بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} أما بعد:
فإن المطلع على جهود رموز الأحزاب السياسية الضالة يشاهد ان جل اهتمامهم في كيفية النيل من شخصيتين علميتين لهم شهرة عالمية وسمعة طيبه ومن ثم القدح والطعن والتشويه والنبز والتعيير فيهما ؛ فالأول هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى والآخر شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى فلم يسلم طاهر عرضهما من فحش وبذاذة أهل الشر والضر والنفاق وما علموا :" ان علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر " و :" ان لحوم العلماء مسمومة وعادة الله فيمن طعن فيها بغير حق معلومة".
وقد علم بأدلة الوحي ان أعمال العبد تنقطع بعد وفاته فأجرى الله سبحانه وتعالى أجورا لبعض العباد الصالحين المصلحين بعد موتهم فضلا منه ورحمة وذلك في طعن أهل الباطل في المصلحين من عباده فهي حسنات واجور متتابعة قدمت لعباد الله الهادين المهديين.
ومعلوم ان دعوة الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى هي دعوة لإحياء دين الإسلام الصحيح الخال من البدع والمحدثات فهو لم يأتِ بجديد وإنما نشر ونصر ودعا إلى الله سبحانه وتعالى الي الأخذ بكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفق هدي سلفنا الصالح وترك البدع والمحدثات المخالفة لدين الإسلام و تأليف هذا الإمام للكتب و الرسائل لبيان الحق ونصره ودفع الباطل ودحره وتفنيد شبهات المروجين للباطل ودعاته
مشروعة في أصل نصوص الوحيين لهذا جاءت كتب هذا الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في بيان حق الله العظيم وهو توحيده سبحانه وتعالى ونبذ الشريك عنه وبيان التوحيد المستحق لله سبحانه وتعالى
وهذا هو عين دعوة الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ومنهم واخرهم وافضلهم وسيدهم نبينا محمد عليه افضل الصلاة وأتم التسليم ؛ فبيان توحيد الله بأفعاله وهو توحيد الربوبية وبيان توحيد الله سبحانه وتعالى بأفعال العباد وهو توحيد الله بالألوهية ونبذ الشريك عنه في عبادته وتوحيد الله تبارك وبيان تعالى في اسمائه الحسنى وصفاته العلى الثابتة له في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تشبيه
عملا بالكتاب العزيز والسنةالنبوية وفق نهج السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله هو محض دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى
قال الله تعالى وتقدس :{ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ}. فدعوة هذا الإمام باقية بفضل الله تعالى ورحمته لأنها دعوة الي الحق وأخذه والعمل به وتعليمه والدعوة اليه ونصره وأما الزبد فهو مثل دعوة أهل الباطل الذين ينعقون بباطلهم ومثل دعوة الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى مثل الغيث ويصدق عليها قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :( مثلُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به مِنَ الهُدَى والعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أصابَ أرْضًا، فَكانَ مِنْها نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ الماءَ، فأنْبَتَتِ الكَلَأَ والعُشْبَ الكَثِيرَ، وكانَتْ مِنْها أجادِبُ، أمْسَكَتِ الماءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بها النَّاسَ، فَشَرِبُوا وسَقَوْا وزَرَعُوا، وأَصابَتْ مِنْها طائِفَةً أُخْرَى، إنَّما هي قِيعانٌ لا تُمْسِكُ ماءً ولا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذلكَ مَثَلُ مَن فَقُهَ في دِينِ اللَّهِ، ونَفَعَهُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به فَعَلِمَ وعَلَّمَ، ومَثَلُ مَن لَمْ يَرْفَعْ بذلكَ رَأْسًا، ولَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الذي أُرْسِلْتُ بهِ) رواه الصحابي الجليل ابو موسى الأشعري رضي الله عنه وأخرجه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى في صحيحيهما ف" الذي قبل الحق وعلم الناس وانتفع بعلمه وأرشد الناس إلى الخير مثل الأرض الطيبة التي قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، هكذا العالم الذي نفع الله به الناس وعلم الناس ونشر العلم" فكانت كتب هذا الإمام هذه حالها في نفع الناس وهي مع ذلك لا تتجاوز نصوص الوحيين كتابا وسنة مع لزوم جادة وهدي السلف الصالح في فهم الشرع الحنيف جعلنا الله وإياكم منهم.
فكان كتاب التوحيد وهو أحد كتبه وأهمها في بيان توحيد الله سبحانه وتعالى ونبذ الشريك عنه إذ أن كل أبوابه ومسائله لا تخرج عن التوحيد وهي أما اية
أو حديث
أو أثر صحابي
أو تابعي وطريقته في صياغة كتاب التوحيد جرت وفق طريقة أهل السنة و الحديث والأثر لا يخرج عن طريقتهم في الشكل أو المضمون فمن يرد على الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى إنما اراد ابطال الحق الذي نزل به القرآن الكريم وجاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم واراد الصد عن أدلة الكتاب العزيز والسنةالنبوية والانتصار لأهل البدع والمحدثات والأهواء؛ فكانت دعوته رحمه الله تعالى على جهة العموم وفي كتابه التوحيد على جهة التخصيص؛ لا تخرج عن وجوب العمل بشرطي صحة العبادة فالأول منهما هو الإخلاص لله سبحانه وتعالى ويتبين ذلك في حرص هذا الإمام على تطهير معتقد من يدعوهم إلى توحيد الله سبحانه وتعالى عن ادران الشرك في توحيد الربوبية وتوحيدالالوهية وفي توحيد الأسماء والصفات
وأما طريقته في بيان الشرط الثاني لصحة العبادة فتمثل في تجريد توحيد المتابعة وذلك في تأكيده على أهمية أتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم القولية والعملية والتقريرية وبيان أهمية لزوم اقتفاء طريقة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين والتابعين رحمهم الله جميعا في فهم الكتاب العزيز والسنةالنبوية
فبارك الله في دعوته وانتشرت وكان لها تأثير طيب وأثر مبارك وأيدها كبار أهل العلم والإيمان بالمحبة والدعاء لصاحبها والثناء عليه والاحتفاء بميراثه الذي هو عين ميراث النبي صلى الله عليه وسلم فكانت الشروحات لمؤلفاته والعمل بها والإستشهاد بأقواله التي كانت غصة في حلوق أهل الباطل وفلوله من أهل البدع والأهواء والحزبية السياسية الضالة والجماعات المنحرفة
فتبنت هذه الدعوات الباطله محاربة الحق الذي جاءت به كتبه
وكان لهم شأن في دولهم فمنعت وصودرت كتب أهل الحق ؛ وحينما نشاهد من قام بمنعها إذ هم أرباب المعتقدات الفاسدة المحاربة لدين الإسلام الصحيح الذي نزل به القرآن الكريم وجاء به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وممن حارب دعوته وكتبه طوائف شتى ضالة منها :
الرافضة
والاباضية
والمعتزلة
والزيدية
و المعطلة الجهمية بجميع فرقها
والخوارج الإخوانية
والملاحدة العلمانية
و الصوفية القبورية
واخر من منع نشر كتب هذا الإمام دولة النصيرية في الشام فقيض الله من اطاح بها واسقطها فنشرت كتبه في الشام ثم أتت طالبان في افغانستان فمنعت كتبه جهلا وظلما وضلالا ومنعا من انتشار الحق الذي جاء به دين الإسلام ولا يستغرب منهم وذلك لما هم عليه
من بطلان المعتقد وفساد الطريقة لكن العجب العجاب ان ينبري للانتصار لأهل الضلالة من يزعم نفسه انه من أهل السنة والجماعة وتصدر بغير حق وغرته بهرجة الشهرة وفلاشات وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي فظهر جويهل ضال اسمه فايز الكندري هداه الله
الذي نصّب نفسه حكما وقاضيا على كتاب التوحيد وعلى مؤلفه الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى.
وفايز الكندري لا يعرف بطلب العلم
وليس من أهله ويزول العجب حينما نعلم انه كان من الموالين لطالبان وطالبان كما هو مشهور عنهم حركة سياسية انبثقت عن فكر الإخوانية الخوارج ومكان انتشارهم في افغانستان ومعتقدهم في أصول الدين من المعطلة الجهمية في توحيد الأسماء والصفات و صوفية قبورية في توحيد الألوهية
ومن رعونة فايز الكندري وعميق جهله وعلامات ضلاله زعمه ان طالبان :" منعت كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى ليس لذات الكتاب وإنما لذات محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى".
وهذا كلام باطل فالامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى قد مات له قرون وكتبه هي الحية في صدور أهل العلم وطالبان أصدرت توجيهها الظالم بمنع كتاب التوحيد لما تضمنه من توحيد يضاد توحيد الصوفية القبورية ويحارب توحيد المعطلة الجهمية و مفندا لفساد توحيد الإخوانية الخوارج وهو ما يعرف بتوحيد الحاكمية المحدث المبتدع؛ والمعروف بداهة ان الكلام في الذات كلام في الصفات وقد علم أهل الحق ان
كلامه مجرد تزييف للباطل وترقيع للتوجهات الفكرية الضالة و المعتقدات المنحرفة لجماعة طالبان ؛ فهذا الغر الجاهل المدعو فايز الكندري ليس عالما وليس طالب علم ولم يعرف بطلب العلم وإنما هو بوق اعلامي لنشر الفكر الاخواني الخارجي ونشر ضلالات جماعة طالبان المحاربة لتوحيد الله سبحانه وتعالى و المحاربة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم
وقد تمثل ذلك في محاربتها لأئمة السنة اتباع السلف الصالح وكتبهم وفي كلام فايز الكندري صد عن دعوة الحق التي جاء بها الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى وتضمن كلامه تزييف الحقيقة والواقع والدعاية السامجة للطائفة المحدثة المبتدعة التي أطلقت على نفسها طالبان فعلى طلاب العلم وجوب الحذر والتحذير من ذات فايز الكندري وصفاته التي هي امتداد لفكره الإخواني الخارجي
والبعد عن النشر له وتحذير المسلمين من شره ومن علم حاله يجده انه مجرد داعية ضلال وكذب؛ كفى الله المسلمين شره وشر من يتبعهم فكرا وتنظيما المعروفة بطالبان الممتدة فكريا عن جماعة الإخوان الخوارج؛ وقد جرى كتابة هذه في مناسبة ما ينشره هذا الضال المنحرف في وسائل الإعلام المختلفة ومن أجل معرفة قدره وبيان الحق تم اعداد هذه الرسالة المختصرة التي أسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يبارك فيها وفي من كتبها ونشرها وقرأها وان يهدى ضال المسلمين
والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
°°°°°°°
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني.