الجمعة، 10 يوليو 2020

[[ فضل الدعاء ب: ياحي ياقيوم برحمتك استغيث ]]



الحمد رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 
أما بعد  : 
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها : 
( ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به ، أو تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين )
قال الإمام الألباني رحمه الله  في "السلسلة الصحيحة" ( ٢٢٧ ) : إسناده حسن . 
وعن أبي بكرة رضي الله عنه ، أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ) . 
رواه أحمد( ٢٧٨٩٨)  ، وأبو داود ( ٥٠٩٠) ، وحسنه الإمام  الألباني رحمه الله  في صحيح الجامع ( ٣٣٨٨) .

‏قال الإمام ابن القيم رحمه الله[ مدارج السالكين( ٢ / ٧٨ )] : 
" ‏كان شيخ الإسلام ابن تيمية شديد اللهج بها جداً، وقال لي يوماً:لهذين الاسمين-وهما الحي القيوم-تأثير عظيم في حياة القلب، وكان يشير إلى أنهما الاسم الأعظم " 
و يقول ايضا رحمه الله في كتابه النفيس [ طريق الهجرتين( ٢٥ - ٢٦)] :
" مِن ههنا خذل مَن خُذل ، ووُفِّقَ مَن وُفق ، فحجب المخذول عن حقيقته ، ونسي نفسه ، فنسي فقره وحاجته وضرورته إلى ربه ، فطغى وعتا ، فحقت عليه الشقوة ، قال تعالى : 
( كلا إن الإنسان ليطغى أن رءاه استغنى ) وقال : ( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى )
فأكمل الخلق أكملهم عبودية ، وأعظمهم شهودا لفقره وضرورته وحاجته إلى ربه ، وعدم استغنائه عنه طرفة عين .
ولهذا كان من دعائه : ( أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك ) ، وكان يدعو : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك . 
يعلم أن قلبه بيد الرحمن عز وجل ، لا يملك منه شيئا ، وأن الله سبحانه يصرفه كما يشاء ، كيف وهو يتلو قوله تعالى : ( ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ) 
فضرورته إلى ربه وفاقته إليه بحسب معرفته به ، وحسب قربه منه ، ومنزلته عنده " انتهى كلامه رحمه الله .
أقول : 
وقد رأيت في المنام في صغري إنه أتاني آتٍ  فقال لي : قل : "  ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولاتكلني إلى نفسي طرفة عين " .
فأنتبهت من نومي ولم أكن أعلم أنه من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم في حينه[ جعلها الله رؤياء خيرا وبركة وهدى وعفاف وغنى وثبات على التوحيد والسنة وحسن خاتمة إن ربي لسميع الدعاء]  ؛  فكنت أكثر من قول هذا الدعاء  لما فيه من نفي الحول والقوة عن النفس البشرية الضعيفة و عدم الإتكال عليها لضعفها وقلة حولها وقوتها إلا بالله  وركن الحول والقوة والإتكال على الله سبحانه وتعالى .
فوالله الذي لاإله إلا هو إننا لو لا فضل الله ورحمته وجوده وإحسانه وكرمه وستره وعفوه وشفائه وعافيته وحياته فهو الحي  بذكره وتوحيده واستمد العون والتأييد من قيوميته واستغيث برحمته التي وسعت كل شيء فلا نساوي شيئا 
نحن المساكين الضعفاء ما أحوجنا إلى رحمته وغفرانه ولطفه وإحسانه. 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
( ربنا لاتزع قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب )  
وفي هذا الدعاء عظيم فضل التوحيد ونبذ الشريك عن الله 
وهذا لفظ ومعنى " لا إله إلا الله " جعلناالله وإياكم من أهلها ومن المتبعين لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والمقتفين لنهج سلفنا الصالحين 
بمنه وفضله وكرمه وجوده وإحسانه فإنه لا حول لنا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. 
والله أعلم ؛ وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا  
--------
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : 
غازي بن عوض العرماني .
حرر مساء يوم الجمعة ١٩ ذو القعدة ١٤٤١  من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم.