السبت، 24 أغسطس 2024

( من خطر دعاة الضلال )


بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

ففي رسالتي هذه سأتناول قصة واقعية حدثت قديما ففي يوم من الأيام  زارني أحد الأشخاص لمشاهدة خيول كانت قريبة من مسكني .

 وهذا الزائر من المحبين المهتمين بالخيول العربية.

جرى الحديث معه والتعرف عليه وكان عمله قريبا من بلدتنا 

وذكر لي ان ولده البكر اسمه ( أسامة ) والآخر ( سلمان ) وسبب تسميته إعجابه ب( أسامة بن لادن ) و ( سلمان العوده ) بل حتى رأيت طريقته في حديثه وأسلوبه في كلامه تشبه الأخير بطريقته وأسلوبه.

والتسمي ب( أسامة) أو ( سلمان ) تسمي طيب فله سلف في ذلك ف( أسامة بن زيد ) رضي الله عنهما حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حب رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم و( سلمان الفارسي ) رضي اللهُ عنه الصحابي الجليل وممن حمل هذا الإسم  خادم الحرمين الشريفين الملك ( سلمان بن عبدالعزيز آل سعود) إمامنا وقائدنا وولي أمرنا حفظه الله ورعاه ورزقه الشفاء والصحة والعافية.

وإنما المحذور الممنوع ان يجره اعجابه الفكري على تسمية أولاده بهذه الأسماء ويصرح بأن سببب تسميته لأولاده  تعظيمه لدعاة التكفير ورموز الانحراف الفكري . 

فظهر لي ان هذا الرجل أحد المتأثرين فكريا بهذه الرموز الإخوانية جهلا فلا بد من إيضاح توجههم الفكري المنحرف فتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز ؛ فذكرت له حال هذين الشخصين وبينت له ضلالهما وانحرافهما عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وعظيم خطرهم على الإسلام والمسلمين إبراء للذمة وبيانا للحق ونصحا للأمة ولئلا يتبع ضلالهم :{ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ }.

فجرى تفنيد شبهات ذكرها بالأدلة النقلية والحجج العقلية القاطعة بعلم وعدل وصدق وإنصاف وحكمة وتعامل معه بلطف وحسن الخلق لئلا نكون منفرين ؛ قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم:{ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ } وقال تعالى :{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }.

فنسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يجعلنا من أتباع رسوله الأمين الذي قال الله عنه وعن أتباعه :{ قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.

" وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك ، ويقين وبرهان ، هو وكل من اتبعه ، يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بصيرة ويقين وبرهان شرعي وعقلي ".

فهؤلاء الجهلة مجال  دعوتنا إذ أنهم شباب جرى التغرير بهم وتشويه صورة ( دين الإسلام الصحيح الذي هو مذهب أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح )مع تجميل الصورة القبيحة للمذهب التكفيري الخارجي وتزيينها أمام الملأ ؛ مع إيرادهم لعبارات شرعية ومصطلحات فقهية وشبهات فكرية لترويج بضاعتهم المزجاة .

والحق واضح أبلج 

والباطل غامض لجلج

والحق : ماجاء في كلام الله عز وجل وماجاء في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وفق هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم .

وبعد الحديث معه امتطى صهوة سيارته وذهب ولم أشاهده بعدها وانقطعت أخباره .

ثم  أخبرت أن تنظيم القاعدة التكفيرية قد قام بقتله وتصفيته جسديا فحسبنا الله ونعم الوكيل.

فقتل بسلاح تنظيم القاعدة الاخواني الخارجي بقيادة ( أسامة بن لادن ) وبتأييد فكري من جماعة الاخوان الخوارج الذين يدعو إلى فكرهم المنحرف ( سلمان العوده ).

ياطلاب العلم:

ان لدين الإسلام أصول شرعية مبنية على الكتاب العزيز والسنة النبوية المطهرة وعلى إجماع المسلمين فمن هذه الأصول ( أصل تحريم التفرق والاختلاف ووجوب الاجتماع والائتلاف) و( أصل وجوب السمع والطاعة بالمعروف لولاة الأمر) و( أصل تحريم الإنكار علانية على من ولاه الله أمر المسلمين )و( تحريم تكفير المسلمين بغير حق جهلا وضلال) و( تحريم استحلال دماء الأبرياء المعصومة ).

ف" الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، الذين عقدوا ألوية البدع، وأطلقوا مقال الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب، يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن المضلين، وكذلك الجهم وشيعته دعوا الناس إلى المتشابه من القرآن والحديث، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا بكلامهم بشرا كثيرا ".

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح والرزق الحلال الطيب المبارك وحسن الخاتمة 

والله أعلم وصلى وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

••••••••••••

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو الله : غازي بن عوض العرماني .