الجمعة، 6 مارس 2020

[ السؤال ] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا ............. نرجو توجيها منكم للحاصل الان من البعض وهو يشاهد الحرم المكي خال من المصلين والمعتمرين ويعتقد أنه صد الناس بسبب المرض كفى الله المسلمين شره ولا يعلم ان ما يجري الآن هو عملية تعقيم فقط لمنطقة الطواف بالسطح والصحن وللعلم بقية الأدوار والمسعى والتوسعه مفتوحة للمعتمرين والمصلين فلماذا التهويل وإثارة الشائعات بوركتم شيخنا ونفعنا الله بكم


[  الإجابة ]

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 
فنقول :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته 
أما بعد 
فإجابة لسؤالك فإنه لابد من مراعاة الأمور التالية :
أولا :
أن يُعلم أنه يوجد بلاء ووباء عام فتك بالآف الأنفس فحينها و -  إقتضاء للمصلحة العامة التي يرعاها ويقدرها ولي الأمر معضدا رأيه الراجح   ومؤيده بالإدلة الشرعية والأصول العلمية والقواعد الفقهية - رأى ولي الأمر حفظه الله  إغلاقه مؤقتا في وقت محدد وفي جزء منه محدد ؛ ووفق ما سبق ذكره جاز له ذلك شرعا. وهذا رأي سديد يحسب لهم لا عليهم . وفقهم الله وأعانهم إلى ما يحبه الله ويرضاه .

ثانيا :
سياسة " التهويل وإثارة الشائعات" و تهييج العامة على ولاة أمرهم هذه طريقة عٌرفت بها جماعة الإخوان الخوارج فكل بلاء ومصيبة أتت على المسلمين فلجماعة الإخوان الخوارج  دور محسوس ملموس مشاهد في هذا الشر ومن يصدقهم أو يتأثر بفكرهم فهو
١-
 إما جاهل بدين الإسلام بأصوله وأركانه وشروطه وواجباته أي لا فقه عنده ولاإلمام له بعلوم الشرع .
٢-
وإما شخص خفي عليه ضلالهم  و جهل حال هذه الجماعة الخارجية المنتسبة للإسلام ظلما وزورا فكان عليه البحث العلمي عن حالهم ومعرفة ضلالهم بالإدلة الشرعية والحجج العقلية وإلا  نسب إليهم وأدرج ضمن دعاتها ورموزها .
٣- 
أو ضال مضل فلا عبرة برأيه كفى الله المسلمين شره .  
فالمسلم الصادق المخلص الذي يريد الله والدار الاخرة يحرص على أخذ العلم من منابعه الأصلية الصحيحة وهي الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالحين من مشايخ السنة السلفيين وفي هذه الطريقة تجفيف لمنابع  الشر و نبذ وترك للآراء الضالة التي تهدد سلامة عقيدته وتحاول تعكير مايعيش فيه من أمن وأمان في ظل ولاة أمر يحرصون على خير مواطنيهم 
ثم يحرص المسلم  على السمع والطاعة لولاة أمره فهذا من دين الله 
مع إحسان الظن في ما يقومون فيه من أعمال متضمنة  جلب خير له ودفع شر وضر عنه  وألا   يلتفت لآراء كل ضال وحاقد وحاسد  فهم حرب على دين الله الإسلام وحرب على سعادته الدنيوية وقبل ذلك الأخروية
هذا ما أردنا بيانه إجابة لطلبك والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 
كتبه وأملاه الفقير عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني