غنى عنها.
الناس بحاجة إلى دعوة تعلمهم أمر دينهم وترشدهم الي سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والي بيان هدي السلف الصالح.
الناس بحاجة إلى من يعلمهم التوحيد
وانواعه ويحذرهم من المعطله الجهمية والصوفية القبورية.
وغير ذلك من فرق الضلال.
الناس بحاجة إلى من يعلمهم شريعة الإسلام
والي علو منزلة علماء الإسلام
وفضل حكام المسلمين ووجوب طاعتهم بالمعروف وليس دلالتهم على مخالفة السنة بالتحريض عليهم وتهييج العوام واشاعة الفوضى في الدول بل البشرية بحاجة إلى من يعلمهم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم التي فيها الأمن والأمان والاستقرار والسكينة والإطمئنان ومن ذلك التعاون مع ولاة أمرهم الي مافيه صلاح البلاد والعباد وإصلاح مجتمعهم والرأفة بهم بعيدا عن تكفير المجتمعات المسلمة بغير حق أو استحلال دمائهم أو الإخلال بأمنهم.
الناس يحتاجون إلى علماء سنة وليس الي دعاة فتنة لنشر دين الله الذي ارتضاه دينا لعباده ليعم توحيد الله على عموم البشرية كما أتى بذلك الخبر الصادق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث تَميم الداري رضي الله عنه ، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ليَبْلغنَّ هذا الأمرُ ما بلغ الليلُ والنهارُ، ولا يترك اللهُ بيت مَدَر ولا وَبَر إلا أدخله الله هذا الدين، بعِزِّ عزيز أو بذُلِّ ذليل، عزا يُعِزُّ الله به الإسلام، وذُلا يُذل الله به الكفر) وكان تميم الداري، يقول: قد عرفتُ ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب مَن أسلم منهم الخير والشرف والعز، ولقد أصاب من كان منهم كافرا الذل والصَّغَار والجِزية.
رواه الإمام أحمد وإبن حبان والحاكم والطبراني والبيهقي رحمهم الله جميعا وصححه الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة حديث رقم (٣).
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
°°°°°°°°°°°°°
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني