الأربعاء، 29 مارس 2023

《 التحذير من رسالة انتشرت تحث المسلمين على قراءة بعض كتب التفسير التي لا تسلم من ملحوظات عقديه 》




بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فقد وصلتني رسائل من إخوة لي  يحبون الخير لإخوانهم توصي وتنصح بمجموعة من كتب التفسير وهؤلاء الإخوة أتتهم هذه الرسالة وبدورهم قاموا بإرسالها يريدون نشر الخير ؛ لكن عند التأمل في مضمون رسائلهم وما اشتملت عليه من أخطاء عقدية   كتبت لهما هذه الرسالة على جهة النصح لهم أقول فيها :

" اطلعت على رسالتكم فوجدت انها تضمنت التوصية والنصح  ببعض التفاسير التي لا تسلم من أخطاء عقدية من تعطيل جهمي اشعري من اشهرها تفسير القرطبي و تفسير الشوكاني و تفسير ابن جزي وتفسير البيضاوي و تفسير إبن عاشور وتفسير الألوسي و تفسير الواحدي و تفسير الجلالين[ اغفلت ذكر بعض التفاسير لعدم شهرتها ولاشتمالها على كثير من الأخطاء العقدية الفاحشة].

 و فيها علم وفوائد في الفقه واصوله وفي سائر الفنون الأخرى يدركها ويعرفها أهل العلم  وفيها مواضع لم يوفق اصحابها إلى الحق وطالب العلم لا تخلو مكتبته منها وأما تفسير الشعراوي فكلام لغو لا فائدة فيه أن لم يسلم من نشر البدع بين العوام وأما الحديث عن كتاب سيد قطب [ في ظلال القران] الذي يعتبر دستور الاخوانية الخوارج  ومصدر توجهاتهم الحزبية فقد جمع بين وحدة الوجود وبين الطعن في الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام والطعن كذلك في الخلفاء والصحب رضي الله عنهم وجمع مع ذلك الفكر الثوري التكفيري الخارجي  واستحلال الدماء وخلخلة الأمن ونشر الاسباب الموجبة لكيفية زعزعته مع بعد عن سنة الرسول صلى عليه وسلم وهدي السلف الصالح وقد حذر منه جمع من كبار علماء الاسلام منهم الألباني وابن باز رحمهم الله وجرى من قبل الإمام ربيع المدخلي حفظه الله تتبع وتفنيد شبهات سيد قطب حينما رأى  الإمام ربيع حفظه الله انتشار فاسد فكره بين كثير من طلاب العلم بل لم يسلم من التلوث بشذوذه العقدي كثير ممن نسب نفسه إلى أهل العلم علما بأن الحق ماجاء في الكتاب العزيز والسنة النبوية وفق هدي سلفنا الصالح والحق واضح ابلج والباطل مظلم لجلج .

علما بأن قراءة مثل هذه الكتب لا ينصح بها لصغار طلاب العلم أو لمن لا دراية له في العقيدة 

و تحتاج عند الإطلاع عليها  لمن أراد الرد عليها  إلى شيخ سني سلفي موثوق  مؤهل علميا مؤصل عقديا يقرأها عليه  طلاب العلم لبيان الأخطاء العقدية فيها وتحذيرهم منها ؛ 

علما بأن تفاسير أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح التامة الكاملة التي سلمت من الملحوظات العقدية هي :

أولا:

جامع البيان في تأويل القرآن للإمام محمد بن جرير الطبري رحمه الله والمعروف بتفسير إبن جرير رحمه الله.

ثانيا :

معالم التنزيل في تفسير القرآن للإمام الحسين بن مسعود البغوي رحمه الله والمعروف بتفسير البغوي  رحمه الله .

ثالثا :

تفسير القرآن العظيم للإمام اسماعيل بن عمر بن كثير رحمه الله والمعروف بتفسير إبن كثير رحمه الله .

رابعا :

تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للإمام عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله والمعروف بتفسير السعدي رحمه الله. 

ولأن الدين النصيحة وابراء للذمة ونصحا للأمة ولئلا يتبعون في ضلالهم  جرى احاطتكم بذلك .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ". انتهت الرسالة 

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. 

""""""""""""""""""""""

كتبه :  غازي بن عوض العرماني.

الجمعة، 24 مارس 2023

《 من صفات الخوارج التي عرفوا بها مخالفة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والاعتراض على توجيهات ولاة الأمر 》

 


عن أبي سعيد رضي الله عنه قال :

" بَعَثَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اليَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ فِي أَدِيمٍ مَقْرُوظٍ ، لَمْ تُحَصَّلْ مِنْ تُرَابِهَا ، قَالَ: فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ، بَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ، وَأَقْرَعَ بْنِ حابِسٍ ، وَزَيْدِ الخَيْلِ ، وَالرَّابِعُ : إِمَّا عَلْقَمَةُ وَإِمَّا عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ : كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِهَذَا مِنْ هَؤُلاَءِ ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ( أَلاَ تَأْمَنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ، يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً ) ، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ غَائِرُ العَيْنَيْنِ ، مُشْرِفُ الوَجْنَتَيْنِ ، نَاشِزُ الجَبْهَةِ ، كَثُّ اللِّحْيَةِ ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ ، مُشَمَّرُ الإِزَارِ ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ ، قَالَ: ( وَيْلَكَ ، أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الأَرْضِ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ ) قَالَ: ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ ، قَالَ خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلاَ أَضْرِبُ عُنُقَهُ ؟ قَالَ: ( لاَ، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي ) فَقَالَ خَالِدٌ: وَكَمْ مِنْ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ وَلاَ أَشُقَّ بُطُونَهُمْ ) قَالَ: ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِ وَهُوَ مُقَفٍّ ، فَقَالَ: ( إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ رَطْبًا، لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ) رواه البخاري  ومسلم رحمهما الله في صحيحيهما .

.........

كتبه : غازي بن عوض العرماني.

الخميس، 23 مارس 2023

《لماذا يكثر حديثنا عن أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف》


[ الجزء الثالث]



    بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فقد يتبادر إلى ذهن بعضهم :

لماذا يكثر حديثنا عن :

[ أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف] وعن

[ الخوارج الاخوانية وعلاماتهم وصفاتهم وعن وجوب الحذر والتحذير منهم]

فالجواب أقول لأمور مهمة منها :

               (     أولا    )

خفاء أمر فساد عقيدة هذه الفرق الضالة على كثير من الناس  .


           (   ثانيا   )

يزيدهم خفاء لبسهم لباس التقوى وإظهار العاطفة الدينية تجاه قضايا المسلمين و حماسهم الإعلامي ووجودهم فيه وبحثهم عن الشهرة ومحبة تسليط الاضواء عليهم وكثرة انتشارهم في وسائل الإعلام او في وسائل التواصل الاجتماعي مما يسبب لوثة فكرية عند  كثير من عوام المسلمين ممن يجهل العلم الشرعي أو يجهل حالهم .


                (    ثالثا  )

تحدثهم بإسم الدين او لسان علماء المسلمين مع محاولتهم إلصاق نسبة شذوذهم الفكري وضلالهم العقدي إلى دين الإسلام  والإسلام برئ منهم .


            (      رابعا     )


يظهرون استدلالهم  علنا بالإدلة   الشرعية من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم على صحة مذهبهم الباطل فيما يظهر لأنصاف المتعلمين الجهلة او من يجهل حالهم   .


           (   خامسا    )


فعلنا هذا نسأل الله أن يكون ديانة وقربة لله سبحانه وتعالى ونسأل الله أن يكون ردنا إبراء للذمة ونصحا للأمة ولئلا يتبع أهل الباطل في باطلهم. 


         (    سادسا    )


في طريقتنا هذه بيان واظهار  عقيدة أهل السنة والجماعة أتباع السلف في كيفية التعامل الشرعي الصحيح مع ولي الأمر لمن يجهلها أو يجهل الفساد العقدي لمن يزين الخروج عليهم وذلك أما في :

               [    أ    ]

بيان تحريم الخروج عليه وذكر الأدلة النقلية والحجج العقلية التي قضت في النهي عن هذا الأمر وتحريمه وتجريم صاحبه. 


          [    ب    ]


أو في بيان الطريقة الشرعية الصحيحة المبنية على الكتاب والسنة في كيفية نصح ولاة الأمر وإن الأمر ليس محلا لإجتهاد الفرق الضالة وشذوذها الفكري بل الأمر الاتباع والنهي عن الابتداع . 



             (      سابعا      )


ان وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف عقيدة سنية سلفية بنيت على ادلة الكتاب والسنة واجماع المسلمين فمن مقتضيات هذا الأصل الشريف اظهار البيعة الواجبة في اعناقنا لولاة الامر مع تحتم ذلك لزاما الذود بالحق عنهم ولاتنسى فريضة الوقوف تحت ظل رايتهم في جهاد القلم وهو جهاد الخاصة في بيان من أراد شرا بجماعة المسلمين وامامهم امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم  :( من اتاكم وامركم جميع على رجل واحد فاقتلوه).

والعاقل وإن كان جاهلا عاميا يدرك مصلحته فيعلم ما يضره فيبتعد عنه ويعلم ما ينفعه فيقربه أو يقرب إليه 

ومن تأمل نتائج الخروج على ولاة الأمر عرف مقدار عواقبه الوخيمة وآثاره السيئة  فكم من مسلم استبيح دمه وانتهك عرضه وانتهب ماله وزعزع أمنه وكثر أهل الشر وتخويفهم لابناء السبيل والمفاسد المترتبة يصعب حصرها ؛ ويكل  القلم عن وصفها.وأصدق إخبار عن الآثار المترتبة على  الخروج ماذكره الخلال في السنة ( ١  / ١٣٢ )  قال : أخبرني محمد بن أبي هارون ومحمد بن جعفر أن أبا الحارث حدثهم قال سألت أبا عبدالله في أمر كان حدث ببغداد وهم قوم بالخروج فقلت : يا أبا عبدالله ما تقول في الخروج مع هؤلاء القوم ؟ فأنكر ذلك عليهم وجعل يقول: سبحان الله الدماء الدماء ؛ لا أرى ذلك ولا آمر به الصبر على ما نحن فيه خير من الفتنة يسفك فيها الدماء! ويستباح فيها الأموال! وينتهك فيها المحارم! أما علمت ما كان الناس فيه يعني أيام الفتنة, قلت والناس اليوم أليس هم في فتنة  يا أبا عبدالله ؟ قال :

 وإن كان فإنما هي فتنة خاصة فإذا وقع السيف عمت الفتنة وانقطعت السبل, الصبر على هذا ويسلم لك دينك خير لك, ورأيته ينكر الخروج على الأئمة. وقال: الدماء لا أرى ذلك ولا آمر به.

كفى الله المسلمين شر من أراد بهم شرا ؛ والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

كتبه : غازي بن عوض العرماني

الاثنين، 13 مارس 2023

《 تفسير آية من كلام الله سبحانه وتعالى 》

بسم الله الرحمن الرحيم 



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

 أما بعد 

فيقول الله تعالى وتقدس  : { مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }.[ سورة الحديد : الآية ٢٢ ] 

وتفسير هذه الاية الكريمة :

{ ماأصاب من مصيبة } 

أي جميع انواع المصائب التي تحصل{ في الأرض }من كوارث وزلازل و قحط المطر وقلة النبات ونقص الثمار و{وَلَا فِي أَنفُسِكُم}من أمراض وفقر وموت وفقد محب كل ذلك { إِلَّا فِي كِتَابٍ من قبل أن نبرأها}

"وهذا شامل لعموم المصائب التي تصيب الخلق، من خير وشر، فكلها قد كتبت في اللوح المحفوظ، صغيرها وكبيرها، وهذا أمر عظيم لا تحيط به العقول، بل تذهل عنده أفئدة أولي الألباب، ولكنه على الله يسير، وأخبر الله عباده بذلك لأجل أن تتقرر هذه القاعدة عندهم، ويبنوا عليها ما أصابهم من الخير والشر"،"وهذه الآية الكريمة من أدل دليل على القدرية نفاة العلم السابق  قبحهم الله  وقال الإمام أحمد :

حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا حيوة ، وابن لهيعة قالا حدثنا أبو هانئ الخولاني : أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول : سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( قدر الله المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ) .وفي رواية :( وكان عرشه على الماء) "والحديث هذا في صحيح الإمام مسلم رحمه الله ؛ فكلنا"مملوكون لله, مدبرون تحت أمره وتصريفه, فليس لنا من أنفسنا وأموالنا شيء، فإذا ابتلانا بشيء منها, فقد تصرف أرحم الراحمين, بمماليكه وأموالهم, فلا اعتراض عليه، بل من كمال عبودية العبد, علمه, بأن وقوع البلية من المالك الحكيم, الذي أرحم بعبده من نفسه، فيوجب له ذلك, الرضا عن الله, والشكر له على تدبيره, لما هو خير لعبده, وإن لم يشعر بذلك، ومع أننا مملوكون لله, فإنا إليه راجعون يوم المعاد, فمجاز كل عامل بعمله، فإن صبرنا واحتسبنا وجدنا أجرنا موفورا عنده، وإن جزعنا وسخطنا, لم يكن حظنا إلا السخط وفوات الأجر، فكون العبد لله, وراجع إليه, من أقوى أسباب الصبر " قال تعالى وتقدس:{ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} وفي صحيح الإمام مسلم رحمه الله من حديث أم المؤمنين ام سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما من مصيبة تصيب عبداً فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها، إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيراً منها)، قالت أم سلمة: "لما توفي أبو سلمة عزم الله لي فقلت: اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها، فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم".قال البغوي رحمه الله:" قال سعيد بن جبير : ما أعطي أحد في المصيبة ما أعطي هذه الأمة يعني الاسترجاع ولو أعطيها أحد لأعطيها يعقوب عليه السلام ألا تسمع لقوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام {يا أسفى على يوسف}[سورة يوسف : الآية ٨٤]".

ثم قال الله تعالى وتقدس  : {إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } وكلام الله المنزل هذا مثل قوله تعالى وتقدس: { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۗ إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } إذ " يخبر تعالى عن كمال علمه بخلقه ، وأنه محيط بما في السماوات وما في الأرض ، فلا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ، وأنه تعالى علم الكائنات كلها قبل وجودها ، وكتب ذلك في كتابه اللوح المحفوظ .. وفي السنن ، من حديث جماعة من الصحابة; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أول ما خلق الله القلم ، قال له : اكتب ، قال : وما أكتب؟ قال : اكتب ما هو كائن . فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة ) .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا ابن بكير ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، حدثني سعيد بن جبير قال : قال ابن عباس : خلق الله اللوح المحفوظ مسيرة مائة عام ، وقال للقلم قبل أن يخلق الخلق وهو على العرش تبارك وتعالى : اكتب . قال القلم : وما أكتب؟ قال : علمي في خلقي إلى يوم تقوم الساعة . فجرى القلم بما هو كائن في علم الله إلى يوم القيامة . فذلك قوله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم : { ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض }

وهذا من تمام علمه تعالى أنه علم الأشياء قبل كونها ، وقدرها وكتبها أيضا ، فما العباد عاملون قد علمه تعالى قبل ذلك ، على الوجه الذي يفعلونه ، فيعلم قبل الخلق أن هذا يطيع باختياره ، وهذا يعصي باختياره ، وكتب ذلك عنده ، وأحاط بكل شيء علما ، وهو سهل عليه ، يسير لديه; ولهذا قال تعالى : { إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير }.

وإتماما للفائدة ينظر في تفاسير أئمة السنة اتباع السلف الصالح لهذه الآيات الكريمة مثل تفسير إبن جرير الطبري والبغوي وابن كثير والسعدي رحمهم الله .

اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي فِي أَهْلِ السَّعَادَةِ فَأَثْبِتْنِي فِيهَا ، وَإِنْ كُنْتَ كَتَبْتَ عَلَيَّ الذَّنْبَ وَالشِّقْوَةَ فَامْحُنِي وَأَثْبِتْنِي فِي أَهْلِ السَّعَادَةِ ، فَإِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَتُثْبِتُ ، وَعِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ .

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. 

......

كتبه  : غازي بن عوض العرماني . 

الخميس، 9 مارس 2023

《 لماذا ندافع عن ولاة الأمر ولماذا يتكرر منا الدفاع عنهم 》.


      [[ الجزء الثاني ]]


بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

 أما بعد 

فقد يتساءل بعضهم ؛ ممن يجهل سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أو  قد يكون فيه نوع تأثر في أفكار الخوارج  عن سبب كثرة دفاعنا عن ولي الأمر  المتمثل  في كتب ورسائل قمنا بتاليفها بهذا الخصوص بفضل الله ورحمته .

وقد يشطح أحدهم فكريا لحاجة في نفسه او نصرة لمذهبه الحزبي فيتجه إلى إساءة الظن بنا وأننا نسعى لأمور دنيوية او حظوظ النفس وشهوات الدنيا  فنقول : أن نعمة الأمن والأمان والاستقرار نعمة نغبط عليها حينما نشاهد الفتن في الدول التي حولنا واقول ذلك حقيقة في واقع مشاهد محسوس وملموس   فحتى كتابة هذه الأسطر  يعيش من حولنا في قلاقل ومحن وإحن وفتن وقتل ومقتول.

 ثم اقول لهم :

أليست هذه الأمور محن عظيمة وفتن جسيمة نشكر الله ربنا على ان حمانا منها  ثم الشكر موصول إلى  من جعله الله سببا في حفظ نعمة الأمن والأمان وهم ولاة أمرنا فقد ثبت في السنة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  ( لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ)  رواه أحمد وأبو داود رحمهم الله والبخاري رحمه الله في الأدب المفرد و صححه  الألباني رحمه الله .

وولي أمرنا هو الوالد الذي يهمه النظر في مصلحة من تحت يده  ورعاية ابنائه المواطنين وجلب ما يصلح لهم  ودفع ما يضرهم ونحن  نعيش في رغد عيش ورخاء فلله الحمد والمنة .

ومن عظيم أعمال ولاة الأمر في دولتنا المباركة المملكة العربية السعودية تعليم التوحيد والسنة فلهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في معرفتنا ودراستنا   دين الإسلام بالآدلة ثم تعريفهم لنا بعلوم الدنيا النافعة وتحذير لنا عن أي ضرر يلحقنا   .. ويشاهد  الاعتناء في أشرف الأماكن واطهرها واقدسها وذلك في  عنايتهم الفائقة في بيت الله الحرام في مكة المكرمة وفي مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة النبوية وغير ذلك من أماكن ومشاعر مقدسة

وبناء الجوامع والمساجد والعناية بها وبمن قام بشؤونها  وحرصهم على تنظيم الحج والعمرة والحج احد أركان الإسلام الخمسة وجرى خدمتهم له بيسر وسهولة وأمن واطمئنان ولو ذهبنا نعدد فضائلهم الحميدة ومزاياهم العديدة وحمايتهم للعقيدة لطال بنا الزمان ...

فالمملكة العربية السعودية اشبه بالقارة مترامية الأطراف وقد بسط الله عليها الأمن والأمان بفضل الله ورحمته وحده ثم فضل ولاة أمرنا آل سعود 

يضاف إلى ما سبق :

لعل أهم ما يجعلنا نهتم في الدفاع  عن ولاة أمرنا ظهور تيارات فكرية منحرفة  تحاول تعصف بالشباب المسلم ومسخه فكريا وتشويهه عقديا  وتجعله منكرا للعقيدة الصحيحة للمسلم والتي تربى عليها المسلم جيل بعد جيل والتي بنيت على أدلة الكتاب والسنة وإجماع أهل الإسلام ويريد رموز هذه الاتجاهات المنحرفة والتيارات الفاسدة والتوجهات الشاذة أن  يسئ الشباب المسلم الظن بحكامه وولاة أمره ...

وفي رسالتنا هذه  حاولت إبراز أهم أسباب  الكتابة بهذا الشأن   فوجدتها أمورا عظيمة يجدر بنا ايضاحها وبيانها فمن أهمها     



                [[     أولا       ]]


الحرص على العمل بالكتاب والسنة وفق فهم سلف الأمة الصالح واظهار هذا المعتقد الصحيح للنشء المسلم فكتابتنا جزء يسير من عظيم حقوق السلطان المسلم والتي أتت في أدلة  دين الإسلام  الواردة في كلام الله سبحانه وتعالى وفي كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك في بيان حقوق السلطان ولزوم طاعته  ووجوب السمع له بالمعروف فعملنا هذا نحتسبه عند الله ديانة وقربة ..


             [[      ثانيا       ]]


 " معلوم ما يحصل من ولي الأمر المسلم  من الخير والهدى والمنفعة العظيمة من إقامة الحدود، ونصر الحق، ونصر المظلوم وحل المشاكل، وإقامة الحدود، والقصاص والعناية بأسباب الأمن والأخذ على يد السفيه والظالم، إلى غير هذا من المصالح العظيمة، وليس الحاكم معصوما إنما العصمة للرسل عليهم الصلاة والسلام فيما يبلغون عن الله عليهم الصلاة والسلام، لكن الواجب التعاون مع ولاة الأمور في الخير والنصيحة فيما قد يقع من الشر والنقص، هكذا فهم المؤمنون، وهكذا أمر الرسول ﷺ أمر بالسمع والطاعة لولاة الأمور، والنصيحة لهم، كما قال رسول الله ﷺ : ( إن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا، يرضى لكم: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ) الحديث، ويقول عليه الصلاة والسلام: ( الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة قالوا: يا رسول الله لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم).

 وقال عليه الصلاة والسلام: ( من ولي عليه والٍ فرآه يأت شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة ).

 ولما سئل عن ولاة الأمر الذين لا يؤدون ما عليهم قال ﷺ:(  أدوا الحق الذي عليكم لهم، وسلوا الله الذي لكم).

 فكيف إذا كان ولاة الأمر حريصين على إقامة الحق واقامة العدل  ونصر المظلوم، وردع الظالم، والحرص على استتباب الأمن، وعلى حفظ نفوس المسلمين ودينهم وأموالهم وأعراضهم، فيجب التعاون معهم على الخير وعلى ترك الشر ويجب الحرص على التناصح والتواصي بالحق حتى يقل الشر ويكثر الخير "[ من كلام الإمام ابن باز رحمه الله من موقعه الرسمي رحمه الله ].


            [[       ثالثا      ]]

المطلع على وسائل الإعلام بأنواعها يشاهد انتشار مد الفكر الخارجي ممثلا بجماعة الإخوان أو غيرهم و لكثرة دعاتها ومنظريها مع كثرة من يغتر بهم من شباب الإسلام"  لاظهارهم ألفاظ شرعية جوفاء خالية من معانيها الشريفة مثل :

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

 و الجهاد وكلمة حق عند سلطان جائر 

و إعادة الخلافة الإسلامية

 و نصر المظلوم

 واطعام الجائع 

والدندنة حوال المساواة المالية بين أفراد الشعب يضاهئون بدعوتهم الدعوة الشيوعية الاشتراكية وهم يظهرون خلاف مايبطنون ...

فظاهر دعاياتهم الرخيصة اعلان شعائر الإسلام 

وباطنها محاربة ومضادة السنة وأهلها والتحالف مع المجوس الرافضة الايرانية والملاحدة 

وغيرهم من فرق ضالة .

ساعدهم في نشر زباله فكرهم .

أن الإعلام العالمي ووسائل التواصل الاجتماعي تأت للمتلقي الجاهل وتوصله المعلومة الضالة المغرضة في في مكتبه بل في عقر داره داخل بيته و مع انتشار الجهل المطبق في كثير من بلاد العالم مع فقر مدقع في علم التوحيد والسنة وأحكام الشرع وتعاليم الإسلام   .



              [[      رابعا     ]]


الاختلاط الفكري بين الملل الضالة وخاصة مع الملاحدة من ماركسيين شيوعيين و علمانية وليبرالية وديمقراطية بغير فقه في الدين أو علم بالشرع نتج عنه عدم الإطلاع على اهمية الارتباط الديني بتعاليم عقيدة الإسلام واضعفت أصول السنة في قلوب كثير من العباد وأيدتها اديولوجيات وتوجهات فكرية تتبنى ظاهرا الإسلام مثل فكر جماعة الإخوان الخوارج وتركيزهم على تهميش أصول السنة بما في ذلك [ أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف ] ومحاولة توهينه أما بنشر احاديث ضعيفة وموضوعة في تأييد توجههم  أو نشر افكار التيارات الغربية والتي لا تقيم لولاة الامر منزلة بل تحاول ازاحتهم والاطاحة بهم وهذا الأمر قد ياخذ صورا ظالمة شتى  منها :

             (   ١   )


ادعاء الحرية الفكرية في الطعن بالدين أو بالسلاطين  .


              (  ٢  )

أو محاولة التمهيد لما يسمى بالحكومة الدستورية او الملكية أو الأميرية الدستورية لإلغاء الهيبة وتهميش وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف واضعاف منزلة وهيبة الملوك والامراء في قلوب رعيتهم .


            (   ٣   )

نشر كثير من الأفكار المنحرفة  والتيارات الالحادية والتوجهات الغربية  التي توهن منزلة  الحكام عند رعاياهم .


               (    ٤    )

اثارة الشبه والشكوك حول دين الإسلام واحكامه واصوله بما فيها أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف. 


وهذه التصرفات التي يبثونها  محرمة شرعا لأمور منها: 


               (   أ  )

مخالفة هذه الأفكار والتيارات والفرق والمذاهب واصحابها من منظرين ورموز  لدين الإسلام 

ومصادمتهم لادلة الكتاب والسنة واجماع المسلمين .

فهم يحاولون القضاء على دين الإسلام لكن الله ينصر دينه ويعلي كلمته : { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ . هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }.


            (  ب )

الديمقراطية والعلمانية والليبرالية والشيوعية والتي هي من زبالة الفكر البشري الفاسد   لا تصلح اساسا في بلاد الإسلام او غيرها من بلدان العالم  وذلك لمخالفتها لدين الاسلام واصوله وقيمه وعادات أهل الإسلام واخلاقهم وسلوكهم ومصادمتها للفطرة البشرية السليمة .

مع مضادتها لطبيعة التكوين  الاجتماعي للبشر المبني على الترابط المكون من أسرة أو  قبيلة او فخذ اومدينة نشأت على فطر سليمة  في الغالب

 فالديمقراطية والعلمانية نشأت في مجتمع غالبه لا يعرف الرباط المقدس بين الزوجين بل في مجتمع توالد غالب افراده عن طريق الزنى والسفاح ..

 فأظهر هؤلاء الضلال الملاحدة طقوس أقوام سابقة ارسل الله إليهم رجزه وعذابه عليهم مثل قوم لوط واتيانهم المنكر في ناديهم فهاهم اليوم يطالبون بما يخالف الطبيعة البشرية ويؤيد الشذوذ الجنسي والانحلال الخلقي والأمراض الروحية وانتشار الادواء النفسية فكثر الانتحار وانتشر وقلت بل انعدمت  الأخلاق القويمة فظهرت أخلاق تنكرها الجاهلية الأولى   فالاولون الاقدمون مع كفرهم  أطهر وأشرف منهم  فحياة هؤلاء الذين يطالبون بالتقدمية والتطور إنما هي حياة بهيمية حيوانية :  

{ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا }

" أي : أسوأ حالا من الأنعام السارحة ، فإن تلك تعقل ما خلقت له ، وهؤلاء خلقوا لعبادة الله وحده لا شريك له ، وهم يعبدون غيره ويشركون به ، مع قيام الحجة عليهم ، وإرسال الرسل إليهم "[ من تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله لهذه الآيةالكريمة].

فظهرت دعوة المساواة المثلية 

ومساواة الرجل بالانثى مع مخالفة الرجل للأنثى 

:{ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ }

وذلك لاختلاف الخلق  - بضم الخاء المعملة الفوقية - الباطن والخلق - بفتح الخاء المعملة الفوقية-  الظاهر والتكوين مع عورتها  وضعفها وما يعتريها من الحيض والنفاس .

وانتشرت فيروسات وميكروبات 

مسببة لأمراض فتاكة لم تكن معروفة سابقا مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم  : (  يا مَعْشَرَ المهاجرينَ ! خِصالٌ خَمْسٌ إذا ابتُلِيتُمْ بهِنَّ ، وأعوذُ باللهِ أن تُدْرِكُوهُنَّ : لم تَظْهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قَطُّ ؛ حتى يُعْلِنُوا بها ؛ إلا فَشَا فيهِمُ الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تَكُنْ مَضَتْ في أسلافِهِم الذين مَضَوْا ، ولم يَنْقُصُوا المِكْيالَ والميزانَ إِلَّا أُخِذُوا بالسِّنِينَ وشِدَّةِ المُؤْنَةِ ، وجَوْرِ السلطانِ عليهم ، ولم يَمْنَعُوا زكاةَ أموالِهم إلا مُنِعُوا القَطْرَ من السماءِ ، ولولا البهائمُ لم يُمْطَرُوا ، ولم يَنْقُضُوا عهدَ اللهِ وعهدَ رسولِه إلا سَلَّطَ اللهُ عليهم عَدُوَّهم من غيرِهم ، فأَخَذوا بعضَ ما كان في أَيْدِيهِم ، وما لم تَحْكُمْ أئمتُهم بكتابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ويَتَخَيَّرُوا فيما أَنْزَلَ اللهُ إلا جعل اللهُ بأسَهم بينَهم )

أخرجه ابن ماجه رحمه الله في سننه والطبراني رحمه الله في الأوسط و الحاكم رحمه الله وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع( ٧٩٧٨ ) من حديث الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما.



       [[         خامسا       ]]

إختلاف كيفية النصح للسلطان فالفرق الضالة المنحرفة فكريا مثل  الاخوانية الخوارج و الملاحدة العلمانية تختلف بل تضاد سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن العظيم .. ففي مستنقعات الفكر الغربي الكافر تجد الفوضى العارمة وزعزعة الأمن وخلخلة الهدوء والاستقرار  ونهب المحلات وانتهاك الأعراض وقتل الأنفس والطعن علانية في عرض السلاطين امام الجماهير والتي اكتظت بها ساحاتهم وشوارعهم بسبب نشاط اصحاب وسيلة النصح لديهم وهذا النصح - زعموا - يأخذ صور شتى مباحة عندهم منها :

المظاهرات 

والاضطرابات 

والاضرابات 

والانقلابات العسكرية 

والتنظيمات  سرية 

والمليشيات العسكرية

 كل ذلك من أجل فرض رأيهم وإن كان رأيا فاسدا كاسدا مشؤما

فهذه الوسائل الالحادية العلمانية في عجرها وبجرها ومفاسدها ونتائجها السيئة تم نقلها كاملة مصداقا لقول الرسول صلى عليه وسلم:  ( لتتبعن سنن من كان قبلكم ) فقد جرت فتوى الاخوانية بجوازها واباحة فعلها  داخل نطاق الدول الإسلامية وتحديدا ضد الحكام المسلمين  

فتشبهوا بملل الكفر و الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) وهو حديث صحيح. 

وترتب على هذه الأمور المحدثة مفاسد عظيمة لا يعلم مدى خطورتها إلا الله سبحانه وتعالى 

فخرجت الآلاف من بيوتها على الحاكم المسلم وتجرأت عليه الجماهير 

ونيل من منزلته الشرعية واستحل دمه بغير مبرر شرعي 

واصبحت دول بلا حاكم وكثرت الاضطرابات وقل الأمن ونهبت الأموال وانتهكت الأعراض واصبحت السبل مرتعا خصبا لقطاع الطريق من جماعات التكفير فلا حول ولا قوة الا بالله  وهم مع هذا البلاء العظيم خالفوا سنة رسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم في كيفية النصح للحاكم ومن ذلك قوله  صلى الله عليه وسلم :  ( من أراد أن ينصح السلطان فلا يبذل [ فلا يبدها ] له علانية، ولكن ليأخذ بيده، فيخلو به، فإن قبل منه ذلك، وإلا كان أدى الذي عليه ) رواه الإمام أحمد في مسنده( ١٥٣٦٩) والحاكم ( ٥٢٦٩) وصححه وابن أبي عاصم في السُنة ( ١٠٩٦)  والبيهقي في السنن الكبرى ( ١٦٤٣٧)  والطبراني في المعجم الكبير ١٧ / ٣٦٧ ) وصححه الألباني رحمه الله في ظلال الجنة تخريج كتاب السنة لابن ابي عاصم رحمه الله. 

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة  . آمين  .

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

•••••••••••••••

كتبه : غازي بن عوض العرماني.

《 ذكر الاسباب الموجبة في التأليف دفاعا عن ولاة الأمر 》

 


[[      الجزء الأول    ]]


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

 أما بعد 

فجوابا للسؤال الذي تم وضعه عنوانا لهذه الرسالة نقول : 

ان دفاعنا يكمن في أمور مهمة منها :

              (  أولا   )

كثرة الجماعات التكفيرية وانتشار دعاتها ورموزها في مختلف بلدان العالم واستغلالهم الإعلام بأنواعه لبث سمومهم  والتي منها فتاوى منشورة تبيح وتجوز الطعن والخروج على ولي الامر  مع التحريض والتهييج عليهم و اباحة رموزها للمظاهرات وغيرها من وسائل محرمة فيها اضرار وتعدي على أمن المجتمع والقائمين عليه .


          (     ثانيا   )

رموز ذوي الفكر المنحرف لهم  مخالفة عقدية تتمثل في اباحة النصح علانية للحاكم وهذا خلاف  سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فلا بد  حينئذ من تكثيف الجهود من تأليف كتب ورسائل ودروس  وكثرة الحديث عن الطريقة الشرعية الصحيحة في كيفية نصح ولي الامر وانها تكون بالسر لأهل العلم خاصة وأبواب ولاة الأمر مفتوحة لاستقبال ما فيه خير ونماء وتطور لدولتهم المباركة  ..


               (  ثالثا  )

بيان الادلة الشرعية من الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح على علو منزلة ولي الأمر وأهمية الوفاء بشئ يسير من حقهم  ومن ذلك التأكيد على عظيم منزلة فريضة بيعة ولي الأمر في دين الإسلام 

وذكر النتائج السيئة والثمار الخبيثة   للخروج عليهم .


              (   رابعا   )

محاولة منا تجفيف ينابيع التفكير التكفيري المبيح لجواز الخروج على ولاة الامر وذلك في اظهار كلام الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ونشرها بين الملأ واعلان تحريم هذا الشيء . وتجريم أصحابه والتحذير من اشخاصهم أن اقتضى الامر ذلك .


             (   خامسا   )

بعد انتشار المد الإخواني التكفيري وكثرة دعاة الخروج على ولاة الامر و استخدامهم لوسائل الاعلام المختلفة ووسائل التواصل لا بد من وقفة صادقة  مع ولاة أمرنا بالحق واعلان هذا التوجه الصحيح بين الملأ بالادلة النقلية والحجج العقلية. 


وسبب ذلك....


              (   سادسا   )


ديانة وقربة فطاعة الحكام  بالمعروف من طاعة الله سبحانه وتعالى وطاعة رسوله صلى الله  عليه وسلم ..ثم ...


            (   سابعا   )

اذا كان لك حارس شخصي يقوم بحراستك وحماية روحك من القتل ومالك من السرقة والنهب وعرضك من الانتهاك

ويعطيك راتبا شهريا 

وضمان اجتماعي 

وحافز 

وحساب مواطن 

ويهئ لك الدراسة 

ويؤمن لك الطرق 

وغيرها كثير من أعمال خير وبر 

فهل يجازي من هذه حاله  

بالإسائة إليه؟  

او هل  يتعرض له احد 

بسب أو شتم وانت تسمع وتشاهد ؟

فكيف بولي امرك 

ومقام والدك 

ومن له بيعة شرعية في عنقك 

فيجب الوقوف معه شرعا وهذا من حقوقه الشرعية على أخيكم

علما بأننا  ننعم بامن وامان ورغد عيش فلذا يجب المحافظة على هذا الخير وعلى هذه النعمة فهذا من شكر الله سبحانه وتعالى وقد ثبت في السنة:(من لم يشكر الناس لم يشكر الله ).


             (  ثامنا  )

 المحافظة على الدين و الأرواح و الأعراض  والاموال  توجب الدفاع عن ولي الأمر وهذا أمر يعرفه العقلاء فاذا طعن في ولي الامر وترك أهل العلم الدفاع عنهم ، سهل الوقوع في اعراضهم  من قبل الجهلة وأهل الشر   فإذا لم تفند شبهته

ويوضح فساد رأيه  استغل ذلك اهل الاهواء في تزيين الخروج عليهم ..لكن في بيان شبهتهم وتفنيدها وبيان فسادها حماية للدين والروح والعرض والمال  لان ولي الامر هو القائم بحماية هذه الامور بعد توفيق الله وفضله ورحمته ..

ولهذا  :

اذا غاب السلطان  فقد غاب الامن والاستقرار واصبح هناك إستحلال للدماء المعصومة البريئةوكثرة القلاقل والفتن فتعم سائر البلاد وينتج عنه هجر المساجد 

وقتل العلماء ولم يجد طلاب العلم علماء يتلقون العلم عليهم 

وسهل الوصول الى اعراض المسلمين وانتهاكها 

وسهل الوصول الى اموالهم وسلبها ..فإذن المسالة عظيمة لأن الحفاظ على  علو منزلة ولي الامر ووجوب الأدب في  التعامل معهم فيها تقربا وديانة وفيها تحقيق مصلحة شرعية عظيمة عامة ففيها تدرأ المفاسد وتجلب المنافع وفيها اتمام مصالح العباد والبلاد في دينهم ودنياهم .

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

كتبه : غازي بن عوض العرماني.