الجمعة، 21 فبراير 2020

《 تعريف المنهج وبيان منزلته وأهميته 》

بسم الله الرحمن الرحيم



* [ مقتطفات من  كتابنا  " المنهج في بيان أهمية حسن المعتقد و سلامة المنهج " ]
 كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه :  غازي بن عوض العرماني .

قلت فيه  :
المنهج لغة :
" هو الطريق الواضح "
وينظر في في تعريفه لغة معاجم اللغة العربية  عند تطرقهم لمادة  ( نهج )


إصطلاحا :
يتبين فيما سنورده الآن  من أقوال أهل العلم فيه  ؛  فالمنهج المراد تعريفه في هذا العصر قريب  من معنى ولفظ   ما  ورد في قوله تعالى{  لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ }
ف "  المنهاج ، فإنّ أصله: الطريقُ البيِّن الواضح، يقال منه: " هو طريق نَهْجٌ، وَمنهْجٌ"، بيِّنٌ، كما قال الراجز:
مَــنْ يـكُ فِـي شَـكٍّ فَهـذَا فَلْـجُ
مَـــاءٌ رَوَاءٌ وَطَـــرِيقٌ نَهْــجُ .
ثم يستعمل في كل شيء كان بينًا واضحًا سهلا. فمعنى الكلام: لكل قوم منكم جعلنا طريقًا إلى الحق يؤمُّه، وسبيلا واضحًا يعمل به."[إنتهى كلام الطبري رحمه الله  عند تفسيره لهذه الآية ]
قال الإمام إبن كثير رحمه الله:
" أما  المنهاج  : فهو الطريق الواضح السهل ، والسنن : الطرائق ، فتفسير قوله : ( شرعة ومنهاجا ) بالسبيل والسنة أظهر في المناسبة من العكس ، والله أعلم .
ثم هذا إخبار عن الأمم المختلفة الأديان ، باعتبار ما بعث الله به رسله الكرام من الشرائع المختلفة في الأحكام ، المتفقة في التوحيد ، كما ثبت في صحيح البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " نحن معاشر الأنبياء إخوة لعلات ، ديننا واحد " يعني بذلك التوحيد الذي بعث الله به كل رسول أرسله ، وضمنه كل كتاب أنزله ، كما قال تعالى : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )  وقال تعالى : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) الآية ، وأما الشرائع فمختلفة في الأوامر والنواهي ، فقد يكون الشيء في هذه الشريعة حراما ثم يحل في الشريعة الأخرى ، وبالعكس ، وخفيفا فيزاد في الشدة في هذه دون هذه . وذلك لما له تعالى في ذلك من الحكمة البالغة ، والحجة الدامغة .
قال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة : قوله : ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ) يقول : سبيلا وسنة ، والسنن مختلفة : هي في التوراة شريعة ، وفي الإنجيل شريعة ، وفي الفرقان شريعة ، يحل الله فيها ما يشاء ، ويحرم ما يشاء ، ليعلم من يطيعه ممن يعصيه ، والدين الذي لا يقبل الله غيره : التوحيد والإخلاص لله ، الذي جاءت به الرسل " [ إنتهى كلامه رحمه الله عند تفسيره لهذه الآية ]

قال العلامة عبدالرحمن السعدي : " لكل منكم أيها الأمم جعلنا: شرعة ومنهاجا ؛ أي: سبيلا وسنة، وهذه الشرائع التي تختلف باختلاف الأمم، هي التي تتغير بحسب تغير الأزمنة والأحوال، وكلها ترجع إلى العدل في وقت شرعتها، وأما الأصول الكبار التي هي مصلحة وحكمة في كل زمان، فإنها لا تختلف، فتشرع في جميع الشرائع. ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة تبعا لشريعة واحدة، لا يختلف متأخرها و لا متقدمها. " [ إنتهى كلامه رحمه الله عند تفسيره لهذه الآية ]


قال الإمام ربيع المدخلي حفظه الله :
" قضية التفريق بين العقيدة والمنهج جاءت في هذا العصر, الناس لم يكونوا يفرقون بين العقيدة والمنهج ولكن جاءت الفتن فاضطر بعض أهل السنة إلى التفريق بين العقيدة والمنهج، لكن الشيخ ابن باز لا يفرق بين العقيدة والمنهج فيقول كلها واحد.
وأنا اضطررت إلى أن أقول: العقيدة أوسع من المنهج لأن العقيدة تدخل في المنهج منهج أهل السنة في الاعتقاد في الأسماء والصفات كما جاء في الكتاب والسنة منهج أهل السنة كذا ومنهج أهل السنة في الاستدلال كذا, منهج أهل السنة في الأخبار كذا، هذا هو منهجهم كيف يستدلون، هذا من المنهج, كيف يتلقون الأخبار هذا من المنهج." [ إنتهى كلامه حفظه الله من موقعه الرسمي ]

قال العلامة عبيد الجابري حفظه الله:
" العقيدة هي ما يجب على المرء اعتقاده في الله عز وجل ، وفي ما جاء من عنده ، وما جاءت به رسله .
وعمود ذلك وملخصه : أركان الإيمان الستة التي هي : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره ، ثم ما يتبع ذلك مما يجب على المسلم اعتقاده ، وأنه حق وصدق ، من أخبار الغيب كحدوث الفتن التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، أو كأخبار من مضى من النبيين والمرسلين سواء ما كان منها في الكتاب أو السنة ، وأحوال البرزخ من نعيم القبر وعذابه ، وما يجري في القيامة الكبرى من نصب الحوض والميزان والصراط وغير ذلك .

وأما المنهج فهو : تقرير أصول الدين وفروعه . المنهج هو الطريق الذي يقرر به المرء أصول الدين وفروعه ، فإن كان هذا الطريق موافقاً للكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح فهو منهج حق ، وإن كان مخالفاً لذلك فهو منهج فاسد ، والإسلام مؤلف من هذين : صحة المعتقد وسلامة المنهج وسداده ، فلا ينفك أحدهما عن الآخر ، فمن فسد منهجه فثقوا أن هذا نابع من فساد عقيدته ، فإذا استقامت العقيدة على الوجه الصحيح ، استقام لكذلك المنهج .

فالخوارج فسد منهجهم لفساد عقيدتهم ، لأنهم اعتقدوا استحلال دماء أهل الكبائر ، فسوغوا قتلهم وقتالهم ، والخروج على الحكام العصاة الفساق ، واستحلوا الأموال والدماء ، ولهذا قال من قال من أهل العلم بأنهم كفار " [ إنتهى كلامه حفظه الله من  شريط الإيضاح والبيان في كشف بعض طرائق فرقة الإخوان، الوجه الأول تسجيلات ابن رجب السلفية ]

فالعقيدة الصحيحة بينها وبين المنهج السليم رباط وثيق لاينفكان  عن بعضهما و بينهما تلازم فالعقيدة الصحيحة ثمرة المنهج الصحيح  والعقيدة الفاسدة ثمرة المنهج الفاسد
وسبب ورود التفريق بينهما في هذا العصر بسبب دعوى الإخوانية السرورية الذين يزعمون مقولة وجود تصور  [ سلفي المعتقد عصري المنهج او المواجهة] أو  [  عقيدة سلفية في قالب منهج إخواني ] ؛ وخابوا وخسروا فزعمهم هو خير مثال ينطبق عليهم فالمنهج الإخواني الخارجي يوّلد ويثمر عقيدة خارجية مفسدة مدمرة
 للمنهج
والعقيدة
والتصور
والحياة
والفكر
ومفرقة للمجتمع الواحد
قال الإمام ربيع المدخلي حفظه الله: " المنهج قد كَثُر الكلام فيه، والحديث عنه في هذا العصر بعكس ما كان عند السلف قد يذكرون كلمة منهج ومنهاج لكن ما كان عندهم هذا اللهج بالمنهج بالمنهج، لكن لَمّا انتشر اضطرّ السلفيون أن يقولوا: المنهج المنهج.
أنا سمعت الشيخ ابن باز لا يفرِّق بين العقيدة والمنهج ويقول: كلّها شيء واحد، والشيخ الألباني يفرِّق، وأنا أفرِّق، أرى أنّ المنهج أشمل من العقيدة، فالمنهج يشمل العقيدة ويشمل العبادات ويشمل كيف تتفقَّه ويشمل كيف تنتقد، ويشمل كيف تواجه أهل البدع فالمنهج شامل، منهج أهل السنّة في العقيدة، منهجهم في العبادة، منهجهم في التلقّي، منهجهم في كذا منهجهم في كذا.
فالمنهج أشمل بلا شك، لكنّ أهل الأهواء بعضهم يفرِّق بين العقيدة والمنهج لأهداف حزبية وسياسية، فيحتالون على كثير من (السلفيين) فيقولون أنت تبقى على عقيدتك ولكنّ المنهج نحن محتاجون أن نتعاون فيه.
فلا مانع أن تقول: أنا سلفيٌّ عقيدة إخوانيٌ منهجًا. ومعلوم أنّ من منهج الإخوان حرب العقيدة السلفية، فهذا السلفي الذي يقول أنا سلفي إذا قال أنا سلفي العقيدة إخواني المنهج أو تبليغي المنهج فهو ينادي على نفسه بأنّه يحارب المنهج السلفي والعقيدة السلفية.
فهي من الحيل الحزبية والسياسية التي أشاعها التبليغ والإخوان وفرَّقوا بين العقيدة والمنهج للتلاعب بعقول السلفيين خاصّة." [ إنتهى كلامه حفظه الله من إجابات الشيخ ربيع على اسئلة ابي رواحة المنهجية ]
فتبين لنا
أن المنهج :
الطريق السليم[ وهي مصادر الإستدلال والفهم والإستنباط المبنية  على كلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وتضمن لزوم غرز هدي سلفنا الصالح وفهمهم ] و هي التي تنتج وتثمر العقيدة الصحيحة [ المبنية على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم و ما عليه هدي سلفنا الصالح وفهمهم ]

