الجمعة، 17 يناير 2025

( المرجفون كما وردت في القران الكريم وأتى تفسيرها وفق هدي السلف الصالح )



بسم الله الرحمن الرحيم 



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

اما بعد 

فقد أتى لفظ المرجفين في كلام الله سبحانه وتعالى المنزل المطهر فقال الله سبحانه وتعالى:{ لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا }.[ سورة الأحزاب : الآية ٦٠ ].

وهاهي أقوال أئمة السنة والجماعة اتّباع السلف الصالح في بيان معنى الإرجاف ؛ قال الطبري رحمه اللهُ تعالى:" 

الإرجاف: الكذب الذي كان نافقه أهل النفاق، وكانوا يقولون: أتاكم عدد وعدة. وذكر لنا أن المنافقين أرادوا أن يظهروا ما في قلوبهم من النفاق، فأوعدهم الله بهذه الآية قوله: { لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ...}الآية، فلما أوعدهم الله بهذه الآية كتموا ذلك وأسروه حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله : { وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ } هم أهل النفاق أيضًا الذين يرجفون برسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وبالمؤمنين ".

قال البغوي رحمه اللهُ تعالى في تفسيره لهذه الآية الكريمة:{ والمرجفون في المدينة } بالكذب ، وذلك أن ناسا منهم كانوا إذا خرجت سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم  يوقعون في الناس أنهم قتلوا وهزموا ، ويقولون : قد أتاكم العدو ونحوها .

وقال الكلبي : كانوا يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ويفشون الأخبار ".

قال ابن كثير رحمه اللهُ تعالى في تفسيره لهذه الآية الكريمة:"{ والمرجفون في المدينة } يعني : الذين يقولون : " جاء الأعداء " و " جاءت الحروب " ، وهو كذب وافتراء ، لئن لم ينتهوا عن ذلك ويرجعوا إلى الحق { لنغرينك بهم } قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : أي : لنسلطنك عليهم . وقال قتادة ، رحمه الله : لنحرشنك بهم . وقال السدي : لنعلمنك بهم .

{ ثم لا يجاورونك فيها } أي : في المدينة  إلا قليلا ".

قال السعدي رحمه اللهُ تعالى في تفسيره لهذه الآية الكريمة:" { وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ } أي: المخوفون المرهبون الأعداء، المحدثون بكثرتهم وقوتهم، وضعف المسلمين.

ولم يذكر المعمول الذي ينتهون عنه، ليعم ذلك، كل ما توحي به أنفسهم إليهم، وتوسوس به، وتدعو إليه من الشر، من التعريض بسب الإسلام وأهله، والإرجاف بالمسلمين، وتوهين قواهم، والتعرض للمؤمنات بالسوء والفاحشة، وغير ذلك من المعاصي الصادرة، من أمثال هؤلاء ".

فكما تشاهد ورد ( المرجفون )

في القران الكريم 

وبما أنه جاءت ندوة علمية منقولة بوسائل الإعلام بمشاركة عدة جهات مسؤولة لمناقشة خطر الإرجاف وهذا امر طيب فإضافة إلى ماذكره الاخوة في جهودهم المباركة انه يستحسن وفق رأي المتواضع من زيادة تكاتف الجهود العلمية وذلك في زيادة معرفة :

منهم ( اصحاب الإرجاف )؟

وهل هم أفراد ؟

او جماعات ؟

واين ينفثون سم شرورهم ؟

وهل اهل العلم ذكروهم بالاسم ؟

وما هو إرجافهم ؟

وما نتيجته ؟

وهل ما بدر منهم من شرور له عقوبة دنيوية تكف كيده عن المسلمين ؟

ثم يسلط الضوء على طرق هؤلاء الذين يرجفون في البلد ليتقى شرهم في بيان صفاتهم 

وأعمالهم 

وفي الكيفية الشرعية الصحيحة لمحاربتهم ورد كيدهم في نحورهم 

ثم كيفية معالجة آثارهم السيئة والسبل الكفيلة للوقوف ضد نتائج أعمالهم المخزية . ولعل في رسالة أخرى قادمة ان شاء الله الكتابة عن ( الإرجاف ومن هم أهله وخطرهم على المجتمع ) إسهاما مني في المشاركة في خدمة المجتمع في ضوء الشريعة الإسلامية ووفق التوجيهات السامية لولاة امرنا حفظهم الله ورعاهم 

إذ إن خطرهم يمس المجتمع كاملا بجميع فئاته ؛ اسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يكفي المسلمين راع ورعية شر المرجفين وان يجعل كيدهم في نحورهم وتدبيرهم تدميرهم  ؛ والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

•••••••••••

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .