السبت، 21 يناير 2023

《 بعض الآداب التي يجب على طالب العلم ان يتصف بها 》




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فطلب العلم منزلة عظيمة وشرف كبير يرزقه الله من وفقه  للخير :( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) متفق عليه  .فطالب العلم النافع والحريص على تطبيقه بالعمل الصالح يبشر بسعادة الدارين 

وهذه توجيهات وتوصيات وآداب احرص أن اتحلى بها  ثم احب أن تكون لأبنائنا طلاب العلم صفة لازمة وأدب واجب يتخلق به  ؛ فصفة طالب العلم السني السلفي : 

انه  يحرص ان يتبع فهم السلف الصالح فلا يضع له أصولا وقواعد وآراء من سقيم فكره يخالف فيها نهج السلف الصالح ويضرب بها كلام الله سبحانه وتعالى بعضه ببعض إذ أن هذه الأفكار المخالفة تزيين من الشيطان والهوى وهذا علامة انحراف واضح  . { افمن زين له سوءا عمله فرآه حسنا }

فطالب العلم ؛ يحب الحق وأهله وينصر الحق وأهله وفق قواعد وأصول أهل الحق ؛ ومع ذلك فهو يتأدب عند أهل العلم فلا يتقدم عليهم ولا يفتأت على مقامهم  ولا ير له مزية أو فضل عليهم فلا يتصدر بحضورهم. ولا يصدر إلا عن توجيهاتهم و هو مع هذا هين لين سهل قريب يستحي إلا في طلب العلم رفيق بمن حوله متواضع ( فلا يكون الرفق في شئ إلا زانه )

 ليس لعابا ولا كذابا ولا متكبرا ف(الكبر بطر الحقِّ وغمط النَّاس ) ؛ لا يتكبر على الخلق فلا يقبل الحق الذي معهم لانه يرى نفسه افضل منهم .

وعلى طالب العلم ان يلتزم سمت السلف الصالح في شأنه كله فليس مهذارا ولا فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا يتبع سنن النبي صلى الله عليه وسلم ويحاول الاتصاف بخلقه وهديه وسلوكه ويقتدي به في جميع تصرفاته من أقوال وأفعال فهذا هو السني .

و يحرص على اقتفاء آثار السلف الصالح ويستن بهديهم وفق هديهم وفهمهم ولا يتخذ هديا وفهما غير فهمهم يخالف فيه هديهم .

 طالب العلم  ؛ يراعي المصالح ويدرءالمفاسد وكلامه حكمه وعدل وانصاف وحق وصدق وخلق حسن وأدب جم .

طالب العلم:

يعرف متى يتكلم ؟

بما يتكلم؟

وكيف يتكلم؟

ومع من يتكلم ؛ ومن ذلك أنه 

 ينزل أهل العلم السني السلفي منازلهم ويعلي قدرهم لأن الله سبحانه وتعالى أعلى قدرهم ف

" قرن شهادة ملائكته وأولي العلم بشهادته فقال : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم ) وهذه خصوصية عظيمة للعلماء في هذا المقام "

ف"من نال شيئًا من شرف الدنيا والآخرة، فإنما ناله بالعلم، وتأمل ما حصل لآدم من تمييزه على الملائكة واعترافهم له بتعليم الله له الأسماء كلها، ثم ما حصل له من تدارك المصيبة والتعويض عن سكنى الجنة، بما هو خير له منها بعلم الكلمات التي تلقاها من ربه.وما حصل ليوسف من التمكين في الأرض والعزة والعظمة بعلمه تعبير تلك الرؤيا، ثم علمه بوجوه استخراج أخيه من إخوته كما أشار إليه سبحانه وتعالى في قوله: ﴿ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾ ؛ جاء في تفسيرها: نرفع درجات من نشاء بالعلم كما رفعنا درجة يوسف على إخوته بالعلم. وقال في إبراهيم صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ ﴾  فهذه رفعة بعلم الحجة، والأول رفعة بعلم السياسة. وكذلك ما حصل للخضر بسبب علمه من تلمذة كليم الرحمن له وتلطفه معه في السؤال، حتى قال: ﴿ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴾ . وكذلك ما حصل لسليمان من علم منطق الطير حتى وصل إلى ملك سبأ، وقهر ملكتهم واحتوى على سرير ملكها، ودخولها تحت طاعته، ولذلك قال: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ﴾ . وكذلك ما حصل لداود من علم نسج الدروع من الوقاية من سلاح الأعداء، وعدد سبحانه هذه النعمة بهذا العلم على عباده، فقال: ﴿ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ﴾  وكذلك ما حصل للمسيح من علم الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ما رفعه الله به إليه وفضله وكرمه. وكذلك ما حصل لسيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم من العلم الذي ذكره الله به نعمة عليه، فقال: ﴿ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴾"

طالب العلم بحق وصدق  ؛ يجل علماء السنةالسلفيين ف"علماءُ السَّلَفِ من السابقينَ  ومَن بَعْدَهُم من التابعينَ أَهْلُ الخيرِ وَالأَثَرِ، وَأَهْلُ الفِقْهِ والنَّظَرِ  لا يُذْكَرُونَ إِلاَّ بِالجَمِيلِ، وَمَنْ ذَكَرَهُم بِسُوءٍ فهو على غيرِ السَّبِيلِ ".

أسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يبرأنا وإياكم ممن يخالف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أو ممن يتخذ هديا غير هدي سلفنا الصالح وأبرأ إلى الله ممن هذه صفاته .

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة. 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. 

   ..........

كتبه : غازي بن عوض العرماني .