فالأول [ المنهج] سبب والثاني[ العقيدة] نتيجة وثمرة للأول .
ومثال ذلك :
إن حسن المنهج و سلوك هدي سلفنا الصالح في العلم والتعلم والعمل والدعوة إلى الله  سبيل يؤدي الى سلامة العقيدة .

ولعل من أهم إطلاقات المنهج سابقا وفق رأي على سبيل التمثيل لا الحصر  هو :

*  سبيل المؤمنين .

* جادة السلف .

* الصراط المستقيم .( لعل المنهج يأتِ في آن واحد  سببا  ونتيجة وثمرة  )

* المحجة البيضاء .

* سبيل أهل السنة والجماعة .

* سبيل  أهل الأثر .

* المنهج السني .

* المنهج السلفي .


فكل ما ذكرنا من  أسماء فهي
 لمسمى واحد ونهج واحد واضح .
وهو :
ماأتى في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم و ما عليه هدي السلف الصالح وفهمهم .
والله تعالى أعلم .

السبت، 15 فبراير 2020

《 آداب يجهلها كثير من الناس 》

بسم الله الرحمن الرحيم 




[ المقدمة ؛ ضعف بني آدم عليه الصلاة والسلام  ] 

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 
أما بعد  :

فيقول الله تعالى{ وفي أنفسكم أفلا تبصرون } ويقول  تعالى وتقدس { وخلق الإنسان ضعيفا } 
فالمتأمل في تركيبة بني آدم عليه الصلاة والسلام  يرى   عظيم خلق الله الدال على ربوبية الله  ووحدانيته  ويرى ضعف   الجنس البشرى  ونقصه فخروج الريح سبب
طبيعي وضعه الله 
لإستقامة حياة الإنسان وإستمراريتها و توقف خروجها سبب لمرضه وهلكته وهذا الأمر الطبيعي في تركيبته ترتب عليها مسائل وأحكام نستعرض بعضها في رسالتنا هذه المتواضعة .

............
[   طالب العلم لا يتكبر ولا يستحٍ من الحق ومن طلب العلم بدليله ]

طالب العلم النافع والذي يحرص على العمل الصالح تجده حريصا على معرفة أحكام الشرع وما يجب لله ومايمتنع عنه ويحرص على معرفة الطريق المستقيم الموصل إلى الله وإلى طاعته ومرضاته ولا يتم له هذا الأمر إلا بعلم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالحين وهديهم ومثل مسائل رسالتنا هذه  من الفقه في الدين إمتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ) إتفق على صحة هذا الحديث الإمامان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما
 و في صحيح البُخاري رحمه الله عن مُجاهد رحمه الله: (  لا يتعلَّمُ العلم مُستَحٍ ولا مُستَكبِر )

قال الإمام إبن كثير رحمه الله في تفسيره : 
" وروى إبن أبي حاتم وإبن جرير ، من حديث عاصم بن كليب ، عن سعيد بن معبد ، عن إبن عباس : ( وعلم آدم الأسماء كلها ) قال : علمه إسم الصحفة والقدر ، قال : نعم حتى الفسوة والفسية " إنتهى كلامه رحمه الله. 

فأحرص ياعبدالله  على تعلم العلم الشرعي  وعلى تعلم  ماينفعك في أمر دينك فأنت في دار فانية قريب رحيلك فأستعد للقاء الله بالأعمال الصالحة { وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ } .

............
 [ حكم  الضحك من الضراط الذي خرج منك أو من غيرك ]

قال الإمام البخاري رحمه الله  ( ٥٥٨٢ ) 
: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ قَالَ : ( نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَضْحَكَ الرَّجُلُ مِمَّا يَخْرُجُ مِنْ الْأَنْفُسِ )
وروى البخاري( ٤٩٤٢)  ومسلم ( ٢٨٥٥) رحمهما الله عن عبد الله بن زَمْعَةَ رضي الله عنه أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَظَهُمْ فِي ضَحِكِهِمْ مِنْ الضَّرْطَةِ وَقَالَ : (لِمَ يَضْحَكُ أَحَدُكُمْ مِمَّا يَفْعَلُ)

قال النووي رحمه الله :" َفِيهِ  النَّهْي عَنْ الضَّحِك مِنْ الضَّرْطَة يَسْمَعهَا مِنْ غَيْره , بَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَغَافَل عَنْهَا وَيَسْتَمِرّ عَلَى حَدِيثه وَاشْتِغَاله بِمَا كَانَ فِيهِ مِنْ غَيْر اِلْتِفَات وَلَا غَيْره , وَيُظْهِر أَنَّهُ لَمْ يَسْمَع.وَفِيهِ حُسْن الْأَدَب وَالْمُعَاشَرَة " إنتهى من [ شرح النووي على مسلم( ١٧ / ١٨٨ )]
 وقال في عمدة القاري ( ١٩ / ٢٩٤ )  
" وفيه الأمر بالإغماض والتجاهل والإعراض عن سماع صوت الضراط وكانوا في الجاهلية إذا وقع من أحدهم ضرطه في المجلس يضحكون ونهى الشارع عن ذلك إذا وقع وأمر بالتغافل عن ذلك والاشتغال بما كان فيه وكان هذا من جملة أفعال قوم لوط عليه الصلاة والسلام فإنهم كانوا يتضارطون في المجلس ويتضاحكون " .
 وقال في تحفة الأحوذي( ٩ / ١٨٩ )  " وكانوا في الجاهلية إذا وقع ذلك من أحد منهم في مجلس يضحكون فنهاهم عن ذلك " .
قال شيخنا الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالی في شرحه لهذا الحديث في كتابه شرح رياض الصالحين  :
" يعني إذا ضرط الإنسان وخرجت الريح من دبره ولها صوت ضحكوا فقال صلى الله عليه وسلم واعظا لهم في ذلك  لم يضحك أحدكم مما يفعل ؟ ألست أنت تضرط كما يضرط هذا الرجل ؟ بلى إذا كان كذلك فلماذا تضحك؟ فالإنسان إنما يضحك ويتعجب من شیء لا يقع منه، أما ما يقع منه فإنه لا ينبغي أن يضحك منه، ولهذا عاتب النبي صلى الله عليه وسلم من يضحكون من الضرطة لأن هذا شيء يخرج منهم  عند كثير من الناس في بعض الأعراف لا يبالون إذا ضرط أحدهم وإلى جنبه إخوانه ولا يحتشمون من ذلك أبدا ويرون أنها من جنس العطاس أو السعال أو ما أشبه ذلك، ولكن في بعض الأعراف ينتقدون
هذا" إنتهى كلامه رحمه الله .

................
[ ما حكم الضراط في المجالس وأمام الناس بلا عذر شرعي   ]
 وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء ( ٢٦ / ١١١ ) :
حدث في هذا الزمان أناس وللأسف إذا اجتمعوا في بعض مجالسهم يتضارطون فيضحكون على ذلك معجبين بهذا الفعل، وإذا قيل لهم: اتركوا هذه الأفعال الذميمة، قالوا: إنها أولى من الجشاء أو مثله، مع عدم الدليل المانع لذلك، فبماذا يجابون؟ أثابكم الله.
فأجابوا:
"لا يجوز التضارط تصنعا، ولا الضحك من ذلك؛ لمخالفة ذلك للمروءة ومكارم الأخلاق، وليس ذلك مثل الجشاء، فإن الجشاء يخرج عادة دون قصد إليه ولا يضحك منه، أما إذا خرج الضراط من مخرجه الطبيعي دون تصنع - فلا حرج فيه، ولا يجوز الضحك منه ؛ لما ثبت عن عبد الله بن زمعة أنه قال: (نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يضحك الرجل مما يخرج من الأنفس) رواه البخاري " إنتهى من 
"فتاوى اللجنة الدائمة" .

............
 [ هل يعتبر الضراط بلا عذر  من خوارم المروءة ؟ ]

الضراط في المجالس بلا عذر شرعي كالمرض 
عده أهل العلم من سئ الأخلاق وخوارم المروءة  ومن علم من حاله هذه الخصلة السيئة فلا تقبل شهادته بل ترد ؛ أعاذنا الله وإياكم من الأخلاق السيئة والعادات المذمومة ؛ قال الخرائطي رحمه الله في [مكارم الأخلاق( ١ / ٤٨٤ )] 
" ولا شك أن تعمد إخراج الريح أمام الناس لغير عذر مناف للحياء، مناقض للمروءة، وهو من مساوئ الأخلاق، لا يعهد مثله إلا عن السفهاء " . إنتهى كلامه رحمه الله .

..........
[ ورد أن الضراط في المجالس من أعمال من كذب وكفر بالله و بنبي الله لوط عليه الصلاة والسلام ]

عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَكْرٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ : سُئِلَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ : (وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) مَا ذَاكَ الْمُنْكَرُ ؟ قَالَ : "كَانُوا يَتَضَارَطُونَ فِي الْمَجْلِسِ ، يَضْرِطُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، وَالنَّادِي : الْمَجْلِسُ" .

"تفسير إبن أبي حاتم" ( ١١ / ٤٢٥ )
وروى مثله عن عائشة وإبن عباس والقاسم إبن أبي بزة وغيرهم رضي الله عنهم. 

 تفسير إبن كثير ( ٦ / ٢٧٦ ) 
و تفسير الطبري  ( ٢٩ / ٢٠ ) .

..................
 [  من نواقض الوضوء ؛ خروج الريح ]

عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (لا تُقبَلُ صلاةُ مَن أحْدَثَ حتَّى يتوضَّأَ )، قال رجلٌ مِن حَضرمَوت: ما الحدَثُ يا أبا هُرَيرةَ؟ قال: " فُساءٌ أو ضُراطٌ " 
رواه البخاري رحمه الله في صحيحه واللفظ له حديث رقم ( ١٣٥ ) ومسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم ( ٢٢٥ )
................ [  خروج الريح مما يستحيى منه ؛ وكيف يتصرف من خرج منه الريح أثناء الصلاة ]
روى أبو داود رحمه الله في سننه ( ١١١٤ )  عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (  إِذَا أَحْدَثَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَأْخُذْ بِأَنْفِهِ ثُمَّ لِيَنْصَرِفْ ) صححه الإمام الألباني رحمه الله  في "صحيح أبي داود" .
قال في "عون المعبود" ( ٣ / ٣٢٦ )  :
"(فَلْيَأْخُذْ بِأَنْفِهِ) : قَالَ الْخَطَّابِيُّ : إِنَّمَا أَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذ بِأَنْفِهِ لِيُوهِم الْقَوْم أَنَّ بِهِ رُعَافًا (نزيفاً) .
 وَفِي هَذَا الْبَاب مِنْ الْأَخْذ بِالْأَدَبِ فِي سَتْر الْعَوْرَة وَإِخْفَاء الْقَبِيح وَالتَّوْرِيَة بِمَا هُوَ أَحْسَن , وَلَيْسَ يَدْخُل فِي بَاب الرِّيَاء وَالْكَذِب , وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ التَّجَمُّل وَاسْتِعْمَال الْحَيَاء وَطَلَب السَّلَامَة مِنْ النَّاسِ" إنتهى كلامه رحمه الله .

.............
[ حسد المشركين لأهل الإسلام   من تمام دينهم  الحنيف وكماله ]

قال الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه: ( قالَ لنا المُشْرِكُونَ إنِّي أرَى صاحِبَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ حتَّى يُعَلِّمَكُمُ الخِراءَةَ، فقالَ: أجَلْ إنَّه نَهانا أنْ يَسْتَنْجِيَ أحَدُنا بيَمِينِهِ، أوْ يَسْتَقْبِلَ القِبْلَةَ، ونَهَى عَنِ الرَّوْثِ والْعِظامِ وقالَ: لا يَسْتَنْجِي أحَدُكُمْ بدُونِ ثَلاثَةِ أحْجارٍ ) . رواه مسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم ( ٢٦٢ ).
وروى البخاري ومسلم أن رجلاً من اليهود جاء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: يا أمير المؤمنين! إنكم تقرؤون آية في كتابكم، لو علينا معشر اليهود نزلت، لاتخذنا ذلك اليوم عيداً. قال: وأيُّ آية؟ قال: قوله: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي}، فقال عمر: ( والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والساعة التي نزلت فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، نزلت عشية عرفة في يوم جمعة )

 ..................
[ فائدة ؛ وبها تكون خاتمة رسالتنا ]

عَنْ أَبي هُريْرَةَ رضي الله قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِذا نُودِي بالصَّلاةِ، أَدْبرَ الشيْطَانُ ولهُ ضُرَاطٌ حتَّى لاَ يسْمع التَّأْذِينَ، فَإِذا قُضِيَ النِّداءُ أَقْبَل، حتَّى إِذا ثُوِّبَ للصَّلاةِ أَدْبَر، حَتَّى إِذا قُضِيَ التَّثْويِبُ أَقْبلَ، حَتَّى يخْطِر بَيْنَ المرْءِ ونَفْسِهِ يقُولُ: اذْكُرْ كَذا، واذكُرْ كذا لمَا لَمْ يكن يذْكُرْ منْ قَبْلُ حَتَّى يظَلَّ الرَّجُلُ مَا يدرَي كَمْ صلَّى )
متفقٌ عَلَيْهِ.
فأحذروا عباد الله من التشبه بالشيطان وإستعيذوا بالله من شرور النفس والشيطان ورفقاء السوء ...
رزقنا الله واياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة 
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 
..........
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  :
غازي بن عوض العرماني.

السبت، 1 فبراير 2020

شئ من فقه التعامل مع ولاة أمر في دولة أخرى غير دولتك وغير ولاة أمرك ]

《 الرسالة الأولى  》
بسم الله الرحمن الرّحيم،

أهل الإسلام الصحيح وهم أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح متفقون على وجوب طاعة ولاة أمرهم لدلالة الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة وإتفاق علماء السنة على هذا الأمر بل جعلوه أصلا من أصول الإسلام ومبانيه العظام وهو أصل ( وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف )
ولم يخالف في ذلك إلا أصحاب الشذوذ الفكري من خوارج  ومعتزلة وأتباعهم 
وموضوعنا 
في رسالتنا هذه يتكلم عن كيفية التعامل 
مع ولاة أمر غير ولاة أمرك في دولة غير دولتك  :
فالذي عليه أهل الحق أنه
لا يجوز التشهير بهم على جهة التنقص أو الطعن فيهم أو نشر الكلام السئ عنهم أو محاولة زعزعة الأمن في بلادهم، مع منع الخروج عليهم، هذا  لعله محلّ إتفاق بين علماء السنة.وقد يكون بينهم وبين ولي أمر دولتك معاهدة وإتفاق في عدم المساس بالشؤون الداخلية لدولهم أو المساس بشخصهم ففي هذه الحال عصيت ولي أمرك بجهلك وبعدك عن العلم الشرعي وبتجاوزك  لصلاحيته وأمر من شأنه وإختصاصه فتقدمت عليه 
وهذا خلاف السنة 
لكن إنْ بدرَ منهم أو من أحد منهم  توجّه كفري مضاد للعقيدة، فبيان حاله واجبٌ بشروط هي :

أولا:
إذا كان في بيانها مصلحة راجحة.

ثانيا:
إذا أمنت فتنتهُ وزيادة شرّه كموته.

ثالثا :
ولم يترتب على ذلك مفسدة أعظم من مفسدة ترك بيان حالهِ.
رابعا :
أن يتم هذا الأمر  بتوجيه من ولاة الأمر - حكاما وعلماء - إقتضاء للمصلحة العامة الشرعية وأن يسير وفق توجيهاتهم وإرشادهم لأنهم هم من يقدر المصلحة والمفسدة .
خامسا :
وتتأكد -مع ماسبق من  شروط – إذا كان المبين لحاله من العلماء، و أذِن لهُ ولي أمره في هذا الشأن.
وقد نبأ الى علمي  أنّ أحدَ طلاب العلم  يقول أنّ كلامَنا السّابق قدْ يستغلّه بعض أهلِ الأهواء لنشرِ باطلِهم، لأن دعواهم المزعومة القول  بتكفيرهم لولي الأمر مثل فخامة الرئيس  “السيسي” فهم يكفرونه لأنه يحارب الإسلام كما يزعمون ويعنون بالإسلام وأهله  (دين الإخوان الخوارج  المفسدين) !

فأقولُ -مُستعينًا بالله- أنّ صورة مسألتنا هي:

أنا أسكنُ في المملكة العربية السعودية ووليّ أمري خادمُ الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله تعالى، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وواجب طاعتهم لما لهم في عنقي من بيعة 
فهل يجوز لي أن أطعن أو أتكلم مثلا في صدام حسين كبعثي، أو القذافي صاحب الكتاب الأخضر، أو أردوغان التركي وتصريحهُ بالعلمانية ومحاربته لدول الإسلام وولاة أمور المسلمين  ؟

هؤلاء ولاة أمر في بلادهم منهم من زال ملكه :
فنقول :
أولا :
علماء الإسلام الصحيح، أتباع السلف الصالح، أهل السنة والجماعة: لايرون الخروج عليهم.
هذا لعله محل إتفاق.

ثانيا :
بيان منهجهم وإيضاح مُعتقدهم فهنا أرى رأيين للعلماء مابين مجيز ومانع.
وحينما نرى من تكلم مثلا في معتقد صدام كالشيخ ابن باز رحمه الله تعالى وتكفيره له كان لمصلحة شرعية راجحة بعد غزو صدام لبلاد المسلمين، ومحاولته قتل أهل السنة مع نشره للفكر البعثي الكافر.
وهذا المثال لاينطبق على فخامة الرئيس السيسي حفظه الله 
فليس  كافرا كما يصوره بالباطل الإخوانية الخوارج
مع العلم 
أن من ارتد عن الإسلام يكفر بعد إنتفاء الموانع ووجود الأسباب وانطباق الشروط مع وجود ضوابط لبيان حال من كفر  كما في الكلام السابق، وهل إذا كان  ولي الأمر كافرا يباح الخروج عليه مع قوته وضعف المسلمين 
الوجه الراجح عدم الخروج عليه وحرمة ذلك لترتب مفاسد عظيمه على هذا الخروج 
والرئيس  السيسي حفظه الله من الرؤساء العرب المسلمين لاشك في ذلك ؛ وطاعته واجبة لمن تحت يده من شعب مصر ويحرم الطعن فيه أو الخروج عليه لا في اليد ولا في اللسان بل يدعى له  ، ويوقف في صفه ومُقاتلته للإخوانية وحزمه  ضد هذه الفرقة الخارجية الضالة  تدل على خيريته وصلاحه وفي قتالهم إمتثالا لخبر الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لإن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد ) ونسأل الله أن ينفع بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده وفخامة الرئيس السيسي  وسائر ولاة أمور المسلمين وان يعز فيهم الإسلام والمسلمين وأن يجعلهم شوكة في حلوق أهل البدع والملاحدة .
وأنبه :إلى 
أن كلام الإخوانية الخوارج وأبواقهم  في رئيس مصر    لايضره لانه كذب ملفق من أصحاب ديانة ملفقة ولايضر السحاب نبح الكلاب 
وكما قيل: القافلة تمشي - الى الخير إن شاء الله- والكلاب تنبح 
والكلب عادته وعمله  النباح لا يستطيع تغيير عادته .

وأمّا هذا  الذي يُريد سماع وإمتثال آراء الإخوانية الخوارج في ولاة أمره  فماهو إلا جاهل أو خارجي مثلهم…
ومن مفاسد التكلم بولاة أمر دولة أخرى غير دولتك:
إن العوام يكون لهم هذا الطعن  فتنة .
والخوارج  تسنح لهم الفرصة في تهييجهم على ولاة أمرهم خاصة إذا أتى الكلام الطاعن فيهم من أهل العلم فتنبه بارك 
الله فيك

كما أنبه الإخوة طلاب العلم، قبل أن تتكلم في مسألة أو رسالة أو موضوع، أقول لك:

أفهم المسألة والرسالة والموضوع فهما جيدا وتصوّرْهُ التصوّرَ الصحيح الموافق للحق المطابق للواقع  فبهذا تستطيع الحكم بعلم وعدل وإنصاف وصدق
وهنا لن يأت منك إعتراض  إلا على جهة إرادة فهم المسألة وتصوّرها أو إبداء رأي له وجه، وهذا أمر لا إشكال فيه.

لكن الإشكال:
أن تفهم المسألة فهماً لايفهمه العوامّ الجهلة فضلا عن طلاب العلم، ثم ترتب عليه آراء وأحكاماً..
فهنا المصيبة .
والمصيبة أتت من سوء فهمكَ، وليست من فهم الفاظ الرسالة التي أطلعت عليها .

وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة.
والله أعلم 
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 
وكتبه: غازي العرماني
٢ جمادى الأول  ١٤٣٧

《 الرسالة الثانية  》

لا يقول بتكفير الحكام أو ولاة الأمر المسلمين عالم بالكتاب والسنة متبع لهدي سلف الأمة 

و أردوغان لايكفر لإن الأصل هو بقاء إسلامه وأما ما يفعله من أعمال منافيه مخالفة للإسلام فلايكفر عليها فأهل العلم يفرقون بين القول والقائل وبين العمل والعامل وبين تكفير التعيين والعموم وهذه خاصة لأهل العلم لايشاركهم فيها أحد بعد إقامتهم الحجة الرسالة ؛

ويكفر هو أو غيره إذا أنطبقت عليه موجبات التكفير ووجدت شروطه وأسبابه وأنتفت موانعه. 

وأما الكلام في ولي الأمر في دولة أخرى غير ولي أمرك فالأصل المنع ؛ إلا لأمر توجبه طاعتك لولي أمرك من محاربته له و لأهل التوحيد والسنة مع نصره ونشره للشرك والكفر والبدع والأهواء والإفساد والفساد بالأرض 

وكان سلفنا الصالح من أئمة الدعوة في المملكة العربية السعودية سابقا  - رحمهم الله - أفتوا بحرب وقتال الدولة التركية الصوفية تحت راية ولاة أمرهم من آل سعود حينما أرادوا شرا بأهل الإسلام - من غزو  دينهم وولاة أمرهم و بلادهم - فقاتلوهم قربة وديانة وجالدوهم بالأسلحة المتنوعة  

فكيف لا يحذر من علُم باطله وأستطال شره وهذا لايكون إلا لأهل العلم بتوجيه من ولاة أمرهم بناء على مصلحة شرعية يرونها 

وهذا العمل توجبه الأصول الشرعية والقواعد المرعية 

وعليه جرى عمل كبار علماء الأمة وفتواهم ولعل من آخرهم فتوى العلامة عبيد الجابري حفظه الله 

ولنا رسالة في هذه المسألة لكن لاأعلم أين وضعتها؟

فالله المستعان وعليه التكلان

كتبه / غازي بن عوض العرماني 
في الشهر الخامس من عام١٤٤١ هجري 

《 الخاتمة ؛ نسأل الله حسنها 》


إتماما للفائدة و
إكمالا لما أتى  في الرسالتين السابقتين فعليه  نبين خطأ القاعدة الإخوانية الخارجية التي تطعن في شيوخ الإسلام وأئمة السنة وهي قولهم عنهم  : [ مرجئة مع الحكام خوارج مع العلماء] هكذا يصفون علماء  الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالحين .
و نأتِ في الرد على هذه القاعدة المضطربة الكاذبة الظالمة التي وضعها الأفاكون فنقول لهم :
إن كلامكم هذا عليكم لا لكم إذ أنه  يفهم منها رد نصوص الوحيين كتابا وسنة الآمرة بطاعة ولاة الأمر بالمعروف مع إنكاركم  لوجوب ذلك إتباعا للتوجيهات الفكرية المنحرفة لحزبكم المبتدع الذي وضع دينا مخالفا لدين الإسلام محاربا له .
ومن وجوه إبطال هذه القاعدة تسمية أنفسهم ب[العلماء]وهذا كذب وتدليس آخر مردود فأنتم لست من العلماء ولا من أهل العلم النافع والعمل الصالح في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم  بل أنتم شر على أمة محمد صلى الله عليه وسلم 
وطريقتكم في وضع من تسمونه ظلما وعدوانا - عالما - وهو أنكم  تعمدون الى إبرازه إعلاميا مع  تضخيم الحديث عنه بين حزبكم أو بين العوام الجهلة وانصاف المتعلمين  ليتسنى لكم رفعه فوق منزلته ومنحه فوق حجمه هالة إعلامية بغير ضوابط شرعية 
تؤدي إلى تقديسه وتعظيمه ومن ثم قبول زبالة فكره المنحرف تجعلونها ديانة وقربة مع ظهور شطحاته وزلاته وإنحرافاته ولاتقبلون فيه قولا حقا ثم أنزلتوه مقام الشارع الحكيم ؛ مع تعالمه وجهله وشذوذه الفكري ثم لاتريدون أن يرد على باطله ولايعترض على صائله فمن تكلم فيه بعلم وعدل وحق وإنصاف رميتوه ب( خارجي مع العلماء )
والآن أوجه إلى إخوتي أهل الإسلام رسالة : هل تبيّن لكم الآن مغزى ومضمون قاعدة الإخوانية الخوارج [ مرجئة مع الحكام خوارج مع العلماء ] فهم يريدون الخروج على ولاة الأمر - الواجب بالكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة طاعتهم - ثم يصفون من ( سفّه أحلامهم ) وأيقظ الجاهل من سبات شبههم العميقة بأنه ( خارجيا )
وكان عليهم قبول الحق والعمل بمافيه وليس بطر الحق[ أي  رد الحق، وجحده، والدفع في صدره، كدفع الصائل ] وغمط أو غمص الناس[  إحتقارهم، وازدراؤهم. ومتى احتقرهم وازدراهم : دفع حقوقهم وجحدها واستهان بها ] 
كفى الله المسلمين شرهم. 
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 
.......
كتبه وأملاه الفقير إلى  عفو مولاه :
غازي بن عوض العرماني  .
٧ / ٦ / ١٤٤١ هجري.