الأربعاء، 29 يوليو 2020

《 بيان فساد رأي الإخواني محمد بن حسن الددو الشنقيطي الموريتاني في مقابلته في قناة الجزيرة القطرية الإخوانية بشأن الحج وطعنه في ولاة أمر المملكة العربية السعودية 》



              بسم الله الرحمن الرحيم 
           [[  مقدمة  ]]

الحمد وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى الله صلى الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 
أما بعد 
فقد جرى إطلاعنا على مقابلة تلفزيونية للمدعو محمد بن حسن الددو الشنقيطي في قناة الجزيرة القطرية الإخوانية  قال في هذا اللقاء :  
" لا يحق للسلطات السعودية الانفراد بقرار منع الحجاج من الخارج وكان يجب عليها عقد مؤتمر بحضور أهل الخبرة من أطباء وعلماء لاتخاذ القرار " .
وقد تم وصفه ب[ مدير مركز تكوين العلماء : وهذا وصف صوفي فالخلق والتكوين من صفات الله سبحانه وتعالى وله هفوات أخرى منها زعمه أن جبل أحد من الصحابة رضي الله عنهم وقد تواتر النقل عنه واستفاض خبر تبركه بشيخه الصوفي حيث شوهد  شيخه  يبصق في وجهه ويقوم هذا - الددو- بلعق لعاب  شيخه بصورة مقززة للأنفس ... وحدث عن سفهاء الصوفية ولا حرج  ] .

         [[   فصل  ]]

 لنا وقفات علمية جادة  مع هذا التصريح العلني في الإنكار على ولاة الأمر تنسف هذه الطريقة الإخوانية الخارجية وتبين زيف ما تضمنه تهريجه وتهييجه من أباطيل فمن عوار بطلانه  : 
                 ( أولا )
المتأمل لديانة المدعو محمد بن حسن الددو الشنقيطي الموريتاني نجده :

                  [  أ  ]
صوفيا قبوربا فالخلاف معه في توحيد الألوهية و من أجله أرسلت الرسل وانزلت الكتب وقام سوق الجهاد وانقسم الناس فيه إلى سعداء وهم أهل الجنة وأشقياء وهم أهل النار 
فتحين هذه الفرصة من قناة مشبوهة لإبداء مايكنه على أهل التوحيد والسنة وعلى دولة التوحيد والسنة المملكة العربية السعودية فخاب وخسر 
فتوجهه ومعتقده معروف .

                 [ ب ]

نجده في توحيد أسماء الله الحسنى وصفاته العلى من  الجهمية المعطلة مقررا وناشرا لمذهب الكلابية[ الأشعرية] الذين ينسبون إلى أبي الحسن الأشعري رحمه الله كذبا  وهو قد تبرأ من هذا المذهب المنسوب إليه بل الصحيح نسبته إلى  بيان بن سمعان اليهودي   يرويه عنه وينشره بسند مظلم  المريسي و عمر بن عبيد المعتزلي عن الجهم بن صفوان عن الجعد بن درهم عن شيخهم بيان بن سمعان اليهودي  .

                  [ ج ]
يعتبر محمد بن الحسن الددو من ناشري فكر الخوارج الإخوانية القرامطة ومنظريهم بل ومن كبار رموزهم فإذا عرف السبب بطل العجب. 
            
            ( ثانيا ) 

من الذي جعل محمد بن حسن الددو  وكيلا شرعيا ينوب عن جميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيتكلم على لسانهم ويتحدث بشأن ديني سني هو بعيد عنه ومن إذن له بذلك ... فلعل ......
                  ( ثالثا )

توافق معتقد قناة الجزيرة مع معتقدمحمد الددو الشنقيطي فكلاهما في الهوى سواء في مذهب الخوارج الإخوانية مع تعظيمهم لأسيادهم الملاحدة الباطنية من أصحاب زرادشت ومجوس كسرى فارس وتعبيد الطرق أمام هؤلاء الباطنية الشيوعية [ الشيوعية الماركسية إمتداد للرافضة والرافضة المجوس بقايا زرادشت الفارسي ويقول بالإباحية وتحليل الفروج المحرمة شرعا وهذا جرى اباحته تحت مايعرف بالمتعة ويرون حل دماء المسلمين و قتل العرب حتى ولو كانوا روافض ويسمونهم البتريين ويأتي مهديهم بذلك و بهدم الكعبة ولهم كلام سئ في الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ففي عهدهما كسر كسرى فلا كسرى بعده ويحاولون النيل من بلاد التوحيد والسنة المملكة العربية السعودية بأي وسيلة لكن ولاة أمرنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي  الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أعلنوا الحرب عليهم بعد مشاهدتهم لأعمالهم القبيحة ضد المسلمين بل ضد البشرية جمعاء وهذا حدث منهم في كل مكان في العالم   ]   .

             ( رابعا ) 
قوله ( لا يحق للسلطات السعودية ) هكذا يتطفل السفيه على شؤون خاصة لولي الأمر وفي دولة غير دولته بل نبأ إلى علمي قيام ولاة الأمر في دولته موريتانيا في إغلاق أماكن تخصه لدوره المشبوه في المساس بالأمن في بلاده  ومحاولته الإخلال فيه  .

                 ( خامسا ) 

المملكة العربية السعودية في نهجها وفي  تصرفاتها الوضوح والسكينة والخير العظيم  فلا تعمل عملا إلا بعد استشارة أهل العلم الشرعي وأهل الإختصاص من كبار الأطباء في المملكة العربية السعودية وفي مقدمتهم وزير الصحة وبنيت قراراتها على مصلحة عامة راجحة فيها خير لعامة المسلمين في درأ شر وباء كورونا  وعملت إحترازات مشددة إدراكا من ولاة الأمر فيها على عظيم خطر اهلاك الأنفس و سعيا منها لحماية الأرواح قبل الحصول على المكاسب الاقتصاديه بل كل وجل إهتمامها بسلامة الارواح والروح في دين الإسلام وفي ديانة المسلمين ثروة غالية وكنز ثمين وولاة أمورنا في المملكة العربية السعودية خير من يرعون ويقدرون هذه المبادئ الأساسية السامية بخلاف مذهب الإخوانية الخوارج ومنهم المدعو محمد الددو فيبيعون الأرواح بأثمان زهيدة فتاريخهم ملطخ بالدماء .
             ( سادسا )
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية عرف سابقا في إمارة منطقة الرياض خلال ما يقارب الخمسين  عاما بالحكمة والرحمة بالمساكين والرأفة بالضعفاء يبتسم ويلين جانبهم  لهم ويحرص على إعطائهم حقوقهم وهو  مع هذا قوي الشخصية شديد على أهل الظلم لا تأخذه بهم رحمه وله حفظه الله حينما كان أميرا للرياض جلستان في الصباح وعند الظهيرة يتفقد أحوال الناس ويسمع شكواهم فيردع الظالم وينصر المظلوم وهو صاحب توحيد وسنة  ورثها كابرا عن كابر  مقدما لأهل العلم  رافعا لمنزلتهم آخذا برأيهم ومن كبار مستشاريه في إمارة منطقة الرياض صاحب المعالي شيخنا عبداللطيف آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية وعلى كثرة من أجالس من عامة الناس و شيوخ القبائل ورؤوساء مراكز ومحافظين فلا أجد إلا من يثني عليه  وعلى عدله وحسن خلقه ويدعو له بالصحة والعافية 
ثم يأت هذا  الإخواني الخارجي المشبوه معلنا إنكاره[ إعلان المنكر على ولي الأمر خلاف إدلة الشرع من كتاب وسنة وخلاف ماعليه إجماع كبار علماء السنة وشيوخ الإسلام وأئمة الهدى ومصابيح الدجى وهو ديدن الخوارج الإخوانية ] 
و متخذ قناة الجزيرة القطرية الإخوانية بوقا لايصال شبهته ومع هذا فلله الحمد والشكر المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يعرفون مذهب محمد بن حسن الددو الشنقيطي الموريتاني ومسلكه ومنهجه الباطل و يعرفون خطر هذه  الوسيلة الإعلامية المشبوهة المؤيدة للباطل الساعية في هدم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ودعم الروافض المجوس والإخوانية الخوارج 
فلا بارك الله في جهودهم .
       [[ الخاتمة ؛ نسأل الله حسنها ]]

كتبنا ماسبق:
إبراء للذمة ونصحا للأمة ولئلا يتبع في ضلاله ولما لولاة أمرنا آل سعود أهل التوحيد والسنة من خير سابق بتعليمنا التوحيد والسنة مع أمن وأمان واطمئنان ورغد عيش في مملكة التوحيد والسنة المملكة العربية السعودية 
حفظ الله ولاة امرنا وكفانا الله واياهم وإياكم  شر الأشرار وكيد الفجار وفسقة الجن والإنس وأن يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة كما أسأله سبحانه و تعالى أن ينصر بولاة امرنا التوحيد والسنة وأهل السنة 
وأن يعلي بهم دينه وأن يوفقهم ويوفقنا إلى مايحبه ويرضاه 
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 
--------
كتبه: 
غازي بن عوض العرماني 
يوم الأربعاء يوم التروية الموافق ٨ ذو الحجة ١٤٤١ هجري .

خطاب للأمير فيها إخباره بما كتبناه شرحا لرسالته وسلام عليه وشرح رسالته في ( كتاب لطيف)











هذا خطاب للأمير فيها إخباره بما كتبناه شرحا لرسالته وسلام عليه 
وشرح رسالته في ( كتاب لطيف) 
هذا هو 
👇🏻 


[[ الطريقة العلمية لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور  فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز  آل سعود أمير منطقة القصيم في كشف شبهات الأحزاب التكفيرية و الإنتصار للدعوة السلفية في رسالته القيمة (الأبعاد التاريخية للعداء على السلفية)]]

الاثنين، 20 يوليو 2020

[[ شرح وصية الحافظ ابن حزم رحمه الله في إتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالحين وترك أهل البدع والأهواء والجماعات وأفكارهم المضلة عن صراط الله المستقيم ]]



قال ابن حزم رحمه الله :
" واعلموا رحمكم الله أن جميع فرق الضلالة لم يجر الله على أيديهم خيرا ولا فتح بهم من بلاد الكفر قرية ولا رفع للإسلام راية وما زالوا يسعون في قلب نظام المسلمين ويفرقون كلمة المؤمنين ويسلون السيف على أهل الدين ويسعون في الأرض مفسدين أما الخوارج والشيعة فأمرهم في هذا الشهر من أن يتكلف ذكره وما توصلت الباطنية إلى كيد الإسلام وإخراج الضعفاء منه أي الكفر الأعلى السنة الشيعية وأما المرجئة فكذلك إلا أن الحارس بن سريح خرج بن عمه منكرا للجور ثم لحق بالترك فقادهم إلى أرض الإسلام فنهب الديار وهتك الأستار والمعتزلة في سبيل ذلك إلا أنه أبتلي بتقليد بعضهم المعتصم والواثق جهلا وظنا أنهم على شيء وكانت للمعتصم فتوحات محمودة كبابل والمازيار وغيرهم فالله الله أيها المسلمون تحفظوا بدينكم ونحن نجمع لكم بعون الله تعالى الكلام في ذلك الزموا القرآن وسنن رسول الله صلى الله عليه و سلم وما مضى عليه الصحابة رضي اله عنهم والتابعون وأصحاب الحديث عصرا عصرا الذين طلبوا الأثر فلزموا الأثر ودعوا كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبالله تعالى التوفيق ثم الكلام في شنع المبتدعة أهل الأهواء والنحل المضلة والحمد لله رب العالمين "[ الفصل في الملل والأهواء والنحل ( ٤ /  ١٧١ )]
إنتقاء وشرح: غازي بن عوض العرماني .

للاستماع الشرح الضغط هنا 

الأحد، 12 يوليو 2020

《 أسئلة موجهة إلى عادل الكلباني بعد لقائه بقناة ( mbc1 ) 》



الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى  صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 
أما بعد 
فهذه أسئلة نوجهه إلى المدعو عادل الكلباني بعد لقائه  مع قناة  ( 1 mbc ) بتاريخ ١٨ / ٧ / ١٤٤٠ هجري 
تكلم فيها  عن من يقال لهم  ب( الجامية ) .
و هنا اسئلة تدور في مخيلتنا جرت لنا من خلال إستماعنا إلى  كلامه فنأمل من عادل الكلباني  الإجابة عليها  ... من هذه الأسئلة 
                  [[ أولا ]] :

ما هي هذه الجامية ؟
 وما هي عقيدتها ؟ 
وهل تخالف معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ؟
وماهو  كلام كبار العلماء في المملكة العربية السعودية  فيها ؟
وهل يجوز شرعا ان يقال لهم جامية ؟ 

        [[ السؤال الثاني ]] :

ذكرت عن  ( الجامية أنهم اصحاب طاعة عمياء ) .
فماهي هذه الطاعة العمياء ؟
 ولمن جعلوا هذه الطاعة العمياء ؟ 
وماهي إدلتهم من الكتاب والسنة والإجماع على صحة عقيدتهم في هذا الأصل العظيم من أصول الإسلام ؟ 
ولماذا اطلقت عليها طاعة عمياء ؟  .

       [[ السؤال الثالث ]] :

 ذكرت عنهم في لقائك هذا  ( أنهم يكتبون التقاربر السيئة ضد الاشخاص ومن لا يوافقهم الرأي يستعدون عليه السلطة )  فما هي هذه التقارير السيئة التي كتبوها ؟ 
ولمن يوجهون هذه التقارير  ؟
ومن هؤلاء الاشخاص الذين كتبوا  التقاربر ضدهم؟
ومن هو الذي لا يوافقهم الرأي ؟ 
وما هو هذا الرأي الذي خالفهم فيه   ؟
وما نوعه ؟
وهل يمس العقيدة ؟
 وهل يمس المصلحة العامة لعامة المسلمين؟
 وهل  هذا الرأي فيه مخالفة صريحة لولي الأمر وتوجيهاته السامية؟  
ثم كيف وصلت  إليك  هذه المعلومة عنهم ؟

أسئلة نأمل  الإجابة عليها .
وفي الختام :
أسأل الله أن يوفقني وأخانا عادل وعامة المسلمين إلى مايحبه ويرضاه وأن يرزقنا وإياه ومن قرأ رسالتي العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة آمين 
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 
---------
كتبه : غازي بن عوض العرماني .

الجمعة، 10 يوليو 2020

[[ فضل الدعاء ب: ياحي ياقيوم برحمتك استغيث ]]



الحمد رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 
أما بعد  : 
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها : 
( ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به ، أو تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين )
قال الإمام الألباني رحمه الله  في "السلسلة الصحيحة" ( ٢٢٧ ) : إسناده حسن . 
وعن أبي بكرة رضي الله عنه ، أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ) . 
رواه أحمد( ٢٧٨٩٨)  ، وأبو داود ( ٥٠٩٠) ، وحسنه الإمام  الألباني رحمه الله  في صحيح الجامع ( ٣٣٨٨) .

‏قال الإمام ابن القيم رحمه الله[ مدارج السالكين( ٢ / ٧٨ )] : 
" ‏كان شيخ الإسلام ابن تيمية شديد اللهج بها جداً، وقال لي يوماً:لهذين الاسمين-وهما الحي القيوم-تأثير عظيم في حياة القلب، وكان يشير إلى أنهما الاسم الأعظم " 
و يقول ايضا رحمه الله في كتابه النفيس [ طريق الهجرتين( ٢٥ - ٢٦)] :
" مِن ههنا خذل مَن خُذل ، ووُفِّقَ مَن وُفق ، فحجب المخذول عن حقيقته ، ونسي نفسه ، فنسي فقره وحاجته وضرورته إلى ربه ، فطغى وعتا ، فحقت عليه الشقوة ، قال تعالى : 
( كلا إن الإنسان ليطغى أن رءاه استغنى ) وقال : ( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى )
فأكمل الخلق أكملهم عبودية ، وأعظمهم شهودا لفقره وضرورته وحاجته إلى ربه ، وعدم استغنائه عنه طرفة عين .
ولهذا كان من دعائه : ( أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك ) ، وكان يدعو : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك . 
يعلم أن قلبه بيد الرحمن عز وجل ، لا يملك منه شيئا ، وأن الله سبحانه يصرفه كما يشاء ، كيف وهو يتلو قوله تعالى : ( ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ) 
فضرورته إلى ربه وفاقته إليه بحسب معرفته به ، وحسب قربه منه ، ومنزلته عنده " انتهى كلامه رحمه الله .
أقول : 
وقد رأيت في المنام في صغري إنه أتاني آتٍ  فقال لي : قل : "  ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولاتكلني إلى نفسي طرفة عين " .
فأنتبهت من نومي ولم أكن أعلم أنه من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم في حينه[ جعلها الله رؤياء خيرا وبركة وهدى وعفاف وغنى وثبات على التوحيد والسنة وحسن خاتمة إن ربي لسميع الدعاء]  ؛  فكنت أكثر من قول هذا الدعاء  لما فيه من نفي الحول والقوة عن النفس البشرية الضعيفة و عدم الإتكال عليها لضعفها وقلة حولها وقوتها إلا بالله  وركن الحول والقوة والإتكال على الله سبحانه وتعالى .
فوالله الذي لاإله إلا هو إننا لو لا فضل الله ورحمته وجوده وإحسانه وكرمه وستره وعفوه وشفائه وعافيته وحياته فهو الحي  بذكره وتوحيده واستمد العون والتأييد من قيوميته واستغيث برحمته التي وسعت كل شيء فلا نساوي شيئا 
نحن المساكين الضعفاء ما أحوجنا إلى رحمته وغفرانه ولطفه وإحسانه. 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
( ربنا لاتزع قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب )  
وفي هذا الدعاء عظيم فضل التوحيد ونبذ الشريك عن الله 
وهذا لفظ ومعنى " لا إله إلا الله " جعلناالله وإياكم من أهلها ومن المتبعين لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والمقتفين لنهج سلفنا الصالحين 
بمنه وفضله وكرمه وجوده وإحسانه فإنه لا حول لنا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. 
والله أعلم ؛ وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا  
--------
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : 
غازي بن عوض العرماني .
حرر مساء يوم الجمعة ١٩ ذو القعدة ١٤٤١  من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

الأربعاء، 8 يوليو 2020

[[ إيضاح فساد بيان رابطة دعاة الكويت ]]



بسم الله الرحمن الرحيم 


        [[    مقدمة    ]]

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 
أما بعد 
فقد أطلعت على ( بيان رابطة دعاة الكويت بشأن الحملة المنظمة ضد الدعاة والجماعات الدعوية في الكويت )《 يلاحظ : مصطلح " دعاة " في بيانهم : ولم يقولوا:" علماء " فهذه شهادة منهم على جهلهم وضلالهم ولنا رسالة بعنوان ( ظلال الجنة في بيان الفرق بين علماء السنة ودعاة الفتنة ) تلقينا بسببها خطاب شكر من سمو وزير الداخلية السابق في المملكة العربية السعودية 》 وإتماما لحديثنا أقول :
لنا ضد هذا البيان ( بيان حق وتفصيل وإيضاح بعلم وعدل وإنصاف وحكمة ضد هذا البيان الباطل والذي فيه إعلان تنصل جماعة ضالة عن أفعالهم المشبوهة ضد الإسلام وأهله- حكاما ومحكومين- ) 

《 الفصل الأول :  أسباب الرد على هذا البيان وبيان فساده وبطلانه 》  
لأمور منها :
             {{  ١  }}
جماعة الإخوان الخوارج ينسبون انفسهم إلى الإسلام وفي ردنا هذا ننبه إلى بعدهم عن الإسلام  والى عدم صحة إنتسابهم إلى الإسلام وإلى محاربتهم لعلماء الإسلام  وعظيم خطرهم على المسلمين حكاما ومحكومين. 
        
              {{  ٢  }}

محاربة الإخوانية الخوارج للسنة ولعلماء من أهم قواعد هذه النحلة الضالة ونشر البدع والأهواء وتقريب الروافض المجوس و محاولة تعميم ونشر الفكر الرافضي بين المسلمين مع إلحاد الرافضة يدل على فساد مذهب الإخوانية وفي ردنا هذا جرى إيضاح مدى تلاحم عقيدة الروافض المجوس والإخوانية الخوارج .

              {{ ٣ }}

من أصول الإسلام ومبانيه العظام" الرد على المخالف الذي يريد إفساد ديننا وإبعاد سنة الرسول صلى الله عليه وسلم
وإحتقار فهم سلفنا الصالحين  
 مع سعي هذه الفرقة الضالة إلى تكفير المسلمين وإستحلال دمائهم ويتبع هذا الأصل ...

             {{  ٤  }} 
طاعة الله سبحانه وتعالى  وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم بطاعة ولاة أمرنا في مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعودحفظه الله ورعاه
ثم ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه تمثل ذلك 
بما نصت عليه المادة ( ٣٤ ) من نظام الحكم في المملكة العربية السعودية على ما يلي وفيه : ( الدفاع عن العقيدة الإسلامية، والمجتمع ، والوطن واجب على كل مواطن ) فمن أراد فساد بديننا بإسم ديننا الإسلام 
أو أراد الإضرار بوطننا الغالي أو أراد بولاة   أمرنا الغالين  سوءا 
فأرواحنا وما نملكه فداء لهم و لتوجيهاتهم السامية .

     [[ الفصل الثاني: الرد على فقرات البيان وإيضاح فساده ]]

للعلم فقط وضعت بيان الرابطة بين معكوفتين هكذا ..[ .... ]
وردنا على بيان فساد هذا البيان   خارج هذه الأقواس  نزيد هذا إيضاحا ( وضع البيان على فقرات ؛ كل فقرة توضع بين معكوفتين[ ] لدراستها وبيان فسادها وكذب أصحابها  فنقول وبالله التوفيق  :
 :
قولهم :
[ تستنكر رابطة دعاة الكويت الحملة الشعواء لشيطنة الدعاة والجماعات الدعوية في الكويت ]
فالجواب عليه : 
الذي يظهر أن سبب كتابة هذا البيان هو إخفاء خطورة هذه الجماعات الضالة و محاولة تخفيف وطأة  الهجوم الإعلامي المنظم بحق  ضد رموزها الذين لهم  تحركات سابقة مشبوهة لزعزعة الاستقرار والأمن في منطقة الخليج العربي بما فيها دولة المملكة العربية السعودية وخاصة بعد بيان الإعلامي خالد الهيل القطري وفضحه لرؤوس الأخونج الخوارج وهما :
حاكم المطيري و مبارك الدويله وعلاقتهم مع رئيس ليبيا السابق معمر القذافي في ( خيمته المشبوهة) 


قولهم : 

[  رابطة دعاة الكويت ]
 ولنا وقفات مع هذه الفقرة :
             《 أ 》
طلاب العلم في الكويت لسانهم حالهم يقول :
 " تعجبت من هذا الاسم "رابطة دعاة الكويت" وقد كلمت بعض المشايخ والدعاة ممن نثق بدينهم وبمنهجهم عن هذه الرابطة فاستنكروها فإذا هي نكرة عندهم لا يعرفون عنها شيئا .

         《 ب  》

 لماذا لم تبين الرابطة من الدعاة والجماعات الدعوية الذين تم الحديث عنهم واتهامهم ؟
وهل هم دعاة حق ووسطية أم دعاة فتنة وفوضی؟ 

             《 ج 》

هل هذه الرابطة وكيانها معتمد قانونيا  في دولة الكويت ؟  
و من الذي أعطى رابطة دعاة الكويت صفة وصلاحية يتكلمون عن جميع الدعاة في الكويت ويمثلونهم ؟

           《  د  》

 من هم أعضاء هذا الرابطة؟

 وما مدى سلامة منهجهم ؟ 

ومن هؤلاء الدعاة الذين يتكلمون باسمهم ؟ 
و هل هم من الدعاة الحزبيين والتكفيريين ؟ 
أم من دعاة السلفية الذين عرفوا بالوسطية والاعتدال؟
حيث لا يخفى على كل عاقل أن الدعاة في الكويت وفي كل البلاد لهم مشارب مختلفة: فبعضهم دعاة إلى السنة والمنهج الصحيح، وبعضهم دعاة ضلال ومناهج منحرفة ولهم انتماءات وولاءات حزبية بغيضة" [ مابين " " مقال للمدعو فيحان الجرمان  بتصرف ]
       

قولهم : 
[  فهذه الجماعات تعمل تحت سمع وبصر الأجهزة الرسمية، ولها مؤسساتها المعلنة، وجمعياتها المشهرة، ] 
أقول : 
 أعمال دعاة الضلالة كلها فساد وسوء وهي أعمال متكررة متعددة متنوعة وقد حاولتم بمقالكم الكاذب هذا  أن تضلوا الناس بقولكم " تحت سمع وبصر الجهات الرسمية " فجاءكم التكذيب من الديوان الأميري لصاحب السمو أمير البلاد المفدى في دولة الكويت  " بعدم صحة ما ذكره رمزكم " 
وأتى البيان الرسمي الآخر من المسؤول المختص وهو الإستاذ عساف أبواثنين و يعمل سابقا مديرا لمكتب سمو أمير منطقة الرياض في السابق وهو  ( مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه )   
وهذه التصرفات التي صدرت للأسف -  من ( أثنين فقط فكيف بجماعة عرفت بتاريخها الملطخ بدماء الأبرياء من مسلمين ومعاهدين  ) من ( بعض دعاة الكويت الفاسدين - والكويت وأهلها أبرياء منهم - ) - فيها مساس بأمن دول وخلخلة للأمن فيها وزعزعة للإستقرار وإدخالها في دوامة ( العنف والإرهاب والقتل والسلب والنهب  ) 
فكيف تقول في بيانكم المشؤوم: 
[ حازت ثقة ولاة الأمر منذ نشأتها وحتى يومنا هذا،  واعتبروها امتداد أصيلا للعمل الخيري والدعوي الذي جبل عليه أهل الكويت منذ القدم وقدموا لها الدعم المادي والمعنوي.]
وأقول :
 للأسف عقيدة  أهل الكويت معروفة بالخير واليمن والبركات وهي عقيدة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح لكن تصرفات دعاتكم الهمجية الإخوانية الخوارج تصرفات تخالف معتقد أهل الكويت وتخالف توجهات ولاة الأمر فيها من أسرة الصباح الأخيار بقيادة سمو الأمير صباح الأحمد  الصباح   حفظه الله ورعاه 

ثم لا زلتم تكذبون في بيانكم وتقولون : 
[  فالطعن في هذه الحركات الدعوية والجمعيات الخيرية خروجا عن سياسة ولاة الأمر الذين باركوا أعمالها، ودعموا | جهودها، وفرحوا بعطائها ، وردوا عنها تشنيع المغرضين عليها بالباطل]

أقول :
المطلع على تصرفات جماعتكم الإرهابية  المزعجة ونهجكم التكفيري الفاسد وعقيدتكم الباطلة يعلم يقينا مخالفتكم للتوجيهات الكريمة من لدن ولي الأمر في الكويت 
ثم تقولون:

 [ والمرء يتساءل بحسرة من المستفيد من تضييع مقومات وحدة المسلمين؟، ]
المستفيد هو النظام الإيراني المجوسي الذي أمده وأعانه تصرفاتكم الإخوانية الخارجية المخالفة للإسلام ولنهج ولاة أمور المسلمين في العالم كله 
ثم قلتم في بيانكم:

[ وتمزيق الوحدة الوطنية بشبهات شيطانية وأخبار مكذوبة واشاعات مغرضة، أليس لنا عظة وعبرة فيما | حصل ويحصل في كثير من البلاد من تشرذم وتمزق ، واستقطاب بغيض أوقد ناره من لا يرقب في المؤمنين إلا ولا ذمة، | فيجب علينا الحذر مما يكاد لبلادنا ولنعتبر بغيرنا فالسعيد من وعظ بغيره، وليسعنا التعايش الوطني والاستجابة لأمر الله تعالى القائل: ( إنما المؤمنون إخوة ) ورسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم القائل: ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا). وتؤكد الرابطة بأن جماعات الدعوة الكويتية وجمعياتها جمعية الإصلاح واحياء التراث والعون المباشر والتجاة الخيرية وصندوق إعانة المرضى وغيرها، ]
أقول في بيان فساد هذه الفقرة : 
المطلع على حقيقة الأوضاع يجد أن رموز الإخوانية الخوارج وأفرادها لهم القدح المعلى في كل ماذكرتم في بيانكم من تشرذم 
وتمزق
 و تكفير
 وأستحلال للدماء المعصومة من مسلمين ومعاهدين فنجد  ( الدعاة والجماعات ) من هذه الجماعة الضالة هي من 
سعت 
ودعت 
ونظمت
 ونشرت 
وبرمجت 
وفكرت
 وأكدت 
وأمدت
 لهذا الشر المستطير 
في جميع أنحاء العالم 
وجاء تشويه   صورة الإسلام النقية البيضاء الطاهرة 
 من قبلكم أيها الإخوانية الخوارج
ووالله ليس الخوف على الإسلام فهو دين الله والله ناصر دينه ومعلي كلمته وناصر سنة رسوله صلى الله عليه وسلم 
  لكن الخوف على أفراد المسلمين من الإنحراف عن صراط الله المستقيم 
وأنتم يا جماعة الإخوان الخوارج  :
سبب رئيس - بعد قضاء الله الكوني القدري- في ضلال المسلمين وغير المسلمين في هذا العصر عن دين الله فقد أصبحتم جندا ونوابا لابليس في إضلال عوام الجهلة وأنصاف المتعلمين    فطريقتكم هذه فيها صد عن سبيل الله وعن توحيد الله وعن طاعة الله ؛ 

ثم قلتم في بيانكم المشؤوم : 
[ لها أعظم الأثر المبارك في حفظ الاستقرار المجتمعي واللحمة الكويتية، وتعد ركنا أصيلا من النسيج الاجتماعي في الكويت المعروف بوسطيته في فكره واعتداله في منهجه ، واتزان رجاله، واتصافهم بالحكمة ورجاحة العقل ، والمشهود لهم بسلامة المعتقد، واستقامة الدين ، ومحاربة البدع ، وإنكارهم للكبائر والمنكرات. وثمن الرابطة جهود جميع الحركات الدعوية والتيارات السياسية الإسلامية العاملة في الكويت وخاصة التي تعمل عبر مؤسسات المجتمع المدني، ويشهد لها القاصي والداني بنزاهة أيديها من الفساد، وحرصها على المصالح العليا الكويتنا الغالية، | و بعدها عن التطرف والإرهاب ، بل هم الميزان الراجح الذي يسهم في معالجة التطرف والغلو، ويرسي قواعد الوسطية | والاعتدال في مجتمعنا.]

أقول : هذه الصفات الطيبه لا توجد في جماعتكم الضالة جماعة الإخوان الخوارج ورموزها بل هذه صفات معتقد  السنة والجماعة أتباع السلف الصالح الذين وقفتم سدا مانعا في وجه علمائه وحاربتم وتعاونتم مع قوى الشر ضدهم فأيديكم القذرة ملطخة بدماء الأبرياء من مسلمين ومعاهدين 
تظهرون الخير والدين - مثل كلامكم المعسول هذا - وأنتم شر على الإسلام وأهله بل على بني آدم - عليه الصلاة والسلام- أجمع .
أهل كذب وزندقة وفجور ومن ذلك وصفكم وتزكيتكم لأنفسكم الشريرة. 
الأرض التهبت نارا من شركم لا يطفئه إلا أحياء السنة على يد علماء السنة أتباع السلف الصالح  
ثم قلتم وبئس ما قلتم :   

 [ وتحذر الرابطة من معاداة أولياء الله، قال تعالى في الحديث القدسي: ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) رواه البخاري ، ومن صور معاداة المسلم، إيذاؤه بالقول أو الفعل ، أو سوء الظن ، أو الحكم عليه بالكفر أو التفسيق أو التبديع أو التضليل دون دلیل ظاهر أو برهان واضح، ودون ثبت من صحة النقل عنه. وأما الخلاف في الفروع فلا يجوز أن يكون سببا للتفرق في الدين، أو الطعن في الأعراض ، ولا يجوز أن تؤدي الخصومة إلى الفجور وإيغار الصدور ، ولكل مجتهد رأيه وأجره ، ولا مانع من التحقيق العلمي النزيه في مسائل الخلاف في ظل الحب في الله والتعاون على الوصول إلى الحقيقة ، من غير أن يجر ذلك إلى الجدال العقيم والتعصب المذموم ، قال الله تعالى : (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات يغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ( الأحزاب / (۵۸) ) .]

أقول : اخسأوا 
فأنتم أهل الجريمة المنظمة 
وأهل التكفير والتبديع والتفسيق والخروج على ديننا الإسلامي الحنيف وعلى سنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم 
وعلى نهج سلفنا سلفنا الصالح
ثم أقول :
كم من زوجة رملت
وكم طفل يتم 
وكم عرض انتهك  
وكم من مال نهب 
وشرف سلب 
وأمن جرى زعزعته والإخلال فيه  
كل ذلك بسببكم 
حرفتم الإسلام 
وأبعدتم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم 
وحاربتم أهلها 
واستحللتم دماءهم 
ونشرتم البدعة 
وهدمتم أصول الإسلام 
وقربتم الرافضة المجوس 
وأهل الإلحاد والعلمنة  
لبستم ثياب الصوف على قلوب الذئاب 
كفى الله المسلمين شركم .

ثم قلتم وبئس ما قلتم:  
[ وأخيرا تعرب الرابطة بأنه ليس من العدل والإنصاف أن نصنف أيا من هذه الجماعات المباركة الذي امتد خيرها من المشرق إلى المغرب بأنها إرهابية،]
فأقول : 
من قتل 
وظلم
 وشرد 
ونهب
 وسلب
 ويتم ورمل
 وزعزع أمن المسلمين
 وكفرهم وأباح دماءهم 
فلا شك ان من  أبسط الحقوق  محاكمته ومنعه من الحديث في وسائل الإعلام  وتطبيق شرع الله فيهم ؛ وهذا لولي الأمر 
و ستجدون  العدل والإنصاف والحكمة وهم من يعلمونكم ذلك ؛ 
ولستم أنتم أيها الخونة من يعلم  المسلمين الأخلاق الطيبه والنصائح والقيم والتوجيهات 
مثل قولكم :  

[  فلا تظلموهم ، ولا تخذلوهم ،]
 أقول : 
ولاة أمرنا أهل حق وعدل وإنصاف فليس عندهم ما عندكم من الظلم والخذلان والبهتان 

ثم قلتم :
[  ولا تسمعوا للكلام المرسل ، والشائعات المغرضة ، والأقلام المستأجرة ، وتعاونوا معهم فيما دعا إليه الإسلام من البر والإحسان والفضيلة ]
أقول جوابا لهذه الشبهة : أصبحت
كل الحقائق عنكم إشاعة وأقلام مستأجرة 

فمفهومه:
  عدم إقراركم بالخطأ 
والوصف ماذكرتوه.
 
ثم قلتم في بيانكم الفاسد :
 [ والتمسوا لهم العذر فيما اجتهدوا به، وخذوا | على أيديهم وناصحوهم عند الخطأ، واذكروهم بخير عند الإنجاز والصواب ]
فأقول :
إن  تكفير المسلمين و قتلهم والخروج على ولي الأمر وزعزعة الأمن من  المسائل الإجتهادية في مذهبكم اللعين  
ومع كل هذه الشرور تطلبون أن  تذكر جماعتكم الإرهابية  بخير ..

   [[ الخاتمة ؛ نسأل الله حسنها ]]

قاتل الله الخوارج الإخوانية 
فليس عندهم رحمة ولا عدل ولا حكمة ولا إنصاف فكلامهم هذا مثل ( لمس الأفعى ) وفي لدغها عند قوتهم ( العطب ) 
أسأل الله أن يوفق ولاة الأمر في مملكتنا الغالية المملكة العربية السعودية وفي دولة الكويت وفي جميع دول المسلمين إلى معرفة هؤلاء الخوارج وردعهم وتطبيق شرع الله فيهم وولاة أمورنا فيهم الخير والبركة 
فلا ننساهم من الدعاء لهم بظهر الغيب فحقهم علينا كبير ..
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 
---------------
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه :
غازي بن عوض العرماني  .  

جرى تحريره يوم الأربعاء 
١٧ ذو القعدة ١٤٤١ هجري .

السبت، 4 يوليو 2020

[[ إيضاح أحكام فقهية ومصطلحات علمية في مسائل الإيمان وكشف زيف وتفنيد شبه أهل التكفير والتبديع بلا ضوابط شرعية ]]




           بسم الله الرحمن الرحيم 
         [[     مقدمة    ]]

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 
أما بعد 
فقد أتاني سؤال هذا نصه : " 
شيخنا الغالي اريد جواب سؤال اذا تكرمت
ماهو الجواب على احاديث الشفاعة وحديث صاحب البطاقة ؟
اذ ان مقتضاها قد يدل على ان يدخل الجنة من لم يعمل خيرا قط
وهل القول في ذلك يعتبر من الارجاء خاصة وان المرجئة تؤخر العمل؟
مع علمي ان الايمان قول وعمل واعتقاد يزيد وينقص.

وكيف اوفق بين هذا وهذا خاصة وانها مسألة دقيقة قد يتطرق لها العوام فأحب ان يكون لدي جواب عنها
وجزاك الله خيرا "
فجوابا لسؤال السائل نقول :
معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح  الذي ندين الله فيه ان الإيمان نية وقول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية 
وأهل السنة في  مسائل الإيمان 
وسط بين الخوارج من معتزلة وحدادية و بين المرجئة [ هم أقسام منهم من قال الإيمان المعرفة ومنهم من قال الإيمان التصديق والمعرفة ومنهم من قال الايمان قول اللسان بلا نية ولا فعل ومنهم من قال الإيمان نية وقول بلا فعل ]  
والأعمال التي يعملها المسلم منها ماهو أعمال قلبية ومنها ماهو من  أعمال الأركان والجوارح 
"ومن تأمَّل الشريعةَ في مصادرها وموارِدها علِم ارتباطَ أعمال الجوارح بأعمال القلوب، وأنَّها لا تَنفع بدونها، وأنَّ أعمال القلوب أفْرَضُ على العبد من أعمال الجوارح، وهل يميَّز المؤمن عن المنافق إلَّا بما في قلب كلِّ واحدٍ منهما من الأعمال التي ميزَت بينهما، وهل يمكن أحدٌ الدُّخولَ في الإسلام إلَّا بعمل قلبه قبل جوارحه، وعبوديَّةُ القلب أعظَمُ من عبوديَّة الجوارح، وأكثر وأدوم؛ فهي واجِبةٌ في كلِّ وقت"
إذ أن أعمال القلوب وأقوالها محل إتفاق بين المسلمين على كفر من تركها  .
ومعنى  قول القلب: هو التصديق الجازم بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، ويدخل فيه الإيمان بكل ما جاء به الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 
ومعنى اعمال القلوب :  منها حب الله ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتعظيم  الله ورسوله وتعزير الله ورسوله وتوقيره، وخشية الله والإنابة إليه والإخلاص له والتوكل عليه، فهذه الأعمال القلبية كلها من الإيمان،
وأعمال القلوب واقوالها 
محل إتفاق بين المسلمين وموضع إجماع على ركنية الاتيان بها وأما أعمال الجوارح والتي من أهمها الصلاة إذ أنها الركن الثاني من أركان الإسلام ومبانيه العظام  فالإجماع على كفر من تركها جحدا لوجوبها 
وأما من تركها تهاونا وكسلا فقد أختلف كبار علماء الاسلام  في حكمه على  أقوال  نوردها في الفصل الأول .


      [[ الفصل الأول : في ذكر أقوال كبار علماء الاسلام في حكم تارك الصلاة تهاونا وكسلا ]] 

 قال شيخ الاسلام ابن تيميه -رحمه الله تعالى- مجموع الفتاوى(٣٠٣/٧) :
«وقد اتفق المسلمون على أنه من لم يأت بالشهادتين فهو كافر، وأما الاعمال الأربعة فاختلفوا في تكفير تاركها، ونحن إذا قلنا : أهل السنة متفقون على أنه لا يكفر بالذنب، فإنما نريد به المعاصي كالزنا والشرب، وأما هذه المباني ففي تكفير تاركها نزاع مشهور.
وعن أحمد في ذلك نزاع، وإحدى الروايات عنه : أنه يكفر من ترك واحدة منها وهو اختيار أبي بكر وطائفة من أصحاب مالك، كابن حبيب.
وعنه رواية ثانية : لا يكفر إلا بترك الصلاة والزكاة فقط،
ورواية ثالثة : لا يكفر إلا بترك الصلاة، والزكاة إذا قاتل الامام عليها.
ورابعة : لا يكفر إلا بترك الصلاة.
وخامسة : لا يكفر بترك شيء منهن وهذه أقوال معروفه للسلف.»
واعلم أخي ؛ بارك الله فيك :
   إن الخلاف مع الجاهل [ جهل بسيط]  أو  مع أصحاب الضلال والبدع والأحزاب ومن يرى تكفير للمسلمين وإستحلال دمائهم[ جهل مركب]
خلاف بلا حق ولابينة وفيه  تستحل أعراض كبار علماء الاسلام ودمائهم 
ومن هذا القبيل الحديث في مسألة [ حكم تارك الصلاة تهاونا وكسلا ]
قال أحد سلفنا الصالحين وأذكره بالمعنى  : " لو سكت الجاهل لم يختلف الناس " 
فالجمهور من الشافعية والاحناف والمالكية ورواية للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وأختارها شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله والإمام عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله وعلى هذا القول جمع كبير من شيوخ الإسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى وسنورد أقوالهم وإدلتهم 
لكن الغريب في هذه المسألة أن من قال بكفره يضيف إلى إدلة الكتاب والسنة 
الإجماع [ وهذا الإجماع غير صحيح سندا ومتنا  فناقل الإجماع وهو  عبدالله بن شقيق لم يرى إلا إثنين من الصحابة رضي الله عنهم ولم يرى الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنه الذي نقل عنه كما أن دعوى الإجماع منتقضة بإدلة الكتاب والسنة وقول الجمهور كما ذكرناهم 
بل ذكر ابن قدامة رحمه الله في المغني (  ٢ / ١٥٧ ) الإجماع على عدم كفر تارك الصلاة تهاونا وكسلا فيقول رحمه الله :  
" ذَلِكَ إجْمَاعُ الْمُسْلِمِينَ ؛ فَإِنَّا لا نعلَمُ فِي عَصْرٍ مِنْ الْأَعْصَارِ أَحَدًا مِنْ تَارِكِي الصَّلَاةِ تُرِكَ تَغْسِيلُهُ , وَالصَّلَاةُ عَلَيْهِ , وَدَفْنُهُ فِي مَقَابِر الْمُسْلِمِينَ , وَلَا مُنِعَ وَرَثَتُهُ مِيرَاثَهُ , وَلَا مُنِعَ هُوَ مِيرَاثَ مُوَرِّثِهِ , وَلَا فُرِّقَ بَيْنَ زَوْجَيْنِ لِتَرْكِ الصَّلَاةِ مِنْ أَحَدِهِمَا ; مَعَ كَثْرَةِ تَارِكِي الصَّلَاةِ , وَلَوْ كَانَ كَافِرًا لَثَبَتَتْ هَذِهِ الْأَحْكَامُ كُلُّهَا , وَلَا نَعْلَمُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ خِلَافًا فِي أَنَّ تَارِكَ الصَّلَاةِ يَجِبُ عَلَيْهِ قَضَاؤُهَا , وَلَوْ كَانَ مُرْتَدًّا لَمْ يَجِبُ عَلَيْهِ قَضَاءُ صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ ، وَأَمَّا الْأَحَادِيثُ في تَكفِيره فَهِيَ عَلَى سَبِيلِ التَّغْلِيظِ , وَالتَّشْبِيهِ لَهُ بِالْكُفَّارِ , لَا عَلَى الْحَقِيقَةِ , كَقَوْلِهِ عليه السلام : ( سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ , وَقِتَالُهُ كُفْرٌ ) ، وَقَوْلِهِ ( شَارِبُ الْخَمْرِ كَعَابِدِ وَثَنٍ ) وَأَشْبَاهِ هَذَا مِمَّا أُرِيدَ بِهِ التَّشْدِيدُ فِي الْوَعِيدِ ".إنتهى كلامه رحمه الله 
ولا يظن ظان جاهل إن مسألة تارك الصلاة تهاونا وكسلا مسألة هينة بل هي عظيمة إذ 
أن أهل السنة السابقين واللاحقين  المكفرين لتارك الصلاة وغير المكفرين  يعظمون قدر الصلاة ومكانتها ويحكمون على تاركها بالفسق، والقتل، وشدة الإثم، ولا يقبلون له شهادة ولا رواية 
    قال شيخ الإسلام أبو عثمان إسماعيل بن عبدالرحمن الصابوني في شرح عقيدة السلف اصحاب الحديث :
حكم تارك الصلاة عمداً :
“واختلف أهل الحديث في ترك المسلم صلاة الفرض متعمدا، فكفره بذلك أحمد ابن حنبل وجماعة من علماء السلف، وأخرجوه به من الاسلام، للخبر الصحيح المروي عن النبيﷺأنه قال:
“بين العبد والشرك ترك الصلاة، فمن ترك الصلاة فقد كفر”
(صحيح مسلم والمسند والسنن من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه).
وذهب الشافعي وأصحابه وجماعة من علماء السلف -رحمة الله عليهم أجمعين- إلى أنه لا يكفر به مادام معتقدا لوجوبها، وإنما يستوجب القتل كما يستوجبه المرتد عن الاسلام، وتأولوا الخبر : من ترك الصلاة جاحدًا كما أخبره سبحانه عن يوسف عليه السلام أنه قال :
“إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون” [يوسف:٣٧]
ولم يك تلبس بكفر فارقه، ولكن تركه جاحدا له.”
قال الامام أحمد بن حنبل رحمه تعالى :
“ويخرج الرجل من الايمان الى الاسلام فإن تاب رجع الايمان ولايخرجه من الاسلام الا الشرك بالله العظيم أو برد فريضة من فرائض الله جاحدا لها فإن تركها تهاونا وكسلا كان في مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه.” [طبقات الحنابلة بتحقيق حامد الفقي( ٣٤٣/١)]
قال ابن عبد البر رحمه الله [ الاستذكار( ٢ / ١٤٩ )]:
" أجمع المسلمون على أن جاحد فرض الصلاة كافر يقتل إن لم يتب من كفره ذلك ،
واختلفوا في المقر بها وبفرضها التارك عمدا لعملها ، وهو على القيام بها قادر " انتهى كلامه رحمه الله .قال ابن قدامة رحمه الله في[ المغني ( ٢ / ١٥٦)] :
" تَارِكَ الصَّلَاةِ لَا يَخْلُو ; إمَّا أَنْ يَكُونَ جَاحِدًا لِوُجُوبِهَا , أَوْ غَيْرَ جَاحِدٍ , فَإِنْ كَانَ جَاحِدًا لِوُجُوبِهَا نُظِرَ فِيهِ , فَإِنْ كَانَ جَاهِلًا بِهِ , وَهُوَ مِمَّنْ يَجْهَلُ ذَلِكَ , كَالْحَدِيثِ الْإِسْلَامِ , وَالنَّاشِئِ بِبَادِيَةٍ , عُرِّفَ وُجُوبَهَا , وَعُلِّمَ ذَلِكَ , وَلَمْ يُحْكَمْ بِكُفْرِهِ ; لِأَنَّهُ مَعْذُورٌ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِمَّنْ يَجْهَلُ ذَلِكَ , كَالنَّاشِئِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فِي الْأَمْصَارِ وَالْقُرَى , لَمْ يُعْذَرْ , وَلَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ ادِّعَاءُ الْجَهْلِ , وَحُكِمَ بِكُفْرِهِ ; لِأَنَّ أَدِلَّةَ الْوُجُوبِ ظَاهِرَةٌ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ , وَالْمُسْلِمُونَ يَفْعَلُونَهَا عَلَى الدَّوَامِ , فَلَا يَخْفَى وُجُوبُهَا عَلَى مَنْ هَذَا حَالُهُ , فَلَا يَجْحَدُهَا إلَّا تَكْذِيبًا لِلَّهِ تَعَالَى وَلِرَسُولِهِ وَإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ , وَهَذَا يَصِيرُ مُرْتَدًّا عَنْ الْإِسْلَامِ , وَحُكْمُهُ حُكْمُ سَائِرِ الْمُرْتَدِّينَ , فِي الِاسْتِتَابَةِ وَالْقَتْلِ , وَلَا أَعْلَمُ فِي هَذَا خِلَافًا " انتهى كلامه رحمه الله. 
و في[الموسوعة الفقهية( ٢٧ / ٥٣ - ٥٤)] ما نصه :
" ذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ إِلَى أَنَّ تَاركَ الصَّلاَةِ تَهَاوُنًا وَكَسَلاً ، لاَ جُحُودًا ، يُقْتَل حَدًّا أَيْ أَنَّ حُكْمَهُ بَعْدَ الْمَوْتِ حُكْمُ الْمُسْلِمِ فَيُغَسَّل ، وَيُصَلَّى عَلَيْهِ ، وَيُدْفَنُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ .
وَذَهَبَ الْحَنَابِلَةُ : إِلَى أَنَّ تَارِكَ الصَّلاَةِ تَكَاسُلاً يُدْعَى إِلَى فِعْلِهَا وَيُقَال لَهُ : إِنْ صَلَّيْتَ وَإِلاَّ قَتَلْنَاكَ ، فَإِنْ صَلَّى ، وَإِلاَّ وَجَبَ قَتْلُهُ . وَلاَ يُقْتَل حَتَّى يُحْبَسَ ثَلاَثًا وَيُدْعَى فِي وَقْتِ كُل صَلاَةٍ ، فَإِنْ صَلَّى وَإِلاَّ قُتِل حَدًّا ، وَقِيل كُفْرًا ، أَيْ لاَ يُغَسَّل وَلاَ يُصَلَّى عَلَيْهِ وَلاَ يُدْفَنُ فِي مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ . لَكِنْ لاَ يُرَقُّ وَلاَ يُسْبَى لَهُ أَهْلٌ وَلاَ وَلَدٌ كَسَائِرِ الْمُرْتَدِّينَ " انتهى .
قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله :
" الذي يظهر لي أنه لا يكفر إلا بالترك المطلق بحيث لا يصلي أبداً ، وأما من يصلي أحيانا فإنه لا يكفر "[مجموع فتاوى ابن عثيمين رحمه الله( ١٢ / ٥٥ )]  .

سئل شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى كما في الدرر السنية (١٠٢/١) :
” عما يقاتل عليه ؟
وعما يكفر الرجل به ؟
فأجاب : أركان الاسلام الخمسة، أولها الشهادتان، ثم الأركان الأربعة ؛ فالأربعة: إذا أقر بها، وتركها تهاوناً، فنحن و إن قاتلناه على فعلها ، فلا نكفره بتركها ؛
والعلماء : اختلفوا في كفر التارك لها كسلاً من غير جحود ؛ ولا نكفر إلا ما أجمع عليه العلماء كلهم وهو الشهادتان.”
وقال الشيخ عبدالرحمن بن حسن في الدرر السنية (٣١٧/١) :
“سألني الشريف عما نقاتل عليه، و ما نكفر به ؟
فقال في الجواب إنا لا نقاتل إلا على ما أجمع عليه العلماء كلهم، وهو الشهادتان بعد التعريف، إذا عرف ثم أنكر ..”
وقال الشيخ عبداللطيف في الدرر السنية(٤٦٧/١) :
“وأخبرتهم ببراءة الشيخ، من هذا المعتقد والمذهب وأنه لا يكفر إلا بما أجمع المسلمون على تكفير فاعله، من الشرك الاكبر والكفر بآيات الله ورسله أو بشيء منها بعد قيام الحجة وبلوغها المعتبر كتكفير من عبد الصالحين ودعاهم مع الله، وجعلهم أنداداً له فيما يستحقه على خلقه، من العبادات والالهية وهذا : مجمع عليه أهل العلم والايمان.”
وقال الشيخ العلامة عبداللطيف بن عبد الرحمن -رحمه الله-
في الدرر السنية” :
“الأصل الثالث: أن الإيمان مركب، من قول وعمل، والقول قسمان: قول القلب، وهو: اعتقاده; وقول اللسان، وهو: التكلم بكلمة الإسلام;
والعمل قسمان: عمل القلب، وهو: قصده، واختياره، ومحبته، ورضاه، وتصديقه;
وعمل الجوارح، كالصلاة، والزكاة، والحج، والجهاد، ونحو ذلك من الأعمال الظاهرة;
فإذا زال تصديق القلب، ورضاه، ومحبته لله، وصدقه، زال الإيمان بالكلية;
وإذا زال شيء من الأعمال، كالصلاة، والحج، والجهاد، مع بقاء تصديق القلب، وقبوله،
فهذا محل خلاف،
هل يزول الإيمان بالكلية، إذا ترك أحد الأركان الإسلامية، كالصلاة، والحج، والزكاة، والصيام، أو لا يزول؟
وهل يكفر تاركه أو لا يكفر؟
وهل يفرق بين الصلاة، وغيرها، أو لا يفرق؟
فأهل السنة مجمعون على أنه لابد من عمل القلب، الذي هو: محبته، ورضاه، وانقياده;
والمرجئة، تقول: يكفي التصديق فقط، ويكون به مؤمناً;
والخلاف، في أعمال الجوارح، هل يكفر، أو لا يكفر؟ واقع بين أهل السنة
والمعروف عند السلف: تكفير من ترك أحد المباني الإسلامية، كالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج;
والقول الثاني: أنه لا يكفر إلا من جحدها.” إنتهى كلامه رحمه الله.



[[ الفصل الثاني : الألفاظ والمصطلحات الحادثة 
 وكيفية التعامل معها ]]

الألفاظ الحادثة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يستفصل عنها فإن أراد صاحبها حقا قبلت وإن أراد باطلا 
ردت وإلا فالمتعين هو الحديث بالألفاظ الشرعية 
ومن هذه المصطلحات مصطلحات علمية أصولية تدل بلفظها على معاني :

      ( أولا : شرط صحة )

 تعني إن هذا العمل يتوقف على أدائه شرط الصحة أي الشرط الذي تتخلف الصحة بتخلفه أي إذا انعدم هذا الشرط فإن العبادة لا تصح ، ولذلك فإنهم أضافوه إلى أثره فقالوا : شرط صحة وذلك كالإسلام باعتبار العبادات كلها فإنه شرط صحته فإذا تخلف الإسلام عن العبادات فإنها باطلة ، وكالطهارة للصلاة فإنها شرط صحة فإذا تخلفت الطهارة بطلت الصلاة وكاستقبال القبلة وستر العورة والنية في الصلاة هي من شروط الصحة بمعنى أنها إذا تخلفت عن الصلاة فإن الصلاة أصلا لا تصح
وكالعقل لصحة العبادات من غير استثناء فإنه من شروط الصحة وكالإخلاص والمتابعة لصحة العبادات كلها فإنها من شروط الصحة في سائر العبادات فلا تصح العبادات إلا إذا توفر فيها شرط الإخلاص والمتابعة ، وبالجملة فشروط الصحة هي التي تتوقف عليها صحة العبادة بحيث إذا انعدمت انعدمت الصحة 
ومن ذلك قول من قال : " الصلاة شرط صحة ومن تركها تهاونا وكسلا فهو كافر كفر أكبر مخرج من الملة "
وهذا أحد أقوال أهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح في هذه المسألة.  

           ( ثانيا : شرط كمال )
فالمقصود فيه أن الأعمال التي لا يوجب تركها بالدليل الشرعي الكفر فهذه شرط كمال .
وسيأتي مزيد إيضاح إن شاء الله. 
          [ يتبع ما سبق ]
 وهذه الألفاظ[ شرط صحة وشرط كمال ] معروف معناها عند كبار علماء الاسلام أنظر كلام الإمام ابن باز رحمه الله في مجلة الفرقان [العدد (٩٤)] عندما سُئل: أَعْمَالُ الجَوَارِحِ ؛ هَلْ هِيَ شَرْطُ كَمَالٍ، أَمْ شَرْطُ صِحَّةِ في الإِيْمَانِ؟!
فقال: “أَعْمَالُ الجَوَارِحِ -كَالصَّوْمِ، وَالصَّدَقَةِ، وَالزَّكَاةِ- هِيَ مِنْ كَمَالِ الإِيْمَانِ، وَتَرْكُهَا ضَعْفٌ فِي الإِيْمَانِ. أَمَّا الصَّلاَةُ ؛ فَالصَّوَابُ: أَنَّ تَرْكَهَا كُفْرٌ؛ فَالإِنْسَانُ عِنْدَمَا يَأْتِي بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ: فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ كَمَالِ الإِيْمَانِ.” انتهى كلامه.
وقال الإمام ابن عثيمين رحمه الله في شرحه للأربعين [حديث (٣٤ )]:
“إذا دلّ الدليل على أن هذا العمل يخرج به الإنسان من الإسلام صار شرطاً لصحة الإيمان، وإذا دلّ دليل على أنه لا يخرج صار شرطاً لكمال الإيمان وانتهى الموضوع.”
وقال حافظ الحكمي رحمه الله [معارج القبول ( ٢ / ٣١)]بعد أن أورد أقوال المعتزلة قائلاً :
“والفرق بين هذا وبين قول السلف الصالح أن السلف لم يجعلوا كل الأعمال شرطاً في الصحة بل جعلوا كثيراً منها شرطاً في الكمال، كما قال عمر بن عبد العزيز فيها من استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان والمعتزلة جعلوها كلها شرطاً في الصحة والله أعلم.”

       ( ثالثا : جنس العمل )


لفظ حادث فيستفصل عن معناه فإن كان حقا قبل وإن كان باطلا رد 
ولهذا اللفظ الحادث معاني منها 
                《 ١ 》
معنى باطل :
فمن أطلق هذا اللفظ و أراد معنى " ان من اعمال الجوارح والاركان تركها كلها حتى المندوبات والسنن ان تركت مفردة فهو كافر فهذه طريقة الخوارج المعتزلة ومنهم الإخوانية في تكفير عصاة المسلمين 
ومالوا إلى تبديع أو تكفير كبار علماء الاسلام الذين قالوا : إن ترك الصلاة تهاونا وكسلا بإجتهاد مبني على إدلة الكتاب والسنة النبوية ورموهم بالإرجاء والتكفير فهذا قول الحدادية وهو عين قول المعتزلة الخوارج ومن تقلد مذهبهم كالحدادية
وهؤلاء جعلوا أعمال الجوارح هي المعتمده بغض النظر عن أعمال القلوب  
فخطأ الحدادية تمثل في أنهم جعلوا الأعمال هي الجوارح فقط
وأما أعمال القلوب فقد أخرجوها من مسمى الأعمال ومسائل الإيمان 
ونتج عن ذلك أنهم 
جعلوا مسألة ترك الصلاة تهاونا وكسلا قولا واحدا 
وأصروا على صحة الأثر في نقل الإجماع في كفر تارك الصلاة تهاونا وكسلا 
مع ضعف سنده ومتنه 
ومعلوم ثبوت أفعال أخرى بنصوص الشارع
 ومعلوم أن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم يرون مثال الطعن في الأنساب والنياحة على الميت الوارد في السنة الصحيحة نوع من الكفر، وكذلك البراءة من الأنساب نوع من الكفر لكنه كفر أصغر فيدل على أن هذا إن متن الإجماع المؤيد لقول من قال بكفر ترك الصلاة تهاون وكسلا فيه نظر .
ويتبع ذلك أنهم لم ينظروا إلى خلاف غالب أهل السنة فيها فالجمهور من علماء المسلمين يرون عدم كفر تارك الصلاة تهاونا وكسلا كما مر معنا سابقا 
ثم رتبوا
على هذه المسألة:
تكفير وتبديع ورمي بالإرجاء لمن خالف معتقدهم    
              《 ٢ 》
المعنى الآخر الصحيح : 
وهو إن أراد القائل بهذا القول معنى ( ان الأعمال أعمال القلوب وأعمال الجوارح و اصحاب هذا القول 
على مذهبين
 منهم من قال بكفره بالدليل كترك الصلاة تهاونا وكسلا ومنهم من قال بعدم كفر تاركها تهاونا
 وكسلا لإدلة الكتاب والسنة تؤيد قوله
  ولم يبدع أو يرمي بعضهما بالإرجاء أو التكفير وإتفاقهم على أن أعمال القلوب تركها كفر صريح وأن من جحد وجوب عبادة كالصلاة مثلا مع علمه بالدليل 
 فكفره محل إجماع
يقول الإمام ابن باز رحمه الله:
حينما سئل عمن لا يُكفر تارك العمل هل هو مرجئ؟
 فقال رحمه الله : "لا، هو من أهل السنة".[ تم نشر نص كلام الإمام ابن باز رحمه الله في مجلة الفرقان العدد( ٩٤) السنة العاشرة شهر شوال عام ١٤١٨ هجري ]
وأنظر كلامه رحمه الله حينما 
سئل هذا السؤال ونصه :

" السؤال: نعود في بداية لقائنا إلى رسالة الأخ المعلم السوداني من اليمن (ق. ع. س.) عرضنا معظم أسئلته في حلقة مضت وفي هذه الحلقة له سؤال يقول: سمعت في البرنامج أن تارك الصلاة تهاوناً كافراً كفراً مخرجاً من الملة، ولكن الشافعية يقولون في كتاب النفحات الصمدية: إنه -أي: تارك الصلاة- يستتاب ويقتل ويصلى عليه ويغسل ويدفن في مقابر المسلمين، فما رأي سماحتكم وجزاكم الله خير الجزاء؟ 


الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فقد علم أن ترك الصلاة تهاوناً من أكبر الكبائر ومن أعظم الجرائم؛ لأن الصلاة عمود الإسلام والركن الأعظم بعد الشهادتين فلهذا صار تركها من أقبح القبائح ومن أكبر الكبائر.
واختلف العلماء رحمة الله عليهم في حكم تاركها هل يكون كافراً كفراً أكبر، أو يكون حكمه حكم أهل الكبائر؟ على قولين لأهل العلم فمنهم من قال: إنه يكون كافراً كفراً أصغر كما ذكره السائل عن الشافعية وهكذا عن المالكية و الحنفية وبعض الحنابلة، وقالوا: إن ما ورد في تكفيره يحمل على أنه كفر دون كفر وتعلقوا بالأحاديث الدالة على أن من مات على التوحيد وترك الشرك فله الجنة، وهذا موحد مات على توحيد الله فلا يكون كافراً كفراً أكبر.
أما إذا جحد وجوبها قال: إنها غير واجبة، فهذا قد أجمع العلماء على كفره إذا اعتقد أنها غير واجبة وقال: أنها لا تجب من شاء صلى ومن شاء ترك، فهذا قد أجمع علماء المسلمين على أنه كافر كفراً أكبر عند الشافعية والحنبلية والمالكية والحنفية وغيرهم من أهل العلم وإنما الخلاف فيما إذا تركها تهاوناً فقط وهو يؤمن بوجوبها.
وقال بعض أهل العلم: إنه يكون كافراً كفراً أكبر وهو المنقول عن الصحابة عن أصحاب النبي ﷺ فإنه ثبت من حديث عبد الله بن شقيق العقيلي التابعي الجليل قال: لم يكن أصحاب رسول الله ﷺ يرون شيئاً تركه كفر غير الصلاة ومعلوم أنهم يرون أن الطعن في الأنساب والنياحة على الميت نوع من الكفر، والبراءة من الأنساب نوع من الكفر لكنه كفر أصغر، فعلم أن مراده بذلك أن ترك الصلاة كفر أكبر ليس من جنس ما ورد في النصوص تسميته كفراً وهو كفر أصغر.
واحتجوا أيضاً بما ثبت في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة، واحتجوا أيضاً بما رواه الإمام أحمد و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة بإسناد صحيح عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر، وبقوله ﷺ لما سئل عن الأئمة الذين يتركون بعض ما أوجب الله ويتعاطون بعض ما حرم الله سأله السائل عن قتالهم قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، وفي اللفظ الآخر: إلا أن تروا كفراً بواح.
فدل ذلك على أن ترك الصلاة كفر بواح فيه أدلة أخرى، وهذا هو القول الصواب وإن كان القائلون به أقل من القائلين بأنه كفر أصغر لكن العبرة بالأدلة لا بكثرة الناس، يقول الله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }[النساء:٥٩ ]، ويقول سبحانه: { وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ } [الشورى: ١٠ ].
فالأدلة الشرعية قائمة على أن تركها كفر أكبر ولو كان ذلك تهاوناً من غير جحد للوجوب، وأما ما يتعلق بالموت على التوحيد فيقال: إن من ترك الصلاة ما يكون مات على التوحيد بل يكون مات على الكفر، قوله ﷺ: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها والصلاة من حقها.
ويدل على هذا قوله في الحديث الآخر في الصحيحين يقول ﷺ: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله، ويقول جل وعلا عن أهل النار: {  مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ۝ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ۝ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ۝وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ۝ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ } [المدثر:٤٢ -٤٦].
فذكر من موجبات دخولهم النار تركهم الصلاة ذكر أن من موجبات دخولهم النار تركهم الصلاة، نسأل الله العافية، فالواجب على أهل الإسلام من الرجال والنساء الحذر من ترك الصلاة تهاوناً أو جحداً لوجوبها، ومن جحد وجوبها كفر إجماعاً ومن تركها تهاوناً وتساهلاً بها كفر في أصح قولي العلماء، فالواجب الحذر، نسأل الله للمسلمين العافية والسلامة. نعم ".[ انتهى كلامه رحمه الله من موقعه الرسمي ]

[[ الفصل الثالث : كشف شبه أهل التكفير عن أحاديث الشفاعة وحديث البطاقة ]] 

وجوابا عن سؤالك عن أحاديث الشفاعة وحديث البطاقة 
فإتفاق الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين وأئمة المسلمين وسائر أهل السنة على التسليم بأحاديث الشفاعة، "وعلى أنه لا يبقى في النار أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان".
وأقول: بل في الحديث الصحيح عن أنس رضي الله عنه-: انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَأَخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ.
 ولم ينقل شيخ الإسلام ولا غيره عن أحد من الصحابة ولا من التابعين ولا من بعدهم أنه قال: إن أحاديث الشفاعة من المتشابه.[ الرد على من يقول: إن أحاديث الشفاعة وحديث البطاقة من المتشابه مخالفين لإجماع الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين" للامام ربيع حفظه بتصرف يسير "]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ الْبِطَاقَةِ الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِي وَغَيْرُهُمَا { يُجَاءُ بِرَجُلِ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتُنْشَرُ لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مَدَّ الْبَصَرِ فَيُقَالُ لَهُ : هَلْ تُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا ؟ . فَيَقُولُ : لَا يَا رَبِّ فَيُقَالُ لَهُ : أَلَكَ عُذْرٌ أَلَكَ حَسَنَةٌ ؟ فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ : بَلَى إنَّ لَك عِنْدَنَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْك الْيَوْمَ قَالَ فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ فَتُوضَعُ الْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ وَالسِّجِلَّاتُ فِي كِفَّةٍ فَطَاشَتْ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ } . فَقَدْ أَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَا يُظْلَمُ بَلْ يُثَابُ عَلَى مَا أَتَى بِهِ مِنْ التَّوْحِيدِ كَمَا قَالَ تَعَالَى { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ } { وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } ". [مجموع الفتاوى ( ٨ / ٩١ )] .

وقال رحمه الله:
(وَحَدِيثُ أَبِي كَبْشَةَ([ ٥ ]) فِي النِّيَّاتِ مِثْلُ حَدِيثِ الْبِطَاقَةِ فِي الْكَلِمَاتِ . وَهُوَ الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { أَنَّ رَجُلًا مِنْ أُمَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْشُرُ اللَّهُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدَى الْبَصَرِ وَيُقَالُ لَهُ هَلْ تُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ هَلْ ظَلَمْتُك ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ . فَيُقَالُ لَهُ : لَا ظُلْمَ عَلَيْك الْيَوْمَ فَيُؤْتَى بِبِطَاقَةِ فِيهَا التَّوْحِيدُ ؛ فَتُوضَعُ فِي كِفَّةٍ وَالسِّجِلَّاتُ فِي كِفَّةٍ فَطَاشَتْ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ } فَهَذَا لِمَا اقْتَرَنَ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ مِنْ الصِّدْقِ وَالْإِخْلَاصِ وَالصَّفَاءِ وَحُسْنِ النِّيَّةِ ؛ إذْ الْكَلِمَاتُ وَالْعِبَادَاتُ وَإِنْ اشْتَرَكَتْ فِي الصُّورَةِ الظَّاهِرَةِ فَإِنَّهَا تَتَفَاوَتُ بِحَسَبِ أَحْوَالِ الْقُلُوبِ تَفَاوُتًا عَظِيمًا). [مجموع الفتاوى( ١٠ / ٧٣٤ - ٧٣٥)] .
وقال رحمه الله:
" وَإِذَا عُرِفَ أَنَّ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ تَتَفَاضَلُ بِالْأَجْنَاسِ تَارَةً وَتَتَفَاضَلُ بِأَحْوَالِ أُخْرَى تَعْرِضُ لَهَا : تَبَيَّنَ أَنَّ هَذَا قَدْ يَكُونُ أَعْظَمَ مِنْ هَذَا وَهَذَا أَعْظَمُ مِنْ هَذَا . وَالْعَبْدُ قَدْ يَأْتِي بِالْحَسَنَةِ بِنِيَّةِ وَصِدْقٍ وَإِخْلَاصٍ تَكُونُ أَعْظَمَ مِنْ أَضْعَافِهَا . كَمَا فِي حَدِيثِ صَاحِبِ الْبِطَاقَةِ الَّذِي رَجَحَتْ بِطَاقَتُهُ الَّتِي فِيهَا : "لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ"بِالسِّجِلَّاتِ الَّتِي فِيهَا ذُنُوبُهُ . وَكَمَا فِي حَدِيثِ الْبَغِيِّ الَّتِي سَقَتْ كَلْبًا بِمُوقِهَا فَغَفَرَ اللَّهُ لَهَا . وَكَذَلِكَ فِي السَّيِّئَاتِ . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ " .[مجموع الفتاوى( ١١ / ٦٦٠)] .
و قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه [حادي الأرواح( ٢٧٢- ٢٧٣)] :
"الوجه العشرون أنه قد ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري في حديث الشفاعة "فيقول الله عز وجل شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار، فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما، فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل فيقول أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه و لا خير قدموه"، فهؤلاء أحرقتهم النار جميعهم فلم يبق في بدن أحدهم موضع لم تمسه النار بحيث صاروا حمما وهو الفحم المحترق بالنار، وظاهر السياق أنه لم يكن في قلوبهم مثقال ذرة من خير، فإن لفظ الحديث هكذا"فيقول ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا، ثم يقولون ربنا لم نذر فيها خيرا فيقول الله عز و جل: شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض الله قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط"، فهذا السياق يدل على أن هؤلاء لم يكن في قلوبهم مثقال ذرة من خير ومع هذا فأخرجتهم الرحمة.
ومن هذا رحمته سبحانه  للذي أوصى أهله أن يحرقوه بالنار ويذروه في البر والبحر زعما منه بأنه يفوت الله سبحانه فهذا قد شك في المعاد والقدرة ولم يعمل خيرا قط، ومع هذا فقال له: ما حملك على ما صنعت؟ قال خشيتك وأنت أعلم فما تلافاه أن رحمه الله، فلله سبحانه وتعالى في خلقه حكم لا تبلغه([ ٦ ]) عقول البشر، وقد ثبت في حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله قال: (يقول الله عز وجل أخرجوا من النار من ذكرني يوما أو خافني في مقام)"( ٧ ).اهـ

     
   [[ الخاتمة : نسأل الله حسنها ]]
في ما مضى من نقولات علمية مبنية إدلة الكتاب والسنة النبوية والإجماع بنقل العدول الثقات الحفظة الأثبات أهل الحديث والأثر و الفقه والنظر من كبار علماء الاسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى ومصابيح الدجى فقد أحلتك عليهم وقد ثبت في السنة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه  في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( مطل الغني ظلم ومن أحيل على مليء فليحتل) وفي لفظ لهما ( وإذا اتبع أحدكم على مليء فليتبع )
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة وكفانا الله واياكم شر أهل الشبه والبدع والاحزاب والجماعات الضالة بمنه وفضله ورحمته وكرمه 
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .
-------------------
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني 
حرر في يوم السبت الموافق ١٣ ذو القعدة ١٤٤١ هجري  
...................
([ ٥ ]) يشير إلى الحديث الذي أخرجه ابن ماجه ( ٥ / ٤٢٢٨)، والترمذي( ٤ / ٢٣٢٥) وأحمد( ٤ / ٢٣٠) ، عن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَثَلُ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَعْمَلُ بِهِ فِي مَالِهِ فَيُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ مال هذا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَهُمَا فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا فَهُوَ يَخْبِطُ فِيهِ يُنْفِقُهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ وَرَجُلٌ لَمْ يُؤْتِهِ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مَالٌ مِثْلُ هَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَهُمَا فِي الْوِزْرِ سَوَاء).

[ ٦ ] - والصواب: "لا تبلغها".

[ ٧ ] - رواه الترمذي في "سننه" حديث ( ٢٥٩٤) ثم قال: "هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ". ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي. ورواه ابن خزيمة في "التوحيد" من طرق، صرّح مبارك بن فضالة بالسماع في إحداهن، انظر حديث( ٤٥١ و ٤٥٢و ٤٥٣) . ورواه ابن أبي عاصم في كتاب "السنة" حديث ( ٨٣٣ ).وحسنه الألباني لأن مداره على مبارك بن فضالة. وابن فضالة قال فيه الحافظ ابن حجر: "صدوق يدلس ويسوي". وقال الذهبي في "الكاشف": قال عفان ثقة من النساك وكان وكان. وقال أبو زرعة إذا قال: حدثنا، فهو ثقة، وقال النسائي: ضعيف"
[ وصية مهمة ] استفدنا
في رسالتنا هذه من كلام الإمام ربيع المدخلي حفظه الله خيرا كثيرا وإتماما للفائدة 
فهذا رابط رسالته أوصيكم بالإطلاع عليها :  
http://www.rabee.net/ar/articles.php?cat=8&id=297