الجمعة، 30 أكتوبر 2020

《 إيضاح الحق في الرد على جاهل بالشرع في محاولته إباحة عيد الميلاد وتفنيد الشبه التي ذكرها 》

 بسم الله الرحمن الرحيم 

  الحَمدُ لِلَّهِ نَستَعِينُهُ وَنَستَغفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِن شُرُورِ أَنفُسِنَا مَن يَهدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَن يُضلِل فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ يَقرَأُ ثَلَاثَ آيَاتٍ,: (يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُسلِمُونَ)، (يَا أَيٌّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ, وَاحِدَةٍ, وَخَلَقَ مِنهَا زَوجَهَا وَبَثَّ مِنهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيكُم رَقِيبًا)، (يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَولًا سَدِيدًا يُصلِح لَكُم أَعمَالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطِع اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزًا عَظِيمًا) 

أما بعد 

فقد أطلعت على رسالة صوتية لجاهل ضال يبيح فيها أعياد الميلاد وينشر ذلك في وسائل التواصل الاجتماعي بين المسلمين ممن لا يعرف حكم هذه الأعياد المبتدعة المتبع فيها ملل الكفر و تحقيق لرغبة طلاب العلم في تفنيد إيرادته الضالة وشبهه المنحرفة فقد يسر الله لنا كتابة هذه الرسالة إيضاح للحق بالإدلة الشرعية 

 والرد على ما تضمنته من أهواء وتفنيد شبهاتها وقد وضعت الرسالة المردود عليها بين قوسين هكذا ( ... )والرد يقع خارج هذه الأقواس 

  فأقول وبالله التوفيق:

قال صاحب الرسالة : ( أنا اليوم بوصل لكم قناعتي بيوم الميلاد )

الجواب عن هذه العبارة:

تضمنت هذه الفقرة من رسالة هذا الجاهل أمورا محرمة شرعا ومنكرة عقلا منها:

                اولا :

نشره لهذه الرسالة وإعلانها بين المسلمين وترويجها محاولة منه لإضلال عدد كبير من شباب المسلمين  وهذا من الفاعل منكر عظيم   .

                    ثانيا :

طريقته هذه فيها تمهيد لانكار الشرع  فاوامر الدين ونواهيه المستند فيها على الادلة النقلية المبنية على الوحي - كتابا وسنة -  كأنها لم تعجبه وذهب إلى فكره المنحرف ليبيح له بواسطة عقله  آراء شطح فيها  

  عن سنن الله الكونية والشرعية وخالف فيها العقلاء فجعل هذه العبارة كالمقدمة للدخول  له في تجويز الحرام وتحريم الحلال .


ثم قال  :

( طبعا الناس هذه اللي تتكلم تتكلم من مبدأ سلم عقلك للغير )

فالجواب:

من هو هذا ( الغير ) لفظ فيه اجمال وتعبير يعتريه الغموض وينتج عنه اشكالات متعددة واحتمالات متنوعة وأحكام مختلفة فهو يحتمل رد كلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وكلام علماء الاسلام المبني على إدلة الكتاب والسنة النبوية والإجماع .

ثم قال :  

 ( وخذ فتوى من شخص انت غير مقتنع فيه وامش عليها وانت مغمض عيونك وانا رجل ارفض المبدأ هذا  لعدة أمور :

أنا رجل وهبني عقل

الله سبحانه وتعالى وهبني عقل و وهبك انت عقل اساس انك تفكر فيه ما تسلم عقلك للناس وتمشي وراهم بس أي كان هذا الشخص ما في اي شخص بالدنيا انه نمشي وراه تبع مغمضين عيونا دون ادنى تفكير  )

فالجواب:

الله سبحانه و تعالى أمر بالرجوع إلى أهل العلم فقال تعالى: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }[الآية ٤٣ : سورة النحل ]

وأهل الذكر هم علماء الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالح فيخرج من تعريفهم رموز الإخوانية القرامطة ونظائرهم 

والعقول من رجل إلى رجل تختلف خفة ورجاحة وصلاح وفساد وسلامة وخبث وخير وشر ومسلم وكافر ومنافق   فضبط العقول ومقياسها وميزانها لا يتم إلا بالرجوع إلى كلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بفهم سلف الأمة الصالح   

والإسلام أتى بما تحار فيه العقول لا بما تحاربه العقول فرد شريعة الله بحجة أن عقلك لا يقبلها هذا إنحراف فكري أتى من عقل ناقص فاسد وأما العقول الصحيحة السليمة فتؤيد شرع الله وتأتمر بأوامره وتنتهي بنواهيه   وتذعن وتسلم له وتخضع وتذل وتحبه إيمانا صادقا يخالط بشاشة القلوب السليمة قال الله تعالى:   { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا }[ الآية ٣٦ : سورة الاحزاب ]وأما المنحرف فلا سبيل إلى تقويمه بعد اعوجاجه إلا بتوفيق من الله قال الله تعالى:{ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }[الآية ٥٦ : سورة القصص]

وسبيل الهداية واضح لمن أراده يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:     

قال الرسول  ﷺ:(  تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك) .

وقال ﷺ: ( ما بعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم ) . خرجه مسلم في صحيحه. وقال ﷺ:(  تركت فيكم أمرين لن تضلوا أبدا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي) .

ففي كتاب الله الأمر بالدعوة إلى دين الله، دين الحق الذي لا يقبل سبحانه من البشر سواه قال تعالى: { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الآية ١٢٥ : سورةالنحل] ، وقال تعالى: { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [الآية ١٩ : سورةآل عمران] وقال سبحانه:{ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [الآية ٨٥ : سورة آل عمران] 

فالدعوة يجب أن تكون إلى الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى دين الإسلام 

وليست دعوة إلى أهواء مختلفة وآراء متضادة متنوعة فيها الشر والضرر على بني آدم عليه الصلاة و السلام في دنياهم وآخرتهم 


ثم قال : ( الله سبحانه وهبنا عقل والا كان جرد بعض الناس من العقول واعطى بعض الناس عقول وقال الله اتبعوا بعض الناس هذه 

انا ضد هذا المبدأ نهائيا )

فالجواب:

وهب الله  العقل   فأنعم به عز وجل على الإنسان ونعمة العقل هي تلك النعمة التي ميز الله عز وجل بها الإنسان عن سائر الكائنات الأخرى وهي من فضل تكريم الله  لبني آدم عليه الصلاة و السلام  والعقل هي تلك الميزة التي تجعل الإنسان مكلفاً فخطاب التكليف كما هو معروف قد نزل على العقلاء من آدم عليه الصلاة و السلام  لأن أساس فكرة التكليف هي أن يميز الإنسان بين الخطأ و الصواب أي أن يكون لديه القدرة على عملية الاختيار و التحديد - بعد قضاء الله الكوني القدري -  ثم يكون جزاءه على أساس ما أختاره فالعقل يتم  التفريق فيه بين الخطأ و الصواب وبين التصرف الخاطئ والتصرف الصحيح ويظهر الفرق  النافع و الضار والمصلحة والمفسدة .

ومن رحمة الله سبحانه وتعالى 

ان أمر بطاعته وبطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم 

قال الله تعالى وتقدس:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }[ الآية ٨٧ : من سورة النساء ]

وقال تعالى وتقدس:

{ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ }[ الآية ٣٢ : سورة آل عمران]

قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:

" ثم قال آمرا لكل أحد من خاص وعام : ( قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا ) أي : خالفوا عن أمره ( فإن الله لا يحب الكافرين ) فدل على أن مخالفته في الطريقة كفر ، والله لا يحب من اتصف بذلك ، وإن ادعى وزعم في نفسه أنه يحب لله ويتقرب إليه ، حتى يتابع الرسول النبي الأمي خاتم الرسل ، ورسول الله إلى جميع الثقلين الجن والإنس الذي لو كان الأنبياء - بل المرسلون ، بل أولو العزم منهم - في زمانه لما وسعهم إلا اتباعه ، والدخول في طاعته ، واتباع شريعته" 

وقال تعالى:

 { قُلۡ أَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُوا۟ ٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡا۟ فَإِنَّمَا عَلَیۡهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَیۡكُم مَّا حُمِّلۡتُمۡۖ وَإِن تُطِیعُوهُ تَهۡتَدُوا۟ۚ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَـٰغُ ٱلۡمُبِینُ ( ٥٤ )

وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمۡ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَیَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَیُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِینَهُمُ ٱلَّذِی ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَیُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنࣰاۚ یَعۡبُدُونَنِی لَا یُشۡرِكُونَ بِی شَیۡـࣰٔاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَ ٰ⁠لِكَ فَأُو۟لَـٰۤئكَ هُمُ ٱلۡفَـٰسِقُونَ (٥٥) وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِیعُوا۟ ٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ (٥٦) لَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مُعۡجِزِینَ فِی ٱلۡأَرۡضِۚ وَمَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمَصِیرُ} الآية ٥٤ - ٥٧:: سورة النور ] فأمر الله سبحانه وتعالى بطاعة كلامه القرآن الكريم وطاعة كلام  رسوله صلى الله عليه وسلم وهي سنته صلى الله عليه وسلم  ورتب على هذه الطاعة الهداية لكل خير والبعد عن السر والسعادة في الدارين والأمن والأطمئنان والإستخلاف والتمكين في الأرض إلى غير ذلك من نعم لا تعد ولا تحصى وما سقناه من آيات على سبيل التمثيل لا الحصر فقد تواتر الآيات والأحاديث في الأمر بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم  

ثم قال :

( يوم الميلاد يوم مو مربوط بأي شيء عقائدي يعني مو مثلا زي عيد المسيح وعيد بعض الاديان اللي عندها أعياد يحتفلون بها المسلمين زي رأس السنة وهذا الشيء محرم وكلنا متفقين عليه كمسلمين )

فالجواب:


يوم الميلاد 

أو عيد الميلاد 

يوم مقدس عند النصارى وهو من شعائرهم التي عرفوا بها واشتهروا فيها والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : [ من تشبه بقوم فهو منهم ] .[ أخرجه أبو داود رحمه الله ( ٤٠٣١)  واللفظ له، وأحمد رحمه الله ( ٥١١٤) وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود رحمه الله ] 

وتحريمك ل[ أعياد رأس السنة ] هذا يدل على بذرة خير وإيمان لكن اوتيت من جهلك فعيد الميلاد هو كذلك من شعائر النصارى  والادلة  في تحريمه هي عين الأدلة في تحريم [ عيد المسيح وعيد رأس المتفق على تحريمه ] 

ثم نقول لك :  تقول انك لا تسلم عقلك لأي انسان ونشاهدك في فعلك هذا سلمت واستلمت لفساد معتقد النصارى كفى الله المسلمين شرهم .


ثم قال : 

 (ولكن لو انا رسالة وصلتني رسالة ولا رسالتين ويعلم الله فوق ١٠٠ رسالة كلها رسالة قوية وحادة وحبيت انوه على هذا الموضوع 

انا رجل باحث في هذا الموضوع وقاري في هذا الموضوع )

أقول: فإلى أين ذهب فيك عقلك وبحثك إلى ديانة النصارى والإعجاب فيها والعمل بما فيها ونشرها بين المسلمين تحت حجج عقلية واهية أوهى من بيت العنكبوت 

أهذا مااداه بحثك أن أيدت ملل الكفر ونشرتها  ونصرتها وعملت بما فيها ...أهكذا أمرك الله وأمرك رسوله صلى الله عليه وسلم وأمرك كبار علماء الاسلام 

ما هذا التخبط في المقالات وفي نشر ضلالات أهل الكتاب بين المسلمين 

أتريد إضلال إخوانك من المسلمين تحت ترهات فكرية منحرفة 

اتق الله وارجع عن غيك وضلالك . 

ثم قال : ( بما أنت مقتنع بعلماء معنين وتاخذ بأراءهم وتأخذ بنصيحتهم حتى نحن كذلك عندنا علماء نقتدي فيهم ونقتنع بكلامهم وفتاويهم)

فالجواب:

علماء الإسلام فتاواهم مبنية على إدلة الكتاب والسنة وإجماعهم على تحريم على هذا العمل وهم متفقون على تبديع فاعله وتضليله وفتاواهم مشهورة منشورة من أراد الحق رجع إليها ؛ وأما إن تضع أفكار ملاحدة النصارى أقوالا فترد بها على فتاوى كبار علماء الاسلام المحرمة لفعلك وتجعلها مساوية لها ثم بعد ذلك لك حق إختيار المفتي أو الفتوى فهذا كلام باطل وفيه تهوين لشعائر الإسلام وفيه رد لاحكام العلماء المبنية على نصوص الوحيين وعدم رضاك بإجماعهم مما يشعر بأن ثمت خلل عقدي وقعت فيه فيجب التوبة والرجوع عن قولك هذا فهو عين ديانة النصارى 

ولعلمنا بجهلك لم نبدعك بل نقول ببدعة فعلك وضلالك اعاذنا الله وإياكم من الأهواء المضلة يقول الله تعالى : { افنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون } [ الأية ٣٥ : سورة القلم ] قال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: 

" وأن حكمته تعالى لا تقتضي أن يجعل المسلمين القانتين لربهم، المنقادين لأوامره، المتبعين لمراضيه كالمجرمين الذين أوضعوا في معاصيه، والكفر بآياته، ومعاندة رسله، ومحاربة أوليائه".

             

ثم قال : 

(  لذلك سياسة اني لا اوريكم الا ما ارى هذه غلط )

فالجواب:

اقول ترد فتاوى كبار علماء الاسلام المبنية على نصوص الوحيين ثم تجعل كلامهم هو عين كلام فرعون في قوله تعالى وتقدس { قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ }[ الآية ٢٩ : سورة غافر ]

أنظر فقه هذه الآية في قول الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: " فقوله :  {ما أريكم إلا ما أرى} كذب فيه وافترى ، وخان الله ورسوله ورعيته ، فغشهم وما نصحهم وكذا قوله : { وما أهديكم إلا سبيل الرشاد }أي : وما أدعوكم إلا إلى طريق الحق والصدق والرشد وقد كذب أيضا في ذلك ، وإن كان قومه قد أطاعوه واتبعوه ، قال الله تعالى : { فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد}  [ هود : ٩٧ ] ، وقال تعالى : { وأضل فرعون قومه وما هدى}  [ طه : ٧٩ ].


ثم قال : 

( وسيأت اي شخص يختلف معك فهو غلطان وشوي تخرجه من الملة كذلك هي غلط ).

أقول:

 الخلاف أنواع وأقسام منها مايخرج من الملة ومنها دون ذلك وعملك هذا بدعة وضلالة ومحادة لشرع الله ومضادة له فعليك بالتوبة والندم والاستغفار والإقلاع 

عن هذا العمل 

فطريقتك تضمنت ثلاثة أمورا منكرة منها :

اولا :

عملك بلادليل شرعي . بل الإدلة بخلاف رأيك الفاسد هذا .


ثانيا :

تحليلك لهذا المنكر وقولك على الله بلا علم وجعلك نفسك مفتيا متصدرا   و تجويزك له    مع جهلك وقلة فقهك وبعدك عن إدلة الشرع ومصادمتك لها .


ثالثا : 

في نشرك لهذا العمل المحرم المتفق على تحريمه.  

ثم قال :      

( لذلك الاختلاف تراه رحمة ونعمة من الله سبحانه )

أقول:

بل الخلاف و الاختلاف نقمة وعذاب 

فقد دل القرآن على أن الاختلاف لا يتفق مع الرحمة بل هو ضدهـا . قال الله تعالى : { وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ (الاية ١١٨ - ١١٩ : سورة هود].

وخلافك في أصول الدين وليس من المسائل الإجتهادية  التي يتجاذبها أصلان صحيحان. 

بل الأدلة خلاف قولك وهواك .

ثم قال : 

( وانا عندي قناعة شخصية يوم تسوي عيد الميلاد لزوجتك ولاختك ولامك ولصديقك تدخل السرور وتجيب له هدية لك اجر 

وهذا يعتبر اسعاد المومن) 

أقول : 

إدخال السرور على قلب المسلم ليس في إحداث البدع ونشرها بين المسلمين فهذه جريمة منكرة وفيها تبديل وتغيير لشرع الله وقول على الله بلا علم   وانت بفعلك احزنت المسلمين وسعيت في طريقتك هذه إلى إضلالهم وابعادهم  عن دين الإسلام في إقحامهم في ديانة النصارى الضالين وتقريب المسلمين لمعتقدهم الكفري في محاولتك جهلا وضلالا  اباحة هذا العمل المحرم شرعا مع اتفاق  كبار علماء الاسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى على تحريمه و الإنكار على صاحبه .

فأسأل الله أن يهدي ضال المسلمين وأن يهدينا إلى الحق بإذنه فضل من الله ورحمة 

يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك .{ ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

-------------

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني .

جرى إتمام هذه الرسالة صباح يوم الجمعة ١٣ / ٣ / ١٤٤٢ هجري.

الأحد، 25 أكتوبر 2020

《 توجيه ونصح لخاصة المسلمين وعامتهم وذلك بعد المحاولة الفاشلة للنيل من عرض الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم 》

بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

:أما بعد 


 فخطر المد الإخواني الخارجي  

يتمثل في الدفاع المستميت عن علوج الاتراك الصوفية  وحماية الروافض المجوس الإيرانية  ولعل السبب الوجيه  في إثارة هذه القضية والتي أحدثها رئيس فرنسا بتصريحاته  التي نالت عرض الرسول صلى الله عليه وسلم وحصل قبلها بوقت قصير قيام شعب دولة  بتأييد من كبار تجاره وتحت نظر الدولة بمقاطعة البضائع التركية فتفاعلت مع هذه المقاطعة ما يقارب عشر دول - والعدد بإزدياد- في محاربة المد الصوفي وكبح جماح التركي الخبيث في مقاطعة منتجاته 

وهذا سعي من هذه الدول في إيقاف خطر تحركات اردوغان المشبوهة في المنطقة    مع  وقوفه صفا واحدا في خندق واحد مع روافض ايران المجوس   فرأى رموز هذه الجماعات  الضالة أن من المصلحة لحزبهم   إضعاف هذه الضربةالاقتصادية المؤلمة بإشغال المسلمين بتعاون إجرامي والتفاف عليها مع عميل الروافض المجوس وهو المدعو ماكرون الفرنسي 

 واحداث بلبلة في صفوف المسلمين لأجل عيون إيران وحماية للعلج الصوفي بتعاون نصراني موالي للروافض ومعلوم التعاون والنصرة و  الاستماتة والدفاع بين الفريقين  لكن المسلم لا ينسى رفع الأكف لله في كف الشر عن ذات رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرضه ودعوته ، والدعاء على من آذاه بأبي وأمي وروحي رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أخذ الحذر من الاندفاع العاطفي غير المنضبط بضوابط الشرع ومحاولة  جر الشباب المسلم  إلى أمور فيها تحقيق لتطلعات أعداء الله سبحانه وتعالى  واعداء رسوله صلى الله عليه  وسلم وسعي منهم في التحرك لانجاح اهدافهم المشبوهة ضد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح  

وفي هذه الجهود التي سيذهبها الله سدى  مساس بجناب التوحيد أصله أو كماله وفي الدعوة إليه و في الدعوة إلى السنة الغراء.

 ويسلم المسلم بعد فضل الله ورحمته وتوفيقه ثم بحرصه واجتهاده على أتباع الكتاب الكريم والسنة النبوية  بفهم سلف الأمة الصالحين 

مع لزومه لغرز كبار علماء الاسلام و الإهتمام بتوجيهات ولاة أمره السامية وتعليماتهم الكريمة وبهذا تفوت على من يريد الشر في دينك وإيقاعك في فخ ينصبه لك ولبلدك ولولاة أمرك فتنجو منه بحول وقوته وفضله سبحانه وتعالى ..

والمسلم المخلص الصادق يعلم أن له ربا يسمع ويرى في عصر قلة حيلة المسلمين وضعفوا إلا  انتصار من ربهم الحي القيوم لدينه ولرسوله صلى الله عليه وسلم الذي أرسله بالهدى ودين الحق وارسله بآياته الشرعية وبكلامه المنزل غير المخلوق  - القرآن الكريم- ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون  فأحسنوا الظن بربكم واستبشروا خيرا فلا خوف على الإسلام وإنما الخوف على العباد الضعفاء المساكين من مضلات الفتن ودعاة الضلالة - ثبتنا الله وإياكم على التوحيد والسنة ورزقنا الله وإياكم حسن الخاتمة - 

وهذا الأمر من أعداء الله ظلمة دلجة يؤذن من الله بنور و بلجة :

 اشتَدَّي أزمَةُ تَنفَرِجي *** قَد آذَنَ لَيلُكِ بِالبَلَجِ ...

وقد أخبر الله سبحانه وتعالى بأنه سيكفي رسوله صلى الله عليه وسلم المستهزئين فقال عز من قائل : { إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ }

وقبل ذلك قال تعالى وتقدس:{ 

وأعرض عن المشركين }

وقبلها ذكر سبحانه وتعالى{ فاصدع بما تؤمر }

فالدعوة الصحيحة المبنية على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالح وهي دعوة الأنبياء والمرسلين المتضمنة التوحيد والسنة ونشرها ونصرها وتعلمها وتعليمها والدعوة إلي الله بالعلم والحكمة والحق والصدق 

مع اعراضك عن المشركين وعدم قتلهم بلا حق ولا موجب إلا طاعة لسدنة الإخوانية الخوارج مع تكرر محاولات الاغتيال والطعن لمواطنيهم وعلى اراضيهم وفي دولهم ويخصون ذوات الجهات الأمنية في البلاد الأوروبية بمزيد من الهجمات وسعيهم في تفجير محلاتهم وكنائسهم وعماراتهم كما حصل في ١١ سبتمبر وكذلك  اثارتهم في تصرفات تخالف الشرع  مع تفرق المسلمين وضعفهم معنويا وماديا وعسكريا واقتصاديا وتعددالجماعات الضالة المنتسبة للإسلام وهو برئ منها براءة الذئب من دم يوسف عليه الصلاة و السلام  وهذه التيارات الفكرية الجارفة المتمثلة برموز وأفراد هذه الجماعات المنحرفة هي السبب والمتسبب والمباشر في نتيجة حتمية لهذه الممارسات الظالمة من أعداء الله فظنوا جهلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر بهذه الأفعال المخالفة لسنته و المضادة لشريعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فشوهوا الإسلام وهم الآن يتباكون على الإسلام ويحرضون الحمقى والمغفلين على أمور تخالف الشرع والعقل ليتسنى لهم تحقيق أهدافهم التي رسموها في الظلام كما قال تعالى وتقدس:{ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْم } 

وفي هذه الآية الكريمة ، دليل للقاعدة الشرعية وهو أن الوسائل تعتبر بالأمور التي توصل إليها، وأن وسائل المحرم ، ولو كانت جائزة ، تكون محرمة ، إذا كانت تفضي إلى الشر كما ذكر أهل العلم في تفسيرهم لهذه الآية ومنهم العلامة عبدالرحمن السعدي أعلى الله  منزلته في المهديين ورحمه وغفر له . 

ثم حينما نقرأ تفسير هذه الآية مع وضوحها وهي قول الله تعالى وتقدس: { فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين } يتبين الحق أنظر كلام العلامة السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:"ثم أمر الله رسوله ان لا يبالي بهم ولا بغيرهم وأن يصدع بما أمر الله ويعلن بذلك لكل أحد ولا يعوقنه عن أمره عائق ولا تصده أقوال المتهوكين، { وأعرض عن المشركين }أي: لا تبال بهم واترك مشاتمتهم ومسابتهم مقبلا على شأنك " 

و لعل من المناسب ايراد ما ذكره    أهل العلم و منهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لعله في كتابه النفيس ( الصارم المسلول في حكم شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم  )  وذلك أنه مامن بلد يستعصي على المسلمين فتحه ثم يقع اهل هذا البلد في عرض الرسول صلى الله عليه وسلم وسبه وشتمه  إلا يسر الله فتح هذا البلد وكسر أهله وتمزيقهم شر ممزق ..

وأنظر قوله تعالى:{ انا شانئك هو الابتر} فمن عادى الرسول صلى الله عليه وسلم وابغضه أو ابغض سنته ونال من عرضه إلا ارسل الله عليه  من يبتره ويقطعه 

وهذا خبر الله الله سبحانه وتعالى وكلام الله تعالى وتقدس أتى بالأخبار الصادقة والأحكام العادلة والحق الذي لامرية فيه 

فهونوا على أنفسكم أيها الإخوانية الخوارج الذين هم الان يسيرون على نهج اسلافهم القرامطة فأهل العلم  يعرفونهم ويعرفون شعاراتهم البراقة الكاذبة و يعلمون عن سفاهتهم الشئ الكثير  مايمحق دعوتهم عند أهل الحق ويعلم كذبهم فقد اتخذوا الاسلام مطية لهم لتحقيق أجندة ضالة وأفكار منحرفة والإسلام  دين الله منصور عليهم مبرأ من أعمالهم وأما من تسببوا في غضبه واثارته فنال من عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فسينتقم الله لرسوله صلى الله عليه وسلم صدقا وحقا منهم وممن نال منه  .

وقد قال الله تعالى وتقدس:

{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية : " قد أورد أبو جعفر بن جرير ، رحمه الله تعالى ، عند قوله تعالى : ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ) سؤالا فقال : قد علم أن بعض الأنبياء ، عليهم الصلاة والسلام ، قتله قومه بالكلية كيحيى وزكريا وشعياء ، ومنهم من خرج من بين أظهرهم إما مهاجرا كإبراهيم ، وإما إلى السماء كعيسى ، فأين النصرة في الدنيا ؟ ثم أجاب عن ذلك بجوابين .

أحدهما : أن يكون الخبر خرج عاما ، والمراد به البعض ، قال : وهذا سائغ في اللغة .

الثاني : أن يكون المراد بالنصر الانتصار لهم ممن آذاهم ، وسواء كان ذلك بحضرتهم أو في غيبتهم أو بعد موتهم ، كما فعل بقتلة يحيى وزكريا وشعياء ، سلط عليهم من أعدائهم من أهانهم وسفك دماءهم ، وقد ذكر أن النمروذ أخذه الله أخذ عزيز مقتدر ، وأما الذين راموا صلب المسيح ، عليه السلام ، من اليهود ، فسلط الله عليهم الروم فأهانوهم وأذلوهم ، وأظهرهم الله عليهم . ثم قبل يوم القيامة سينزل عيسى ابن مريم إماما عادلا وحكما مقسطا ، فيقتل المسيح الدجال وجنوده من اليهود ، ويقتل الخنزير ، ويكسر الصليب ، ويضع الجزية فلا يقبل إلا الإسلام . وهذه نصرة عظيمة ، وهذه سنة الله في خلقه في قديم الدهر وحديثه : أنه ينصر عباده المؤمنين في الدنيا ، ويقر أعينهم ممن آذاهم ، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " يقول الله تعالى : من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب " وفي الحديث الآخر : " إني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب " ; ولهذا أهلك تعالى قوم نوح وعاد وثمود ، وأصحاب الرس ، وقوم لوط ، وأهل مدين ، وأشباههم وأضرابهم ممن كذب الرسل وخالف الحق . وأنجى الله من بينهم المؤمنين ، فلم يهلك منهم أحدا وعذب الكافرين ، فلم يفلت منهم أحدا .

قال السدي : لم يبعث الله رسولا قط إلى قوم فيقتلونه ، أو قوما من المؤمنين يدعون إلى الحق فيقتلون ، فيذهب ذلك القرن حتى يبعث الله لهم من ينصرهم ، فيطلب بدمائهم ممن فعل ذلك بهم في الدنيا . قال : فكانت الأنبياء والمؤمنون يقتلون في الدنيا ، وهم منصورون فيها .

وهكذا نصر الله [ سبحانه ] نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه على من خالفه وناوأه ، وكذبه وعاداه ، فجعل كلمته هي العليا ، ودينه هو الظاهر على سائر الأديان . وأمره بالهجرة من بين ظهراني قومه إلى المدينة النبوية ، وجعل له فيها أنصارا وأعوانا ، ثم منحه أكتاف المشركين يوم بدر ، فنصره عليهم وخذلهم له ، وقتل صناديدهم ، وأسر سراتهم ، فاستاقهم مقرنين في الأصفاد ، ثم من عليهم بأخذه الفداء منهم ، ثم بعد مدة قريبة فتح [ عليه ] مكة ، فقرت عينه ببلده ، وهو البلد المحرم الحرام المشرف المعظم ، فأنقذه الله به مما كان فيه من الشرك والكفر ، وفتح له اليمن ، ودانت له جزيرة العرب بكمالها ، ودخل الناس في دين الله أفواجا . ثم قبضه الله ، تعالى ، إليه لما له عنده من الكرامة العظيمة ، فأقام الله أصحابه خلفاء بعده ، فبلغوا عنه دين الله ، ودعوا عباد الله إلى الله . وفتحوا البلاد والرساتيق والأقاليم والمدائن والقرى والقلوب ، حتى انتشرت الدعوة المحمدية في مشارق الأرض ومغاربها . ثم لا يزال هذا الدين قائما منصورا ظاهرا إلى قيام الساعة ; ولهذا قال تعالى : ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) أي : يوم القيامة تكون النصرة أعظم وأكبر وأجل .

قال مجاهد : الأشهاد : الملائكة ".انتهى كلامه رحمه الله 

وفي ختام رسالتي هذه :أقول أن من قرأ التاريخ علم العلاقة القوية الخفية بين أعداء الله من روافض وخوارج وكيف سعت الروافض  إلى جر المغول والتتار إلى عاصمة الخلافة الإسلامية بغداد بعد تسريح الجيش الإسلامي 

وهكذا فعل  أتباع الرافضة الباطنية حيث  مكنوا النصارى الصليبيين من غزو بلاد المسلمين وفتحوا لهم ما عسر على أعداء الله فتحه

ثم أخيرا : انظروا ما فعلت الدولة التركية في بلاد المسلمين من قتل وتشريد ونهب واستباحة عرض ثم بعد ذلك قاموا ببيع البلاد الإسلامية بما فيها فلسطين والتي فيها بيت المقدس فباعوا مقدسات المسلمين  على بريطانيا وايطاليا وفرنسا واسبانيا والبرتغال واليهود وغيرها وجروهم  إلى غزو بلاد الإسلام وإستحلال دماء المسلمين  وانتهاك اعراضهم وانتهاب اموالهم وتمكينهم من البلاد ورقاب العباد   

فانتبهوا عباد الله  إلى  مخططات اعداء الله من الإخوانية الخوارج و الرافضة المجوس والصوفية القبورية واحذروا من العواطف فهي عواصف والزموا غرز كبار علماء الاسلام واستمعوا وانتبهوا لتوجيهات ولاةأمور المسلمين 

فالعلماء أهل السنة أتباع السلف الصالح هم ادرى بما فيه صلاح آخرتكم وولاة اموركم يسعون إلى صلاح دنياكم وقد قيل :" من خالف العلماء افسد دينه ومن خالف الحكام افسد دنياه "

فكونوا على حذر تسلموا.  

فاللهم من أراد برسولك الكريم سوءا أو أراد بسنته أو بالمسلمين شرا

فاكفنا فيه بما شئت . اللهم اجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره واحمِ دينك وتوحيدك وسنة رسولك الكريم صلى الله عليه وسلم   واحرس عبادك الصالحين من المسلمين  

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

-------

كتبه : غازي بن عوض العرماني .

الأحد، 18 أكتوبر 2020

أهميّة العناية بدراسة التوحيد والعقيدة وأصول السنة 《 صفة النزول والمجئ و الإتيان لله تعالى وتقدس 》


بسم الله الرحمن الرحيم،


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،

أما بعد،

فهذه رسالة مختصرة عن بعض صفات الله الفعلية الاختيارية المتعلقة بالمشيئة وهاتان الصفتان هما (النزول والمجئ ) كتبناها إيضاحا لرسالة أحد الإخوة؛

فأقول وبالله التوفيق وهو المستعان وعليه التكلان:

صفة المجئ تختلف في معناها عن صفة النزول والإيمان بهاتين الصفتين واجب على الوجه اللائق بربنا تعالى وتقدس فالمعنى معقول والكيف مجهول.

نثبت المعنى ونفوض الكيف من غير تمثيل ولا تعطيل ولاتحريف ولا تكييف 

قال والد أبي حفص بن شاهين رحمه الله : حضرت أبا جعفر، فسئل عن حديث النزول، فقال: “النزول معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.” اهـ (١)

وعلماء السنة يقولون :

“ليس قول رسول الله في نزوله بأعجب من قول الله تبارك وتعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة} ومن قوله: {وجاء ربك والملك صفا صفا}. فكما يقدر على هذا يقدر على ذاك.

فهذا الناطق من قول الله عز وجل، وذاك المحفوظ من قول رسول الله  صلى الله عليه وسلم  بأخبار ليس عليها غبار، فإن كنتم من عباد الله المؤمنين، لزمكم الإيمان بها، كما آمن بها المؤمنون، وإلا فصرحوا بما تضمرون، ودعوا هذه الأغلوطات التي تلوون بها ألسنتكم، فلئن كان أهل الجهل في شك من أمركم، إن أهل العلم من أمركم لعلى يقين.”اهـ (٢)

ووجه الدلالة مما سبق : أن منْ أثبت الإتيان والمجئ في القرآن الكريم (وذلك أنه لايؤمن أغلب المعطلة الجهمية -على تنوع فرقهم واختلاف رموزها- إلا بما وافق العقل أو دل عليه  وأما ما  أتى في القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم 

فلهم طرق في تعطيلها منها 

أولها:

رد الخبر وتكذيبه. 

ثانيا:

تأويله بمعنى باطل مخالف للفظ الله تعالى وتقدس ولفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومخالف للغة العرب واتيانهم بمعنى فاسد لايقره نقل صحيح أو عقل صريح وتمجه الفطر السليمة 

ثالثا :

ولهم طريقة أخرى

 بحُجة عدم دلالته الظنية -وإن كان قطعي الثبوت- بخلاف السنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم – فبعضهم يجعلها نوعين ظلما وعدوانا وابتداعا وقولا على الله بلا علم إلى متواتر وآحاد. فإذا كان آحادًا ردّوه، وإن كان صحيحا ثابتا وإذا خالف المتواترُ -من قرآن أو سنة- مذهبَهُم الباطل ردّوه بحجة أنه قطعي الثبوت ظنيّ الدلالة على مسألتهم وقد يُنكرُه بعضهم بحُجّة مخالفته عقولهم الفاسدة  .

و أهل السّنة والجماعة -أتباع السلف الصالح- يستدلون على المعطلة الجهمية، بأن من أثبت المجئ والإتيان لزمهُ إثبات النزول.

 وقد أطلعت على سؤال وجوابه

وهذا نص السؤال وفيه يقول السائل : 

هل يفهم من كلام ابن راهوية للامير عبدالله بن طاهر أن صفة النزول والمجيء متقارب ؟

فأتى الجواب من أحد المشايخ بقوله : 

" نعم 

وجاء ربك 

وينزل ربنا 

معناه متقارب لان المجيء تتضمن النزول فاستدل هذا على هذا والذي ينزل في الدنيا يجيء في الاخرة ينزل الى سماء الدنيا في ثلث الاخر فلا اشكال فاستدل بما في الاخرة وهو المجي على نزول الله تبارك وتعالى في الدنيا " 

انتهى الجواب :

وحيث تضمنت الإجابة اجمالا 

وعدم إيضاح فنقول وبالله التوفيق:

إثبات صفة النزول حق واجب وفرض على الأعيان إمتثالا لقول  الرسول الله ﷺ : ( ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر ) اتفق الشيخان على صحته [ البخاري رحمه الله( ١١٤٥) ومسلم رحمه الله( ٧٥٨) ]

وهذا  النزول نزول يليق بالله تعالى وتقدس وليس مثل نزول المخلوق وأما كيفية هذا النزول فلا يعلمها   إلا هو تعالى وتقدس ، فهو ينزل نزولا يليق بجلاله متى شاء كيف يشاء، ولا يلزم من ذلك خلو العرش فهو نزول يليق به جل جلاله، وثلث الليل  يختلف من قارة إلى قارة  ومن شرق الأرض إلى غربها  وهذا شيء يختص به تعالى لا يماثله خلقه في شيء من صفاته كما قال سبحانه : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ، ومثل هذا قوله  جل وعلا: { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } ، وقال تعالى وتقدس:{ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَآءَ }  والآيات والأحاديث الكثيرة المتواترة  تثبت هذا المعنى  .

فعلينا الإيمان والتسليم وعلينا أن نثبت النزول على الوجه الذي يليق بالله، نثبت المعنى ونفوض الكيف ومع كونه استوى على العرش، فهو ينزل نزولا يليق بجلاله ليس مثل نزول المخلوق  ، إذا نزل الرجل من السطح خلا منه السطح، وإذا نزل من السيارة خلت منه السيارة، فهذا قياس فاسد له؛ لأنه سبحانه لا يقاس بخلقه، ولا يماثل خلقه في شيء من ذاته أو  صفاته.واما إثبات صفة المجئ والإتيان لله سبحانه وتعالى على الوجه اللائق بربنا تعالى وتقدس والمجئ والإتيان بمعنى واحد لكن نثبت اللفظين لورودهما في الشرع المنزل  فنثبت المعنى ونفوض الكيف من غير تمثيل ولا تعطيل ولاتحريف ولا تكييف دل على اثباتها كلام الله سبحانه و تعالى المنزل  وكلام رسول صلى الله عليه وسلم الذي ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى فمن ذلك 

 قولـه تـعالى وتقدس : { هَل يَنظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنْ الغَمَامِ وَالمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ }.

وقولـه تعالى وتقدس : {  هَل يَنظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ المَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ }. وقولـه تعالى وتقدس : { وَجَاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفَّاً صَفَّاً }.

وأما  من السنة

فعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا قوصلى الله عليه وسلم: (... وإن أتاني يمشـي؛ أتيتُه هرولةً )   رواه البخاري رحمه الله  ( ٧٤٠٥ )، ومسلم رحمه الله ( ٢٦٧٥)

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا : (... قال: فيأتيهم الجبَّار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة )   رواه البخاري رحمه الله ( ٧٤٣٩)  ومسلم رحمه الله  ( ١٨٣ ).

 ثم نأت إلى أمر آخر وهو أن معنى النزول في لغة العرب يختلف عن معنى المجئ والإتيان وأن كانت جميع هذه الصفات تثبت لله سبحانه وتعالى  على الوجه اللائق بربنا تعالى وتقدس وأما كلام اسحاق بن راهوية رحمه الله وبيانه للحق ضد المعطلة الجهمية من المعتزلة بحضور الأمير عبدالله بن طاهر رحمه الله فإنه أورد صفة النزول والمجئ والاتيان لأنها من الصفات الفعلية الإختيارية وجميع صفات الله ينكرونها المعطلة الجهمية بما فيهم المعتزلة فأثبت صفة المجئ واحتج بها على أحقية اتصاف الله بالنزول والمجئ في الدنيا وليس،معناه كما يفهم من إجابة الشيخ انهما بمعنى متقاربة لغة لكن دلالة اثبات هذه الصفات واحد


وانبه الإخوة طلاب العلم  :

على ان من نصّبَ نفسهُ داعية أو شيخا مُتصدّرا للإفتاء أن يكون ذا بصيرة وإحاطة في توحيد الله في أقسامه الثلاثة (الربوبية والألوهية والأسماء والصفات)، وإلا كانت دعوتهُ مثل دعوة الإخوانية الخوارج أو مثل دعوة الجماعات الضالة الأخرى.

فدعوة التوحيد هي دعوة جميع الأنبياء والمرسلين بما فيهم خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وكذا أتباعهُ من الصحابة -رضي الله عنهم- والتابعين -رحمهم الله- ومن أتى بعدهم من مُجدّدي الدين ومُصلحي هذه  الأمة امتثالاً لقوله تعالى {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}،

قال الامام الطبري رحمه الله في تفسيره لهذه الاية :

“يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل، يا محمد، هذه الدعوة التي أدعو إليها، والطريقة التي أنا عليها من الدعاء إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأوثان، والانتهاء إلى طاعته، وترك معصيته، {سبيلي}، وطريقتي ودعوتي، {أدعو إلى الله} وحده لا شريك له، {على بصيرة}، بذلك، ويقينِ عليمٍ منّي به أنا، ويدعو إليه على بصيرة أيضًا من اتبعني وصدقني وآمن بي {وسبحان الله}، يقول له تعالى ذكره: وقل، تنـزيهًا لله، وتعظيمًا له من أن يكون له شريك في ملكه، أو معبود سواه في سلطانه: {وما أنا من المشركين}، يقول: وأنا بريءٌ من أهل الشرك به لست منهم ولا هم منّي.” انتهى كلامه رحمه الله تعالى.


فعلى طلاب العلم الإهتمام بالتوحيد ومسائلهِ ودراسته وكذلك الإهتمام بدراسة أصول السّنة والإهتمام بها؛ فبها تعرف البدع وأهلها وكيفية تجنبهم وهذا لايكون إلا على علماء السنة.

ومن فضل الله تعالى وتقدس أن تيسرت وسائل الاتصال في هذا العصر فتسمع شروح الأئمة مثل  الألباني وابن باز ومقبل والعثيمين -رحمهم الله- ومن الأحياء من علماء السنة مثل ربيع وعبيد  وغيرهم كثير.

وأما ما أشكل عليك فسجّله في ورقة واتصل على من عرفتَ من علماء السنة أتباع السلف الصالح الثقات.

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني

في ٢٢ شوال ١٤٣٩هـ

المصادر :

(١) سير اعلام النبلاء ١٣/ ٥٤٧.

(٢) الرد على الجهمية صفحة ٩٣

----------------------

جرى تعديلها يوم السبت

 ٣٠ / ٢ / ١٤٤٢ هجري.

《 ملحوظات عقدية مهمة يجب التنبه لها 》

《 ملحوظات عقدية مهمة يجب التنبه لها 》



الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فهذه ملحوظات مهمة تمس العقيدة الصحيحة أحببت تنبيه الإخوة طلاب العلم على عظيم خطرها ولعل من أهمها  :


            [   اولا   ]

ان الاسم الحقيقي للمذهب العقدي الذي فيه ميل إلى الالحاد في أسماء الله الحسنى وصفاته العلى المعروف ب " الأشاعرة " 

هو "الكُلَّابِيَّة " (بضم الكاف وتشديد اللام ثم كسر الباء) نسبة إلى عبدالله بن كلاب وزمن ظهورها  في النصف الأول من القرن الثالث الهجري .

وأما  إنتسابهم إلى أبي الحسن الأشعري رحمه الله فهذا تعمية وذر للرماد في العيون وقد تبرأ منهم وأعلن رجوعه إلى دين الإسلام الصحيح والذي عليه معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وألف كتابا يعلن براءته وتوبته من هذا المذهب الخبيث الذي يميل إلى الإلحاد في توحيد الأسماء والصفات وذلك بتأويلها تاويلا ينحى إلى التعطيل  وقد  جعل عنوان كتابه 

[  الإبانة عن أصول الديانة ].

وهذا الكتاب مشهور بين علماء الاسلام.

لذا وجب التنبيه على أن الاسم الحقيقي لهم هو الكلابية وليست الأشعرية .


                 [  ثانيا  ]

مذهب الماتوريدية جمع بين مذهب المعتزلة ومذهب الكلابية وهو خليط فاسد مركب كاسد يحاول التلفيق بين 

المذهبين الجهميين المعطلين لأسماء  الله الحسنى وصفاته العلى وقد انتشر هذا المذهب الذي يميل الى الإلحاد في أسماء الله الحسنى وصفاته العلى في  زمن ظهور ونشأت الدولة الصوفية التركية العثمانية عام ٧٠٠ من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وانتهى مده العقدي وانتشاره  في نهاية وإنقراض الدولة العثمانية القبورية عام ١٣٠٠ هجري وهو المذهب المنتشر في الدول التي كانت تحكمها هذه الدولة الصوفية التركية.


                 [ ثالثا ]

بدأ إنتشار المد الكلابي من جامع الأزهر ويحاول القائمون بهذه الدعوة الظالمة اضلال الناس وتعميتهم وذلك في أمرين:

                  ( أ )

اعلانهم أنهم الكثرة الكاثرة وأنهم السواد الأعظم

 

               ( ب )

 وأنهم أهل السنة والجماعة وما عداهم فهم جماعات تكفيرية أو منظمات  إرهابية وينبزون أهل الحق وأهل الإسلام الصحيح( أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ) بالتيميه والممثلة والمجمسة والحشوية والوهابية والمرجئة و المدخلية والجامية وأيدهم بل سبقهم في ذلك الديانة الرسمية للدولة العثمانية الماتوريدية والصوفية القبورية فهم يحاولون إطفاء نور الله { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } وظهر ذلك جليا في مؤتمر غروزني في الشيشان وفي كتاباتهم ومقالاتهم البائسة.

والله يعلي كلمته وينصر دينه .

.


            [    رابعا   ]

كتب كبار علماء الاسلام  كتبا و رسائل ومقالات دفاعا عن  كبار حفاظ  الحديث مثل البيهقي والنووي وإبن حجر وغيرهم رحمهم الله وماذكرناه على سبيل التمثيل لا الحصر وذكروا أنهم وقعوا في ذلك اجتهادا عن غير تعمد وأن أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح بينوا اخطاءهم وحذروا منها واوجدوا لهم العذر وكتبهم تعتبر من دواوين السنة التي لايستغني عنها طالب العلم 

وما كتبوه   تحذيرا من سلوك مذهب الحدادية التكفيري وهم فرع من الإخوانية الخوارج  والذين رموا هؤلاء الحفاظ بالتكفير وقاموا بحرق كتبهم وتمزيقها وتحذير أتباعهم منها .

وقد حاول بعض طلاب العلم ممن قل باعه في العلم وجالس بعض أهل الشبه فرأى : أن رموز الإخوانية الخوارج مثل سيد قطب و محمد الددو وسعيد الكملي وغيرهم كثير - لا كثرهم الله-  يعاملون برأيهم الفاسد معاملة هؤلاء الحفاظ 

وهذا خلط - بالتسكين- وغلط - بالتحريك- وذلك :


أن هؤلاء الخوارج الإخوانية جمعوا في مذهبهم الشر

كله فهم مابين مكفر لأهل القبلة بغير دليل ومتلون ومستحل لدماء المسلمين وأهل الذمة ودعاة إلى ذلك وجمعوا بين التعطيل الجهمي  من كلابية وماتوريدية ومعتزلة 

وصوفية قبورية 

مع سعيهم في تقريب الزيدية والاباضية والرافضة وغيرها من ملل الضلال وتعاونهم ضد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح 

وهذه الفرق لها  يد ملطخة بدماء الأبرياء من مسلمين ومعاهدين كما ذكرنا سابقا مع تحريض وتهييج

وزعزعة لأمن الدول و شق لهيبة السلطان وتحطيم لأصل عظيم من أصول الإسلام ومبانيه العظام"وهو أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف "  ..إلى غير ذلك من مصائب جمة اجتمعت فيهم قال الله تعالى وتقدس:{ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ، مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ }


  [ الخاتمة ؛ نسأل الله حسنها ]

احث إخواني طلاب العلم :

على طلب العلم وترك أهل الاهواء والبدع ولزوم غرز كبار علماء الاسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى والحذر من هذه الجماعات الضالة و رموزها فلهم طرق في إضلال من غلبه الهوى وسيطر عليه الجهل بأحكام الشرع ولم يعلم حالهم 

كما أذكر واحث على الوقوف مع ولي الأمر  ومحبتهم في ذات الله والدعاء لهم بظهر الغيب بالنصر والتمكين والعز وأن ينصر فيهم دينه وأن يعلي بهم كلمته أنه ولي ذلك والقادر عليه. 

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

--------

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني 

مساء السبت ٣٠ / ٢ / ١٤٤٢ هجري  .

الجمعة، 16 أكتوبر 2020

《 تحذير المسلمين من ضلال المدعو يوسف سمرين 》

 بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فبعد إطلاعي على مجموعة من مؤلفات المدعو يوسف سمرين وهو  شاب غر جاهل   

يتكلم في الفلسفة بغير علم ولا حق وفي طريقته  هذه  يسعى جاهدا تعظيم الفلاسفة وطريقتهم الضالة في تعظيم العقل وتهميش كلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحاول نقد كبار علماء الاسلام بأسلوب التغطية والتعمية  بعيدا عن الطريقة العلمية الصحيحة وتلفيق اتهامات باطلة لم تثبت  ليس لها أصل صحيح من الوقائع واستشهاده بآراء علماء أهل ضلال

وعليه فإنني أحذر منه ومن ضلاله 

 وللأسف رأيت  له مقالات ومقابلات لاشهاره متضمنة  جهله وتعالمه ونيله من الأصل العظيم من أصول الإسلام ومبانيه العظام"وهو أصل الرد على المخالف " وذلك في الطعن في علماء الجرح والتعديل  الذين بينوا عوار رموز فرق الضلال على اختلاف فرقها 

وفندوا شبههم وفضحوا اعمالهم المخالفة للشرع 

 مع سعي  من اعجبه زبالة فكره مدحه وتلميعه وقد 

رأيت له رسالتين غامضتين الأولى بعنوان[ رسالة في نقد طرح ربيع المدخلي ] 

و [ مآخذ على الدولة الوهابية ] 

نشر فيهما الظلم والجهل والحقد الدفين على علماء السنة ودولة السنة مع رداءة فكره وزبالة رأيه

 ومن أطلع على زيه وشاهد حاله ايقن بلا شك جهله وتعالمه وصغر سنه وقلة ادبه  وبعده عن السنة وأهلها فلم يذق طعم العلم الشرعي - أعاذنا الله وإياكم من حال  وزي ومآل أهل الضلال  -

أقول: من طعن في الشيخ ربيع أو الشيخ عبيد الجابري أو الشيخ محمد امان الجامي أو محمد بن عبدالوهاب او الألباني أو مقبل الوادعي أو ابن عثيمين أو النجمي أو ابن باز  او محمد بن إبراهيم او ابن تيميه أو ابن القيم او عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ- رحم الله الأموات وحفظ الله الأحياء ونفعنا الله واياكم بعلمهم - ظلما بغير بينة ولابرهان أو طعن في ولاة أمرنا - آل سعود - فإنه يجب الحذر والتحذير من مجالسته ورسائله وكتبه ومقالاته وجميع مؤلفاته فهؤلاء الأئمة  الأعلام وولاة أمرهم عقيدتهم واحدة ومذهبهم واحد ونهجهم واحد فمصدرهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالحين فمن طعن بواحد منهم فهو طاعن وظالم للبقية 

ودولة الإسلام المملكة العربية السعودية وعلماء السنة الأعلام هم كما يقال ( خط أحمر ) لا يمكن بأي حال تجاوزه أو النيل منهم 

فأنتبهوا ياطلاب العلم 

واحرصوا على علماء الاسلام الصحيح وهم أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح 

فالزموا غرزهم واحرصوا على كتبهم وشروحاتهم وهم ولله الحمد كثر  ...

وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح  وحسن الخاتمة

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

-------

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  : غازي بن عوض العرماني ...

جرى تحريره يوم الجمعة 

٢٩ / ٢ / ١٤٤٢ هجري.