الجمعة، 13 مارس 2020

《دعاة ووعاظ الإخوانية الخوارج وبيان عظيم خطرهم 》



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد
فقد أرسل إلي أحد الإخوة الذين بيننا وبينهم محبة في الله تعالى وتقدس  صوتية لأحد الوعاظ من النحلة الإخوانية الخوارج
وهو لا يعلم عن حاله بل أعجبه وعظه وتذكيره
فقلت له : هذا حزبي ؛
 فقال : " نأخذ الفائدة من كلامه ".
ولعلمي يقينا
 بجهل بعض الإخوة بحال هؤلاء الضلال وذلك لخطرهم وتحريفهم للإسلام خدمة لحزبهم  وأنهم يخططون ويخلطون السم بالعسل 
فتراهم وعاظا يبكون ويبكون غيرهم و مع هذا خوارج يهيجون العامة على ولاة أمورهم علما بأن جميع علماء السنة أتباع السلف الصالح منعوا إستماع القرآن بصوت المبتدع ؛ فكيف موعظته التي لا يعرف إنحرافهم الفكري وشذوذهم العقدي إلا أهل العلم فيستخرجونها بالمناقيش لدقة شبههم  وإلتباسها بالحق فيما يظهر لمن يجهل العلم الشرعي ويجهل حال المتلونين الذين يتمسحون في الدين فيظهرون في إلسنتهم مايخفونه من عقائد باطنية فاسدة  فهؤلاء الضلال  مثل الفيروسات التي لاترى بالعين المجردة والتي  لابد من الوقاية منها  .
سأضرب مثالا
عبارة (  غني بلا حاجة )
هل فيها شئ ؟
سوف تقول : لا ؛ عبارة سليمة
لكن الصواب أنها عبارة خطيرة جدا تخل في العقيدة فالمذاهب المحدثة المبتدعة المخالفة للمعتقد الذي دل عليه الكتاب والسنة وهدي سلف الامة ينفون عن الله الحكمة، لكن لايصرحون بهذا بل يعبرون ب(أن الله منزه عن الحاجات والأغراض) ومرادهم نفي الحكمة والتعليل، وهم المعروفون ب(نفاة الاسباب والحكمة)، والحكمة عندهم : الارادة والمشيئة.
لهذا يصرح بعض الأشاعرة الجبرية في شرحه لهذه العبارة (خلق الخلق ليس لحكمة ولا لعلة إنما محض المشيئة)
وهذا بناء على عقيدتهم الفاسدة بنفي الحكمة عن خلق الله لخلقه.
وسأذكر بعض أقوال سلفنا الصالح وشدة نهيهم عن الإستماع إلى هؤلاء المبتدعة فمن ذلك ماذكر في سير أعلام النبلاء للذهبي و البداية والنهاية  لإبن كثير رحمهما الله ؛
قال إبن عون : كان محمد يرى أن أهل الأهواء أسرع الناس ردة ، وأن هذه نزلت فيهم : وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره .
وقال إبن المبارك ، عن عبد الله بن مسلم المروزي ، قال : كنت أجالس ابن سيرين ، فتركته وجالست الإباضية، فرأيت كأني مع قوم يحملون جنازة النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتيت ابن سيرين فذكرته له ، فقال : ما لك جالست أقواما يريدون أن يدفنوا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم .
وعن إسماعيل بن زكريا عن عاصم الأحول عن ابن سيرين قال لقد أتى على الناس زمان وما يسأل عن إسناد الحديث فلما وقعت الفتنة سئل عن إسناد الحديث فينظر من كان من أهل البدع ترك حديثه
وكان أبو قلابة رحمه الله يقول: " لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم، فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة أو يلبسوا عليكم في الدين بعض ما لبس عليهم ".
وقال أبو إسحاق الهمداني: " من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام ".
ودخل رجلان على محمد بن سيرين من أهل الأهواء، فقالا: يا أبا بكر نحدثك، قال: لا، قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله عز وجل، قال: لا، لتقومُنَّ عني ، أو لأقومَنَّه . فقام الرجلان فخرجا.
قال ابن القيم رحمه الله[مفتاح دار السعادة( ١ / ٤٤٣)] : وقال لي شيخ الإسلام رضي الله عنه - وقد جَعَلْتُ أُورِد عليه إيرادا بعد إيراد : " لا تَجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيَتَشَرّبها ، فلا يَنضَح إلاَّ بها ، ولكن اجْعَله كالزجاجة الْمُصْمَتَة تَمُرّ الشبهات بِظَاهِرها ولا تَسْتَقِرّ فيها ، فَيَرَاها بِصفائه ، ويَدفعها بِصلابته ، وإلاَّ فإذا أَشْرَبْتَ قلبك كل شبهة تَمُرّ عليها صار مَقَرًّا للشبهات . أوْ كما قال . فما اعلم أني انتفعت بِوَصية في دَفع الشبهات كانْتِفَاعِي بذلك " إنتهى كلامه رحمه الله
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

------------
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه:
غازي بن عوض العرماني .
بتاريخ ١٨ / ٧ / ١٤٤١هجري

الأربعاء، 11 مارس 2020

《 المرجئة من الخوارج 》


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم 
أما بعد 

فالمرجئة خوارج ويرون السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم وتتفق عقيدتهم مع الخوارج في أمور منها :
( أولا )
 يقولون أنهم في زمن يشبه العهد المكي فيجوزون لأنفسهم إرجاء وترك كل أعمال الجوارح أو جلها .
( ثانيا )
الخوارج يتفقون على أن الإيمان لايتبضع 
والمرجئة تقول الإيمان أصله واحد  لهذا قال عبدالله بن المبارك رحمه الله:لست مرجئا أرى السيف .
( ثالثا) 
كل من خالف السنة أو خرج عنها بإحداث عقيدة لم تأت في الكتاب أو السنة فهو خارجي  فالرافضة والإباضية والزيدية والمعتزلة والإخوانية الخوارج والمرجئة والتبليغ الصوفي خوارج بهذا الإعتبار .والله أعلم
..........
كتبه: غازي بن عوض العرماني

١٤٤١/٧/١٤

الجمعة، 6 مارس 2020

[ السؤال ] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا ............. نرجو توجيها منكم للحاصل الان من البعض وهو يشاهد الحرم المكي خال من المصلين والمعتمرين ويعتقد أنه صد الناس بسبب المرض كفى الله المسلمين شره ولا يعلم ان ما يجري الآن هو عملية تعقيم فقط لمنطقة الطواف بالسطح والصحن وللعلم بقية الأدوار والمسعى والتوسعه مفتوحة للمعتمرين والمصلين فلماذا التهويل وإثارة الشائعات بوركتم شيخنا ونفعنا الله بكم


[  الإجابة ]

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 
فنقول :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته 
أما بعد 
فإجابة لسؤالك فإنه لابد من مراعاة الأمور التالية :
أولا :
أن يُعلم أنه يوجد بلاء ووباء عام فتك بالآف الأنفس فحينها و -  إقتضاء للمصلحة العامة التي يرعاها ويقدرها ولي الأمر معضدا رأيه الراجح   ومؤيده بالإدلة الشرعية والأصول العلمية والقواعد الفقهية - رأى ولي الأمر حفظه الله  إغلاقه مؤقتا في وقت محدد وفي جزء منه محدد ؛ ووفق ما سبق ذكره جاز له ذلك شرعا. وهذا رأي سديد يحسب لهم لا عليهم . وفقهم الله وأعانهم إلى ما يحبه الله ويرضاه .

ثانيا :
سياسة " التهويل وإثارة الشائعات" و تهييج العامة على ولاة أمرهم هذه طريقة عٌرفت بها جماعة الإخوان الخوارج فكل بلاء ومصيبة أتت على المسلمين فلجماعة الإخوان الخوارج  دور محسوس ملموس مشاهد في هذا الشر ومن يصدقهم أو يتأثر بفكرهم فهو
١-
 إما جاهل بدين الإسلام بأصوله وأركانه وشروطه وواجباته أي لا فقه عنده ولاإلمام له بعلوم الشرع .
٢-
وإما شخص خفي عليه ضلالهم  و جهل حال هذه الجماعة الخارجية المنتسبة للإسلام ظلما وزورا فكان عليه البحث العلمي عن حالهم ومعرفة ضلالهم بالإدلة الشرعية والحجج العقلية وإلا  نسب إليهم وأدرج ضمن دعاتها ورموزها .
٣- 
أو ضال مضل فلا عبرة برأيه كفى الله المسلمين شره .  
فالمسلم الصادق المخلص الذي يريد الله والدار الاخرة يحرص على أخذ العلم من منابعه الأصلية الصحيحة وهي الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالحين من مشايخ السنة السلفيين وفي هذه الطريقة تجفيف لمنابع  الشر و نبذ وترك للآراء الضالة التي تهدد سلامة عقيدته وتحاول تعكير مايعيش فيه من أمن وأمان في ظل ولاة أمر يحرصون على خير مواطنيهم 
ثم يحرص المسلم  على السمع والطاعة لولاة أمره فهذا من دين الله 
مع إحسان الظن في ما يقومون فيه من أعمال متضمنة  جلب خير له ودفع شر وضر عنه  وألا   يلتفت لآراء كل ضال وحاقد وحاسد  فهم حرب على دين الله الإسلام وحرب على سعادته الدنيوية وقبل ذلك الأخروية
هذا ما أردنا بيانه إجابة لطلبك والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 
كتبه وأملاه الفقير عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني

الأربعاء، 4 مارس 2020

《 خطر جماعة الإخوان المفلسين 》


للإمام: محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله 
[ سلسلة الهدى والنور ٦٠٩ ]

ما حكم الدّعاة الذين يفرقون بين العقيدة والمنهج فتجد عقيدة الداعية منهم سلفيّة ومنهجه في الدعوة إلى الله إخوانياً حركياً حزبياً سياسياً تبليغياً ... وغير ذلك.؟ حفظ

السائل : شيخنا حفظكم الله، هناك من الدعاة من يفرق بين العقيدة والمنهج في التبني،  فتجد عقيدته سلفية ومنهجه في الدعوة إلى الله إخوانيًا حركيًا حزبيًا سياسيًا أو تبليغيًا أو هكذا، فهل يسعهم ذلك. ؟
الشيخ : ما أعتقد أن سلفيًا عقيدة وسلوكًا بإمكانه أن يتبنى منهج الإخوان المسلمين وأمثالهم، نحن نعلم من حياة جماعة الإخوان المسلمين الحزبية، أنه مضى عليهم أكثر من نصف قرن من الزمان لم يستفيدوا لذوات أنفسهم شيئًا فضلا عن أن يفيدوا غيرهم شيئًا، ذلك لأنه كما يقال فاقد الشيء لا يعطيه، فهم منذ أن كان مرشدهم حسن البنا رحمه الله جمعهم وكتلهم، جمعهم وكتلهم على خلاف المنهج القرآني الذي يقول مثلا : { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا } لقد قام نظام الإخوان المسلمين على قاعدة أنا أعبر عنها من عند نفسي ولا يستطيعون أن ينكروها، ولئن تجرأ أحدهم على إنكارها فواقعهم يكفينا حجة لها وعليهم، قاعدتهم هي كتل الناس جمعهم على ما بينهم من خلافات عقدية أو سلوكية أو فقهية ثم ثقف كتل ثم ثقف، على هذا قامت دعوتهم طيلة هذه السنين الطويلة، لكن الواقع يشهد أن لا شيء هناك سوى التكتيل وليس هناك شيء يسمى بالتثقيف، والدليل على ذلك أنه لا يوجد بين الإخوان المسلمين على اختلاف بلادهم وأقاليمهم رابطة فكرية، رابطة اعتقادية، والواقع أيضًا يشهد بهذا فالإخوان المسلمون في مصر هم غير الإخوان المسلمين في الأردن هم غيرهم في سوريا بل هم في سوريا يختلفون عن إخوان الجنوب وإخوان الشمال، وأنا أعرف وأنا سوري دمشقي كما تعلمون، وكما يقال : " أهل مكة أدرى بشعابها، وصاحب الدار أدرى بما فيها "فأنا أعلم أن الإخوان المسلمين في دمشق كانوا متأثرين إلى حد كبير بالدعوة السلفية من حيث العقيدة ومن حيث العبادة، والسبب في هذا واضح جدًا لأن نشاط الدعوة السلفية كانت في دمشق ثم في حلب، فكان نظام الأُسر في الإخوان المسلمين في دمشق أن يدرسوا في بعضها كتاب فقه السنة للسيد سابق، إخوان مسلمون، ولا غرابة في ذلك لأن السيد سابق هو من خواص أصحاب حسن البنا رحمه الله، وكتابه هذا قد قرضه حسن البنا بكلمة موجزة في المقدمة، فالمفروض أن الإخوان المسلمين أن يكون هذا الكتاب هو دستورهم في الفقه في كل بلاد الإخوان المسلمين، لكنك ترى العجب العجاب الدال على أنه ليس عندهم وحدة فكرية ثقافية، فهذا الكتاب في الوقت الذي يدرس في بعض السرايا في دمشق يحارب في الشمال من الإخوان المسلمين، وهؤلاء يقولون أن هذا الكتاب لا يجوز تدريسه لأن مؤلفه وهابي، ومؤلفه من رؤوس الإخوان المسلمين بل من حوارييي حسن البنا، فالإخوان المسلمون إذًا منذ أن قامت قائمتهم هم لا يزالون على النظام العسكري مكانك راوح، هم يسمون أنفسهم بالحركيين وامتازوا بهذه النسبة بين كل الجماعات أو الأحزاب الأخرى، حركيين أنا أقول فعلا حركيين لكن على النظام العسكري مكانك راوح، تعرفون النظام العسكري مكانك قف يحرك رجليه لكن لا يتقدم، ما فائدة هذه الحركة، لا طائلة منها إذا سمحت، فلا أظن أن جماعة من السلفيين في أي بلد من بلاد الدنيا بإمكانهم أن يتبنوا منهج الإخوان المسلمين لأن هذا منهج كما قلت لكم آنفًا قائم على أساس التكتيل ثم التثقيف ثم لا شيء من هذا التثقيف، والواقع أكبر دليل على ذلك، فإذا ما قامت طائفة كبيرة أو صغيرة من السلفيين حقًا يتبنون نظام الإخوان المسلمين في الدعوة فمصير ذلك ولا بد :{ولتعلمن نبأه بعد حين } أحد شيئين لا ثالث لهما، إما أن يرجعوا رغم أنوفهم إلى أحضان الدعوة السلفية وذلك خير لهم وأبقى، وإما أن يضيعوا هذا التراث الذي حصلوه في تلك السنين بسبب اشتغالهم بتطبيق منهج الإخوان المسلمين وهو التجميع والتكتيل لا على أساس فكر موحد، سيكون أحد شيئين لا ثالث لهما أبدًا، نحن نعلم اليوم أن الدعوة السلفية في هذا الزمن انتشرت بفضل الله عز وجل أولا ثم ببعض الدعاة إليها ثانيًا انتشارًا لا يعرفه المجتمع الإسلامي قبل نحو ثلث قرن من الزمان أو نحو ذلك، وهذا شهد به بعض السلفيين الذين يتكلمون الآن بالدعوة السلفية ولعلها تكون مطعمة بالمنهج الإخواني، فأنا أقول إن دعوة الإخوان المسلمين لما كانت قائمة على أساس التكتيل ثم لا شيء من الثقافة، وكانت دعوة السلفيين قائمة على التثقيف وليس على التكتيل، ولذلك كان النصر لهذه الدعوة مقرونًا بها حيثما حلت، وقد ظهر هذا الآن في هذا العصر، ولذلك أصبحت الدعوة السلفية أو المنهج السلفي في كل مكان وعلى كل لسان، وبعض الجماعات التي كانت تحارب الدعوة السلفية علنًا ولا تزال تحاربها باطنًا وخفية تركب الموجة السلفية، الآن لأنهم وجدوا ألا قبول لتلك الحركة القائمة على أساس مكانك راوح لا علم ولا سلوك ولا أي شيء جديد نافع، فأنا أعتقد أن أي جماعة سلفية إذا تركت منهجها السابق متأثرة بأسلوب الإخوان المسلمين من حيث محاولة تكتيل أكبر عدد ممكن حولهم، فسنة الله عز وجل في خلقه لا تتغير ولا تتبدل أعني أن الإنسان كما قال : { خلق الإنسان ضعيفا }فهو لا يستطيع أن يقوم بكل شيء لا يستطيع أن يحقق في العلم وفي السياسة وفي الإقتصاد وفي الإجتماع لا بد من الاختصاص في كل علم، هو يعتبر على الأقل من الفروض الكفائية فإذا ما توجهت جماعة كانت تعمل في دائرة العلم مما نحن نسميه بالتصفية، تصفية هذا الإسلام مما هو بريء منه والتصفية سمعتموها أكثر من مرة وقرنوا بذلك تربية الجماعات القليل الذين هم حولهم، فإذا ما وسعوا دائرة التكتيل والتجميع فسيفلت منهم زمام التصفية وسيفلت منهم الجماهير الكثيرة والكثيرة جدًا لأنهم واحد اثتين خمسة عشرة نفترضهم من كبار العلماء ما يستطيعون أن يربوا الألوف المؤلفة على العلم الصحيح وعلى التربية الصحيحة، إذًا إذا شغلوا أنفسهم بالتكتيل والتجميع على منهج الإخوان المسلمين فسيخسرون التثقيف على منهج الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم، لهذا أنا أقول لا أنكر أي جماعة على أي جماعة تقوم بفرض كفائي، لا أنكر هذا لأنه لا يمكن إلا هذا، مثلا أنا لا أنكر على مسلم يتخصص في دراسة اللغة العربية لكن هو لا يفقه من فقه الكتاب والسنة شيئًا، لا أنكر على شخص يتخصص في أي علم آخر يكون من فروض الكفاية إلى آخره، لكنني أنكر تفرق ذوي هذه الاختصاصات وعدم تكتلهم وتعاونهم بعضهم مع بعض، هذا الذي نحن ننكره، فلو فرضنا أن الإخوان المسلمين أخذوا جانبًا من هذه الفروض الكفائية وتخصصوا فيها لكنهم ما عادوا الطائفة الأخرى التي تتخص في غير تخصصهم، كما أن هذه الطائفة الأخرى لا تعادي الإخوان المسلمين لأنهم تخصصوا في واجب آخر وإنما هم كتلة واحدة كلهم يعملون تحت الإسلام المصفى، وأنا أعتقد جازمًا أنه لا يمكن أن تقوم قائمة الدولة المسلمة التي يشترك في المناداة بها الطائفة السلفية المنصورة الإخوان المسلمون وحزب التحرير غير المنصورين، لأنهم الصفات التي جاءت في السنة غير منطبقة عليهم، لا يمكن أن تقوم قائمة الدولة الإسلامية إلا بتعاون كل هذه الجماعات على أساس الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، أنا أقول السلفييون المتخصصون في فقه الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح، ويحاولون أن يحملوا أنفسهم على الاقتداء بالكتاب والسنة في كل كبير وصغير لا يفرقون بين ما كان فرضًا وما كان سنة وما كان مستحبًا بل يفعلون من كل ذلك ما هم يستطيعون، بخلاف الآخرين الذين يقنعون بأن يتبعوا مذهب من المذاهب دون أن يعرفوا الصواب مما اختلف فيه الناس، فهؤلاء السلفيون إذا ظلوا في هذا الجانب فقط ثم لم يأخذوا بالجوانب من الفروض الأخرى ولو بالتعاون مع الطوائف الأخرى، فهم أيضًا سيظلون مكانك راوح، فلا بد إذًا من تعاون كل الجماعات كل باختصاصه ولا شك أن أهم شيء مما ينبغي القيام به من الإصلاح هو ما عليه السلفييون في عالم الدنيا كلهم وهو تصفية هذا الإسلام مما دخل فيه، وتربية المسلمين على هذا الأساس، نحن لا ننكر القيام بالفرائض الكفائية لكننا لا نبالغ فيها كما يبالغ الآخرون في ذلك، وعلى هذا الأساس إذا توحدت الجماعات في كل جماعة في اختصاصاها مع الجماعات الأخرى تحت دائرة العمل في حدود الكتاب والسنة كما قلنا آنفًا ابتداء بقوله تعالى : { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول } إلى آخر الآية، أنا أعتقد أن أنه يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، إما أن يظل كثير من الإخوان المسلمين يقولون يا أخي هذه الدعوة تفرق الناس ولا تجمع نقول: شَنشنة أو شِنشنة نعرفها من الأغلب، هو هذه المشكلة أنهم لا يتعاونون مع هؤلاء الذين يقومون بواجب التصفية ويتهمونهم بأنهم يفرقون، فإذا تعاونت كل طائفة مع الأخرى كل في حدود اختصاصه أعتقد أن هذا هو السبيل في إنجاح المسلمين وإخراجهم من هذا الضعف الذي وقعوا فيه، الآن يا أستاذ إذا عندك شيء تفضل به. 
السائل : جزاكم الله خير.