بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى :{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}[سورة محمد : الاية ٢٤ ].
وفي صحيح الامام مسلم رحمه اللهُ تعالى من حديث الصحابي الجليل النواس بن سمعان رضي الله عنه:( يُؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به، تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ وآلُ عِمْرانَ، وضَرَبَ لهما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَةَ أمْثالٍ ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ؛ قالَ: كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ، بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما ).
وعن بعض اصحاب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:(حدَّثَنا مَن كان يُقرِئُنا من أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّهم كانوا يَقتَرِئونَ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ آياتٍ، فلا يأخُذونَ في العَشْرِ الأُخرى حتى يَعلَموا ما في هذه منَ العِلمِ والعَمَلِ، قالوا: فتعلَّمْنا العِلمَ والعَمَلَ) .
وفي مسند الامام احمد رحمه اللهُ تعالى ؛ قال ابن عباس [رضي الله عنهما] : ( قدم على عمر بن الخطاب[ رضي اللهُ عنه]رجل، فجعل عمر يسأله عن الناس، فقال: يا أمير المؤمنين، قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا، فقال ابن عباس: فقلت: والله ما أحب أن يتسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة، قال: فزبرني عمر، وقال: مَهْ، فانطلقت إلى منزلي مكتئبًا حزينًا، فبينا أنا كذلك إذ أتاني رجل فقال: أجب أمير المؤمنين، فخرجت فإذا هو بالباب ينتظرني، فأخذ بيدي فخلا بي، فقال: ما الذي كرهت؟ قلت: يا أمير المؤمنين، متى يتسارعوا هذه المسارعة يحتقَّوا ومتى ما يحتقّوا يختصموا، ومتى ما يختصموا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا، قال: لله أبوك، والله إن كنت لأكتمها الناس حتى جئت بها ).
وعن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ رضي اللهُ عنه ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :( هَلَاكُ أُمَّتِي فِي الْكِتَابِ وَاللَّبَنِ ) ، قَالُوا : يَا رَسُولَ مَا الْكِتَابُ وَاللَّبَنُ ؟ قَالَ :( يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ فَيَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ مَا أَنْزَلَ الله ، وَيُحِبُّونَ اللَّبَنَ فَيَدَعُونَ الْجَمَاعَاتِ وَالْجُمَعَ وَيَبْدُونَ ) .رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى وصححه الإمام الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الصحيحة حديث رقم ( ٢٧٧٨ ).
وقوله: (يبدون) أي يخرجون
إلى البادية لطلب مواضع اللبن في المراعي، كما في " النهاية [نفس المصدر].
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ[ رضي اللهُ عنهما ]أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( يَنْشَأُ نَشْءٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ ) قَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ ) أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً ( حَتَّى يَخْرُجَ فِي عِرَاضِهِمُ الدَّجَّالُ ) رواه ابن ماجه وحسنه الامام الألباني رحمه اللهُ تعالى.
رزقنا الله واياكم العلم النافع والعمل المتقبل والرزق الحلال الطيب الواسع المبارك فيه وأحسن الله لنا ولكم ولجميع المسلمين الخاتمة ؛ آمين.
اللهم صلِّ وسلّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .